ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 16/06/2010


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

إسرائيل وحدود الشدة

جو كلاين /مجلة تايم

ترجمة/إبراهيم عباس

اعتبر الكاتب والصحفي اليهودي الأمريكي المخضرم جو كلاين في تقريره إلى مجلة تايم في عددها الأخير أن أول ما تبادر إلى ذهنه عندما سمع تعليقات كبير صحفيي البيت الأبيض السيدة هيلين توماس بأن على اليهود في إسرائيل العودة إلى ألمانيا وبولندا ، أن تحول  بأفكاره  على الفور إلى حرب الخليج الأولى ، وأشار إلى أنه كان في إسرائيل في ذلك الوقت مثقلاً – مثل غيره من الإسرائيليين- بحمل القناع الواقي من الغازات عند سقوط صاروخ سكود الأول الذي أطلقه صدام حسين على إسرائيل في منتصف الليل ، حيث آوى إلى غرفة حصينة في الفندق الذي كان ينزل فيه عندما جلس وسط مجموعة من اليهود المسنين الذين جاؤوا من أوروبا الشرقية ، واليهود الناجين من المحرقة ، وقد وضع الجميع الأقنعة الواقية من الغاز خوفًا من تكرار ما حدث لهم على يد النازي ، واصفًا المشهد بأنه كان مأساويًا ومفجعًا ومؤثرًا بالرغم من أن تلك الصواريخ سقطت دون أن تسبب أية أضرار نسبيا. واستطرد : "لكن أولئك الناس الذين كان من الممكن أن يكونوا آباء وأمهات أعطوا الإجابة على السؤال : لماذا إسرائيل باقية حتى الآن؟ ".

وأضاف كلاين  بأن نورمان بودهوريتز ، أحد آباء المحافظون الجدد – وهو يهودي أيضًا- وزوجته ميدج ديكتر كانا داخل الغرفة نفسها ، وأنهما دخلا في نقاش معه بعد أن انتهت الغارة ، حيث اعتقد نورمان وزوجته  أن إسرائيل ستقوم بالرد الانتقامي على الفور ، لكن كلاين أبدى اعتقاده بأنه يستبعد هذا الأمر ، لأن إسرائيل لو فعلت ذلك فإنها ستتسبب في تعريض التحالف الدولي ضد صدام الذي كان يقوده الرئيس جورج بوش الأب للخطر ، وتم الرهان على ذلك بمبلغ 5 دولارات ! . وقد أرسلت  له ميدج  بالفعل شيكًا بهذا المبلغ بعد بضعة أسابيع ، لكن كلاين لم يصرفه البتة!.

واستطرد أن رد فعل بودهوريتز عكس طريقة الاستجابة التي يرد بها اليهود عادة على أي خطر يتعرضون له ، أي الرد بعنف مفرط ، وهو ما أدى إلى مقت العالم لليهود على مر السنين ، وبودهورتيز نفسه عبر عن هذه النزعة في مقال له نشر عام 1963 معترفًا بأن تجربته الأولى مع الجبن بدأت عندما كان يتعرض للضرب من قبل الصبية الزنوج في بروكلين في نيويورك . وعبر عنها أيضًا جيفري جولدبيرج  في مذكراته بعنوان (السجناء) ، عندما كان يتلقى الإهانات من قبل الصبية الإيرلنديين لأنه يهودي ، وأن تلك النزعة تبلورت لديه عند قراءته لرواية ليون أوريس "الخروج" – إكسودس- حيث قرر بعدها أن يصبح جنديًا في الجيش الإسرائيلي ، سجانًا لسجين فلسطيني لم يلبث أن أصبح صديقًا له. ويرى كلاين أن هذه النزعة إلى الشدة لدى اليهود تظهر في سن معينة ، وأنها تشكل متلازمة في الشخصية اليهودية أطلق عليها (إيه.بي.سي.دي.) اختصارًا للكلمات : (آري بن كنعان سيندروم)، أي متلازمة آري بن كنعان ، بطل رواية إكسودس.

واستطرد كلاين أن إسرائيل دولة تعاني من تلك المتلازمة المسؤولة عن بقاءها حتى الآن مؤكدًا أن الدبلوماسية الناعمة ليس ملمحًا بارزًا في الطابع الوطني الإسرائيلي الذي يغلب عليه الفظاظة والعنف ، والرفض القاطع للتراجع عما تقوم  به من أعمال كبيرة للحفاظ على وجودها كما في حروب 48 و67 و73 مضيفًا أنه مع الأيام تحولت هذه المتلازمة إلى نوع من العنف المفرط  الذي تمثل بشكل خاص في احتلالها بيروت  ومساهمتها في مذبحتي صبرا وشاتيلا الذي أدى إلى نشوء حزب الله ،  وعكس ابتعادها عن الحكمة اليهودية على حد وصف جولدبيرج مؤخرًا . واستطرد كلاين أن دعم الحكومة الإسرائيلية للاستيطان في المناطق الفلسطينية بما في ذلك القدس الشرقية دمر إمكانية حل الدولتين بالرغم من إعراب الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة عن استعدادها لتقديم المزيد من التنازلات من أجل التوصل إلى السلام مع الفلسطينيين.  

واختتم كلاين بأن أحدث مظاهر هذه المتلازمة لا يتمثل بالهجوم على قافلة الحرية الذي خلى من أي شكل من اشكال الحكمة بقدر ما تمثل في حصار غزة ، مضيفًا أنه يوجد العديد من الأسباب التي تدفع إسرائيل إلى اعتبار حماس عدوًا لها ، والدليل على ذلك آلاف الصواريخ التي أطلقتها على إسرائيل ، وأن إسرائيل تملك الحق في منع وصول الأسلحة إلى حماس ، ولكن الحصار ليس بسبب الأسلحة ، وإنما هو مظهر آخر من متلازمة إيه بي سي دي لجعل الحياة قاسية على أهالي غزة بما يجعلهم يقفون  ضد حماس ، لكن ما حدث هو العكس تمامًا عندما استخدمت حماس الحصار ضد إسرائيل .

ورأى كلاين في النهاية أن الحكمة كانت تقتضي من إسرائيل السماح بكل شىء لدخول القطاع ما عدا الأسلحة ، وأنه كان على إسرائيل التصرف حيال غزة وسفن الحرية بمثل التصرف الذي طبقته  إبان حرب الخليج عندما امتنعت عن الرد على صواريخ صدام .

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ