ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
إسرائيل دولة عادية؟ بقلم:
أيان بوروما/تودايز زمان 10-7-2010 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي إن مقتل تسعة أشخاص على أيدي أولئك
الكوماندوز كان نتيجة مرعبة.
كما أن حصار إسرائيل لغزة و
إحتلالها للأارضي الفلسطينية
في الضفة الغربية, هذا عدا عن
إغلاق الطرق و تدمير البيوت و
العذاب اليومي للفلسطينيين
تعتبر أيضا أشكالا من أشكال
الوحشية المؤسسة. على الرغم من كل هذا, فإن وصف رئيس الوزراء
التركي رجب طيب أردوغان للغارة
الإسرائيلية على سفينة النشطاء
بأنه " هجوم على ضمير
الإنسانية" يستحق "كل
أشكال اللعنة" و وصفه لهذه
الغارة بأنها " نقطة تحول في
التاريخ" و سيكون كل ما بعدها
مختلفا عن ما قبلها" يبدو
إنفعاليا. بغض عما يعتقده الشخص
حول الحكومات الإسرائيلية فإن
ردود الفعل للعنف الذي ترعاه
الحكومة تميل إلى أن تكون عنيفة
– ليس فقط في تركيا- بطريقة تفوق
ردرود الفعل على الجرائم التي
يقوم بها زعماء دول أخرى,
باستثناء الولايات المتحدة. و
لكن و في أذهان العديد من
المنتقدين فإن هناك خلطا فيما
بين البلدين. إن إسرائيل لم تقم بأي أمر يمكن مقارنته
مع ما قام به الرئيس السوري
الراحل حافظ الأسد في مذبحة عام
1982 التي راح ضحيتها ما يفوق 20000
عضوا من الإخوان المسلمين في
مدينة حماة. لحد الآن فإن عدد المسلمين الذين يقتلون
على أيدي مسلمين يفوق ما قامت به
إسرائيل, أو حتى في الواقع
الأمريكان. و إذا فكر الشخص في
عدد القتلى جراء الحرب الأهلية
في جمهورية الكونغو
الديمقراطية (أكثر من 4 مليون)
فإن الحديث
عن نقطة تحول في التاريخ بعد
مقتل 9 أشخاص
يبدو أمرا سخيفا. و لكن كل ما جرى لا يبدو أنه يقاس بما
تفعله إسرائيل. و هكذا فهل من الصحيح كما يدعي العديد من
المدافعين عن إسرائيل, بأن
الحكم على الدولة اليهودية يتم
بمعايير مختلفة عن الدول
الأخرى؟ أنا أعتقد أن هذا الأمر
صحيح. و لكن و بينما تلعب
العداوة للسامية جزء مهما, فقد
لا يكون هذا هو السبب الرئيسي. خصوصا بعد حرب عام 1973 " يوم الغفران"
فإن العديد من الأوروبيين كما
أعتقد تنفسوا الصعداء و ذلك لأن
اليهود قد يكونون المعتدين,
أيضا. لقد أراحت الوحشية
اليهودية ذنب وقت الحرب المدفون.
إن الرغبة في التغلب على هذا
الشعور بالذنب قد حرك بعض الناس
من أجل المبالغة في العدوان
الإسرائيلي. إن الشعار القديم
لمعاداة السامية الذي روج له من
قبل الصحيفة النازية "دير
شتومر" بأن اليهود " هم
البلاء" قد أعطي شكلا جديدا
من خلال الصراع الإسرائيلي مع
الفلسطينيين. كما أن هنالك أسبابا أخرى, بالنسبة
للمعايير المزدوجة الموجهة إلى
إسرائيل. أحدهما ما أطلق عليه
الفيلسوف وناشط السلام
الإسرائيلي أفيشاي مارغليت هو
" التمييز العنصري الأخلاقي".
إن سفك الدماء الذي تعرض له
الأفارقة أو الآسيويين لم يؤخذ
بجدية كما حصل للأوروبيين – أو
البيض الآخرين. بعد كل هذا, قد
يقول البعض (و قد يفكر آخرون كثر
فيه) ما الذي يمكن أن نتوقعه من
متوحشين؟ وهم لا يعرفون أي أمر
أفضل. بالطبع فإن هذا الشعور هو شعور إستعماري
عميق, و إرث العمل الإستعماري قد
عمل أيضا ضد إسرائيل بطريقة
أخرى. كما كان صحيحا بالنسبة
لحقبة التمييز العنصري في جنوب
إفريقيا فإن إسرائيل تقوم
بتوعية الناس حول خطايا
الإمبريالية الغربية. إن
إسرائيل تعتبر في الشرق الأوسط
بالنسبة للعديد من الأشخاص في
الغرب, قوة إستعمارية يقودها
أشخاص بيض (على الرغم من وجود
العديد من الشخصيات
الإسرائيلية البارزة ذات جذور
تعود إلى طهران أو فاس أو بغداد).
و يتم النظر إلى الفلسطينيين
على أنهم خاضعون للإستعمار , و
طالما أن إسرائيل مستمرة في
إحتلال الأراضي العربية فإن هذا
التصور سوف يتأكد يوما بعد يوم. في النهاية, فإن إسرائيل لا زالت دولة
ديمقراطية و لايجب الحكم عليها
بنفس المعايير التي يحكم فيها
على الدكتاتوريات. إن علينا أن
نتوقع مزيدا من حكومة بنيامين
نتينياهو, لنقل أكثر مثلا من
نظام محمود أحمدي نجد في إيران,
و ذلك ليس بسبب أن اليهود
متفوقون أخلاقيا على الفرس و
لكن لأن نتينياهو أنتخب بحرية و
هو خاضع لحكم القانون, بينما قام
أحمدي نجاد بتدمير كل ما هو
ديمقراطي في إيران. بالمنطق,
فإنه لحمل إسرائيل إلى المعايير
العليا فإنه يجب معاملتها
كديمقراطية طبيعية. إذا رفض بعض منتقدي إسرائيل معاملة
إسرائيل على أنها دولة طبيعية,
فإن الأمر نفسه ينطبق على بعض من
أكثر المدافعين عن إسرائيل وفاء.
التعامل الخاص مع إسرائيل على
أنها أمة من الضحايا – الورثة
الطبيعيون لأهداف القتل
الجماعي النازي- هو وجه آخر من
أجل تطبيق المعايير المزدوجة.
لقد كان الفيلسوف الفرنسي
فينكيل كراوت محقا في إنتقاد
أردوغان بسبب رد الفعل القوي
على الهجوم الإسرائيلي على قافة
الحرية. و لكن من خلال إضافة أن
كتاب هتلر "كفاحي" هو من
أفضل الكتب مبيعا في تركيا فإنه
يشير ضمنا إلى أن شعب أردوغان
التركي يمثل النازية الحديثة. إن إسرائيل كأمة من الضحايا هو في الحقيقة
مناف لمذهب مؤسسي الدولة. لقد
أرادوا خلق أمة جديدة أخلاقية,
دولة لجنود و فلاحين إسرائيليين
جيدين, مختلفون عن اليهود
الضعاف الذين سقطوا ضحايا
للإضطهاد الأوروبي. لقد كان
الأمر لاحقا لربما عندما تمت
محاكمة إيشمان عام 1961 حيث أصبحت
المحرقة عنصرا أساسيا في دعاية
الدولة. و فيما بعد و تحت حكم
قادة مثل مناحيم بيغن فإن
المشاريع العسكرية بررت من خلال
الإشارة إلى الإبادة الجماعية
النازية. إن جميع اليهود بما فيهم اليهود
الإسرائيليون يجب أن يبقوا
مسكونين بالتاريخ القديم
المرعب. ولكن لا يجب أن يستخدم
هذا الأمر لتبرير الإعتداء على
الآخرين. إن إسرائيل بلاد فائقة
القوة و هي أكثر إخافة و غنى و
تسلحا من جميع جيرانها. إن إخضاع
زعمائها للمساءلة بسبب أعمالهم
أمر أساسي, ليس فقط من أجل حماية
الفلسطينيين من وحشيتهم و لكن
من أجل الحفاظ على حرية إسرائيل.
إن السماح للماضي بالتخييم على
نقدنا يقوض ديمقراطية إسرائيل و
سوف يكون له عواقب خطيرة إضافية
في المستقبل. Is
by Ian Buruma* the
killing of nine civilians by those commandoes was a
terrible consequence. Nevertheless,
Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdoğan’s
description of the Israeli raid on the activists’ boat
as “an attack on the conscience of humanity,” which
“deserves every kind of curse,” and as a “turning
point in history” after which “nothing will be the
same” seems hysterical. Whatever one thinks of various
Israeli governments (and I don’t think much of the
current one), reactions to Israeli government-sponsored
violence tend to be much fiercer -- not just in Turkey
-- than to crimes committed by the leaders of other
countries, with the exception perhaps of the United
States. But then, in the minds of many critics, the two
countries are often conflated. But
none of that seems to count as much as what So
is it true, as many defenders of Especially
after the 1973 “Yom Kippur” War, many Europeans, I
suspect, sighed with relief that Jews could be
aggressors, too. Jewish brutality relieved the burden of
wartime guilt. Eagerness to overcome this guilt might
even have prompted some people to exaggerate Israeli
aggression. The old anti-Semitic slogan, promoted by the
Nazi newspaper Der Stürmer, that “the Jews are our
misfortune,” has been given new currency by the
Israeli conflict with the Palestinians. There
are other reasons, however, for the double standard
directed at This
is, of course, a deeply colonial sentiment, and the
legacy of colonialism works against Finally,
If
some critics of That
all Jews, including Israeli Jews, should remain haunted
by a horrible past is understandable. But it must never
be used to justify aggression against others. ______________________ *Ian
Buruma is a professor of democracy and human rights at
Bard College. His latest book is “Taming the Gods:
Religion and Democracy on Three Continents.” ©
Project Syndicate 2010 http://www.todayszaman.com/tz-web/news-215523-109- centeris-israel-a-normal-country-bribyi-brian-buruma-center.html ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |