ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أزمة الانفصال القادمة في السودان: هل
سيكون هنالك حرب ؟ تقديم:
أندرو ناتيسيوس & ريتشارد
ويليامسون/معهد واشنطن 21-12-2010 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي في 17
ديسمبر قام أندرو ناتيسيوس و
ريتشارد ويليامسون بعقد منتدى
خاص في معهد واشنطن لمناقشة
نتائج الإستفتاء العام القادم
في السودان. السيد ناتيسيوس
مبعوث خاص للولايات المتحدة في
السودان وهو يعمل حاليا في
جامعة جورج تاون في كلية إدموند
والش للخدمة الخارجية. و السيد
ويليامسون زميل بارز في مجلس
شيكاغو للشئون الخارجية و زميل
غير مقيم في معهد بروكنغز وقد
عمل سابقا كمبعوث خاص للولايات
المتحدة في السودان. و فيما يلي
خلاصة ما قدموه: أندرو
ناتيسيوس: إن
الحرب الأهلية التي دارت في
السودان و التي امتدت لاثنين و
عشرين عاما ونتج عنها وفاة 2
مليون شخص في جنوب السودان أدت
إلى التوقيع على اتقاقية سلام
شاملة في عام 2005. و قد جاءت
الاتفاقية نتيجة للدبلوماسية
النشطة لإدارة جورج دبليو بوش,
حيث تم الكثير منها تحت الوساطة
الشخصة من قبل الرئيس بوش و
الرئيس السوداني عمر البشير. إن
أجزاء هذه الإتفاقية تنص على
منح الجنوب حكما ذاتيا لمدة 6
سنوات, تبدأ من العام 2005 و تنتهي
في 9 يناير 2011, أي مع حلول موعد
الإستفتاء العام لجنوب السودان.
ومع تسجيل الغالبية من سكان
الجنوب في الإستفتاء فإن نتائج
الإستطلاع الأخيرة تشير إلى أن
ما يزيد عن 90% منهم سوف يصوتون
لصالح الانفصال. لقد سارت عملية
التسجيل بسلاسة و أفضل مما كان
متصورا , و دون أي محاولة من قبل
الخرطوم للتدخل في هذه العملية.
إن الاستفتاء يتقدم بصورة جيدة,
على الرغم من جهود الخرطوم
لتعقيد طباعة أوراق الاستفتاء و
إثارة الشكوك حول أهلية
الناخبين, لأنه و من هذه المرحلة
فسوف يكون الاستفتاء في يد
حكومة الجنوب. في 9 يناير المقبل
سوف يصوت الجنوب للإنفصال. لقد
أدى هذا الإستفتاء إلى ظهور
العديد من المفاهيم غير الصحيحة.
أولى هذه المفاهيم هي الفكرة
القائلة بأن هناك دولة واحدة
سوف تنشأ. إنه لمن الضروري جدا
بأن يعترف المجتمع الدولي بأن
التصويت سوف يؤدي إلى ظهور
دولتين. إن الحركة الإقتصادية
في الشمال سوف تتأثر بشكل كبير,
لأن الجنوب
-الغني بالنفط و الذهب و
النحاس و المصادر المائية و
أكثر الأراضي خصوبة في أفريقيا-
هو المصدر الرئيس للمصادر
الطبيعية لعدة عقود للشمال. و
بعيدا عن الإعتبارات
الإقتصادية فإن جنوب السودان
كان مستقلا عمليا لمدة 6 سنوات,
وسوف لن يكون داخلا في حسابات
الشمال السياسية وهو ما سيخلق
فجوات عميقة داخل النخبة
السياسية الحاكمة في الخرطوم. و
المفهوم غير الصحيح الآخر هو أن
جنوب السودان سوف يكون دولة
فاشلة من أول يوم من الإستقلال.
إن الواقع ينافي هذه الأمر: في
السنوات الثلاث الأخيرة , تحولت
جوبا إلى مدينة منظمة تعج
بالصخب مع وجود الكثير من
الفنادق فيها و الشوارع المعبدة
و نظام توصيل المياه شامل. علاوة
على ذلك, فإن جوبا قادرة وبصورة
مطردة على إخراج المصادر خارج
المحافظة. إن هناك مجتمع مدني
نام و قطاع خاص فعال و بناء على
رغبة الحكومة فقد حصل هناك تدفق
إفريقي للمشاريع من الدول
المجاورة مثل تنزانيا و أوغندا
من أجل المساعدة في رفع سوية
الإقتصاد. إن هذه الدول لديها
مصالح شخصية في نجاح الجنوب ,
كما أنهم ياملون في تأمين منطقة
آمنة ما بينهم و بين ما يعتبرون
أنه نظام عدواني يقوده
الإسلاميون في الشمال. و على
الرغم من وجود قلق بأن الإتجاه
الأوتوقراطي و الإستبدادي
موجود في جنوب السودان, إلا أن
البرلمان لا زال يسمح بوجود
معارضة نشطة.
و
الوهم الأخير – وهو الأكثر
حساسية- هو أن الشمال يزداد قوة
يوما بعد يوم. إن الخرطوم تواجه
أزمة إنشقاق وشيكة , وفي الواقع
فإنه يبدو أن الشمال هو الأكثر
ضعفا من الجنوب. إن حزب المؤتمر
الوطني يقاتل من أجل بقائه في
العديد من المناطق , ولا يقتصر
الأمر على دارفور فقط و التي
اعترفت حكومة البشير بشكل خاص
بأنها لن تسيطر عليها. في النيل
الأعلى فإن حزب المؤتمر لم يخسر
السيطرة فقط و لكنه خسر السيطرة
على المزيد من الأراضي بما فيها
جبال النوبة. ضمن
شمال السودان, فإن قوى التمرد قد
أعادت الإصطفاف مع جوبا كما أن
الجيش يواجه تهديدات بالإنقلاب
من قبل الإسلاميين التابعين
للزعيم الإسلامي حسن الترابي.
إن الجيش الشمالي قد تعرض للضعف
بسبب عمليات التطهير التي يقوم
بها من أجل منع حصول الإنقلابات,
مما أدى إلى حصر عدد الجنود
الموجودين في الخرطوم إلى 4000
جندي فقط. علاوة على ذلك, ومع
وجود مناطق التجنيد في أماكن
بعيد عن السيطرة القوية, فإن
قدرة الخرطوم على تجنيد مزيد من
الجنود أصبحت محدودة, كما أن
قواتها الجوية تدار من قبل
الأجانب. إن الشمال, و مع وجود
عدد أقل من الجنود المسلحين مما
هو عليه الحال في الجنوب لم يعد
قادرا على إجتياح الجنوب. أضف
إلى ذلك, فإن عودة ما يقرب من 1.5
مليون من 2.5 مليون جنوبي نزحوا
إلى الشمال يحرم الشمال من
رافعة مهمة في استخدام هؤلاء
اللاجئين كرهائن. ومن
أجل تجنب الحسابات الخاطئة من
قبل الخرطوم, فإن على واشنطن أن
تتحرك بسرعة و استراتيجية من
أجل ضمان إستقرار المنطقة. أولا,
على الولايات المتحدة أن تقدم
مباشرة ضمانات أمنية للجنوب. إن
هذا الأمر لن يكون مجرد رادع
للشمال و لكنه سوف يكون فهما
للأمن المتزايد في جنوب السودان
والذي من الممكن ان يساعد جوبا
في تقديم التنازلات الضرورية
لإتفاقية تقاسم العائدات مع
الشمال. ثانيا, على الولايات
المتحدة أن تدخل في اتفاقية
تجارة حرة مع جنوب السودان و
التسهيل لإستثمارات الأمريكان
في الجنوب. ثالثا, يتوجب على
واشنطن أن تقيم سفارة في جوبا, و
أن ترسل رسالة بأن الولايات
المتحدة – مع وجود مصالح أمنية
و إقتصادية و دبلوماسية
في الجوب- تعد العدة للبقاء
أمدا طويلا. و آخر أمر هو أن على
الولايات المتحدة أن تزيد من
جهودها من أجل زيادة القدرة
العسكرية لجنوب السودان, من أجل
تخفيض مخاطر نشوب حرب في
المستقبل ومن أجل المساعدة في
الحفاظ على إستقرار المنطقة. ريتشارد
ويليامسون: إن
السياق التاريخي للصعوبات التي
واجهتها السودان مع التهميش مهم
لفهم ديناميكيات الحالة
الراهنة. لقد تم تفضيل مجموعة
صغيرة من المسلمين العرب
القادمين من شمال النيل خلال
فترة حكم الإمبراطورية
العثمانية و مرة أخرى خلال
الإمبراطورية البريطانية
المصرية, مما ساهم في نشر حالة
الكراهية للحكومة الحالية في
الخرطوم. إن انتهاء الحالة
العدائية يؤشر إلى الإنجاز الذي
حققته إتفاقية السلام, و لكن
كحال العديد من الإتفاقيات
المماثلة فإنها تؤجل و تهمل
الكثير من القضايا. و مع إقتراب
النهاية, فإنه من المهم النظر في
الدروس المستقاة من إتفاقيات
الجيش الشعبي لتحرير السودان
و حزب المؤتمر الشعبي خلال
السنوات الست الأخيرة: *إن
الشمال لم يجعل من الوحدة هدفا
جذابا * لقد
استمر الشمال في استخدام أساليب
قطاع الطرق و الطرق الوحشية و
استخدام الوكلاء مثل
الميليشيات الإسلامية. * لقد
كان الجنوب مجتمعا مع بعضه أيام
جون قرنق بوجود الكارزما و
الصفات القيادية التي كان
يحملها, و قد نجح بشكل كبير من
خلال قيادة الرئيس سلفا كير
ميارديت و لكن هذا النجاح قد
لايكون دائما. * لقد
كان الشمال متعجرفا في خرق
الإلتزامات و هو أسلوب من غير
المحتمل أن يتغير. إن
الإستفتاء و على الرغم من أنه
ينهي إحدى مراحل العملية, و لكنه
يبدأ بأخرى. فمن أجل تعكير الوضع
الدبلوماسي, فإن الشمال سوف
يتحدى الإستفتاء من أجل العديد
من الأسباب, مثل محاولته
التفاوض على تعريف مفهوم
الإنفصال. إن الكثير مما يفعله
الشمال قبل الأستفتاء سوف يتضمن
عنصرا قويا مصمم من أجل كسب
رافعة له. على الرغم من أن
الاتفاقية يجب أن تعالج قضايا
مثل الحدود و تقاسم عائدات
النفط , إلا أن توجه الشمال لم
يكن تاريخيا متمثلا في قول "لا"
و لكنه يتجنب قول "نعم". إن
هذه الطرق من المناقشة و التي
تتضمن الدراسة و التأجيل و في
النهاية الإنكار سوف يميز
المفاوضات هذا الربيع و يمكن أن
يكون أمرا خطيرا في نهاية
المطاف. في هذه اللحظة فإن
تحركات القوات على امتداد
المناطق المتنازع عليها لن يؤدي
على الأرجح إلى حرب شاملة. و
بينما ركزت وسائل الإعلام على
الاستقرار في جنوب السودان, فإن
الخطر الحقيقي في الواقع هو
فوضى محتملة في الشمال. إن
الشمال لن يخسر ما يقرب من 70% من
عائدات النفط لصالح الجنوب فقط
و لكن وجود الحكومة مهدد من قبل
التطرف المتنامي في المنطقة. إن
على حكومة الشمال التعامل مع
التشدد الإسلامي الذي يمتلك
حضورا قويا في الشمال أصلا و
الذي من الممكن أن ينتصر في
النهاية مشكلا منطقة إرهابية من
الصومال إلى السودان إلى ليبيا.
كما أن علاقات إيران القوية مع
الخرطوم تمثل مشكلة كبيرة. وبسبب
الأخطار المرتبطة بالانفصال,
فإن على الولايات
المتحدة و المجتمع الدولي أن
يقوموا بما في وسعهم من أجل ضمان
إستفتاء بحد أدنى من المصداقية
بحيث يعكس النتائج رغبة
السواد الأعظم. إن جيوب
العنف سوف تحاصر عمليات التصويت
, حيث سوف يقوم الشمال باستخدام
هذا الأمر كذريعة على عدم وجود
الشرعية . و إذا اكتسبت مثل هذه
الأمور موطئ قدم فإن الشمال قد
يسير باتجاه فرض الحقائق على
الأرض. مثل هذه الحسابات
الخاطئة الكبيرة يمكن أن تؤدي
إلى عنف كبير أو حتى إلى عودة
الحرب. إن
جيران السودان و المجتمع الدولي
يراقبون الإستفتاء القادم بشيئ
من التخوف. إن دول شرق إفريقيا و
القرن الإفريقي لديهم مصالحهم
الخاصة, و تتمثل بشكل أساسي
برؤية الجنوب مستقرا مع وجود
حدود يمكن الدفاع عنها بحيث
تشكل منطقة عازلة مما قد يحد من
التواجد الإسلامي المتطرف من
الشمال. إن الدول العربية تخشى
من مثل هذا الشمال المتطرف
إضافة إلى الخشية من أن يصبح
الشمال دولة فاشلة بسبب تدفق
اللاجئين. إن مصر قد تكون متضررة
جدا: إن التطور في الجنوب يمكن
أن يؤثر سلبا على تدفق نهر النيل,
على سبيل المثال إذا استخدمت
المزيد من المياه في الزراعة. وعلى
الرغم من أنها سوف تقوم بكل ما
في وسعها من أجل تسهيل مفاوضات
سلمية نسبية على الإستقتاء , فإن
على الولايات المتحدة أن تظهر
تهديدا حقيقيا للعواقب. بعد
التواصل الجيد مع الحكومة
الشمالية للسودان, فإن واشنطن
تعلم تماما بأن الحوافز ليست
كافية من أجل دفع و تشجيع
التعاون. إن الإتفاقية الأمنية
الأمريكية مع الجنوب يجب أن
تدعم بإجراءات ذات مصداقية من
أجل جعل الإتفاقية فعالة .إن
الجنوب القوي قد يعني إيذاء أقل
للشمال. و لكن إمكانية إيجاد
توازن و عدالة ما بين الدولتين
مع وجود مثل هذه العلاقة
الطويلة من انعدام الثقة أمر
خاضع للتساؤل. The
Coming Secession Crisis in Featuring
Andrew Natsios and Richard Williamson December
21, 2010 On
December 17, 2010, Andrew Natsios and Richard Williamson
addressed a special Policy Forum at The Washington
Institute discussing the ramifications of the upcoming
Sudanese referendum. Mr. Natsios, a former Andrew
Natsios The
two-part Sudanese Civil War -- a war lasting twenty-two
years and resulting in two million deaths in southern
Sudan -- concluded with the signing of the Comprehensive
Peace Agreement (CPA) in 2005. The agreement came as a
result of energetic George W. Bush administration
diplomacy, much of it brokered personally by President
Bush and Sudanese president Omar Hassan al-Bashir. The
provisions of this agreement included southern autonomy
for six years, to begin in 2005 and conclude on January
9, 2011, with a referendum on the secession of southern This
referendum has given rise to a number of misconceptions.
First is the notion that a single new state will be
created. It is vitally important that the international
community recognize that the vote will create two new
states. The economic dynamics of the north will be
profoundly affected, since the south -- rich in oil,
gold, copper, water sources, and the most fertile soil
in Another
misconception is that southern The final
-- and critical -- misconception is that the north is
growing stronger by the day. Within
northern To avoid
serious miscalculations by Richard
Williamson The
historic context of •
The north has not made unity an attractive
goal. •
The north has continued to engage in
thuggish, brutal methods, using proxies such as Islamist
militias. •
The south that was held together by John
Darang, with his charisma and leadership, has succeeded
largely through the leadership of President Salva Kiir
Mayardit -- but this success may not be permanent. •
The north has been cavalier about breaking
commitments, a pattern that is not likely to change. The
referendum, though ending one stage of the process,
begins another. In order to muddy the situation
diplomatically, the north will challenge the referendum
on any number of grounds, such as its attempt to
negotiate the definition of secession. Much of what the
north does post referendum will include a strong element
of theater designed to gain leverage. Although
agreements must be struck on issues such as the border
and oil revenue sharing, the tendency of the north,
historically, has been not to say no, but to avoid
saying yes. These tactics of debate, deliberate, delay,
and, finally, deny will characterize the run-up to
negotiations this spring and could ultimately prove
dangerous. For the moment, however, troop movements
along the disputed areas are unlikely to lead to
full-scale war. While
recent press attention has centered on the stability of
southern Because
of the dangers associated with secession, the Although
it will do its best to facilitate a relatively peaceful
referendum and negotiations, the This
rapporteur's summary was prepared by Lauren Emerson. http://www.washingtoninstitute.org/templateC07.php?pf=1&CID=3284 ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |