ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
النص الكامل لمقابلة الرئيس الأسد مع صحيفة وول ستريت جورنال ( هذه المقابلة أكثر من خمسين صفحة قمنا بتظليل الأفكار
التي تستحق التأمل أكثر. تابع
حتى السطر الأخير) وول
ستريت جورنال 31-1-2011 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي الرئيس
السوري بشار الأسد الذي ورث
نظاما كان ممسكا بالسلطة منذ 4
عقود, يقول بأنه سوف يدفع تجاه
مزيد من الإصلاحات الديمقراطية
في بلاده, و هي إشارة على
الكيفية التي أجبرت فيها ثورة
مصر العنيفة الزعماء على امتداد
المنطقة على إعادة التفكير في
أساليب الحكم التي يستخدمونها. و في
مقابلة نادرة من نوعها, أخبر
السيد الأسد وول ستريت جورنال
بأن الإحتجاجات في مصر و تونس و
اليمن تشير إلى حقبة جديدة في
الشرق الأوسط, و أن الحكام العرب
بحاجة إلى عمل المزيد من أجل
إرضاء تطلعات شعوبهم السياسية و
الإقتصادية المتنامية. وول
ستريت: لقد
كان لدينا الكثير لنطرحه عليك
الأسبوع قبل
الماضي. و الآن فإن لدينا
المزيد لنطرحه عليك. الرئيس
الأسد: هذا هو الشرق الأوسط, حيث لديك في
كل أسبوع حدث جديد؛ و لهذا فإن
ما تتحدث عنه هذا الأسبوع سوف
يصبح فاقد القيمة الأسبوع
التالي. إن سوريا جغرافيا و
سياسيا في منتصف الشرق الأوسط. و
هذا هو ما يجلعنا على تواصل مع
جل المشاكل للأبد, لنقل بشكل
مباشر أو غير مباشر. وول
ستريت: نشكرك
مرة أخرى على إتاحة الفرصة لنا
لمقابلتك. نحن نقدر هذا لك.
لربما يمكن أن نبدأ بالوضع
الإقليمي الذي يدور حوله الحديث
كله. كرئيس لسوريا كيف ترى ما
يحدث في كل من مصر و تونس و
الجزائر و الأردن؟ كيف ترى
التغيير الجاري في المنطقة و
بالتالي ما الذي يعنيه هذا
الأمر بالنسبة لسوريا نفسها؟ الرئيس
الأسد: إن ما يجري يعني أن لديك ماء راكدا,
و سوف يكون لديك تلوث و جراثيم؛
و بسبب أن هذا الجمود مستمر منذ
عقود, دعنا نقل خصوصا في العقد
الماضي على الرغم من التغييرات
الكبيرة التي أحاطت في العالم و
بعض المناطق في الشرق الأوسط
بما فيها العراق و فلسطين و
أفغانستان , بسبب أن لدينا هذا
الكم من الجمود فقد أصابتنا
عدوى الجراثيم. و لهذا فإن ما
تراه في المنطقة هوشكل من أشكال
المرض. هذه هي الصورة التي أراها.
إذا
كنت تريد الحديث
عن تونس و مصر فإننا سوف نكون
خارج الموضوع؛ فنحن لسنا
تونسيين و لسنا مصريين. لا يمكن
أن نكون موضوعيين خصوصا و أن
الموقف لا زال ضبابيا وليس
واضحا. و الأمور لم تهدأ لحد
الآن. و لهذا فإنه مهما يكن ما
تقرأه أو تسمعه في هذه الفترة لا
يمكن أن يكون واقعيا أو ذا قيمة
أو موضوعيا. و لكنني أستطيع الحديث عن المنطقة
بشكل عام أكثر من الحديث عن تونس
أو مصر لأننا منطقة واحدة. نحن
لسنا صورة طبق الأصل عن الآخرين
و لكن لدينا العديد من الأمور
المشتركة. و هكذا فإن الموضوع
يتعلق حول الإحباط . حينما يكون
عندك إنتفاضة, فهي بحد ذاتها
دليل على وجود كم كبير من الغضب
عندك و لكن هذا الغضب يتغذى على
الإحباط. إن للإحباط عاملين:
داخلي و خارجي. العامل الداخلي
هو ما يمكن أن نلام نحن عليه
كدول و مسئولين, و أما العامل
الخارجي هو ما تلامون أنتم عليه
كقوى كبرى أو ما تطلقون عليه في
الغرب "المجتمع الدولي", إن
المجتمع الدولي بالنسبة لهم
يتكون من الولايات المتحدة و
بعض الدول القليلة الأخرى, و لكن
ليس جميع العالم. لذا دعنا نشير
إلى المصطلح الأخير على أنه "الدول
العظمى" و هي الدول التي
انخرطت في المنطقة لعقود طويلة. بالنسبة
للعامل الداخلي, فإنه يتعلق
بأمر متغير تقوم به؛ من أجل
تغيير المجتمع, فإن علينا أن
نجاري هذا التغيير
كدولة و مؤسسات. إن عليك أن
تطور نفسك مع تطور المجتمع. إن
هناك حتما أمر يضمن هذا التوازن.
إن هذا هو الخط العريض الأهم.
بالنسبة للغرب, فإن الأمر يتعلق
بالمشاكل الموجودة لدينا في
المنطقة. على سبيل
المثال انعدام السلام و غزو
العراق و مايجري في أفغانستان و
ما يحدث من تداعيات لذلك في
باكستان و مناطق أخرى. إن هذه
الأمور هي ما يقود إلى الإحباط و
الغضب. إن ما أخبرك به الآن هو
مجرد عناوين عريضة, و أما
بالنسبة للتفاصيل, فإنه لربما
لديك تفاصيل لتتحدث بها لعدة
أيام إذا أردت الإستمرار. إنني
فقط أقدم لك الطريقة التي ننظر
بها إلى الوضع بشكل عام . وول
ستريت: أي
نوع من التغييرات سوف تحدد
التغييرات التي تجري؟ الرئيس
الأسد: دعنا نتحدث عن الأمور التي لم
تتغير حتى يومنا هذا. حتى الآن
فإن لدينا أمرين جديدين، و لكن
إذا أردت الحديث عن أمر جديد في
حياتنا فإن لديك آمالا جديدة و
حروبا جديدة. إن لديك الكثير من
الناس الداخلين إلى سوق العمل
دون وجود فرص عمل، ولديك حروب
جديدة تخلق الإحباط. و هكذا فإن
هنالك أمرا داخليا و آخر خارجي.
بالطبع فإذا كانت تريد الحديث
حول التغيير داخليا, فإن هنالك
بالتأكيد نوع مختلف من التغيير:
سياسي و إقتصادي و إداري. هذه هي
التغييرات التي نحتاجها. و لكن
في نفس الوقت فإن عليك أن تطور
المجتمع و هذا لا يعني أن تطوره
تكنولوجيا و لكنه يعني أن تطوره
فنيا من خلال تطوير المؤهلات. و
هذا يعني أن تقوم بفتح العقول.
في الواقع فإن المجتمعات و
خلال العقود الثلاثة الماضية, و
خصوصا منذ الثمنانينات قد أصبحت
أكثر إنغلاقا نتيجة لتنامي
إنغلاق الأفق الذي قاد بالتالي
إلى التطرف. و هذا التيار حاليا
سوف يقود إلى نقص في الإبداع و
التنمية إضافة إلى عدم وجود
الإنفتاح. لا يمكن لك أن تصلح
مجتمعك أو مؤسساتك دون انفتاح
العقول. و هكذا فإن القضية
الجوهرية هو كيف يمكن لك أن تفتح
العقول, و المجتمع بشكل عام و
هذا يشمل كل فرد في المجتمع. إنني
لا أتحدث عن الدولة أو الناس
العاديين. إنني أتحدث عن
الجميع؛ لأنه عندما تغلق عقلك
كمسئول فإنه لا يمكن لك أن تتطور
و العكس صحيح. هذا
داخليا. أما خارجيا, ما هو دور
الغرب؟ لقد مضى عشرون عاما منذ
أن بدأنا عملية السلام عام 1991.
ما الذي حققناه؟ إن الطريقة
الأبسط للإجابة على هذا السؤال
هو أن نسأل أنفسنا هل الوضع أفضل
أم أسوأ؟ بإمكاننا على سبيل
المثال أن نقول بأن الأمور أفضل
بمقدار 5% مما كانت عليه منذ أن
بدأت عملية السلام. أستطيع
أن أقول لك بصراحة بأن الوضع
أسوأ بكثير. و لهذا يسود
الشعور بالإحباط بشكل واسع. هذه
هي النتيجة النهائية. إذا كنت
تتحدث عن الأسلوب و الطريقة,
فإنني أتحدث دائما عن أخذ
القضية إلى حلقة مفرغة من
الإحباط و خصوصا عندما تتحدث عن
السلام. إنني أتحدث الآن عن
السلام إن لديك عاملا آخر: لديك
المفاوضات و من ثم الآمال
المكسورة التي تلت الفشل: و من
ثم يأتي أمل آخر و فشل آخر. و
هكذا و مع الوقت فإن المنحنى
البياني يتجه نحو الأسفل, و هذا
هو ما يحدث: قليل للأعلى و
الكثير للأسفل. هذا أحد الأمثلة
على السلام. داخليا,
فإن الأمر يتعلق بالإدارة و
شعور الناس و الكرامة إضافة إلى
إشراك الشعب في القرارات
المتعلقة ببلادهم. إن الأمر له علاقة
بقضية مهمة أخرى. إنني لا أتحدث
هنا نيابة عن التونسيين أو
المصريين. إنني أتحدث نيابة عن
السوريين. إنه أمر نعتمده بشكل
دائم. إن لدينا ظروفا صعبة أكثر
من معظم الدول العربية و لكن و
على الرغم من ذلك فإن سوريا
مستقرة. لماذا؟ لأنه يتوجب
عليك أن تكون قريبا جدا من
معتقدات الشعب. هذه هي
القضية الجوهرية. عندما يكون
هنالك تنافر ما بين سياستك و
معتقدات ومصالح الشعب, فإنه سوف
يكون لديك هذا الفراغ الذي يخلق
الفوضى. إن الشعوب لا تعيش
دائما على المصالح: إنهم يعيشون
أيضا على المعتقدات خصوصا في
المنطقة المتعلقة بالأمور
الأيدلوجية. ما لم تفهم الجانب
الأيدلوجي للمنطقة, لا يمكن لك
أن تفهم ما الذي يجري.
وول
ستريت: إذا
كانت سوريا متوافقة أكبر مع
الشعب فيما يتعلق بالسياسة
الخارجية, لماذا يشكل الإصلاح
السياسي مثل هذا التحدي؟ لقد
كنت تعمل على هذا الأمر و لكن
الشعب لا يشعر أن هناك أي تقدم
محرز في هذا السياق؟ الرئيس
الأسد: لقد بدأنا هذا الإصلاح منذ أن
استلمت السلطة. و لكن الطريقة
التي ننظر بها إلى الإصلاح
مختلفة عن الطريقة التي تنظرون
بها. لا يمكن لك أن تضع
الخيول خلف العربة. إذا أردنا أن
نبدأ فإن عليك أن تبدا بطريقة
1,2,3,4.. لا يمكن أن تبدأ بالرقم 6 و
من ثم تعود إلى الرقم 1. بالنسبة
لي فإن الرقم 1 هو ما ذكرته للتو: كيف
يمكنك أن تحدّث المجتمع جميعه؟!
بالنسبة لي كحكومة و مؤسسات
فإن الأمر الوحيد الذي يمكن
فعله هو إصدار بعض المراسيم و
القوانين. في الواقع, هذا ليس
إصلاحا. إن الإصلاح يمكن أن يبدأ
ببعض المراسيم و لكن الإصلاح
الحقيقي يتعلق بكيفية إنفتاح
المجتمع و كيف يمكن أن تبدأ
الحوار. إن
المشكلة مع الغرب هي أنهم
يريدون أن يبدؤوا بالإصلاح
السياسي عن طريق تطبيق
الديمقراطية. إذا كنت تريد
تطبيق الديمقراطية, فإن أول أمر
هو إشراك الشعب في عملية صنع
القرار, و ليس صنعه تماما. إنها
ليست ديمقراطية لي كشخص إنها
ديمقراطية مجتمع. كيف يمكن أن
تبدأ؟ إن عليك أن تبدأ بخلق
الحوار. كيف يمكن أن تخلق
الحوار؟ لم يكن لدينا إعلام خاص
في الماضي؛ و لم يكن لدينا
إنترنت أو جامعات خاصة , كما لم
يكن لدينا بنوك. كل شيء كان
يسيطر عليه من قبل الدولة. لا
يمكنك أن تخلق الديمقراطية التي
تسأل عنها بهذه الطريقة. إن لديك
طرقا مختلفة من أجل خلق
الديمقراطية. وول
ستريت: بسبب
الشعور بأنه عندما تقوم بذلك
قبل أن تقوم بفتح عقول الشعب,
فهل ستكون النتيجة التطرف؟ الرئيس
الأسد: لا, ليس بسبب ذلك و لكن بسبب أن
الحوار هو ممارسة و أنك بحاجة
إلى أن تدرب نفسك على كيفية
الحوار. عندما لا تتحدث, و فجأة
تقوم بالحديث فإنك لا تتحدث
بالطريقة المناسبة بأسلوب فعال.
إننا نتعلم و لكننا نتعلم من
أنفسنا. أنت لا تتعلم من أي شخص
في هذا العالم. عندما يكون لديك
إصلاح فإنه يجب أن يكون إصلاحا
وطنيا. بإمكانك التعلم إذا أردت
من تجارب أخرى أو من بعض جوانب
هذه الخبرات, ولكن لا يمكن لك أن
تنسخ التجربة كاملة. إن أول أمر
عليك أن تتعلمه هو كيفية إجراء
الحوار و كيف يمكن أن تجعله
فعالا. و هكذا فقد بدأنا في
الدخول في الحوار في سوريا من
خلال الإعلام الذي كان موجودا
قبل 6 أو 7 سنوات ماضية. إن اليوم
أفضل من 6 سنوات مضت, و لكنه لا
يشكل الحالة المثالية. لا زال
أمامنا طريقا طويلا لنمضي فيه
لأنها عملية. لو كنت موجودا
في ظروف مختلفة, فإنه يتوجب علي
أن أدرب نفسي و لكي أكون
واقعيا فإن علينا أن نتظر حتى
الجيل القادم لنحقق هذا الإصلاح.
هذا أولا. أما الأمر الثاني في
سوريا فإن لدينا مبدأ مهما
أعتمده أنا شخصيا: إذا كنت تريد
أن تكون شفافا مع شعبك, لا تقم
بأي شيء تجميلي, سواء أكنت تريد
خداع شعبك أو كنت تريد الحصول
على بعض التصفيق من الغرب. إنهم
يريدون انتقادك, دعهم ينتقدون و
لاتقلق. فقط كن شفافا مع شعبك و
أخبرهم أن هذه هي الحقيقة. إن ما
تقوم بفعله اليوم يمكن أن يكون
سيئا حاليا و لكنه سوف يكون جيدا
العام القادم. و هكذا فإن الوقت
مهم بالنسبة للإصلاح و هو يعتمد
على الكم الذي تستطيع أن تتقدم
فيه. بالعودة
إلى عامل الجمود, فإننا بحاجة
إلى تدفق الماء و لكن ما هي سرعة
تدفق هذا الماء. إنها سريعة جدا,
و هي قد تكون مدمرة و لربما يحصل
عندك طوفان. و لهذا, فإنك يجب أن
تتعامل مع الأمور بسلاسة. وول
ستريت: مما
نراه في تونس و مصر في الأسابيع
الماضية, هل يجعلك هذا تفكر بأن
بعض الإصلاحات بحاجة إلى أن
تجري بسرعة أكبر؟ و هل هناك أي
خشية من أن ما
يحدث في مصر يمكن أن يصل إلى
سوريا؟ الرئيس
الأسد: إذا كنت لم تر الحاجة إلى الإصلاح
قبل ما جرى في مصر و تونس, فإنه
من المتأخر لأن تقوم بأي إصلاح.
هذا أولا. و ثانيا, إذا قمت بهذا
بسبب ما يجري في تونس و مصر فقط
فإن ما تقوم به سوف يكون ردة فعل
فقط, و ليس فعل؛ و طالما أن ما
تقوم به مجرد ردة فعل فإنك سوف
تواجه الفشل. و هكذا فإنه من
الأفضل أن تقوم بما تقوم بقناعة
لأنك مقتنع به, و هذا أمر نتحدث
به في كل مقابلة و إجتماع. إننا
نقول دائما بأننا بحاجة إلى
الإصلاح و لكن أي نوع من الإصلاح.
و إذا كنت تريد أن تعقد مقارنة
ما بين ما يحدث في مصر و سوريا,
فإن عليك أن تنظر من وجهة نظر
أخرى: لماذا سوريا مستقرة, على
الرغم من أن لدينا ظروفا أصعب؟
إن مصر تدعم ماليا من قبل
الولايات المتحدة بينما نحن
نخضع للحصار من قبل معظم دول
العالم. لقد حققنا نموا على
الرغم من أنه لا يتوفر لدينا
العديد من الحاجات الأساسية
للشعب. على الرغم من كل ذلك,
فإن الشعب لا يقوم بأي إنتفاضة.
و هكذا فإن الأمر لا يتعلق فقط
بالحاجات و لا يتعلق بالإصلاح
فقط. إن الأمر يتعلق
بالأيدلوجية, المعتقدات و
القضية التي لديك. إن هناك فرقا
بين أن يكون لديك قضية و أن يكون
لديك فراغ. و هكذا و كما أسلفت
فإن لدينا العديد من الأمور
المشتركة و لكن وفي نفس الوقت
فإن لدينا أمورا مختلفة.
وول
ستريت:
بطريقة ما فإن الإصلاحات يجب أن
تجري بصورة أسرع, أليس كذلك؟ الرئيس
الأسد: إن ما يحدث مغاير لذلك بالضبط.
إنهم يقولون لك أن تتحرك بشكل
أسرع و في نفس الوقت فإنهم
يفرضون عليك العقوبات! إن جزء من
التحرك بسرعة يتعلق بالأمور
التقنية. و جزء من المشكلة يتعلق
بالكيفية التي يمكن أن تطور
فيها إدارتك لأنه في النهاية
فإن كل شيء في المجتمع سوف يكون
متعلقا بالإدارة مثل القوانين و
النظام القضائي و الأمور
القضائية الأخرى. ما لم تقم بذلك
في سبيل إقتصاد أفضل و أداء أفضل
فإن الشعب لن يشعر بالرضا, و
الأمر الأكثر أهمية في الإصلاح
هو المؤسسات. لا يمكن أن يكون
لديك ديمقراطية دون مؤسسات. و
لايمكن أن يكون لديك ديمقراطية
مبنية على مصالح ذاتية لأناس
معينيين. و هكذا فإن البداية هي
الحوار و المؤسسات. وول
ستريت: هل
تقصد أن بعض الإصلاحات قد أضعفت
من خلال الحرب على العراق. لأنك
أتيت في فترة كانت بداية
لمواجهة الصعوبات و الآن فإن
مثل هذه الفترة يبدو أنها قريبة
من لبنان أيضا. الرئيس
الأسد: قطعا, و سأخبرك كيف حدث هذا. لقد
ذكرت للتو انفتاح و انغلاق
العقول. لا يمكن أن يكون
لديك إصلاح بينما أنت منغلق
العقل. بالطبع فإنك سوف تكون
نشيطا و ليس سلبيا لأنك لن تنتظر
لأن ينفتح العقل وحده. إن عليك
أن تقوم بفعل نشيط من أجل مواجهة
الوضع الراهن. و لكن عندما تتعرض
للحروب فإنك سوف تواجه الإحباط
و سوف يكون لديك توتر؛ و عندما
تكون متوترا فإنك سوف تكون
إنطوائيا و ليس منفتحا؛ و
لايمكن لك أن تحقق التنمية. و
لهذا فإن الإصلاح يجب أن يعتمد
على انفتاح العقل و انفتاح
العقل لا يمكن أن يأتي من خلال
المراسيم أو القوانين. إنه يأتي
من خلال مجموعة متكاملة من
الظروف, و هو أمر إن لم تمتلكه
فإن أي أمر تقوم به سوف لن يكون
فعالا أو أنه سوف يكون له نتائج
عكسية. وول
ستريت: هل
لديك توقيت زمني للتحرك في هذا
الإتجاه؟ الرئيس
الأسد: هذا الأمر يعتمد على ما إذا كنت
الربان الوحيد على متن السفينة.
نحن لسنا الربان الوحيد.
لقد ذكرت للتو كيف تأثرنا
بالوضع في العراق أو في لبنان.
إن هناك العديد من الأمور التي
أردنا القيام بها عام 2005 نقوم
بالتخطيط لعملها في عام 2012 أي
بعد 7 سنوات! ليس من الواقعية
أن يكون لديك توقيت زمني لأنك لا
تعيش في وضع تسيطر عليه لوحدك
بالكامل. لقد بدأت حديثي
بأن لدينا حدثا جديدا كل أسبوع.
و هكذا فإنه لا يمكنك أن تتوقع
ما الذي يمكن أن يحدث العام
القادم. بالطبع فإن لديك دائما
إطارا زمنيا و لكن من النادر أن
تستطيع أن تطبقه في الواقع. وول
ستريت: هل
تتوقع أننا نتجه نحو مرحلة
جديدة كلية بوجود قوى جديدة مثل
تركيا و سوريا؟ الرئيس
الأسد: إنها مرحلة جديدة, و لكنها لم تبدأ
الآن. هذه هي وجهة نظري. لقد
بدأت مع الثورة الإيرانية,
و لكن هنا تكمن المشكلة. إننا
ننسى دائما. وليس لدينا ذاكرة,
إننا ننسى شيئا مما حدث في إيران
عام 1979 و هذا يعود إلى أنه لم
يحدث أي أمر مشابه
لذلك. و لكنها نفس الحقبة؛
إنها ثورة ضد أي طرف يريد معارضة
معتقدات العالم. كما قلت, إنني
طرف خارجي الآن؛ و لا أستطيع
الحديث عما يدور داخليا و أريد
أن أكون دقيقا وموضوعيا. و
لكنها ليست بداية مرحلة.
لربما كانت كذلك في العالم
العربي, و لكن إيران جزء من
المنطقة أيضا. إنها على الحدود
مع العراق. لقد كان لديك انتفاضة
في العراق عام 1991 ضد صدام. و
لكنها قمعت بدعم من الولايات
المتحدة خصوصا في الجنوب. لقد
منعوه من قمع الأكراد و لكنهم
سمحوا له بقمع الناس في الجنوب,
و هم شيعة في نفس الوقت. وول
ستريت: هل
تعقتد أنه في هذه الحقبة و ما
تتضمنه فإنه سوف يكون تأثير أقل
لنفوذ الولايات المتحدة؟ الرئيس
الأسد: في هذه الحقبة لدينا إيران و
الانتفاضة في فلسطين, الانتقاضة
عام 1987 و ما تلا ذلك عام 1993.
إن الإنتفاضة موجودة الآن في
العالم العربي. و هكذا فالمفهوم
واحد جميعه. في فلسطين كانت
الانتفاضة بسبب الإحباط ضد
أوسلو و ما قبل أوسلو لأنه لم
يكن لديهم حقوق. و الآن فهي ضد ما
يحدث في العالم العربي. الجديد
هو أن الانتفاضات تحدث داخل دول
مستقلة في العالم العربي. إنه
أمر جديد ولكنني لن أقول إنها
حقبة جديدة
لأنها ليست
كذلك و لكنها أمر جديد سوف
يغير العديد من الأمور, على
الأقل الطريقة التي نفكر بها
كحكومات و مسئولين تجاه شعوبنا.
هذه هي النقطة الأهم, و الأمر
الآخر الذي سوف يتغير هي
الطريقة التي سوف ينظر بها
الغرب و القوى العظمى إلى
منطقتنا و الطريقة التي سوف
ينظرون بها إلى دولنا و
المسئولين بها. هل تريد شيئا
للتزلف لك فقط, أم أنك تريد شيئا
ترضي به شعبك؟ هذا هو السؤال
الذي يتوجب على الغرب أن يجيبه
في أسرع وقت ممكن من أجل أن يعرف
كيفية التعامل مع مصالحه في
المنطقة. و هكذا فهذا هو الأمر
الأكثر أهمية بالنسبة لنا, و
بالتحديد الطريقة التي سوف ينظر
بها الغرب إلى الوضع العام و ما
هي الدورس التي سوف يتعلمونها. وول
ستريت: و هل
تعتقد أن الغرب أو الولايات
المتحدة سوف يكون لهم نفوذ أقل
أم قدرة أقل على الإملاء بسبب
هذه التغيرات؟ الرئيس
الأسد: هذه هي المرة الأولى التي أسمع بها
كلمة إملاء من الغرب بسبب أننا
نطلق عليها اسم "دكتاتور"
والدكتاتور يجب أن يملي. و
الجواب هو نعم, لأنك تملي من
خلال المسئولين و من خلال
الحكومات و لكنك لا يمكن أن تملي
من خلال الشعب. و طالما أن للشعب
الكلمة العليا فيما يتعلق في
المستقبل, فإنه سوف يكون
للولايات المتحدة الكلمة
الأدنى و لا يتعلق الأمر
بالولايات المتحدة فقط و لكنه
يتعلق بأي جهة تريد ممارسة
النفوذ على المنطقة من الخارج. وول
ستريت: هل
يمكن أن نتحرك تجاه لبنان؟ هل
أنت راض عن تشكيل الحكومة
الجديدة و هل تعقتد أن لبنان سوف
تتجه لبعض الإستقرار بعد فترة
قاسية؟ الرئيس
الأسد: إن ما يرضيني هو أن الانتقال ما
بين الحكومتين قد حدث بشكل سلس
لأننا كنا نشعر بالقلق و قد
عبرنا عن مخاوفنا قبل و خلال
الأسابيع القليلة الماضية حول
الوضع في لبنان؛ إن أهم نقطة هنا
هو أن هذا الإنتقال قد حدث بشكل
سلس. و الآن فإن الانتقال الآخر
لا يمكن أن يحدث قبل تشكيل
الحكومة و السؤال هو ما هو شكل
الحكومة القادمة؟ هل هي حكومة
وحدة وطنية ؟ إن هذا السؤال مهم
جدا لأننا نتحدث عن بلد مقسمة, و
ليس عن حكومة مستقرة. و هكذا
فإنه دون وجود حكومة وحدة وطنية
فإنه ليس مهما الحديث عن
الأغلبية أو الأقلية الموجودة
لديك. إن هذا الأمر لا يعني شيئا
لأنه لو كان لديك طرف مسيطر على
الآخر , فإن هذا يعني الصراع, و
في لبنان و لمدة ثلاثمائة سنة
ماضية فقد كان من السهل حدوث
المواجهات التي يمكن أن تتحول
مباشرة إلى حرب أهلية. حتى
هذه اللحظة كل شيء يسير بصورة
جيدة. و نأمل خلال هذا
الأسبوع فإنهم سوف يشكلون حكومة
وحدة وطنية و هذا هو هدف
رئيس الوزراء. أعتقد أن الوضع
يتجه نحو الأفضل أو تجاه ضمان أن
لأمور تتحرك بصورة طبيعية و
سلسة دون صراع. وول
ستريت: هل لا
زلت قلقا من أن المحكمة سوف تؤثر
على هذا الأمر؟ ما هو موقف سوريا
تجاه ما تتجه له المحكمة؟ الرئيس
الأسد: إن قضية المحكمة هي عبارة عن
اتفاقية ما بين لبنان و الأمم
المتحدة, و ليس ما بين سوريا
و الأمم المتحدة. و لهذا من
البداية فقد قلنا عندما حصل
الاغتيال بأننا سوف نتعاون مع
تحقيقات لجنة التحقيق من أجل
المساعدة في تقديم أي معلومات
يحتاجونها, و كان من الواضح في
كل تقرير أن سوريا تتعاون. بعد
أن انتهوا من التحقيق فقد
تحركوا تجاه المحكمة. إن
المحكمة أمر قانوني, إنها
إتفاقية, و كما قلنا فنحن لسنا
جزء من الإتفاقية.قانونيا فإنه
ليس لدينا أي شيء لنفعله مع
المحكمة. و لكن فيما يتعلق
بلبنان, فإن الأمر يعتمد على
المحكمة و ما إذا كانت تتجه إلى
أن تكون مهنية و ما إذا كانت سوف
تجد الحقيقة أم أنها سوف تكون
أداة سياسية أخرى. هذا هو السؤال
لأنهم يتحدثون الآن حول اتهام
أشخاص دون أدلة. كيف يمكن لك أن
تتهم شخصا دون أن يكون لديك
الدليل بأنهم متورطون أم لا؟
إنهم يقولون أنهم يشتبهون في
بعض الأشخاص القريبين من
المنطقة, وبعض من الأشخاص الذين
كانوا يستخدمون الهواتف
النقالة, و أمور كهذه. إنها مجرد
نظريات. و لكننا لا نجد أي دليل
قوي. في
لبنان, و في مثل هذه الدولة
الطائفية, و في مواقف طائفية مع
وجود التوتر, فإن
هذا الإتهام غير واقعي لأنني لا
أعتقد أنه في أي بلد متحضر فإنك
إتهمت شخصا
دون أي دليل قوي فإنك
سوف تخلق صراعا. إن الضمانة
الوحيدة في هذه القضية هي دور
الحكومة. إذا رفضت الحكومة
اللبنانية هذا الاتهام بسبب عدم
وجود الأدلة فإنك لن تواجه أي
مشكلة لأنه في النهاية فإن كل
شيء سوف يعتمد على الأدلة. و
ما إذا كانت سوريا أولبنان
فإننا نقول دائما بغض النظر عن
المتورطين في هذه الجريمة فإنهم
يجب أن يتحملوا المسئولية كأي
جريمة أخرى. و هكذا فإن الأمر
يتمحور حول الأدلة كما يعتمد
على الحكومة كما قلت سابقا. وول
ستريت: هل
يمكنك أن تحدثنا أكثر عن
الموضوع لأنه بدا و كأن سوريا و
السعودية و خصوصا أنك شخصيا و
الملك عبدالله قد عقدتم بعض
الإتفاقيات تتعلق في لبنان و من
ثم ذهب المللك عبدالله إلى
الولايات المتحدة و من ثم بدا أن
الأمور قد انتهت عند هذا الحد.
هذه هي الصورة التي لدينا و لكن
هل هناك أي شيء آخر يمكن أن
تخبرنا به حول الإتفاقيات التي
عقدت و لماذا لم تتحقق في نهاية
الأمر.هل يعود هذا إلى ما أخبر
به الأمريكان الملك عبدالله
عندما زار نيوورك ؟ و لكن بغض
النظر عما تم الإتفاق عليه فإنه
لم يتحقق. الرئيس
الأسد: منذ المحكمة, فقد قال جزء من
اللبنانيين لماذا يكون هنالك
محكمة دولية؟ لماذا لا يكون
هناك محكمة لبنانية؟ و هذا
الأمر واقعي و منطقي. إذا كنت
تريد محكمة وطنية ليس لديها
القدرة على التعامل مع الجرائم
المعقدة, لماذا لا تستعين
بخبراء من الخارج, بمساعدة من
بعض الدول, أو مساعدة من الأمم
المتحدة. و هكذا فقد كانوا ضد
وجود محكمة دولية على كل حال.
لقد قال البعض لماذا لايكون
هناك محكمة عربية؟ و هكذا فإن
لديك وجهات نظر متعددة. لقد كان
البعض مقتنعين بأن المحكمة
سياسية, و التسريبات و هي مختلفة
عن و يكيليكس و هي التي أطلق
عليها اسم التسريبات الصحيحة في
لبنان و التي تتحدث عن تسجيل
لبعض الأشخاص الذين أردوا تقديم
أدلة مزورة وشهاد زور أمر واضح
جدا الآن. و لهذا, فقد كان هناك
الكثير من الكلام حول المحكمة و
حول مصداقية و مهنية هذه
المحكمة. لأننا
نعتقد أن هذه المحكمة تتجه لأن
تخلق المشاكل, فقد قلنا دعونا
نجد الحل. إن لدينا طرفين: الأول
هو المعارضة و التي قالت أننا لا
نريد هذه المحكمة جملة و
تفصيلا؛ دعونا نشكل محكمة
لبنانية و نحن لا نقبل بأي محكمة
دولية. و الطرف الثاني هو الذي
وافق و لكننا إن وافقناعلى هذا
الأمر فإنه سوف يكون لدينا شروط
داخلية و متطلبات و أمور تتعلق
بالإدارة. لا أستذكرهم الآن,
إنها تفاصيل صغيرة. و لكن كان
هذا هو الإتفاق, و قد كنا قريبين
جدا للوصول إلى اتفاقية نهائية
عندما قال الملك عبدالله أنه لا
يبدو أن الأمور تتجه للنجاح لأن
أحد الأطراف غير مستعد. و لأنه
كان يتكلم بالإنترفون فإننا لم
نتكلم بالتفاصيل. بالطبع, فإن
لدينا علاقات طيبة مع الملك
عبدالله ولكنني لم ألتق معه بعد
أو مع ابنه الأمير عبد العزيز
الذي يقوم بأعمال والده. و الآن
فقد ذهبوا إلى المغرب, و أعتقد
أنه قريب من القدوم إلى سوريا.
و هكذا فقد مضى 3 أسابيع على ذلك
و حتى تلك اللحظة فإننا لا نعلم
مالذي يحدث تماما. إن علينا أن
نلتقي معهم من أجل معرفة ما الذي
جرى و لماذا أحد الأطراف غير
مستعد. ومن هو الشخص المسئول و
الذي لانعرفه. وول
ستريت: فيما
يتعلق بموقف سوريا من المحكمة
الدولية, هل تعتقد أنها محكمة
ذات مصداقية. ما هو شعورك
تجاهها؟ الرئيس
الأسد: رئيس الوزراء
السابق سعد الحريري قال بأنه
كان هنالك شهداء زور. لقد اعترف
بهذا الأمر رسميا. و التسريبات
مؤخرا و خلال الأسابيع الماضية
تثبت دون أي شك الطريقة التي
حاولوا تشكيل المحكمة بها. إذا
كان لديك محكمة تعتمد على أدلة
مزورة فما الذي ستقوم به؟ سوف
تغير كل شيء, سوف تبدأ من
البداية. تحقق في الأمور التي
بين يديك و كيف سوف تستمر بنفس
المعلومات التي جعلتك توجه
اتهاماتك بناء على شاهد زور؟ إن
السؤال بسيط جدا. أنا لست محامي,
و لكنها حقيقة بسيطة. بالطبع إذا
لم تتعامل المحكمة مع الحقيقة,
فإنها ليست ذات مصداقية. لا
يمكنها أن تكون كذلك, إضافة إلى
كونها مسيسة. و الأمر نفسه إذا
كانوا تحت الضغط أو بسبب أنهم
ليسوا محترفين. لا أعتقد أنهم
غير محترفين إن لديهم أفضل
القضاة. و لهذا, فقد يكونون
مسيسين, و عليهم أن يتعاملوا مع
الوضع من أجل إثبات أن لديهم
المصداقية الكافية. وول
ستريت: فيما
يتعلق بلبنان, أنا متأكد أنك
سمعت من جون كيري و آخرين حول
علاقات سوريا العسكرية مع حزب
الله. لقد شاهدت المقابلة ما بين
تشارلي روز و بينك. إن هناك نوعا
من الإنكار بأن هناك أسلحة
استراتيجية تتحرك من سوريا
باتجاه لبنان. هل هناك قلق مع
وجود كل هذه المزاعم, إن كان
هناك صراع ما بين حزب الله و
إسرائيل, فهل سوف تنسحب سوريا
كما حدث عام 2006؟ هل هذا خطر
حقيقي؟ الرئيس
الأسد: دعني أعود إلى المشكلة مع
الولايات المتحدة. في الولايات
المتحدة, فإنهم يتحدثون دائما
عن العناوين الثانوية, كيف يمكن
النظر في الكتاب
دون النظر في العنوان الرئيس
للكتاب. إنهم يتحدثون عن عنوان
فرعي في فصل كبير و إذا سألتهم
عن العنوان الرئيس فإنهم يقولون
إنهم لا يعرفونه. إن علينا أن
نتحدث عن العنوان العريض. لا
يمكننا أن نسير بطريقة التقاط
الكرز. عندما نتحدث عن حزب الله
أو عن حماس أو عن التسليح و
عندما نتحدث عن التهريب, إذا كنت
تريد الحديث
عن الوضع سواء أكان صحيحا أم
لا, فإن السؤال هو لماذا لدينا
هذه القضايا, أو هذه العوامل, أو
العناوين الفرعية؟ الجواب هو
عدم وجود السلام. و لهذا فإن ما
ننصح به كل مسئول أمريكي أو
أوروبي هو أن لا يضيعوا وقتهم
بالحديث عن هذه الأمور, سواء
أحببت ذلك أم لا فإنك تشجب أو
تدعم إن الأمر لا يتعلق
بالعناوين؛ إن الأمر يتعلق
بالواقع و الحقائق. دعونا
نتعامل مع الحقائق. طالما أنك لا
تمتلك السلام فإنه سوف يكون
لديك كل شيء تكرهه. و هكذا فإنه
من الأفضل التعامل مع عملية
السلام و من ثم باقي الأمور سوف
تستقر تلقائيا؛ لأنه عندما يكون
لديك السلام في المنطقة لماذا
تتحدث عن التسليح؟ و إذا لم
تتحدث عن التسليح لماذا تتحدث
عن التهريب؟ و من ثم فإنه ليس
عليك الحديث عن أي طرف يريد
مقاتلة إسرائيل أو طرف آخر. ولهذا,
الحديث عن هذه الأمور لا يمكن أن
يبعدك عن الحديث عن عملية
السلام. هذا هو السؤال. يمكنك أن
تتحدث سنوات حول الدعم أو عدم
الدعم و لكن هذا الأمر لا يغير
الحقيقية؟ هذا هو السؤال.
المسئولون الأمريكان يجب أن لا
يضيعوا وقتهم بالحديث عن أمور
مثل الإرهاب و السوء و العزلة..
إلخ. في النهاية فإن الحقيقة لم
تتغير؛ إنها تتحرك بحسب خطواتها
الطبيعية و المعد لها. وول
ستريت: أنت
تقول بأن سوريا ليست متورطة في
أي نقل سلاح ما بينكم و بين
لبنان؟ الرئيس
الأسد: إذا نظرت إلى غزة, فإنها محاصرة من
قبل مصر و إسرائيل, و كلاهما ضد
حماس و كلاهما يفرضان حصارا
حقيقيا و لا زال بإمكان حماس فعل
كل شيء. وول
ستريت: ولكن
حزب الله أمر أساسي؟ الرئيس
الأسد: إن حزب الله لا يقبع تحت الحصار؛
إن لديهم البحر من جهة كما أن
لديهم سوريا و سوريا لديها
العراق في جزء من حدودها. لا
يمكنك أن توقفهم عن تهريب
السلاح حتى لو أردت ذلك. في بعض
الأحيان فهم يريدون أن تكون
متورطا و في بعض الأحيان يريدون
منك أن تكون شرطيا لديهم. و
لكن ماذا إن لم ترد أن تكون أي من
هؤلاء؟ إننا لا نريد أن نكون
كذلك. إننا نركز على السلام.
عندما تتحرك تجاه قضية أساسية
لديك, فإن كل شيء آخر سوف يتحرك
إلى الأمام. إذا كنت تريد الحديث
عن الشجرة, فإن عليك أن تتكلم عن
الجذع, لا يمكنك أن تتكلم عن
الأغصان دون الجذع؛ لماذا
الحديث عن الأغصان دون الحديث
عن الجذع؟ دعونا نتحدث عن الجذع. وول
ستريت: أين
ترى عملية السلام الآن؟ هل يبدو
أنها ماتت؟ الرئيس
الأسد: لا إن عملية السلام لم تمت
لأنه لا يوجد لديك أي خيار آخر.
إذا كنت تريد الحديث عن "عملية
سلام ميتة" فإن هذا يعني أن
يجهز كل شخص نفسه للحرب القادمة,
و هذا الأمر ليس في مصلحتنا أو
في مصلحة المنطقة. و أعتقد أن
إسرائيل قد تعلمت الدرس من حرب
عام 2006: قوة كبرى في الشرق
الأوسط لا يمكن أن تهزم حزبا
صغيرا, مع جميع التجهيزات التي
تمتلكها. إن التكنولوجيا قد
تغيرت, و المعتقدات تتغير, كما
أن التكتيكات قد تغيرت كثيرا. كل
شيء قد تغير. و لكن على الرغم من
ذلك, فإن علينا أن نعتقد أن
عملية السلام فقط هي التي يمكن
أن تساعد فقط. و لهذا نحن
متفائلون و هذه هي الطريقة
الوحيدة التي تجعلنا نعمل
للسلام. و لكن
بالعودة إلى سؤالك, أين هي عملية
السلام الآن؟ إذا كنت تريد
الحديث عن عملية السلام الشاملة
فإن لديك ثلاثة أطراف رئيسة:
الطرف السوري و هو الطرف العربي
و الطرف الإسرائيلي و الوسطاء. بالنسبة
لي كسوري, أستطيع أن أرى أن لدي
الدعم من شعبي, و هو ما يعني
أن لدي مساحة كبيرة للتحرك, في
هذا الخصوص فإن هذا لا يعني
التحرك في أي اتجاه. لا يمكنك أن
تقول أن أستقل الحافلة دون أن
أعرف أين تريدني أن أمضي. إننا
لانقود في جو من الضباب. هذه هي
سوريا. و لهذا السبب فإننا نتجنب
الحلقة المفرغة و لهذا فإننا لا
زلنا نحظى بالدعم. إن لدينا حالة
من الإحباط فيما يتعلق بعملية
السلام بسبب أننا نقول لا
لأي أمر غير ممنهج. عندما
يكون الأمر منهجيا , فإننا سوف
نكون مستعدين للتحرك قدما حتى
هذا المساء. إن الأمر ليس بحاجة
إلى الإستعداد. وول
ستريت: و
العمل مع الأتراك هل شعرت أنه
كان منظما و ناجحا؟ الرئيس
الأسد: بالضبط, سوف أخبرك عن الأمر الآن و
لكن الطرف الآخر هو الطرف
الإسرائيلي. في الطرف العربي,
تحدثت عن سوريا لأنه بالنسبة
للفلسطينيين فأنت تعرف أن لديهم
انقساما؛ و دون المصالحة لا
يمكن لهم أن يحققوا السلام. و
لكن الأمر أكثر تعقيدا و لا أرى
أي أمل بسبب أن الإسرائيليين و
حتى الأمريكان لم يكونوا
منهجيين و غير واقعيين بالطريقة
التي تعاملوا فيها مع عملية
السلام عام 2010. و هكذا, فقد جعلوا
الموقف أكثر سوء و اليوم فالأمر
أكثر صعوبة للبدء أو استئناف
المفاوضات. أما
بالنسبة للطرف الإسرائيلي,
فالكل يعلم ماهية هذه
الحكومة. إنها حكومة يمينية.
إنها تعتمد على التحالف فيما
بين أحزاب مختلفة تتضمن حزب
ليبرمان, و الذي يطلق عليه
إسرائيل بيتنا وهو حزب يميني
متطرف. لقد قال هو نفسه علانية
أنه طالما أنه وزير فإنه لن يسمح
بتحقيق تقدم في السلام مع سوريا,
و أنا لا أعلم ما الذي قاله حول
الفلسطينيين. إنه يميني متطرف و
كل مسئول أمريكي و أوروبي يعترف
بهذه الحقيقة. مع وجود هذه
الحكومة, يقول البعض بأنه من
الصعوبة بمكان تحقيق السلام
ويقول البعض بأنه من المستحيل
تحقيق السلام.
وول
ستريت: و على
هذا فإنت موجود في مكان ما في
هذا النطاق. الرئيس
الأسد: بالضبط. الطرف الآخر هو الحكم الذي
كان وسيطا قبل سنتين و ليس حكما.
الوسيط هو الشخص الذي يستطيع
إيصال وجهات النظر, مثل
الأتراك؛ بينما الوسيط يجب
عليه أن يكون أكثر فعالية و ليس
سلبيا, و هو دور الولايات
المتحدة. إن دور الولايات
المتحدة مهم جدا بسبب أنها تمثل
القوة العظمى؛ إن لديها
علاقات خاصة مع إسرائيل و لها
وزنها الذي يخولها بأن تضع
ضمانات لعملية السلام عند
التوقيع على المعاهدة. و لكن في
الواقع و عندما توقع على
المعاهدة, فإنها تشكل البداية
فقط للسلام بينما أنت تريد صنع
السلام, لأن هذه هي المعاهدة فقط,
و ليس السلام الحقيقي. إن
السلام يتحقق عندما يكون لديك
علاقات طبيعية و عندما تدفن
الخصومة و عندما تستطيع الشعوب
التعامل مع بعضها البعض. و
هذا الأمر يتطلب الكثير من
الخطوات و الكثير من الدعم. في
ذلك الوقت, فإن المحكم قد يكون
له دور أكبر من الدور الذي يلعبه
خلال المفاوضات.
إن
المشكلة مع العديد من المسئولين
الأمريكان خلال الإدارات
السابقة, سواء أكان لديهم نوايا
سيئة أو حسنة, هي أنهم لا يعرفون
الكثير عن المنطقة. و لهذا السبب
فإنهم يحتاجون الدعم من الآخرين.
إنهم بحاجة إلى دور مكمل لدورهم.
إن هذا الدور قد يكون
أوروبيا أو تركيا اليوم. في
الحقيقة إنني أتوسع لكي تستيطع
أن تلتقط ما تريد. و لكن إذا
أردت العودة إلى منهجيتنا,
فإنها موجودة منذ 20 عاما. لماذا
لم نحقق السلام لحد الآن؟ لأننا
لم نكن منهجيين. إننا لم
نتحدث عن شروط المرجعية, و
العناوين الأساس هي : الأرض و
السلام و بعد هذا "الأرض
مقابل السلام". و لكن أي أرض و
أي سلام؟ إننا لم نحدد الموضوع.
و بسبب أننا لم نكن محددين,
فإننا قد نمارس المناورات خلال
المفاوضات. ما
نقوله الآن هو أنه من الأفضل أن
نحدد هذه المصطلحات بالتركي, أي
أن نحدد الأرض و الأمن. إن
التحديد (التعريف) ليس كل شيء؛ و
لكنه الحديث عن النقاط الأساسية.
على سبيل المثال, تعريف خط
الإنسحاب يتضمن 6 نقاط, أي
الموافقة على 6 نقاط متفق عليها.
و الحديث عن الأمن يعني الحديث
عن 6 مبادئ. و عندما يكون لديك
هذا المرجع فإنك تتحرك إلى
المفاوضات المباشرة حيث تكون
بحاجة إلى وجود محكم. في هذه
المفاوضات المباشرة, فإنك لا
تستطيع أن تناور, لأن الأمور
محددة كما أن هناك إطار واضح, و
إسرائيل لا يمكنها أن تناور في
هذه الحالة, و المحكم لا يستطيع
إفساد الأمر حتى مع وجود نوايا
طيبة. ما حدث خلال التسعينات
هو أن بعض المسئولين الأمريكان
اعتقدوا أنهم يقومون بأمر جيد
ولكن في واقع الأمر فإنهم كانوا
يفسدون الأمور لأنهم كانوا
عاطفيين و متسرعين. لقد
أرادوا مساعدة إسرائيل مع وجود
نوايا طيبة و لكنهم في واقع
الأمر أفسدوا الأمر كله. و هكذا
و في هذا الجزء من المفاوضات غير
المباشرة فإنك تقوم بوضع
التعريفات للمرجعية. و لكن
حاليا ليس لدينا هذا المرجع, إن
لدينا حكومة يمينية و المحكم
يبتعد. إن الرئيس أوباما يرسل
فريقه المكون من ميتشل و
مساعديه الذين يقومون بجولات
مكوكية بين الطرفين. حتى قبل
أيام قليلة كانوا هنا. إنهم
يحاولون التعامل مع الموقف
الصعب. و لكن لحد هذه اللحظة
فليس هناك رد من الإسرائيليين. إنهم
يحاولون التعامل مع هذه الموقف
الصعب, و لكن لا يوجد أي رد
إيجابي من الإسرائيليين. إن ما
يجري إيجابي و لكنها إيجابية
خيالية فقط, ليس هناك أي أمر
ملموس. و لكي نكون أكثر دقة, هذا
هو موقف عملية السلام اليوم. وول
ستريت: ألم
تستلم أي رسالة من
الإسرائيليين؟ أنا أعلم أن
السيد هونولين قد التقى معك
مؤخرا. ألم يحمل أي رسالة معه؟ الرئيس
الأسد: لقد حمل معه مناخا إيجابيا.
و لكن مرة أخرى, فقد أخبرته
فإننا نعتمد دائما على الواقعية.
إننا نفهم الإشارة, و لكن الأمر
لا يشابه الأقمار الصناعية أو
اللاقط لكي نتحدث عن الإشارة.إن
الأمر ليس حاسوبا للحديث عن
أمور إفتراضية. إننا نعيش مع
الواقع و الحقائق؛ و ليس هناك أي
أمر حصل على أرض الواقع حاليا,
ليس هناك أي أمر ملموس ليس هناك
أي أمر حول الأرض أو خطوط
الإنسحاب. هنا تبدأ عملية
السلام. أنت تحتل الأرض, و من ثم
تريد الإنسحاب, و لكن إلى أي خط؟
يفترض أن تكون نفس الخطوط التي
احتللتها قبل 40 عاما. وول
ستريت: إذا
بدأت بعض هذه الأمور تتوضح, هل
تعتقد أنه من الممكن للمسار
السوري أن يبدأ بالتحرك تجاه
مزيد من الزخم حتى مع وجود إطار
السلام الشامل الحالي... أعني أن
المسار الفلسطيني يواجه بعض
الصعوبات الآن..؟ الرئيس
الأسد: هل تعني وجود شيء ما إيجابي على
مسارنا؟ وول ستريت: هل يمكن لكم أن تتحركوا
نحو الأمام على الرغم من أن
الطرف الفسطيني لا يمكن أن
يتحرك قدما؟ الرئيس
الأسد: هذا السؤال مهم جدا جدا, لأن
العديد من الأشخاص لا يفهمون
الفرق ما بين السلام و معاهدة
السلام. و نحن نتحدث دائما عن
السلام الشامل, لأنه لو كنت تريد
تطبيق سلام حقيقي دون وجود
علاقات طبيعية بين الشعوب فإنه
يجب أن يكون لديك سلام شامل, إن
هناك في سوريا ما يقرب من 500 ألف
فلسطيني, و في لبنان هناك نصف
مليون فلسطيني. إن لديهم جميع
الحقوق في سوريا عدا عن حق
التصويت, لأنهم ليسوا مواطنين, و
لكنهم يتمتعون بكل الحقوق
الإخرى.. إنهم موجودون في
الحكومة إنهم في كل مكان في
سوريا, إنهم جزء من المجتمع. إن
الشعب متعاطف معهم و إن لم تجد
حلا معهم فلا يمكنك أن تحصل على
سلام حقيقي. و لكن يمكن أن يكون
لديك معاهدة سلام. إذا كان لدي
كل شيء أحتاجه كسوريا, فإنه لا
يمكن لي أن أقول لا للمعاهدة ,
سوف أقوم بالتوقيع عليها. و لكن
ما الذي سوف نبحث عنه ؟ معاهدة؟
لقاء ما بين المسئولين؟ سفارة
محاطة بالشرطة لا يتجرأ أحد على
التعامل معهم؟ إن الشعوب لا
يتعاملون مع بعضهم البعض و هم
يكرهون بعضهم؟ عوضا عن هذا
كله فإننا بحاجة إلى علاقات
طبيعية. إن السلام بالنسبة لنا
هو وجود العلاقات الطبيعية, كما
هو الحال ما بين سوريا و أي دولة
أخرى في العالم. و هكذا فإن
وجود معاهدة سلام مع سوريا فقط
يمكن أن يكون خطوة أولى, و لكنه
لا يمكن أن يكون سلاما. و لهذا
فإن السلام مهم جدا. هذه هو الحل
الواقعي. وول
ستريت: و لكن
هل تراها خطوة مؤقتة ضمن تحرك
أكبر؟ الرئيس
الأسد: يمكننا قول هذا بطريقتين: يمكن أن
تكون خطوة مؤقتة من أجل تحقيق
خطوة أخرى بطريقة يمكن أن تدعم
الخطوات بعضها البعض. و يمكننا
أن ننظر إلى هذا الأمر بطرق
مختلفة: إذا كان لديك سلام مع
سوريا, لماذا تحتاجه مع
الفلسطينيين؟ هذه هي الطريقة
التي يمكن أن يفكر بها
الإسرائيليون. و هذا الأمر لن
يخلق الإستقرار, لأنه لديك 5
مليون فلسطيني خارج فلسطين, و
لديهم الأمل دائما بأنهم سوف
يكونون جزء من هذا السلام. و لكن
إن قلت لهم "آسفون لقد حققنا
كل شيء نريده في هذه المعاهدة,
ولكني لن أشعر بالقلق تجاهكم
بعد الآن" فإنهم سوف يفقدون
لأمل و سوف ينحدورن إلى الإحباط,
و هنا سوف يكون هنالك انفجار
سواء ضد الولايات المتحدة أو ضد
السلام على الحدود. مرة أخرى
فإنك لم تحقق سلاما شاملا, و لن
تحقق الإستقرار, دعونا ننظر إلى
الموضوع من جهة سلبية من أجل أن
نجعل الصورة شاملة. و لكن إن
نظرت إلى الموضوع من جهة
إيجابية فإننا سوف نتوصل إلى
السلام معكم و سوف يكون خطوة
أولى ولكن ماذا إن لم يتحقق هذا
الأمر؟ هذه مجرد إحتمالية, و
بالنسبة لي فإنني أعتقد أنه على
الأرجح أن تكون النتائج إيجابية.
ولهذا فإنه من الأفضل البحث عن
الوصول إلى سلام شامل من
البداية. و لكن هذا لا يعني
بأن المسارين يجب أن يتحركا مع
بضعهما بالتزامن و لكن على
الأقل يجب أن تكون الحركة
متوازية على المسارين. وول
ستريت: هل
يمكن أن تعطينا فكرة كم كانت
سوريا قريبة من الإسرائيليين في
فترة أولمرت لأنني كنت في تركيا
الأسبوع الماضي و سمعت عن
الموضوع؟ الرئيس
الأسد: لقد كنت أريد الحديث عن هذا
الموضوع. لقد كنت في الواقع على
الهاتف مع رئيس الوزراء أردوغان,
و كان أولمرت في غرفة أخرى و
كانا يتناولان العشاء مع بعضهما,
و كان أردوغان يتحرك بشكل مكوكي
حيث كان يعود إلى أولمرت و كان
يعطي سماعة الهاتف لمستشاره في
ذلك الوقت أوغلو ( وزير الخارجية
حاليا). و قد كان الحديث يتمحور
حول خط الإنسحاب. و قد قال بأن خط
الإنسحاب يجب أن يعتمد على 6
نقاط ذكرتها سوريا. و قد قلت لا,
هذه النقاط ليست خط إنسحاب. و من
ثم عاد وقال لي " إن الخط سوف
يعتمد على هذه النقاط". و قد
قلت بما معناه "تعتمد" و
" ترتكز"؟ إن هذه كلمات
فضفاضة جدا. إنها على الخط. و
هكذا فقد أخبر أردوغان "حسنا,
دعني أفكر, إن الأمر صعب بالنسبة
لي, سوف أفكر بالأمر عندما أعود
إلى إسرائيل وسوف أخبرك بما
يجري معي". و هذا الأمر كان
تحديدا قبل 4 أيام من الهجوم على
غزة. و بعد هذا شعرت سوريا و
خصوصا تركيا بالجنون بسبب أن
أولمرت قد
خدعهم. لقد أخبرهم " سوف
أعود إلى إسرائيل للتفكير في
كيفية حل مسألة السلام",
ولكنه ذهب إلى الحرب عوضا ن ذلك
و قد قام بقتل 1500 فلسطيني. هذا هي
المسافة التي كانت بيننا. لقد
كنا في واقع الأمر قريبين جدا من
هذه الورقة التي كنت أتحدث عنها,
لقد كنا قريبين من تحديد
المرجعية و التي كانت سوف
تسلم للولايات المتحدة و
إخبارهم " هذه هي وسيلتكم
للمفاوضات القادمة" أعني
المفاوضات المباشرة. و لكن
الأمور سارت بشكل مختلف. وول
ستريت: كيف
تنظر إلى العلاقة مع الولايات
المتحدة؟ لقد قرأنا أن السفير
فورد موجود هنا الآن, يبدو أن
الولايات المتحدة منخرطة
بطريقة لم تكن موجودة أيام
إدارة الرئيس بوش, و لكن لا زال
لدينا مشكلة العقوبات. لربما
يمكنك أن تحدد لنا كيف ترى تطور
الأمور؟ الرئيس
الأسد: إن الأمر الجديد منذ أن جاء أوباما
إلى السلطة هو أنه لم يعد هناك
المزيد من الإملاءات من قبل
الولايات المتحدة و هم جاهزون
للاستماع. إن هذا الأمر مهم جدا
لأنه أساس أي علاقة مع أي دولة
خصوصا في دولة مثل سوريا و التي
لا تقبل أي إملااءات من الخارج.
و لكن السؤال الآخر هنا هو أنه
قد مضى عامين منذ أن استلم
أوباما السلطة, و مالذي حدث على
أرض الواقع؟ في الواقع لم يتغير
أي شيء على الأرض, حتى فيما
يتعلق بالعلاقات الثنائية, لأن
ما كنا نقوم به في السنتين
الماضيتين هو إرسال الإشارات من
قبل سوريا إلى الولايات المتحدة
و بالعكس. و لكن كيف يمكن لنا أن
نترجم هذه الإشارات إلى أرض
الواقع. لحد الآن لا نستطيع ذلك,
لسبب بسيط. إن الأمر لا يتعلق
بالرئيس أوباما, إعتقد أنه شخص
موثوق و هو يؤمن بما يقوله.
و لكن في النهاية هناك سياسات
داخلية في الولايات المتحدة ؛
لديك الكونغرس و العديد من
المؤسسات الأخرى, سواء قبل أو
بعد الإنتخابات, لم يكن هنالك
فرق كبير بالنسبة لموقفنا. هذه
المؤسسات لا ترى مصالح الولايات
المتحدة, على الأقل في منطقتنا,
بطريقة واقعية. جزء من
الإحباط الموجود لدينا في
المنطقة يتعلق بسياسة الولايات
المتحدة, و الشعوب أصبحت تقف ضد
الولايات المتحدة. هذا ما سألت
عنه في البداية. إن ما يحدث
أمر جيد و لكنه لا يفضي إلى أمر
ملموس على الأرض حتى هذه اللحظة.
وول
ستريت: لربما
سوف يقولون " إننا نريد أن نرى
تغييرا في سلوك سوريا تجاه حماس
و حزب الله" و لربما بطريقة
ما، ليس هذا ما تم الوعد به, هل
الأمر كذلك؟ الرئيس
الأسد: هذا إملاء. ليس هناك أي شيء يطلق
عليه السلوك, كدول فإننا نعتمد
على مصالحنا, و ليس على تصرفاتنا.
لربما يكون لديك تصرف سيء و أنا
لا أحبه, و لكن هذا لا يعني أي
شيء سلوكك هو سلوكك, و سلوكي هو
سلوكي. إن الأمر يتعلق بالمصلحة.
دعنا نضع مصالحنا على الطاولة و
نرى ما هي الأمور المشتركة
بيننا. إذا كنت تريد الحديث عن
الاستقرار في العراق فإنني مهتم
في حصول الإستقرار في العراق
أكثر من الولايات المتحدة لأنني
الجار المجاور للعراق. و إذا لم
أساعد العراق في تحقيق
الإستقرار, فإنني أطلق النار
على قدمي. ثانيا, إذا قالوا أنهم
يريدون السلام في الشرق الأوسط,
فإنني الشخص المهتم في تحقيق
السلام لأنني سوف أحصل على
الإزدهار والإنقتاح و الإقتصاد
المتقدم. هل تتحدث عن محاربة
التطرف؟ إننا نقاتل الإرهاب منذ
الخمسينات و الستينات و
السبعينات و الثمانينات و قد
حدثت مواجهة عنيفة معهم بينما
كان رونالد ريغان يصغهم
بالمقاتلين المقدسين, و لكننا
كنا نتحدث عنهم كإرهابيين. و
هكذا فإنني الشخص صاحب المصلحة
هنا. و إذا
كنت تريد الحديث عن المصالح
المشتركة فإن لدينا الكثير من
المصالح المشتركة في المنطقة,
ليس لدي أي مصالح في شرق آسيا
على سبيل المثال لأنني لست قوة
عظمى. و لكن لدي مصالح في منطقتي و
إذا كنت تريد الحديث مصالحكم في
منطقتي, فإن لدينا مصالح مشتركة
دعونا نتحدث عنها. و أعتقد بأن
معظم الأمور هي مصالح مشتركة. و
هناك أمور قليلة سوف لن تكون
تضارب في المصالح و لكنها تضارب
في وجهات النظر, و هي ليست بتلك
المشكلة الكبيرة. و هكذا
فإن بإمكانك أن تنظر إلى الموقف
بالطريقة التي تريدها, يمكنك أن
تبني علاقتك معي بحسب هذه
الإختلافات, أو بإمكانك أن
تبنيها وفق المصالح المشتركة.
إن الأمر يتعلق بالكيفية التي
تنظر للوضع من خلالها. وول
ستريت: و أنت
ترى أن الأمر معلق على أمور
تعتبرها صغيرة, و لا يتم التركيز
على الأمور الكبيرة؟ الرئيس
الأسد: نعم, لأنهم يركزون على التفاصيل و
ينسون القضايا الرئيسة, و هي
عدم وجود السلام. إن وجهة
نظري هو أنه لا يمكن التعامل مع
هذه التفاصيل دون التعامل مع
القضية الكبرى. و المشكلة التي
كانت تواجهنا مع إدارة بوش هو
أنهم كانوا يتحدثون عن هذا
الهدف و كنت أتحدث عن نفس الهدف, و
لكن بينما كنت أريد الوصول إلى
هذا الهدف من الشرق فقد كانوا
يريدون الوصول له من الغرب, و
كانوا يريدونني القدوم من الغرب
أيضا, و لكنني كنت أريد الوصول
من الشرق, هذه هي طريقتي, إن
لدينا طرقا مختلفة لتحقيق نفس
الهدف. لا يمكن أن نكون نسخة
عن دولة أخرة بأسلوبنا, و هذا
الأمر طبيعي و عادي. وول
ستريت: هل
تعتقد أن هذا التحول في مصر سوف
سوف يؤثر على عملية السلام؟ و هل
تعتقد أن الإسرائيليين يعتقدون
أن هذا الأمر يجب أن يتم, أعني
بالنظر إلى ما يجري في مصر. لا
أدري إن كانت الأمورسوف تسير
نحو الأفضل أم نحو الأسوأ. و لكن
يبدو أن هناك نوع من التأثير. الرئيس
الأسد: إذا كنت تريد جوابا على هذا السؤال,
فإن عليك أن تبني سؤالك كالتالي
"ما هو دور مصر في عملية
السلام؟" هذا هو سؤالي. لقد
وقعوا على معاهدة سلام؛ و هم
ليسوا جزء من مسارنا. و فيما
يتلعق بالقضية الفسلطينية فإن
عليك أن تبدأ من المصالحة,
لقد مضى 3 سنوات الآن و لم
يستطيعوا أن يحققوا المصالحة في
مصر. و هكذا إذا كنت أريد
الجواب على سؤالك, فإنني سوف
أسأل أولا: ما هو دور مصر في
عملية السلام؟ بالنسبة لي,
سوريا و لبنان و الفلسطينيين
مسؤولون عن عملية السلام هذه, و
ليس أي جهة أخرى, ليس هناك أي
دولة أخرى مسئولة. وول
ستريت: و هل
تعتقد أن لدى سوريا دورا
لتلعبه؟ أعني أن بعض الأمور في
يد السلطة الفلسطينية, و خصوصا
في يد الأحزاب الفلسطينية.. كيف
يمكن أن تساعد؟ الرئيس
الأسد: عليك أن تساعد و لكن إن لم يكن لديك
الإرادة لتحقيق المصالحة, فإنه
ليس بإمكاننا فعل أي شيء. عليهم
أن يمتلكوا الإرادة و أعتقد أن
أحد الأطراف على الأقل لديه
الإرادة. لقد قلت أن كلا الطرفين
عبرا عن رغبة و لكننا لم نكن
منخرطين مباشرة في هذا الوضع
كما أن مصر لم تكن منخرطة و
لكن في النهاية إذا كنت تريد
المشاركة , فإن هذا الدور هو دور
الفلسطينيين و ليس دور السوريين
أو المصريين. لا يمكنك تقديم
الدعم. إن بإمكان إسرائيل تقديم
الدعم إذا أردات تسهيل الأمور و
ليس القيام بالعكس. كما أن
بإمكان الولايات المتحدة تسهيل
الأمور , أي جهة يمكن أن تسهل هذا
الدور. وول
ستريت: إن
الوضع يبدو طويل المدى و عصي على
الترتيب؟ الرئيس
الأسد: نعم لم يحدث أي شيء. خلال
السنوات الثلاث الماضية فإن
الوضع على ما هو عليه, و في بعض
الأحيان قد يكون أسوأ. إن
الوضع سوف يكون أسوأ حقيقة إذا
لم يحققوا المصالحة لأنه لا
يوحد هناك إستقرار متين على
الأرض. إذا كنت تريد أن تكون
وسيطا أو حكما فإن عليك أن تكون
في الوسط فيما بين الطرفين؛ لا
يمكنك أن تتحيز إلى طرف واحد فقط.
وول
ستريت: أعلم
أن ذلك الجزء من مهمتك كان مع
السيناتور ميتشل و آخرين في
تخفيف العقوبات قد حصل فعلا؟ هل
هناك أي تقدم من الطرف
الأمريكي؟ الرئيس
الأسد: لا لم يحدث أي شيء. بالطبع فإنهم
يقولون بأن سوريا قد فتحت
المدرسة الأمريكية في دمشق, و
لكننا لا نستيطع الحديث عن
العلاقات الثنائية فيما يتعلق
بالأمور الصغيرة. كما انها مجرد
إشارات, لا أكثر و لا أقل. وول
ستريت: أعلم
أن أشخاصا في الكونغرس
أوفياء للولايات المتحدة
يسألون دائما حول علاقة سوريا
مع إيران و هل يمكن للعلاقات
الأمريكية السورية أن تتقدم
بيما تحتفظ سوريا بمثل هذه
العلاقات الإستراتيجية القريبة
مع إيران؟ و كيف يمكن لك أن تصف
لنا علاقتك مع إيران وما إذا كان
الأمران يمكن أن يحدثا في نفس
الوقت؟ الرئيس
الأسد: نعم. إن الأمور يعود إلى المفاهيم
الأساسية لسياستهم. إن هناك
مفهوما في الفيزياء: عندما يكون
لديك كأسان من الماء و أنبوب
بينهما, فإنه عندما يزيد منسوب
المياه في أحد الكأسين فإن
المياه سوف تقل في الكأس الآخر
والعكس صحيح؛ ليس لدينا هذه
النظرية في السياسة. و هكذا فإن
علاقتي مع الولايات المتحدة يجب
أن تشهد تقدما و أن تشهد تراجعا
مع إيران! أيضا ماذا عن سوريا و
تركيا؟ ليس لدينا هذا المبدأ أو
هذه القاعدة أو هذا المفهوم في
السياسات. يمكنك أن تدعم
علاقاتك مع 10 دول في نفس الوقت.
هذا هو المبدأ الأساسي في
السياسات
و هي أن عليك أن تقيم علاقتك
مع كل الدول و أن لا تجعل
العلاقات أسوأ مع أي دولة, خصوصا
في حقبة مثل التي نعيشها حيث
تكون بحاجة إلى دولة كبيرة
مثل إيران. إنها دولة كبيرة, و هي
مهمة, و هي دولة مهمة جيوسياسيا؛
و ليس هناك أي طرف يمكن أن
يتجاوز إيران سواء أحببت ذلك أم
لا, هذه هي النقطة الأولى.
أما الثانية فهي حول منهج
التفكير. لقد طرحوا هذا السؤال
على العديد من المسئولين كما
أنهم طرحوه علي. و قد قلت لهم
أخبروني عن طريقة تفكيركم؟ ليس
لدينا في سوريا ما يطلق عليه اسم
الملف السوري الإيراني, و لهذا
من أجل إغلاق هذ الملف أو من أجل
وضعه في الدرج أو لننسى الحديث
عنه. إن لدينا ملفات لقضايا وليس
لدول؛ عندنا ملف السلام و
ملف التطرف. إذا أردنا
الحديث عن علاقتي مع أي دولة,
بما في ذلك الولايات المتحدة
فإن الحديث يجب أن يتعلق بهذه
الملفات. ما هو موقفك تجاه عملية
السلام؟ هل تقف معي أم ضدي؟ ما
هو موقفك من سياساتي تجاه
العراق و الوحدة في العراق و
العلمانية هناك؟ إذا كنت ضدي,
سوف أكون ضدك. قد أكون على
علاقات جيدة معك في أحدى
النواحي, أو في إحدى القضايا, إو
في إحدى المسائل و ليس هناك
اتفاق في قضايا أخرى. هذه هي
الطريقة التي ننظر بها إلى
الأمور. فإذا أرادوا الحديث عن
إيران في ملف واحد يتعلق
بالمسألة النووية, فإنني لست
جزء من هذا الملف. وهكذا سواء
أكان عندي علاقات جيدة أو سيئة
مع إيران فإن هذا ملفهم النووي
الخاص و سوف يستمرون في هذا
الملف بحسب مصالحهم القومية. إن
سوريا ليست جزء من هذا الملف, و
هكذا فلا يمكنك القيام بأي شيئ,
إنني أتحدث عن لبنان: لدي مصلحة
في لبنان بسبب إنها جارة قريبة.
ما هي سياستك في لبنان؟ هل سوف
تدعم علاقتي مع لبنان, هل سوف
تدعم الوحدة و هل سوف تدعم
طائفية أقل في لبنان؟ أمور مثل
هذه. إن هذا كله يعتمد على كيفية
تعامل كل دولة معي بحسب كل ملف. و
هكذا فإنه لا يمكنك الحديث عن
إيران كإيران بسبب أن لديك
قضايا مختلفة و كل قضية فيها عدة
وجهات نظر: قريب جدا مناقضة أو
متنافرة. هذه هي الطريقة التي
ننظر بها إلى الأمور, و لهذا فإن
عليك الحديث معي بهذه الطريقة, و
بنفس الطريقة الرياضية في
الولايات المتحدة من أجل أن
تفهمني و أفهمك. أخبرني عن إيران,
حول ملف, لأنهم يتحدثون عن هذا, و
أنا أخبرهم هذا لأنه عندما أبدا
المفاوضات في تركيا فإن إيران و
على الرغم من أنهم كانوا
يتحدثون عن أحمدي نجاد و عن مسح
إسرائيل من الخريطة و لكنهم
علنا فقد أصدروا بيانات تأييد
لسوريا في مناسبتين و هذا يعني
أنهم يدعمون السلام. و الأمر
نفسه عندما نتحدث عن حزب الله و
حماس و كيفية تفكيرنا. لم
يخبروني حول معنى العلاقات ما
بين سوريا و إيران فيما يتعلق
بكل ملف. وول
ستريت: حسنا
إلمبدأ الذي تحدثت عنه ينطبق
على قضايا أخرى مثل حزب الله حيث
أن إيران مهتمة بحزب الله و هي
مستمرة في دعمه. و لكن الولايات
المتحدة ضد هذا الأمر و سوريا
تجد نفسها في المنتصف. الرئيس
الأسد: أولا, العديد من الدول تدعم حزب
الله سرا أو علنا, إن الأمر لا
يدور حول إيران. ثانيا, إن قضية
حزب الله تتعلق بالسلام؛ و هذا
منهج خاطئ, فالأمر ليس مرتبط
بإيران. إذا كنت تريد التعامل مع
حزب الله و التعامل مع حماس وحتى
مع سوريا, لقد قلت إ ن عليك
التعامل مع قضية السلام, إذا كان
السلام متحققا فما الذي سيحصل
لهذه الأطراف؟ لا يمكنك الحديث
فقط عن العلاقة مع إيران بصورة
نظرية فقط هذا الأمر ليس واقعي.
و لهذا فقد قلت أخبرني ما هو
الأمر. ما الذي تعنيه إيران؟ هل
هي سيئة؟ حسنا. إسرائيل سيئة,
فكيف سوف تصنع معها السلام. إذا
كانت سيئة فإنني لن ألتقي مع
إسرائيل؛ هذا هو المنطق الذي
يجب أن يستخدم. إذا كنت أريد صنع
السلام مع إسرائيل وأنا لست أكن
محبة للولايات المتحدة فإنني
سوف أضع الشروط أولا إذا كنت
أريد تحقيق السلام, ليس لديك
علاقات جيدة مع الولايات
المتحدة, هل هذا منطقي؟ أم هو
غير منطقي؟ إذا كانوا لا يحبون
إيران فإن هذا لايعني أنه
لايتوجب عليك التعامل معهم. وول
ستريت: و لكن
بالنسبة لسوريا سواء أكان صحيحا
أو خاطئا فإنها تطورت من كونها
داعما أيدلوجيا لحزب الله و أن
سوريا أصبحت ترى سواء بشكل صحيح
أو خاطئ على أنها داعم عسكري
لحزب الله و أن هذا الأمر خطير
جدا حيث يمكن أن يندلع نزاع خطير
في أي حال و أن سوريا سوف تنصرف
مباشرة للتخلص في أي حال؟ الرئيس
الأسد: في الواقع, لأنهم يريدون سوريا
شرطيا. لقد أخبرتهم لماذا
أكون شرطيا, لماذا
تريدون أن أكون شرطيا لإسرائيل
طالما أن إسرائيل لا تتحرك تجاه
السلام. إننا لن نكون شرطة
لإسرائيل وهذا أمر واضح وصريح.
ليس عليك أن تكون متورطا لأنك إن
لم تكون شرطيا,... وول
ستريت: لأنهم
سوف يرون أنك وكيل تهريب لأن أي
شيئ يمر هناك سوف يكون عملية
تهريب؟ الرئيس
الأسد: بشكل طبيعي لا أستطيع أن أسيطر على
حدودي مع العراق على سبيل
المثال. إن لدي عمليات تهريب
سلاح من العراق؛ و هذا وضع طبيعي
في المنطقة طالما أنه لايوجد
استقرار في المنقطة فإنه سوف
يكون لديك مثل هذه الأمور. إن
التهريب أمر طبيعي و لا يمكن
لأحد أن يسيطر عليه حتى لو وضعت
جيشا على الحدود لا يمكنك
السيطرة على الأمور. مرة أخرى,
التعامل مع القضية الرئيس: عملية
السلام هنا يمكن أن نحل كل شيء
مرة واحدة؛ ليس عليك أن
تتعامل مع كل المشاكل الصغيرة,
إن الأمر مثل الزئبق الذي لا
تستطيع الإمساك به. وول
ستريت: هل
أستطيع أن أطرح سؤالا أكبر؟
أعرف أن القضية الكبرى في
المنطقة من إيران و سوريا و
إسرائيل تتعلق بأسلحة الدمار
الشامل و منطقة منزوعة من
السلاح النووي. من ناحية أعلم أن
سوريا و دول أخرى كانوا مهتمين
في دفع إسرائيل للتوقيع على
معاهدة منع الإنتشار النووي تحت
الرعاية الدولية وهذا الأمر لم
يحدث, و لكن في نفس الوقت هناك
صراع صغير مع الوكالة الدولية
للطاقة الذرية حول ادعاءات بأن
سوريا لديها هذا النوع من
التقنية النووية المغطاة. هل
يمكنك أن تحدثنا عن هذه الأمور و
كيف يمكن الوصول إلى منطقة
منزعة السلاح النووي و كيف يمكن
التخلص من صراعك مع الوكالة
الدولية و
إن كان هناك أي طريقة للوصول إلى
قرار حول تهاماتهم؟
الرئيس
الأسد: لقد كنا أعضاء في مجلس الأمن
الدولي لفترتين 2002 و 2003 و قد كان
هناك مسودة سورية في ذلك الوقت
تتعلق بنزع الشرق الأوسط من
أسلحة الدمار الشامل و بالطبع
من عارض هذا ؟ إدارة بوش. لأن
القرار يتضمن إسرائيل, و في
الواقع فهو لا يزال هناك, و
أعتقد أنهم قد أعطوه اللون
الأزرق أعني أنه ليس فعالا. هذه
وجهة نظرنا: إنها منطقة صراعات
مستمرة منذ قرون وليس عقود.
بالنسبة للوكالة الدولية , لقد
هاجمت إسرائيل ذلك الموقع و قد
قلنا إنه موقع عسكري. بالطبع في
البداية لم يقولوا إنه موقع
نووي. لقد أنتظروا 8 أشهر و عندما
أعدنا بناء الموقع قالوا أنه
كان مفاعلا نوويا. إن عليهم أن
يعاقبوا الولايات المتحدة و
إسرائيل, خصوصا الولايات
المتحدة: لماذا انتظرتم 8 أشهر
لكي تقولوا أنه موقع نووي. هذه
أول نقطة. و النقطة الثانية هي
ما حصل مع الوكالة الدولية. لقد
طلبوا منا أنهم سوف
يرسلون خبراء؛ و بسبب أننا
كنا واثقين جدا فقد أخبرناهم
بموافقتنا على ذلك, و قد جاءوا
وأخذوا عينات و عادوا إلى فيينا
, و من ثم قالوا بأنهم إكتشفوا
بعض الجزيئات المشعة, و نحن نعلم
أنه إذا كان لديك منشأة نووية
فإنك لن تسمح لأي من كان في
العالم للقدوم إذا كنت تريد
إبقاء الأمر سرا, هذا أولا.
ثانيا فقد قالوا إن إسرائيل
هاجمت موقعا نوويا تحت البناء و
قبل أن يبدأ العمل به. إذا كان
هذا الموقع تحت البناء , و قبل أن
يبدأ العمل كيف يمكن أن يكون
لديك هذه الجزيئات؟ من أين
جاءت؟ لأنك لا تحضر المواد إلى
الموقع قبل أن يبدأ, هل هذا
صحيح؟ هذا ثانيا. ثالثا, كيف
يمكنك أن تدمر موقعا دون أن يكون
هناك إصابات و دون أن يكون هناك
خطة طوارئ, لأن هذا الموقع يفترض
به أن يكون نوويا؟ ماذا عن
الإشعاعات؟ كل شخص يمكن أن يذهب
هناك الآن إنه موقع مفتوح, يمكنك
أن تمر بجانبه. و هكذا فإنه من
الواضح لكل شخص بأنه لم يكن
موقعا نوويا, و لكن السؤال هو:
لماذا انتظروا 8 أشهر؟ لأنه
عندما تنتظر 8 أشهر و نقوم نحن
ببناء الموقع فإنه من السهل أن
تقول أنه كان في الماضي, هل تفهم
هذا؟ وول
سترت: نعم الرئيس
الأسد: لإنهم إن اعتقدوا أنه موقع نووي,
فإن عليهم أن يقوموا بذلك دون
هجوم. إذا أرادوا خلق مشكلة مع
سوريا , فإن بإمكانهم أن يخبروا
الوكالة الدولية: أنظروا لدينا
صور أقمار صناعية إذهبوا إلى
سوريا و سوريا سوف تحاصر في هذه
الحالة. و ما الذي سنفعله, لدينا
موقع, و سوف نسمح لهم و سوف
يذهبوا لمشاهدة الموقع كما هو. و
هكذا فقد دمروه و ا نتظروا لكي
تقوم سوريا بإعادة بنائه, و
قالوا بأنه كان موقعا نوويا. و
الآن " كان" كيف يمكنك أن
تثبت أمرا "كان". إن هذه
قضية ملتوية, إن المشكلة
المعقدة التي اختلقوها كيف يمكن
أن تثبتها؟ و طالما أنه لايمكنك
إثباتها فإن هذا الأمر يعني "كان".
وول
ستريت: و
قطعا لم يكن الموقع كذلك؟ الرئيس
الأسد: قطعا لا. من سير الأحداث, لم يكن
كذلك فلو هاجمته , كيف كان و أين
هي المواد؟, كيف يمكن أن يكون
هناك إشعاعات بعد الهجوم و
لايكون لديك أي خطة طوارئ؟ إن
لديهم الأقمار الصناعية و هي
تلتقط الصور كل يوم و يمكن أن
تخبرهم بكل شيء. إن الأمر الوحيد
الذي فعلناه هو أننا أزلنا
الحطام و نقلناه إلى مكان آخر
وأعدنا بناء الموقع. إننا لم نقم
بتنظيف الموقع و لايمكنك أن
تنظف ذلك الموقع إذا أردت تنظيف
الإشعاعات فإنهم يقولون إنها
تبقى مئات السنوات
أو حتى إلى الأبد , لا أدري.
إن الأمر غير واقعي, و هم يعلمون
ذلك. و القضية الأخرى ليس متعلقة
بالموضوع, و هي ما ندعوه المفاعل
النووي التجريبي الصغير , و الذي
يجري العمل به بالطبع تحت إشراف
الوكالة الدولية و هم يأتون من
وقت لآخر إلى سوريا من أجل الفحص
و قد قاموا بالفحص هذه المرة و
قالوا أنهم اكشتفوا موادا
يقولون أنها غير قانونية و
لازلنا نناقش الأمر معهم و
لكننا لا نعلم شيئا حول الأمر
لأن لدينا مصنعا للفوسفات كما
أن لدينا كعكا أصفر نتيجة لأن
بعض العلماء عندنا يقومون
بالتجارب و الأمر المضحك هو أن
هذه التجارب قد نشرت في
المجلات؛ إن هذه التجارب ليست
سرا و هم يقولون أن هذا يشكل
خرقا. حسنا, و لكن هذا الأمر علني
كما أنه نشر في المجلات وهو ليس
سرا. لقد كان هناك هذا النوع من
المواجهة و قد أرادوا أن يجدوا
علاقة ما بين الموقع الأول و
الثاني, و لكن هذا الموقع مختلف
عن ذلك. وول
ستريت: و هل
تعتقد أن هذه القضية يمكن أن تحل
مع الوكالة الدولية للطاقة
الذرية؟ الرئيس
الأسد: نعم, أعتقد أننا نناقش الأمر معهم
الآن. إن معظم الأمور فنية و
قانونية في واقع الأمر. وول
ستريت: هل
ستسمح للمفتشين بما يريدون بغض
النظر عما يريدونه, و بغض النظر
عما تريد فعله الوكالة الوكالة
الدولية أم أنك لا زلت تتفاوض
معهم؟ الرئيس
الأسد: لا, إن هناك تعاونا في الواقع
ما بين سوريا و الوكالة الدولية
للطاقة الذرية فيما يتعلق
بالأمور الطبيعية مثل هذا
المفاعل و الكعك الأصفر, إنها لا
تتطلع عليه كل 6 أشهر أو كل سنة ,
إن لدينا قواعد, و لكن هذه
المرة طلبوا من سوريا الموافقة
على التوقيع على بروتوكول إضافي
بحيث يمكنهم أن يأتوا متى أردوا,
و لكننا لن نوقع عليه. وول
ستريت: في أي
وقت و أي مكان؟ الرئيس
الأسد: لا لن نقوم بالتوقيع. إن بإمكاننا
الالتزام بمعاهدة منع الإنتشار
النووي و التي وقعنا عليها و ليس
لدينا أي مشكلة. لن يقبل أي شخص
التوقيع عليها؛ إن هذا الأمر
يتعلق بالسيادة: من أجل أن تأتي
في أي وقت من أجل تفتيش أي شيء
تحت شعار التفتيش على النشاطات
النووية فإن بإمكانك أن تفتش أي
شيء. إن لدينا الكثير من
الأمور السرية كأي دولة أخرى و
لن يسمح لهم أي شخص... وول
ستريت: أنت
تشعر أنه سوف يكون هناك سوء
استخدام؟ الرئيس
الأسد: بالتأكيد سوف يكون هناك سوء
استخدام. وول
ستريت: أريد
أن أعود إلى الموضوع من البداية
لأنك قلت بأن التغييرات في
المنطقة قد بدأت منذ الثورة
الإسلامية في إيران عام 1979, و في
نفس الوقت أنت تعترف ببساطة
بأن ما يحدث خلال الأسابيع
الماضية يوحي بأن هناك حقبة
جديدة في العالم العربي نفسه,
أريد أن أؤكد بأنك ترى أن هناك
حقبة جديدة تنبثق لا يعرف أحد
تماما كيف سيكون شكلها و لكن هذا
تصورك للموضوع, إننا بشكل من
الأشكال ندخل في حقبة جديدة
بنفس الأشخاص الذين سوف يكون
لهم نفس الصوت و الولايات
المتحدة و دول أخرى ممن يرون في
هذه الدول مثل مصر و الأردن
بأنهم يقومون بدفع سياساتهم في
المنطقة. إن تلك الحقبة على حافة
النهاية. كيف ترى الأمور من وجهة
نظرك الرئيس
الأسد: لن أقول إنها النهاية لأنه في
نهاية المطاف فإنني لا أتبع أو
أطيع الولايات المتحدة, و لكنني
أريد أن يكون لدي علاقات جيدة مع
الولايات المتحدة, أريد أن أجري
حوارا و الحوار يعني التفاعل؛ و
لايعني أن تقول لا, لا,لا. لا
أريد أن أكون متأثرا بالآخرين.
إن علينا أن نتأثر ببعضنا البعض.
و هكذا دعونا نكن معتدلين
وواقعيين. و لا أعتقد أن على
الجميع قطع علاقاتهم مع أي جهة
أو مع هذه القوة العظمى,
ولكنني أعتقد أن الأمر
يتعلق بأمرين سواء أكانا
إيجابيين أو سلبيين. الأمر
الإيجابي: سيكون هناك حقبة
جديدة تجاه مزيد من الفوضى أو
مزيد من المؤسساتية؟ هذا هو
السؤال. و لهذا فقد قلت في
البداية أن الوضع لا زال
ضبابيا؛ لا يمكننا فهم الأسباب
حتى نستطيع أن نرى النهاية و
النهاية ليست واضحة بعد. وول
ستريت: و هل
يحمل ما يجري درسا لسوريا طالما
أنك تحدثت عن ذلك؟ الرئيس
الأسد: لكل شخص؛ بالطبع لا يمكنك أن تقول
أنك لم تستق الدروس. وول
ستريت: و
الدرس الذي استقيته هل يعني
التحرك بسرعة أو ببطئ؟ الرئيس
الأسد: إن الأمر الجيد بالنسبة لسوريا هو
أن العديد من الأمور التي تحدثت
عنها كتحليل, هو أمر لايمكن
تطبيقه, و لكن كم هي المسافة
التي يمكنك أن تبقيها بعيدا عن
شعبك, هذا هو السؤال, سواء أتعلق
الأمر بالقضايا الداخلية أو
القضايا الخارجية. إن لدي
علاقات و أنا ألتقي العديد من
المسئولين من الولايات المتحدة
و أنا أتحدث عن التعاون و لكنهم
لا يلقون باللوم علي لأنني لست
دمية. وول
ستريت: و
هكذا فأنت تشعر على المدى
القصير لست ملزما بالإصلاح لأنك
تحت نظر شعبك, و لكن على المدى
الطويل أنت ترى بناء المؤسسات و
الإصلاح بصورة بطيئة و ليست
أكثر سرعة... الرئيس
الأسد: تماما, لأنه حتى لو أردت الحديث عن
الديمقراطية و المشاركة, فإنها
يجب أن تكون من خلال المؤسسات. و
هكذا فإن توسيع هذه المشاركة
يأتي من خلال دعم و تحديث هذه
المؤسسات. وول
ستريت:
بالتأكيد فإن الأشخاص الذين سوف
يقولون لا, يقولون بأن الدرس يجب
أن يؤدي إلى السرعة في
الإصلاحات السياسية و السرعة في
تمثيل الشعب و دعم حقوق
الإنسان؟ الرئيس
الأسد: لا أعتقد أن الأمر يتعلق بالوقت,
إنه حول الأمل, لأننا لو قلنا
بأن الإصلاح سيتم في 5 أو 10 سنوات
و أن المؤسسات سوف تتطور للأفضل
فإن الناس سوف يتحلون بالصبر في
المنطقة. إن المشكلة هي
إخبارهم بأنني لا أرى أي ضوء في
نهاية النفق. وهكذا فإن الأمر لا
يتعلق بالسرعة أو البطئ. أعتقد
أن السرعة قد تكون جيدة و قد
تكون سيئة. أن السرعة قد تعني
تأثير أكثر من طرف, و البطئ قد
يكون جيدا و لكنه قد يعني تأثير
عدد أقل من الأطراف. و هكذا
فإن لكل منهما إيجابيات و
سلبيات. إن علينا أن نكون
واقعيين؛ الأمران جيدان. وول
ستريت: هل تشعر أنك تتحرك
بالسرعة الصحيحة؟ الرئيس
الأسد: إن عليك أن تتحرك. و لهذا
فإنني أقول أنه طالما أن لديك
مياه متدفقة فإنه لا يوجد عندك
ركود و لن تشعر بالتلوث. و هكذا
فالتدفق السريع أو البطئ لكل
منهم إيجابياته. هذه هي الطريقة
التي يجب أن ننظر بها أكثر من أن
نقول سرعة أكبر. لا
أعتقد أن السؤال ما هو مدى
السرعة؟ هل هناك حركة أم لا, هذا
هو السؤال. وول
ستريت: و هل
تضع قضية حقوق الإنسان في هذه
المؤسسات؟ الرئيس
الأسد: نعم بالطبع يجب أن تكون جزء من
المؤسسات و لكن في النهاية فإن
موضوع حقوق الإنسان يتعلق
بالكيفية... عندما أتحدث عن
المجتمع, كيف يفهم كل مجتمع قضية
حقوق الإنسان بحسب تقاليده
الخاصة, لأنه عندما أتحدث عن
منطقة أيدلوجية, فإنك تتحدث عن
آلاف السنوات من التقاليد, لا
يمكنك أن تقوم بأي شيء فيما
يتعلق بميثاق الأمم المتحدة, إن
الأمر يجب أن يتعلق بميثاق
الثقافة. و لهذا فأنت بحاجة إلى
هذا النقاش؛ إنه ليس أمرا يمكن
أن تحضره. إنك بحاجة إلى حوار
وطني و عليك أن تفهم أنه في
المنطقة – أريد أن أتحدث عن
الاستقطاب- الكثير من التنوع. في
بعض الأحيان فإن لديك ثقافات
متنوعة تعيش في نفس المكان. إنها
ليست ثقافة واحدة؛ إن لديك
الكثير من أشكال الثقافة. وول
ستريت: أظن
أنك قد أشرت إلى أنك تتحرك ضمن
حوار وطني, هل هو حوار وطني, ما
هي الأمور الثلاثة التي تريد أن
تشير إليها أولا, ما هو الأمر
الذي يجري في سوريا؟ الرئيس
الأسد: هذا يعتمد على الأولويات. دعنا
نقل أن الأولوية يجب أن تعتمد
على عاملين: العامل الأول حيث
يمكنك أن تسير بسرعة, و الثاني
وهو الأكثر إلحاحا, ماهو الأمر
الأكثر إلحاحا بالنسبة للشعب؟
عندما أصبحت رئيسا كان الأمر
الملح هو الإقتصاد لأنه أينما
تذهب فإنك تجد الفقر و الوضع كان
يسير نحو الأسوأ يوما بعد يوم و
لدينا 5 سنوات من الجفاف و هذه هي
السنة الخامسة حيث ليس لدينا ما
يكفي من الماء. و لهذا سيكون
لدينا القليل من القمح؛ لقد
تعودنا على تصدير القمح و القطن
كل سنة و لكن هذه السنة لدينا
العديد من المشاكل. سوف يكون
لدينا موضوع الهجرة أيضا. هذه
السنة سوف يتأثر 3 ملايين سوري
من أصل 22 مليون سوري بالجفاف.
وهكذا ستكون هذه أولويتنا لهذه
السنة. وول
ستريت: حسنا,
هل يعود هذا إلى أن الإقتصاد
يمكن أن يسير بصورة أسرع؟ الرئيس
الأسد: ولكن بعد أحداث 11 سبتمر, و التي
حدثت بعد عام على توليي كرسي
الرئاسة, و من ثم في بداية 2002
لدينا غزو أفغانستان, و من ثم
غزو العراق, و من ثم حالة الفوضى
الكاملة التي خلقت و التطرف
الذي وجد مكانا له بسبب السياسة
الخاطئة, لقد كانت أولويتي
الإستقرار حتى قبل الغذاء.
إن الأولويات تتغير بحسب الظروف
المحيطة. لقد أصبح الأمن أولا؛
كيف يمكن أن تحافظ على
الإستقرار في بلدك و كيف يمكن أن
تمنع مجتمعك من التطرف و كيف
يمكن أن تحارب الإرهاب لأن لديك
خلايا نائمة في كل مكان في
المنطقة. ثانيا, الإقتصاد, هذه
هي الأولوية المحلة الثانية.
ثالثا يمكن أن يكون أي أمر آخر. إن
الإصلاح في السياسات مهم و لكنه
ليس بتلك الأهمية و ليس ملحا
كحاجة الناس إلى الطعام, و الصحة
الجيدة و إرسال الناس أطفالهم
إلى مدارس جيدة. هذا ما يريدوه.
أريد أن أشعر بالأمان في بلدي.
هذا هو هدفي وول
ستريت: لديك
إستقرار معقول بالنسبة للشرق
الأوسط وبرنامجك الإقتصادي
يتحرك, و هكذا أليس
هناك قضايا الإصلاح السياسي
و حقوق الإنسان التي سوف تتصدر
الموقف قريبا؟ الرئيس
الأسد: بالطبع, إننا نتحرك, لقد فعلنا ذلك,
و لكنني أتحدث عن الأولويات؛
إنني أتحدث بصورة متوازية و لكن
هناك أمور تتحرك بسرعة أكبر و
هناك أمور نركز عليها أكثر من
غيرها. على سبيل المثال, الإصلاح
الإداري المحلي هو أمر مهم جدا
قبل القانون. لقد وضعناه
كأولوية أولى بسبب أنه من هنا
بإمكان الناس الانتخاب و هم
يقومون بانتخاب البلديات الآن.
هذا أولا. في الواقع, لقد أجلتها
بسبب الصراع. لقد اتخذنا القرار
عام 2005 في أحد مؤتمرات الحزب. في
ذلك الوقت بدأ الصراع من قبل
فرنسا و بريطانيا و الولايات
المتحدة و آخرين حيث حاولوا
زعزعة استقرار سوريا. لقد قلنا:
حسنا, دعونا ننسى الأمر لدينا
شيء جديد. و الآن, فنحن جادون في
محاولة الإنتهاء منه. الأمر
الثاني هو المجتمع المدني؛ نحن
بحاجة إلى دعم المجتمع المدني. و
الآن نعمل على الإنتهاء قانون
المجتمع المدني. لقد كنا نناقش
هذا هذا القانون لمدة سنتين,
لماذا؟ لأننا نذهب إلى كل مكان
من الغرب إلى الشرق لمعرفة ما هو
أفضل نموذج يمكننا استخدامه, و
حقيقة بعد أن ننتهي منه, فإن
العديد من الناس في المجتمع
المدني سوف يعطون تعليقاتهم و
يقولون بأننا بحاجة إليه,
و حقيقة بعد أن انتهينا منه,
فإن العديد من الناس في المجتمع
المدني قدموا تعليقاتهم و قالوا
بأننا بحاجة إلى تغييره. و الآن
فإننا نعمل على تغييره. وول
ستريت: هذان
أمران من الممكن أن نراهما هذه
السنة؟ الرئيس
الأسد: ليس هذه السنة. لا أدري
إذا كان بإمكاننا إنهاء الإدارة
المحلية هذه السنة لأننا على
سبيل المثال استغرقنا 5 سنوات من
أجل تغيير قانون العمل بسبب أن
لدينا إتحادات قوية في سوريا.
إنهم يعارضون و رجال الأعمال
يعارضون و قد تطلب الأمر 5 سنوات
من أجل إنجاز القانون. لم يكن
الأمر سهلا؛ لقد ذهب القانون
إلى البرلمان و هناك دار الكثير
من النقاش حوله. أتوقع أن ينتهي
العمل بقانون الإدارة المحلية
مع نهاية هذا العام. أما قانون
المجتمع المدني فقد كان من
المفترض أن ينتهي العمل به
السنة الماضية و لكن بسبب أننا
أردنا إجراء مشاورات أكثر مع
مختلف الأطراف
فقد قلنا حسنا دعونا نؤجله
حتى العام القادم. وول
ستريت: و هذا
القانون هل يسمح للمنظمات غير
الحكومية و المنظمات الأخرى بأن
يكون لها دور أكبر؟ الرئيس
الأسد: إن لدينا أقل من 2000 منظمة غير
حكومية في سوريا, و لكننا نريد
أن نجعله قانونا أكثر فعالية من
أجل إيجاد المزيد من المنظمات,
والتقليل من البيروقراطية و
أمور كهذه. وول
ستريت: لقد
أجلته حتى العام القادم, هل تعني
من 2010 حتى 2011؟ الرئيس
الأسد: في الواقع, من المفترض أن يكون قد
أنجز في ديسمبر. و عندما نتحدث
عن العام القادم فإننا نتحدث عن
شهر أو شهرين.
وول
ستريت: حسنا,
فإن السنة التي يجب أن يتم فيها
الأمر هي هذه السنة؟ الرئيس
الأسد: في الواقع, كان من المفترض أن
يكون السنة الماضية, و الآن قد
ننجزه العام القادم. الآن نحن في
بداية فبراير. في بعض الأحيان,
الموضوع لايتعلق بالوقت بسبب أن
العديد من الأشخاص يريدون
المشاركة و هذا أمر جيد, و في بعض
الأحيان نقول دعونا نؤجله لأنه
عندما يكون عندك العديد من
الجهات التي تريد المشاركة
فإنها سوف تقدم الدعم له. إذا
أنجزته في وقت أقل, فإنهم سوف
يهاجمونه. و لهذا من الأفضل أن
يكون لديك إجماع؛ وهذا أمر مهم
للإستقرار. هذا أحد المبادئ
المهمة؛ أن يكون لديك إجماع
أكبر حول كل الأمور, فإنه سيكون
لديك استقرار أكبر و سلاسة أكبر
تمكنك من السير قدما و هذا يعني
أنك ستكون أكثر ثقلا مما يعني
بطئ أكبر و لكن استقرار أكبر.
هذه هي الطريقة التي نرى الأمور
بها. وول
ستريت: هل
هناك أي تغيير فيما يتعلق
بالإعلام؟ أنا أعرف أنك تحدثت
عن الأمر. الرئيس
الأسد: إننا نتحدث الآن عن شكل جديد من
أشكال الإعلام وبالطبع فقد
رفعنا بعض العقوبات بسبب أننا
نقوم في بعض الأحيان بأمور
أساسية و في بعض الأحيان نقوم
بأمور مؤقتة حتى نحصل على شكل
جديد. لا نريد أن نتوقف؛ إننا
سريعون جدا في سوريا. إننا نقوم
بأمور صغيرة, و لكن عندما يكون
عندنا نظرة واضحة نقوم بالأمر
الكبير, قانون أساسي يغير كل شيء
في بعض الأحيان لا تكون لدينا
هذه النظرة فيما يتعلق بقضية
معينة – الفرق ما بين الإعلام و
واقع الإنترنت أو المواقع
الجديدة. و لهذا فقد أجلت هذا
الأمر – نشر القانون. ليس من
الواضح بالنسبة لنا ما هو الفرق
ما بين النشر و التجارة
الإلكترونية.. إلخ. وول
ستريت: و
خطتك الخمسية قد تكون شيئا من
الطموح. هل تعقتد أن بإمكانك
تحقيق أرقام النمو هذه مع وجود
العقوبات و كل شيئ؟ 6-7% في السنة؟
الرئيس
الأسد: إنها 5%. و لكن الأمر لا يتعلق
بالأرقام على كل حال, لأننا
حاولنا بالأرقام, و لدينا دائما
أرقام أفضل في ظروف مختلفة
تماما خصوصا فيما يتعلق بسوريا,
إن الأمر يتعلق بكيفية جعله
شاملا؛ إنه ليس شاملا لأنه لا
يوجد هناك إدارة جيدة. إننا
نطور الإدارة, و لكنها ليست جيدة
كما ينبغي من أجل جعل هذا الرقم
شاملا. وول
ستريت: و هل
تعني بهذا الوظائف بشكل رئيس؟ الرئيس
الأسد: بالطبع, لأننا في البداية فقط و
لدينا القليل من الأشخاص ممن
يحصلون على هذه الأرقام, و هذا
أمر طبيعي في البداية. إننا
نتحدث عن ملايين, و لدينا عدة
مئات ممن يحصلون على الفوائد
أكثر من غيرهم, في الماضي كان من
الطبيعي أن تكون أقل كثيرا. و
الآن كيف يمكن أن نجعلها أكثر
شمولا هذا هو التحدي, و لايمكنك
أن تجعل الأمور شاملة إذا لم
تطور الإدارة, و لكن علينا أن
نأخذ بالإعتبار بأن 60% من
المجتمع هم من الفلاحين, و هكذا
فإن 60% من الإقتصاد يعتمد على
الماء. و عندما لا يتوفر عندك
الكثير من الماء فإن التنمية
ستكون أقل. أنت تعلم أنني كنت
طبيبا في الأصل, و أتذكر في عام
1992 فإن أحد أصدقائي ممن تخرجوا
من كلية الطب و ذهب إلى منطقة
زراعية حيث كان يعيش , و قد جاء
لزيارتي و سألته "كيف هو عملك"
فقال لي "ليس جيدا لأنه لا
يوجد ماء". فسألته " كيف ذلك"
؟ أنت طبيب , فقال لي "بسبب
عدم وجود الماء فإن العديد من
الناس يؤجلون عملياتهم إلى
السنة التالية. " ولك أن تتخيل
كيف يمكن للماء أن يؤثر على
مناحي حياتنا الإقتصادية. إن 4
سنوات من الجفاف قد أثرت على
إقتصادنا بشكل كبير. و لهذا من
الصعب القول أن لدي خطة واضحة في
كل الأمور. كما ترى فإن هناك
العديد من العوامل المعقدة التي
يمكن أن تؤثر عليك. وول
ستريت: تقول
بأن أكبر شريك إقتصادي لك حاليا
هي تركيا. أعني أنه يبدو أن
تركيا تمثل نموذجا للإستثمار. الرئيس
الأسد: إنها نموذج لأنه لدينا نفس
المجتمع و نفس التقاليد. إنها
نموذج, في النهاية ليس لديك
نموذج كامل لكي تقلده كاملا, فقط
في بعض المناحي, لأن من المعتاد
أن يقوم الغرب بدعم تركيا , و
الآن الغرب ضد تركيا وهم لديهم
المزيد من التكنولوجيا و ليس
لدنيا ذلك, نحن لسنا نتحدث حول
الإصلاح فقط إننا نتحدث عن
التكنولوجيا أيضا. ليس هناك
إصلاح دون مؤهلات عالية. إن
جامعاتنا تحت الحصار, فكيف
سيكون لدي أفضل الموارد
البشرية؟ إن لديهم موارد
بشرية أفضل. في النهاية إن عليك
أن ترى مسار الأحداث جميعه,
السياق بشكل تام. لا يمكننا أن
نأخذ الأمور كما هي عليه اليوم,
اليوم تركيا و اليوم سوريا, هذا
ليس اليوم.
وول
ستريت: هل
أسوأ جزء من عقوبات الولايات
المتحدة هي التكنولوجيا؟ الرئيس
الأسد: لا ليس التكنولوجيا في واقع الأمر,
الأسوأ, لدي أحد أصدقائي كان
يعمل في الولايات المتحدة منذ 12سنة,
و لديه مختبر طبي هناك, و لا
يستطيع إستيراد المواد
الأساسية لمختبره. هذا هو
التأثير على حياة الناس حينما
لا يكون لديك المواد الأساسية
للتحاليل الطبية على سبيل
المثال فإن هذا يعني نتائج
سلبية على الشعب. عندما تشخص أن
لدى أحد الأشخاص سرطان بينما لا
يكون عنده سرطان. ما الذي فعله
الشعب للولايات المتحدة
ليستحقوا هذا؟ و فيما يتعلق
بالطائرات, ما هي العلاقة فيما
بين السياسات و موت الناس بسبب
حوادث الطائرات. و لكن من
الناحية الأخرى فإننا الأكثر
نموا فيما يتعلق بمستخدمي
الإنترنت في الشرق الأوسط. و هذا
يعود إلى طبيعة السوريين؛ إنهم
منفتحون بشكل عام في المجتمع,
إنهم يريدون التعلم, و هم ناجحون
, إن لدينا مغتربون في جميع
أنحاء العالم, و قد كنا على
تواصل مع باقي العالم منذ 150 سنة
على الأقل, أي أكثر من أي دولة
أخرى في الشرق الأوسط,
إن لدينا عددا من المغتربين
يفوق أي دولة أخرى (تذكر
الحديث عن العقول المغلقة –
المترجم ). إن اللاجئين
الفلسطينين يشكلون 5 ملايين
بينما المغتربون السوريون
يشكلون 10 مليون على الأقل وهو
ضعف الرقم, و بعض الناس يقولون
أن هناك 18 مليون مغترب. و هكذا
يمكنك أن تفهم أن لدينا تنوع في
الثقافة داخل مجتمعنا و لدينا
هذا التواصل مع باقي أنحاء
العالم. و هكذا لا يمكن أن نقول
بأن هذا الحصار قد قتل سوريا.
لا, لقد أثر على قطاعات معينة في
النواحي الإنسانية. أعني فإنه
يمكنك الحصول على هذه المواد من
السوق السوداء, لم يقم صديقي
بشراء المواد من الولايات
المتحدة , لقد قام هذه السنة
بشراء المواد من فرنسا على سبيل
المثال ولم يحضرها من الولايات
المتحدة. مؤخرا قمنا بشاء
طائرتين, ليستا ضخمتين من
فرنسا؛ و لم نشتر من الولايات
المتحدة. إن الناس يتحولون بشكل
متزايد إلى أوروبا, و يمكنك أن
تشتري من الصين أو الهند حاليا,
و قد تحركنا بهذا الإتجاه, لقد
تحولنا إلى الشرق, لقد اعتدنا أن
ننظر إلى الغرب و لكننا نتحول
شرقا حاليا. هذا الأمر مهم جدا,
ليس بالنسبة لنا فقط حتى الدول
التي لديها علاقات جيدة مع
الولايات المتحدة, و حتى أولئك
الحلفاء الذين يشعرون بأن
الولايات المتحدة قد لا تساعدهم
يوما ما, إن عليهم أن ينوعوا من
مصادرهم و علاقاتهم و مصالحهم و
كل شيئ. يجب أن يكون لديهم
علاقات جيدة خصوصا مع الصين و
الهند. وول
ستريت:
الرئيس بشار الأسد, شكرا جزيلا
لك. Interview With
Syrian President Bashar al-Assad Syrian
President Bashar al-Assad, who inherited a regime that
has held power for four decades, said he will push for
more political reforms in his country, in a sign of how
Egypt's violent revolt is forcing leaders across the
region to rethink their approaches. In a
rare interview, Mr. Assad told The Wall Street Journal
that the protests in WSJ: We had a lot to ask you before, last week. And now we have
even more to ask you about. President Assad: This is the WSJ: Thank you again for seeing us. We appreciate it. Maybe we can
start just with the regional situation which is all over
the news. As the president of President Assad: It means if you have stagnant water,
you will have pollution and microbes; and because you
have had this stagnation for decades, let us say,
especially the last decade in spite of the vast changes
that are surrounding the world and some areas in the
Middle East, including Iraq, Palestine, and Afghanistan,
because we had this stagnation we were plagued with
microbes. So, what you have been seeing in this region
is a kind of disease. That is how we see it. If you
want to talk about As for
the internal, it is about doing something that is
changing; to change the society, and we have to keep up
with this change, as a state and as institutions. You
have to upgrade yourself with the upgrading of the
society. There must be something to have this balance.
This is the most important headline. Regarding the west,
it is about the problems that we have in our region,
i.e. the lack of peace, the invasion of WSJ: What sort of changes? How would you define the changes that
are happening? President Assad: Let us talk about what has not changed
till today. Until today we have only two new things but
if you want to talk about something new in our life, you
have new hopes and new wars. You have a lot of people
coming to the labor market without jobs and you have new
wars that are creating desperation. So, one is internal
and the other is external. Of course, if you want to
talk about the changes internally, there must be a
different kind of changes: political, economic and
administrative. These are the changes that we need. But
at the same time you have to upgrade the society and
this does not mean to upgrade it technically by
upgrading qualifications. It means to open up the minds.
Actually, societies during the last three decades,
especially since the eighties have become more closed
due to an increase in close-mindedness that led to
extremism. This current will lead to repercussions of
less creativity, less development, and less openness.
You cannot reform your society or institution without
opening your mind. So the core issue is how to open the
mind, the whole society, and this means everybody in
society including everyone. I am not talking about the
state or average or common people. I am talking about
everybody; because when you close your mind as an
official you cannot upgrade and vice versa This is
from the inside. From the outside, what is the role of
the West? It's now been twenty years since we started
the peace process in 1991. What have we achieved? The
simple way to answer this question is to say is it
better or worse? We can for example say that it is five
percent better than before we started the peace process.
I can tell you frankly that it is much worse. That is
why you have more desperation. This is the end result.
If you talk about the approach, I always talk about
taking the issue into a vicious cycle of desperation
especially when you talk about peace. I am talking now
about peace. You have other factors: you have
negotiations, and then exaggerated hopes followed by
failure; and then comes another hope and another
failure. So, with time the diagram will be going down,
and that is what has been happening: a little bit up and
more down. This is one example about peace. Internally,
it is about the administration and the people's feeling
and dignity, about the people participating in the
decisions of their country. It is about another
important issue. I am not talking here on behalf of the
Tunisians or the Egyptians. I am talking on behalf of
the Syrians. It is something we always adopt. We have
more difficult circumstances than most of the Arab
countries but in spite of that WSJ: If President Assad: We started the reform since I became a
president. But the way we look at the reform is
different from the way you look at it. For us, you
cannot put the horses before the carriage. If you want
to start, you have to start with 1, 2, 3, 4… you
cannot start with 6 and then go back to one. For me,
number (1) is what I have just mentioned: how to upgrade
the whole society. For me as a government and
institutions, the only thing to do is issuing some
decrees and laws, let us say. Actually, this is not
reform. Reform could start with some decrees but real
reform is about how to open up the society, and how to
start dialogue The
problem with the West is that they start with political
reform going towards democracy. If you want to go
towards democracy, the first thing is to involve the
people in decision making, not to make it. It is not my
democracy as a person; it is our democracy as a society.
So how do you start? You start with creating dialogue.
How do you create dialogue? We did not have private
media in the past; we did not have internet or private
universities, we did not have banks. Everything was
controlled by the state. You cannot create the democracy
that you are asking about in this way. You have
different ways of creating democracy. WSJ: Because the feeling is that when you do that before you open
up the minds of the people, then the outcome is
extremism? President Assad: No, not because of that but because
the dialogue is practice and you need to train yourself
on how to make dialogue. When you do not talk, and
suddenly you talk, you happen not to talk in the proper
way or productive way. We are learning, but we are
learning from ourselves. You do not learn from anyone in
this world. When you have reform it should be national
reform. You can learn, if you want, from other
experiences or from some of the aspects in those
experiences, but you cannot embrace the whole
experience. The first thing you have to learn is how to
conduct dialogue and how to make it productive. So, we
started having dialogue in Back to
the stagnation factor, we need flowing water but how
fast is the flow. If it is very fast, it can be
destructive or you can have flood. Therefore, it should
be flowing smoothly. WSJ: From what we have seen in Tunisia and Egypt in the recent
weeks, does it make you think there are some reforms you
should be accelerating? And is there any concern that
what is happening in President Assad: If
you did not see the need for reform before what happened
in WSJ: So somehow they should be able to move faster, wouldn't they? President Assad: Exactly and what is happening is the
opposite. They tell you move faster and at the same time
they impose an embargo! Part of moving faster is
technical. Part of the problem is how to upgrade your
administration because at the end everything in society
will be related to the administration such as the laws,
the judicial system and other technical issues. Unless
you do this for a better economy and better performance,
people will not be satisfied, and the most important
point in any reform is the institutions. You cannot have
democracy without the institutions. You cannot have a
democracy that is built on the moods of self-interested
people. So, the beginning is dialogue and the
institutions. WSJ: Would you say that some of the reforms here were impaired by
the War on President Assad: Definitely, and I will tell you how. I
just mentioned open-mindedness and close-mindedness. You
cannot have reform while you are closing your mind. Of
course you are going to be active, not passive because
you are not going to wait for the mind to open by
itself. You have to do something active in order to
counter this current. But when you have wars, you will
have desperation, and you will have tension; and when
you have tension you will be introvert not extrovert;
and you cannot create or develop. Therefore, reform has
to be based on opening your mind and opening the mind
does not come from decrees or laws. It comes from a
whole set of circumstances, which if you do not have,
anything you do will be not productive or will be
counter-productive. WSJ: Do you have a timeframe for moving in that direction? President Assad: That depends on whether you are the
only captain in that ship. We are not the only captain.
I just mentioned how we were affected by the situation
in WSJ: Do you think that we are heading into a totally new era with
new powers such as President Assad: It is a new era, but it did not start
now. That is my point. It started with the Iranian
revolution, but this is the problem. We always forget.
We do not have memory. We forgot that something happened
in WSJ: Do you think in this era and what it involves the President Assad: In this era we had WSJ: And do you think that the West or the President Assad: This is the first time to hear the
word 'dictate' from the West because we are called
'dictators,' and a 'dictator' should dictate. The answer
is yes, because you dictate through officials, through
governments, but you cannot dictate through the people.
And as long as the people have a major say in the
future, then you are going to have the minor say in the
United States, and not only in the United States but
anyone who wants to influence the region from the
outside. WSJ: Can you move towards President Assad: what pleases me is that this
transition between the two governments happened smoothly
because we were worried and we expressed our worry
before during the last few weeks about the situation in WSJ: Are you still concerned that the tribunal or execution at the
tribunal will impact this? What is President Assad: The issue of the tribunal is an
agreement between In
Lebanon, in such a sectarian country, in a sectarian
situation with tension, this indictment, which is not
realistic because I do not think in any civilized
country you indict anyone without any concrete evidence,
will create conflict. The only guarantee in this case is
the role of the government. If the Lebanese government
refuses that indictment because of the lack of evidence,
you will not have any problem because at the end
everything will be based on evidence. And whether in WSJ: Could you dwell on this because it seemed like President Assad: Since
the tribunal, part of the Lebanese said why to have an
international tribunal? Why not to have a Lebanese
tribunal? And that is realistic and logical. If you want
to have a national tribunal that does not have the
capability to deal with some complicated crime, why do
not you have experts from the outside, with the help of
some countries, with the help of the United Nations, it
does not matter. So, they were against having an
international tribunal anyway. Some said why do not you
have an Arab tribunal, instead? So, you have different
points of view. Some people were convinced that it was a
politicized tribunal, and the leaks, which were
different from WikiLeaks and which were called 'the
truth leaks' in Lebanon about the recordings of some
people who wanted to make fake evidence and fake
witnesses are very clear now. Therefore, there was a lot
of fuss about this tribunal and about the credibility
and professionalism of this tribunal. Because
we thought that this tribunal was going to create
problems, we said let us find a solution. We have two
parties: the first party which is the opposition said we
do not need this tribunal at all; let us make a Lebanese
tribunal and we do not accept any international
tribunal. The second party said it is OK but if we will
accept this we have internal conditions, requirements,
and something in return regarding the administration. I
do not have them on my mind now; they are small details.
But this was the deal, and we were very close to reach
the final agreement when King Abdullah called and said
it does not seem to be working because one party was not
ready. Because he was talking with the interphone, we
did not talk in details. Of course, we have good
relations with King Abdullah but I have not met with him
yet or with his son Prince Abdul 'Azeez who was assigned
to do this job. Now they just moved to WSJ: On Syria's position on the tribunal, do you believe it is a
credible tribunal now? What is your feeling towards this
tribunal? President Assad: Ex-Prime Minister, Sa'd al-Hariri,
said that there were false witnesses. He acknowledged it
formally. And the leaks recently during the last few
weeks proved without any doubt the way they tried to
form this. Normally, if you have a tribunal that is
based on fake evidence what would you do? You change
everything, you start from the very beginning, you
verify what you have! How are you going to continue with
the same information that made you base your indictment
on something fake? This is a very simple question. I am
not a lawyer, you are not a lawyer, but it is a simple
truth. Of course, if the tribunal does not deal with
this reality, it is not credible. It cannot be credible,
besides being politicized. It is the same whether it is
under pressure or because they are not professional! I
do not think they are not being professional; they have
the best judges. Therefore, they could be politicized,
and they have to deal with this situation to prove that
they are credible. SJ: On Lebanon, I am sure you heard from John Kerry and others
about President Assad: Let me go back to the problem with the
Therefore,
talking about these things does not exempt you from
talking about the peace process. That is the question.
You can talk for years about supporting or not
supporting, but that does not change the reality? That
is the question. The American officials should spend
their time, not talking about 'labels' such as
'terrorist, bad, isolation, etc.' at the end, the
reality has not changed; it has been moving according to
its normal pace and course. WSJ: So, you are saying that President Assad: If
you look at WSJ: But Hezbollah is the main thing? President Assad: Hezbollah is not under embargo; they
have the sea from one side, they have WSJ: Where do you see the peace process? Does it seem to you dead? President Assad: No, it is not dead because you do not
have any other option. If you want to talk about a 'dead
peace process,' this means everybody should prepare for
the next war, and this is something that is not in our
interest or in the interest of the region. And I think
that But
going back to your question, where is the peace process
now? If you want to talk about the whole peace process,
a comprehensive one, you have three main parties: the
Syrian party, which is an Arab party, the Israeli party,
and the arbiter or the mediators. As for me as WSJ: And the initiative with the Turks you felt was organized and was
working? President Assad: Exactly, I will tell you about it now
but the other party is the Israeli party. In the Arab
party, I talked about As for
the Israeli party, everybody knows about this
government. It is a right-wing government. It is based
on the coalition between different parties including
Lieberman Party, which is called Yisrael Beiteinu, which
is very right-wing. He himself said publically that as
long as he is a minister he will not allow the peace
with WSJ: So you are somewhere in that range. President Assad: Exactly. The other party is the
arbiter which two years ago was a mediator, not an
arbiter. A mediator is someone who can communicate
points of view, such as the Turks; whereas the arbiter
should be more active and not passive, which is the role
of the The
problem with most of the officials we have from the What we
said now is that it is better to define these terms in They are
trying to deal with this difficult situation, but till
this moment there is no positive response from the
Israelis. So what is happening is positive but just
virtually positive, nothing concrete yet. So to be very
precise, this is the situation of the peace process
today. WSJ: And you get no messages from the Israelis? I know Mr. Hoenlein
met with you recently. He did not carry any messages? President Assad: He
brought a positive atmosphere. But again, I told him we
always depend on reality. We understand the signal, but
it is not like a satellite and a receiver to talk about
signal. It is not like a computer to talk about virtual
issues. We are living with reality and with facts;
nothing in reality happened till today, nothing
concrete, nothing about land, nothing about the
withdrawal line. This is where you start the peace
process. You occupy the land, you want to withdraw, but
to which line? It should be to the line that you crossed
40 years ago. WSJ: If some of these details start to come through conceptually
though, you think it is possible now for the Syrian
track to start moving forward with a little more
momentum even within the current comprehensive peace
framework… I mean the Palestinian track is quite
troubled at the moment…? President Assad: You
mean if there is something positive on our track…..? WSJ: Could your side move forward even though the Palestinian side
cannot move forward? President Assad: This is a very very important
question, because many people do not understand the
difference between peace and a peace treaty. And we
always talk about comprehensive peace, because if you
want to have real peace with normal relations between
people, you need to have comprehensive peace, because in
WSJ: But you can see it as an interim step within a broader movement? President Assad: We can say this in two ways: it could
be an interim step in order to achieve the other one in
the sense that it should support the other step. And we
can look at it in a different way: if you have peace
with WSJ: Can you give us a sense just how close the Syrians and the
Israelis were under Olmert … because I was in President Assad: I
was going to speak about that. I was actually on the
phone with PM Erdogan, and Olmert was in the other room
where they had dinner together, and he has been
shuttling, going back to Olmert and giving the handset
to his advisor at the time Oglu (the minister of foreign
affairs today). And it was about the line of withdrawal.
He said that the line of withdrawal should be based on
the six points that WSJ: How do you view relations with the President Assad: The new thing since Obama came to
office is that there is no more dictation from the WSJ: Probably they would say "but we would like to hear a
change in President Assad: This is dictation. There is nothing
called behavior, as states we depend on our interest,
and not on our behavior. Maybe you have a bad behavior
and I do not like it, but this doesn't mean anything,
your behavior is your behavior, and my behavior is my
behavior. It is about interest. Let's put our interests
on the table and see what we have in common. If you want
to talk about stability in WSJ: And you feel it has been hung up on what you consider as
little things, not focusing on the big things? President Assad: yes, because they focus on the details
forgetting about the main issue, which is the lack of
peace. Our point of view is that you cannot deal with
these details without dealing with the big issue. And
the problem we had with the Bush administration is that
they talk about this goal and I talk about the same
goal, but while I want to reach that goal from the east
they want to go from the west, and they want me to come
from the west as well. But I want to reach that from the
east, this is my way, we have different ways but to the
same goal. We cannot be a copy of any country in our
way, and that is normal and natural. WSJ: Do you think this shift in President Assad: If you want to answer that question,
you have to make the pillar of your question as
"what is the role of WSJ: And do you think President Assad: You have to help but if they do not
have the will to have reconciliation, we cannot do
anything. They have to have the will and I think one
party has the will at least. I say both parties
expressed their will but we were not involved directly
in that situation because WSJ: the situation seems to be a long way from being sorted out as
you can see? President Assad: Yes, nothing happened. For the last
three years there is the same situation, sometimes it
could be worse. It is worse actually if they do not go
for reconciliation because there is no concrete
stability on the ground. If you are going to be a
mediator or arbitrator you have to be in the middle
between the two sides; you cannot take sides only with
one party. WSJ: I know that part of your sessions has been with Senator
Mitchell and others on easing the sanctions, has that
happened? Has there been any improvement from the President Assad: No, nothing happened. Of course they
say that WSJ: I know that people in the Congress and in the President Assad: Yes. It is going back to the basic
concepts of their policy. There is a concept in physics:
when you have two glasses of water and a tube between
them, when the water rises in one cup it will go down in
the other and vice versa; I do not have it in politics.
So, my relation with the WSJ: Well, the principle you talked about does in the whole with
any other issue like Hezbollah where President Assad: First
of all, many countries support Hezbollah secretly or
publically, it is not about WSJ: but concerning whether rightly or wrongly that Syria has
evolved from being perceived as an ideological supporter
to Hezbollah from that increasingly added the
perceptions are again rightly or wrongly that Syria is
being perceived as militarily supporter of Hezbollah and
that created a very dangerous situation where larger
conflict would start Syria to act immediately to drag in
anyway? President Assad: Actually, because they wanted WSJ: Because they will see you as a smuggling agent because
anything comes in there will be smuggling? President Assad: Normally I cannot control my border
with WSJ: Can I ask a broader question? I know the big issue in this
region from President Assad: We were a member of the Security
Council for two tears, 2002 and 2003, and there was a
Syrian draft at that time regarding freeing the WSJ: Yes. President Assad: Because if they believed it was
nuclear, they should have done that without the
attacking. If they want to create a problem for WSJ: And definitely it was not? President Assad: Definitely
it was not. From the course of events, it was not
because if you attack it, how was it, where are the
materials? We do not have it; the experts went there and
you have normal live there, how could you have
radiations after the attack and you do not have any
emergency plans? They have the satellite and its
pictures every day and they can tell. The only thing
that we did is that we took the debris and removed it
somewhere else and rebuilt the site. We did not clean
and you cannot clean if you want to clean the
radiations; they say it stays for one hundred years or
forever I do not know. So, this is not realistic, they
know this. The other issue of the IAEA is not related
to, what we call a small experimental reactor, of course
under the supervision of the IAEA and they come from
time to time to Syria to check and they checked this
time and discovered materials which they say are illegal
and we are still discussing this with them and we do not
know about it because we have a phosphate factory and we
have yellow cakes as a result and some of our expert
scientists made some experiments and the funny thing is
that those experiments were published in journals; these
experiments are not a secret and they said this is a
breach. Okay, but this is public and it was published in
a journal; it is not a secret. So, there was this kind
of conflict and they want to find a link between this
first site and the second site, but this one is
different from that. WSJ: And do you think that this issue with the IAEA can be
resolved? President Assad: Yes, I think now we are discussing
with them. Most of the issues are technical and legal
actually. WSJ: Will you allow whatever inspection that is needed, whatever
the IAEA wants to do or are you still negotiating with
them? President Assad: No, actually there is cooperation
between WSJ: Anytime, anywhere? President Assad: No, we are not going to sign. We can
only follow the NPT that we are signatory to and we do
not have any problem. Nobody will accept to sign it;
this is something about sovereignty: to come any time to
check anything under the title of checking nuclear
activities, you can check anything. We have many secret
things like any other country and nobody will allow
them… WSJ: You feel that will be misused? President Assad: It will definitely be misused… WSJ: I just want to know a point from the very beginning because you
were saying that changes in the region started in the
Islamic Revolution in 1979 in Iran, and then at the same
time you did simply know that what has been happening in
recent weeks suggested there was a new era in the Arab
world itself, I just want to confirm that you see that
there is a new era emerging which no one sees exactly
what it will be but that is just your perception, that
is, we are in some sort of a new era with people
themselves are going to have more voice, and Unites
States and other countries who see in these countries
like, you know, Egypt, Jordan, they could push their
policies through. That era is coming to a kind of an
end. How do you see it? President Assad: I would not say an end because at the
end I do not obey the WSJ: And does that carry a lesson for President Assad: For everyone; of course you cannot say
you do not get a lesson. WSJ: And the lesson is it to move faster or slower? President Assad: The good thing about WSJ: So, you feel in the short term you do not really have to
because you are under the sight of your people, but in
the longer term issue is building institutions and sort
of slow building reform rather than more rapid… President Assad: Exactly, because even if you want to
talk about democracy and participation, it should be
through the institutions. So, expand this participation
through improving and upgrading these institutions. WSJ: Certainly, many people who would say no, the lesson should be
much faster political reform, much more rapid
representation of people, and improving human rights? President Assad: I do not think it is about time, it is
about the hope, because if I say that in five years time
or ten years time may be, if the situation is going to
be better, people are patient in our region. The problem
is if you tell them I do not see any light at the end of
the tunnel, this is the problem. So, it is not about
being faster or slower. I think faster could be good but
it could be bad; faster could mean more side-effects,
slower could not be good but could mean less
side-effects. So, each one has advantages and
disadvantages. We have to be realistic; both are good. WSJ: Do you feel like you are moving in the right pace? President Assad: You
have to move. That is why I said as long as you have
flowing water you do not have stagnation and you do not
have pollution. So, flowing fast or slowly: each one has
advantages. That is how we should look at it more than
saying how fast. I do not think the question is how
fast? Is it moving or not, that is the question. WSJ: And you put the issue of human rights into these institutions? President Assad: Yes. Of course it should be part of it
but at the end human rights is about how…when I talk
about society, how each society understands the issue of
human rights according to its own traditions, because
you are talking about ideological region, you are
talking about thousands of years of traditions; you
cannot do anything regarding the charter of the United
Nation, it should be regarding the charter of this
culture. That is why you need this debate; it is not
something you bring. You need national dialogue and you
need to understand that in this region you have – I
would not talk about polarization – so much diversity.
Sometimes you have two different cultures living in the
same place. So, it is not one culture; you have so many
cultures. WSJ: I think you can point that you are moving in a national
dialogue, is it a national dialogue, what are the three
things you would point to first, what is it that is
moving in Syria? President Assad: That depends on the priorities. Let us
say the priority should be based on two factors: the
first factor where you can move faster, the second
factor is which is more urgent? Which is more urgent for
the people? When I became president it was the economy
because wherever you go you have poverty and the
situation is getting worse day by day and we have five
years of drought and this is the fifth year where we do
not have enough water. So, we will have less wheat; we
used to export wheat and cotton every year but this year
we have problems. We will have immigration. This year,
three million Syrians out of 22 million Syrians will be
affected by the drought. So, this is our priority now. WSJ: Right, because the economy can be moved faster… President Assad: But after 11th of September, which is
one year after I became president, and then at the
beginning of 2002 you have the invasion of Afghanistan,
then later the invasion of Iraq, then the whole chaos
that has been created and extremism because of this
wrong policy, my first priority became the stability
even before food. So, you change the priorities
according to the circumstances. So, security becomes
first; how can you stabilize your country, how can you
prevent your society from extremis, how can you fight
terrorism because you have sleeping cells everywhere in
this region. Second, economy, this is the second urgent
priority. Third, we can have everything else. So, reform
in politics is important but it is not as important and
urgent as the people waking every day and they want to
eat, to have good health, to send their children to good
schools. That is what they want. I want to feel safe in
my own country. That is my goal. WSJ: You have a reasonably stable situation as ever gets in the
Middle East, your economic program is moving, so there
is then a sort of political reform and human rights
issues will come to the fore soon? President Assad: Of course, we are moving, we did it,
but I am talking about the priorities; it does not mean
subsequently, I am talking in parallel but which one
faster and which one you focus on more. For example,
local administration reform is very important before the
law. We put it as priority number one because this is
where people can elect; now they can elect their
municipalities, but we wanted to reform this law to be
more democratic, more efficient because people in every
place they first deal with their municipalities. So,
this is number one. Actually, we postponed it because of
the conflict. We took the decision in 2005 in one of the
conferences of our party. At that time the conflict
started by France, WSJ: These are the two things you would likely to see this year? President Assad: Not this year. I do not know if we can
make it for the local administration this year because
for example we took five years to change the labor law
because we have strong unions in WSJ: And basically it allows NGOs and other organizations a greater
role? President Assad: We have less than 2000 NGOs in WSJ: You postponed it till next year, did you mean from 2010 till
2011? President Assad: Actually, it is supposed to be in
December. So, when we talk about next year it is one
month or two. WSJ: It is alright. So, the year to do it is this year now? President Assad: Actually,
it was supposed to be last year, now may be we finish
next month. Now, we are at the beginning of February.
Sometimes, it is not about the time because many people
want to participate and this is good, and sometimes we
say let us postpone it because when you have many people
participating in this, they will support it. If you do
it with less participation, they will attack it. So, it
is better to have consensus; this is very important for
stability. This is one of the very important principles;
the more consensus you have about everything, the more
stable and smooth you can move forward and this means
that you will be heavier and thus slower but more
stable. That is how we see it. WSJ: Is there any change on the media side? I know you talked about
that. President Assad: We are talking now about a new look
for the media and of course we removed some of the
punishments because sometimes we do major things and
sometimes we do patching as a temporal thing till we get
the new look. So, we do not want to stop; we are very
dynamic in WSJ: And you 5 year plan is quite ambitious. Do you think you can
achieve those economic growth figures with sanctions and
everything? 6-7% a year? President Assad: It is 5%. But it is not about the
numbers anyway, because we tried the numbers, we always
have better numbers in very different circumstances
especially regarding WSJ: Which means jobs basically? President Assad: Yes, exactly, because now at the very
beginning we have few people getting these numbers, and
this is normal at the beginning. we talk about millions
and millions, we have few hundred who get the benefit
more than others, in the past it used to be less, much
less. Now how we make it inclusive that is the
challenge, and you cannot make it inclusive if you do
not develop the administration . but we have to take
into consideration that sixty percent of our society is
peasantry, so almost sixty percent of our economy will
depend on water. So, when you have less water you will
have less growth. You know I was a doctor before, and I
remember in 1992, one of my friends who graduated from
the medicine schools and went to an agricultural area
where he lived, he came to visit me, I asked him
"how is your work", he said "not good
because there is no rain", I said "how come?,
you are a doctor.." he said "because there is
no rain so many people postponed even their operations
for next year. So you can imagine how much water can
influence every aspect of our economy. So four years of
drought have influenced our economy dramatically. That
is why it is difficult to say that I am having clear
plan in everything. As you see there are many
complicated factors which influence you. WSJ: And you would say your greatest economic partner right now is President Assad: It is the model because we have the
same society and similar traditions. It is a model, at
the end you do not have full model to take as a whole,
only some aspects, because at the end the West used to
support WSJ: Is that the worst part of the sanctions for the President Assad: No
not technology actually, worse, I have one of my friends
who worked in the http://online.wsj.com/article/SB100014240527 48703833204576114712441122894.html ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |