التدخل في التراجيديا الليبية

مارك لينتش

السياسة الخارجية

الاثنين 21شباط 2011

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد كان من المريع معاينة الوضع الليبي المكشوف.لا تهم المرات العديدة التي حذرنا فيها  من ان هؤلاء الديكتاتوريين سيفعلون ما يجب عليهم فعله للبقاء في السلطة، إلا أنه ما يزال أمرا صادما رؤية صور مدنيين قد تمت معاملتهم بوحشية والتي تملأ قناة الجزيرة وتدور على الانترنت.  لا ينبغي لنا أن ننخدع بالتقارب الجغرافي ما بين مصر وتونس، أو أن ننساق وراء الجدالات الدائرة حول أفضل طريقة تستطيع الولايات المتحدة ان تساعد بها حركة تظاهر سلمية تحقق تغييرا ديمقراطيا. المقارنة الملائمة هي البوسنة أو كوسوفو، أو حتى راوندا حيث يتم عرض المذابح على التلفزيون مباشرة ويتم تحدي العالم لأن يتصرف.لقد حان الوقت للولايات المتحدة، والناتو، والأمم المتحدة، والجامعة العربية لأن تتصرف بقوة لمحاولة منع الوضع الذي أصبح دمويا فعلا من التدهور الى شيء أكثر سوءا.

عمليا، أعني استجابة تفرض بشكل فعال وتوجه نحو ردع او منع النظام الليبي من استخدام مصادره العسكرية لذبح خصومه. لقد رأيت فعلا تقارير بكون الناتو قد حذر ليبية بشكل صارم من المزيد من استخدام القوة ضد شعبها.جعل ذلك ذي مصداقية قد يعني  إعلان وفرض منطقة حظر طيران على ليبية، افتراضيا من قبل الناتو، لمنع استخدام الطيران العسكري ضد المتظاهرين إنه قد يعني كذلك تصريحا واضحا بان أعضاء من النظام والجيش سيعتبران مسئولين بشكل فردي عن أية حالات وفاة في المستقبل.على الولايات المتحدة ان تدعو إلى اجتماع طارىء وفوري وان تدفع تجاه قرار قوي يشجب استخدام ليبية للعنف ويسمح بفرض عقوبات ضد النظام. خطوات كهذه بإمكانها ان توجد أملا لتغيير الوضع المتدهور بسرعة.ان استجابة دولية فعالة ليس بإمكانها ان تنقذ حياة العديد من الليبيين وحسب، إن بإمكانها كذلك ان ترسل تحذيرا قويا للزعماء العرب الآخرين الذين يفكرون بحذو هذا الحذو ضد حركات التظاهر لديهم.

ليست لدي أية أوهام بأن العالم الخارجي يستطيع السيطرة على ما يحدث في ليبية، اذا ما أراد النظام فعلا أن يحاول أن يبقى في السلطة بالقوة. إنني لا أدعو إلى تدخل عسكري مباشر. وإنني أدرك جاثيا، وبألم كل ما يمكن أن يسير مسارا خاطئا حتى مع كل أساليب الاستجابات التي أوصي بها. ولكن في الوقت الحالي فان هذه المخاوف تفوق في الأهمية الأوامر الملحة بمحاولة منع الوضع الذي أصبح دمويا فعلا من أن يصبح أكثر سوءا بكثير.هذه ليست حركة تظاهر ديمقراطية سلمية بحيث تكون أفضل مساعدة تقدمها الولايات المتحدة هي بالضغط على الأنظمة الحليفة من الأعلى، وتدفع باتجاه إصلاح طويل الأمد وذو معنى، وتقنع الجيش بتجنب العنف. لقد ذهب إلى ما وراء ذلك فعلا، وقد وجدت نفسي هذه المرة إلى جانب أولئك الذين يطالبون بتحرك أكثر قوة قبل أن يفوت الأوان.السيل الثابت من العجوزات العلنية المرتفعة من النظام تشير الى أن تغييرا سريعا هو أمر ممكن، خطاب الأمس الذي ألقاه سيف الاسلام القذافي وأحداث اليوم تدل على وجود عنف مريع للغاية.

لا مناص مما يحدث في ليبية.

لقد كانت قناة الجزيرة العربية تقوم بتغطية الوضع الليبي بقوة في اليومين الأخيرين قد أوصلت خطورة الوضع، بما في ذلك قيامها ببث ببعض الصور المزعجة ومقاطع تصوير فيديو للمتظاهرين.لقد ذهلت لما كان الليبيون في داخل ليبية وخارجها مستعدين لقوله على الهواء مباشرة عن نظامهم...ووصف  ديبلوماسيين ليبيين بارزين له بأنه طاغية، وزعماء القبائل الكبرى تدعو الى الإطاحة به، ودعوة يوسف القرضاوي على الهواء لأن يقوم أحد ما بقتل القذافي، وما هو أكثر اهتماما العالم العربي متركز على ليبية الآن،بعد عدة أيام من الأنباء المتقطعة المقسمة ما بين ليبية، واليمن، والبحرين،ومصر وأكثر.صوتا بعد صوت، قام الليبيون والعرب الآخرون على حد سواء، بشجب صمت المجتمع الدولي ودعوا إلى تحرك.لدى القذافي أصدقاء جدد، وقد دعت قطر الى اجتماع عاجل للجامعة العربية للتعامل مع الأزمة. ومع ان التاريخ لا يقترح أن بإمكاننا توقع الكثير من هذه المجموعة، فان دعمهم العلني لتحرك دولي قد يؤدي الى التغلب على أي إشارة إلى أن هذا إنما هو مشروع امبريالي.

هذا كل شيء الآن.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ