ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 20/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

عواقب عدم التحرك في ليبية

مايكل سينغ

السياسة الخارجية

الجمعة، الرابع من آذار، 2011

ترجمة: قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

العقوبات التي تم فرضها على الزعيم الليبي معمر القذافي، وأعضاء عائلته، وكبار المسؤولين لديه هي عقوبات قوية. وهي تشتمل على تجميد الأصول، وحظر السفر، وتهديدات بالمتابعة الجنائية، كلها مضافة إلى إشارة قوية موجهة إلى النظام الليبي بأن الحرب التي يشنها على شعبه هي غير شرعية وغير مقبولة، وللشعب الليبي بأن تعاطفنا إنما هو معهم وأننا سنتحرك لمنع نهب أصولهم الوطنية. العالم اليوم مكان أقل ترحيبا بكثير بالمسئولين الليبيين، والذين كانوا معروفين بمجونهم في العواصم الأوروبية، والكاريبية، وأماكن أخرى.

ولكن عندها تكمن مشكلة. فالاستراتيجية المتبعة حتى هذا  الوقت من قبل الولايات المتحدة وحلفائها قد تقنع الكثير من المسئولين الليبيين بأن لا مستقبل لأتباع القذافي وبالتالي، نقض الولاء لصالح المعارضة أو التفاوض على مخرج من ليبية نهائيا هو نموذج التحرك المعهود. ولكن بالنسبة للآخرين، خصوصا أولئك الأقرب للقذافي، فإن العقوبات والتهديدات بالمتابعة الدولية، مرفقة مع تقدم قوات المعارضة، قد تقنعهم بأن فرصتهم ضئيلة سوى في أن يبقوا في طرابلس وسرت ويقاتلوا.

للتعامل مع هذه الإمكانية بكون القذافي والموالين له سيقومون باستخدام جميع القوة الموجودة تحت تصرفهم قبل الاستسلام، وأن العنف في ليبية قد يصبح بسبب ذلك أسوأ بدرجة كبيرة، فإننا بحاجة للقيام بالمزيد من التحرك الدولي.

يتوجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يسعيا إلى الحصول على تفويض الأمم المتحدة من أجل فرض نطاق حظر جوي في ليبية.

لقد سمعنا الكثير من مسئولي الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة حول مخاطر فرض نطاق حظر جوي، ولكن عدم التحرك له عواقبه كذلك.

لقد استخدم القذافي الطائرات الحربية ضد المعارضة في الأيام الأخيرة، وهناك إشارة ضئيلة على أنه سيتوقف عن القيام بذلك طالما كان ذلك خيارا. إن هذا لا يزيد وحسب من فرص الإصابات الشاملة، ولكنه سيوسع الصراع حيث يهتم الثوار المسلحون بشكل خفيف نسبيا وذوي التدريب الضعيف بمدى تقدمهم بينما يمتلك القذافي كل هذا العتاد تحت تصرفه. وبينما يمتد القتال ويتعمق العنف، فإن خطر دخول الجماعات المتطرفة إلى الصراع كما فعلوا في صراعات أخرى في المنطقة يزداد كذلك، الأمر الذي له متضمنات جدية لعلاقاتنا المستقبلية مع أية ليبية كانت ستنبثق من القتال.

 

يوجه عدم التحرك كذلك ضربة لمصداقية الولايات المتحدة. ففي الكابيتول هول في 2آذار، قالت كلينتون وزيرة الخارجية أن "ما عليه الرهان ذو قيمة عالية"  في ليبية.

والتي حذرت من أنها قد تصبح "صومالا ضخمة." لقد انضمت الولايات المتحدة إلى الشعب الليبي في المطالبة برحيل العقيد القذافي الآن، دونما المزيد من العنف والتعويق،" كما أكدت. مع ذلك فليس من الواضح للعالم بأننا قد انضممنا للشعب الليبي في القيام بأي شيء حيال الأمر. فعقوباتنا ستعمل بشكل غير مباشر ولمدى طويل. فسفننا الحربية تقف قبالة الساحل الليبي. ولكنها لا تشارك بأي دور في الصراع الدائر هناك. هذا الوعي بأننا نستطيع أن نساعد ولكننا اخترنا ألا نفعل رغم مطالبات المعارضة الليبية بفرض حظر جوي ... هو خيار قد نندم عليه لسنوات.

 

إن الأسباب المقدمة من قبل مسئولي الولايات المتحدة لعدم فرض نطاق حظر جوي

في ليبية تبدو باهتة مقارنة بوصفهم بما هو موضع رهان في ليبية. لقد قالوا أن فرضهم لنطاق حظر جوي سيكون أمرا معقدا وغير ذي فائدة للقتال على الأرض. هذه نقاط  حكيمة، ولكنها تشكل نقاشا أفضل لقضية تدخل منحوت بعناية من عدم القيام بشيء.  إن هناك مخاوف ذات أساس قوي بأن نطاق حظر جوي قد يتحول إلى التزام طويل الأمد كذلك الذي تم فرضه على العراق في عقد التسعينيات في حال حدوث جمود في الأزمة. ولكن هذه المخاطرة ينبغي موازنتها في مقابل إمكانية أن يتسبب نطاق حظر جوي بنهاية أقرب للصراع، مستحضرين في الذهن أن صراعا مطولا قد يتضمن تكاليف لأمن الولايات المتحدة القومي بغض النظر عما إذا كنا منخرطين بشكل مباشر فيه. لقد كان مسئولو الولايات المتحدة يتساءلون كذلك عما إذا كان الطيران يستخدم من قبل القذافي ضد مدنيين، أو ما إذا كانت المعارضة الليبية تريد فرض حظر جوي. التقارير الأخيرة تقوض كلا النقطتين. وكذلك، لا ينبغي لمخاوف من أن تقوم روسية والصين باستخدام حق الفيتو لمنع فرض حظر جوي، لا ينبغي لمخاوف كهذه أن تسمح بإعاقتنا عن القيام بطرح السؤال عليهم.

 

أسباب أخرى لعدم تحركنا هي أسباب أقل إقناعا. فقد تساءل وزير الدفاع غيتس عن حكمة القيام بتحرك آخر في " بلد آخر في الشرق الأوسط ،"  و أشارت وزيرة الخارجية كلينتون إلى أن هناك رسائل على مواقع على الإنترنت بأن الولايات المتحدة تنوي "القيام باجتياح من أجل النفط ." ليس بإمكاننا السماح لأكاذيب كهذه بتوجيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

من تونس إلى مصر إلى البحرين إلى ليبية، كان العالم يتساءل أين تقف الولايات المتحدة. لقد كان23 شباط  عندما قال الرئيس أوباما أن الولايات المتحدة ستناصر الحرية،وستناصر العدالة، وستناصر كرامة الشعوب." وفي 25 شباط أكدت هيلاري كلينتون أن "هذا هو وقت التحرك، وهذا الوقت هو فرصتنا لدعم كل أولئك الذين نناصرهم على خلفية الحقوق التي نرعاها.

في الثاني من مارس، لاحظت أن الأحداث في المنطقة تتطلب " ردا قويا واستراتيجيا." لقد كانوا على حق، ولكن تحركاتنا حتى الآن لم تف بهذه الكلمات.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ