موازنة فرض حظر جوي على ليبية

ديبورا جيروم،

نائب رئيس التحرير

8آذار، 2011

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

ثوار ضد القذافي وهم يندفعون تجاه بيت تم قصفه بضربة جوية في راس لانوف. (أسما واجويه / رويترز)

لقد قامت الطائرات الحربية التابعة للحكومة الليبية بضرب ميناء راس لانوف النفطي، مصعدة من حملة تهدف إلى دفع قوات الثوار إلى الشرق وإيقاف تقدمها باتجاه سرت مسقط رأس الزعيم الليبي معمر القذافي.

وبينما تستمر الولايات المتحدة وحلفاؤها في مناقشة التدخل، كانت هناك محاولات ذكرتها التقارير لتفعيل اتصالات (الجزيرة) ما بين القذافي وزعماء الثورة. لقد نفى مسؤولون حكوميون تقارير بأن القذافي قد عرض التنازل عن الحكم (سي إن إن) في مقابل الحصول على عبور آمن إلى خارج البلاد له ولأسرته وكذلك على حصانة من المتابعة القضائية، وأنكروا أن المعارضة قد قدمت عروضا مقابلة ومطالب.

مع إنتشار المخاوف من كون ليبية تجنح نحو الحرب الأهلية، أكد الرئيس أوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على أن الولايات المتحدة وحلف الناتو يتطلعون إلى القيام بتدخل عسكري. دول الخليج تستحسن عدم فرض حظر جوي، "لحماية المدنيين الليبيين،" وقد دعت إلى اجنماع للقمة العربية. وقد بدأت كل من بريطانية وفرنسة بكتابة مسودة لقرار تصدره الأمم المتحدة (الغارديان)   نطاق حظر جوي على ليبية... وهي حركة ستسمح بحدوث تدخل عسكري.

وقد قال ديبلوماسي بريطاني أن المسودة ستكون جاهزة في حال حدوث هجوم حقيقي على المدنيين من قبل سلاح الجو الليبي.سيتم تقديم الخطط في 10 آذار إلى 28 وزير دفاع من الدول الأعضاء في حلف الناتو والذي يجتمعون في بروكسل، ولكن الناتو يصر على أن شيئا لن يتحرك قدما دونما موافقة من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

لا يوجد هناك إجماع فيما بين أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (رويترز) حول فرض نطاق حظر جوي. تريد الصين من المجلس التركيز على تنفيذ قرارها الحالي ضد ليبية، والذي يفرض حظرا للأسلحة، وعقوبات على القذافي ودائرته الداخلية، وإرجاع هجوم نظام القذافي على المدنيين إلى محكمة الجنايات الدولية في الهاجو. وروسية، مثل الصين، معارضة لقرار نطاق حظر جوي. (دير شبيغل).

" نحن لا نرى أن تدخلا خارجيا، [وبشكل خاص] التدخل العسكري، كوسائل لحل الأزمات،" قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وفقا لوكالة الأخبار الحكومية نوفوستي آر.آي. إيه. " على الليبيين حل مشاكلهم بأنفسهم ."  كما لا يوجد هناك اتفاق ما بين الخبراء العسكريين أو صناع السياسة حول فعالية نطاق الحظر الجوي.

إنه تقرير 2011 للتوازن العسكري، حيث يقول المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، والذي يتخذ من لندن مقرا له، يقول أن نطاق حظر جوي سيكون ذا تأثير ضئيل على استخدام القذافي لهجوم الطائرات  المروحية ضد قوات الثوار والمدنيين. ويقول أن الجيش الليبي يمتلك حوالي 35 طائرة هجوم مروحية.

يجادل خبير مجلس العلاقات الخارجية ميكاح زينكو، في افتتاحية نشرت مؤخرا، أن المشكلة الحقيقية للمدنيين الليبيين هي القمع المستمر من قبل القوات البرية، لذا‘ فإن نطاق حظر طيران جوي سيكون ذا تأثير ضئيل أو دونما تأثير في حماية المعرضين للهجوم.

ويؤكد رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد إن. هاس، في (الوول ستريت جورنال)، على أن نطاق حظر جوي سيكون "تشويشا محتملا مكلفا" للولايات المتحدة.

مع ذلك، فإن عددا من رجال الكونغرس الأمريكي وآخرين قد أصبحوا مناصرين أقوياء للتدخل، من بينهم أعضاء مجلس الشيوخ جون ماكين (آر ـ إيه زد)، وميتش ماكونل (آرـ كي واي)، وجون كيري (دي ـ إم إيه). وجاريث إيفانز، رئيس الوزراء الأسترالي السابق والرئيس المتقاعد لمجموعة الأزمات الدولية، قد حاج بقوة في ال(فينيشال تايمز) من أجل نطاق حظر جوي.

"لا توجد دولة تستطيع التخلي عن مسؤوليتها لحماية شعبها من جرائم ضد الإنسانية، ناهيك عن تسويغها  ارتكاب جرائم كهذه هي نفسها،" يكتب إيفان.

"وعندما تفشل بشكل جلي في توفير هذه الحماية، تصبح مسؤولية المجتمع الدولي توفيرها، وإذا ما كان ضروريا... في حالة عدم كفاية الوسائل السلمية... بالقيام بتحرك جماعي حاسم في حينه عبر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة."

الخلفية والتحليلات

يقول تقرير مجلس الشؤون الخارجية هذا أن على الولايات المتحدة أن تطور استجابتها لعنف القوات المسلحة الشامل، وأن غياب التحرك من قبل الأمم المتحدة يوضح استعدادها للتصرف الأحادي. خبير مجلس الشؤون الخارجية ستيفن سيمون وخبراء آخرين يناقشون أمر التدخل الدولي ضد القذافي.

إن التقصيرات الجارية قد تترك الثوار الليبيين في حالة ضعف شديد لمعارضة القذافي، ولكن الولايات المتحدة هي  في وضع يتوجب عليها المساعدة، يناقش هذا مقال أتلانتك بوست.

لعقود، أعاقت شخصية القذافي المتضخمة الخصوم العديدين في بين الجماعات الليبية الداخلية، من القبائل إلى الجيش، كما يكتب فريدريك ويري في السياسة الخارجية.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ