ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 26/03/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

الثورة تصل إلى دمشق

تظهر الاحتجاجات الأخيرة في دمشق أن نظام الأسد هو معرض تماما للغضب الشعبي كما أنظمة الحكم الفردية المطلقة الأخرى في المنطقة.

السياسة الخارجية/ 18آذار، 2011

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

دمشق،سورية ، حتى هذا الأسبوع بدا أن سورية قد تكون محصنة من الاضطراب الذي استحوذ على الشرق الأوسط. ولكن المشاكل يبدو أنها قد بدأت بالحدوث.

في 18 آذار، تصعدت المظاهرات الشعبية إلى ما يمكن اعتباره أكثر الأعمال خطورة في مواجهة الحكومة خلال عقد من حكم بشار الأسد الطويل. لقد فتحت القوات الأمنية النار على مظاهرة في مدينة درعا في الجنوب، متسببة بقتل اثنين من المتظاهرين على الأقل.لا تبدو القلقلة كذلك محتواة في أي منطقة جغرافية محددة: فهناك أيضا تقارير عن وجود تظاهرات في المدينة بانياس في الشمال الغربي ، ومدينة حمص في الغرب، ومدينة دير الزور في الشرق، والعاصمة دمشق.

بدأت التظاهرات في 15 آذار، عندما تجمعت مجموعة صغيرة من الناس في سوق الحميدية، سوق دمشق التاريخي المسقوف، لتحويل شعارات حزب البعث الحاكم ضده. حيث رددوا "الله، سورية، حرية وبس،" .العبارة  لعب بكلمات المقولة البعثية: "الله، وسورية، وبشار.. وبس." اليوم التالي، تجمع حوالي مئة ناشط و أقرباء السجناء السياسيين أمام وزارة الداخلية في ساحة المرجة في دمشق للمطالبة بإطلاق معارضي سورية المسجونين.

قد تكون التظاهرات صغيرة بالمعايير الاقليمية، ولكن في سورية... والمحكومة بشكل قمعي تحت حالة الطوارئ منذ أن تسلم حزب البعث السلطة في 1963.. فهي غير مسبوقة. هناك جو من الخوف والتكتم تجعل مدى الاستياء من الصعب تحقيقه. مصادر من خارج البلاد تقول إن المظاهرات قد حدثت في ستة من تظاهرات اليوم التالي تمت مجابهتها باستجابة وحشية من قبل جهاز الأمن السوري الفرقة 14 يوم الثلاثاء.

لقد كان من الصعب إثبات هذه الادعاءات، ولكن الحكومة قد تم إثارة اضطرابها بالتأكيد: لقد عززت من وجود قواتها الأمنية، مجموعة ذات مظهر رث ترتدي جاكيتات جلدية، تجول عبر البلاد وخصوصا في الشمال الشرقي، حيث موطن شعب كردي كبير معارض، وفي حلب.

عملاء، يفوقون بكثير عدد المتظاهرين. وضباط بملابس مدنية يستخدمون عصيا خشبية  لضرب المتظاهرين الصامتين كبارا وصغارا، رجالا ونساء.

"لقد كانوا مستأجرين، ولصوصا تصرفوا بطريقة غير مناسبة،" قال أحد الشهود. تم احتجاز 38 شخصا، بمن فيهم ابن سجينة سياسية يبلغ العاشرة من العمر. وكذلك تم اعتقال عدد من الناشطين.. بمن فيهم مازن درويش، الرئيس الأسبق للمركز السوري للإعلام و حرية التعبير، والذي تم إغلاقه رسميا من قبل السلطات في ال2009، وسهير الأتاسي، وهي شخصية صريحة أصبحت شوكة في جنب الحكومة.

التظاهرات التي جرت هذا الأسبوع ليست أولى الارتجافات الخافتة للاستياء في سورية. فقد فشل يوما غضب في كل من 4 شباط و5 شباط بعد التبشير بهما.. حقيقة أن البعض يلوم الأحوال الجوية، ولكن ذلك كان على الأرجح لأنهما تم التنظيم لهما على الفيس بوك بشكل رئيسي من قبل سوريين في خارج سورية... ولكن حدث هناك تعبير عن الغضب بشكل غير مباشر.

في 16 شباط، خرجت جماعة من رجال الأعمال في منطقة الحريقة في دمشق، وهي منطقة سوق في المدينة القديمة، خرجوا إلى الشوارع ليحتجوا على قيام الشرطة بالضرب. في 22شباط و23، قامت جماعات بعقد تجمعات مسائية خارج السفارة الليبية تضامنا مع الثوار ضد القذافي. وقد تم قمعهم بعنف.

هويات أولئك الذين يقومون بتنظيم هذه الموجة من التظاهرات تبقى مجهولة. فمجموعة المعارضة السورية صغيرة هي مجموعة صغيرة، ومتباينة، ومنفصلة. ولكن يبدو أن التظاهر يأتي من مصادر مختلفة... فتظاهرة يوم الثلاثاء لم يتم تنظيمها من قبل المشتبه بهم المعتادين والسجناء السياسيين السابقين.

هذه علامة على عدم التنظيم ربما، ولكن أيضا فإن عدم الرضى هذا ليس مقتصرا على جماعة واحدة وقد يكون هناك تعاسة متنامية على مستوى الجذور.

"الناس غاضبون لأنهم لا يتم احترامهم، ولعدم وجود فرص عمل لهم،ومن أن التعليم والرعاية الصحية بائسين، ومن أن الفساد يستنزف أموالهم، ومن أنهم ليس لديهم حرية حقيقية، ومن أن الإعلام لا يعكس مشاكلنا ومن عدم وجود نظام لأن كل شيء يحدث بمراسيم رئاسية معتم عليها،" يقول أيمن عبد النور، وهو معارض سوري يدير موقع كلنا شركاء من الخارج.

 

"السوريون ببساطة يريدون أن يتم احترامهم وهم غاضبون لأنهم تتم معاملتهم كغنم." النظام السوري، والذي هو لاعب ذكي، يبدو مشوشا حول الكيفية التي سيستجيب بها لعلامات الاضطراب هذه. لقد تغيرت ما بين عروض بالإصلاح إلى الرفض، والاعتقالات، والتخويف بالتهديد، والضرب. في مقابلة له مع الوول ستريت جورنال والتي نشرت في 13 كانون الثاني، ادعى الأسد أن "سورية مستقرة،" مرجعا سياسته الخارجية المعادية للولايات المتحدة ولإسرائيل لكونه يقف إلى جوار معتقدات شعبه. وقد وعد الرئيس كذلك بإجراء إصلاحات سياسية سيتم إنجازها هذه السنة.. ولكن بشكل متزامن، فإن الإعلام الذي تتم إدارته من قبل الحكومة أو من له روابط وثيقة معها قد اتهم متسللين وإسرائيل بكونهم وراء المظاهرات.  ضربات 16آذار، والتي كانت أكثر حدة من تلك التي تم استخدامها لتفريق الوقفة المسائية في 23 شباط، قد تصدر إشارة بمقاربة عدم وجود درجة تسامح من قبل الحكومة. وسيكون هذا علامة فصل خطير للنظام.

"رد فعل كهذا يجعلنا أكثر غضبا وحسب،" قال أحد ناشطي المجتمع المدني والذي طلب عدم ذكر اسمه. "إنه إذلال أكبر لشعب قد تم إذلاله فعلا. كيف يمكن لك أن تتحدث عن الإصلاح وتقوم في نفس الوقت بضربنا كما لو كنا أغبياء؟"

قد تكون الاصلاحات أحكم طريق ينبغي اتباعه، ولكن نظام الأسد يواجه مهمة مثبطة في إشباع مظالم مواطنيه الاقتصادية.. دع جانبا قبضتهم السياسية. تعاني البلاد من أرقام كبيرة في البطالة والنمو الاقتصادي الإجمالي والذي يبدو راكدا للغاية لتحسين وضع سكانه السريعي التزايد. ولجعل الأمور أسوأ، فقحط  استمر لسنوات في الشمال كان  كارثيا لمزارعي البلاد المحدق بهم. لا أحد في سورية متأكد مما سيحدث بعدها. ما يزال هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن الاحتجاجات هي أحداث تجري مرة واحدة. الأسباب الجوهرية لبقاء السوريين هادئين تبقى : سيطرة مشددة من قبل القوى الأمنية، وفي أجزاء كثيرة، ثقة بالأسد، الذي ينظر إليه الكثيرون كمصلح.

الأحداث الدامية في ليبية قد أرعبت الشعب كذلك. مع تذكر ما حدث لمدينة حماة في عام 1982، عندما قام والد بشار الأسد بقمع ثورة قام بها الإخوان المسلمون بوحشية، يخشى السوريون من أن الرد على أي قلقلة هنا ستكون مشابهة لرد الزعيم الليبي معمر القذافي: محاولة عنيفة ومستمرة للتشبث بالسلطة.

"ليس هناك شك في أن النظام سيلجأ إلى أي شيء للبقاء في السلطة،" قال نور. عندما مات حافظ أسد كان هناك دبابات في الشارع،وهناك إشاعة بأن هذا يحدث ثانية. أي ثورة لن يتم التعامل معها بنعومة."

ولكن على الأرض، هناك شعور بأن  حاجز الخوف قد تم كسره. فالناشطون الذين لم يكونوا يجرؤون على ذكر أسمائهم أخذوا يتكلمون بصوت عال. وآخرون يجتمعون مع الديبلوماسيين بشكل منفتح أكثر مما كانوا يجرؤون عليه سابقا. وفي حين أن العديد من السوريين يشعرون بالتوتر، يناقش آخرون في مقاهي دمشق الذكية وفي الشوارع ما يخبئه المستقبل بشجاعة أكبر.في مساء الثلاثاء، حولت إحدى المقاهي قناة التلفزيون إلى محطة أورينت(الشرق)، وهي قناة فضائية تتخذ من دبي مقرا لها، لمشاهدة تغطية للمظاهرات‘ قبل أن ترجع سريعا إلى تسجيلات تلفزيون روتانا للموسيقى.حتى الآن، كانت الأقليات في سورية مترددة: فالمسيحيون يخشون الانقلابات تقليديا، في حين يركز الأكراد على أحلامهم الخاصة بالاستقلال. ولكن في عيد النوروز الذي هو بداية السنة الكردية، والذي سيأتي في 21آذار، تعهد عدد من الأحزاب الكردية برفع العلم الوطني بدلا من الراية الكردية.

عقلية "أنت أولا" تسيطر في دمشق. وإذا لم يتحرك أحد، قد تبقى سورية هادئة. ولكن إذا ما كانت هناك قلة من الأنفس الجسورة مستعدة للمخاطرة بمواجهة الإجراءات الحكومية الصارمة الحتمية، فعندها سيصبح من الواضح مدى عمق الرغبة في التغيير الحادثة في سورية.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ