ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
البيت
المتين الذي بناه الأسد مايكل
بروننج 7آذار،2011 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي بينما
هزت الثورات الأنظمة السلطوية
من تونس إلى المنامة، سارع
المثقفون إلى تحديد القيادة
السورية باعتبارها التالية في
السقوط. مثل دول أخرى في
المنطقة، فقد تم إفقار سورية
بدرجة كبيرة.ولدى مواجهته، فإن
التشابهات ما بين نظام دمشق
السلطوي وتلك التي في تونس،
ومصر، وليبية صادمة.
تماما كما في تونس ومصر، فإن
نظام الحزب الواحد قد حكم سورية
بقبضة حديدية لسنوات.في العقود
الخمسة الأخيرة، أبقى البلاد
تحت قانون الطوارئ الدائم،
والذي، كما في نظرائه في الشمال
الأفريقي، كان معتادا على قمع
الدعوات إلى مشاركة سياسية أكبر.مع
ذلك، ورغم المتوازيات
المتعددة، فإن نظرة أقرب على
سورية تكشف أن نظام الأسد..
والذي كان يقوده في العقد
السابق بشار الأسد.. ليس من
المرجح أن يسقط.يشكل تناقضي،
فإن وضع سورية الاقتصادي القاتم
وحكم الأقلية العلوية لها،
والتي تحرسها آليات قمعية،
ستمنع القوى المعارضة من كسب
تجمع حاسم في المستقبل القريب. لقد
خبرت سورية مؤخرا معدلات نمو
اقتصادي سنوي بحوالي 4%، ولكن
البلاد ما تزال مبتلية ببطالة
مربكة، وتكاليف معيشة آخذة في
الازدياد، وأجور راكدة، وفقر
منتشر على نطاق واسع. على الرغم
من أن المعلومات الرسمية من
دمشق( ذات الصيت السيء
لحساباتها المفرطة في التفاؤل )
تحدد نسبة البطالة في الربع
الأول من ال 2010 ب8%، تحددها
تقديرات مستقلة بحوالي 20%، مع
معدلات أعلى حتى في الجيل
الأصغر سنا. لأن
انخفاض تشغيل العمال والشباب
المصاب بخيبة الأمل قد شكلوا
إحدى القوى الموجهة للثورات في
تونس ومصر، فقد لاحظ المراقبون
بشكل متحمس معدل بطالة الشباب
السوري كإشارة على ثورة محتملة.
يشترك الشباب السوري بالتأكيد
في المظالم الاقتصادية مع
الشباب في تونس ومصر، ولكن من
غير المرجح أن يحفز الفقر
الواسع الانتشار والبطالة على
تغيير النظام الآن.على الرغم من
سياسة اللبرلة الاقتصادية
الحذرة التي استهلها الأسد بعد
استلامه السلطة في ال2000، استمر
المجتمع السوري في كونه معروفا
بدرجة عالية من المساواة. صحيح،
فسلع الرفاهية الغربية أصبحت
متاحة بشكل متزايد للنخبة، وبعض
أعضاء من أسرة الأسد الممتدة قد
اتهموا بالمحاباة والاستغلال.
مع ذلك، فإن تكدس ثروة مفرطة في
أيدي قلة
من النخبة السياسية كان استثناء
أكثر منه قاعدة. لقد قيد العزل
السياسي والسلطوية الداخلية
بشكل حاد تطور وعي سياسي و طبقة
وسطى نافذة اقتصاديا.بالتالي،
فإن الوضع في دمشق يختلف بشكل
كبير عن تونس ما قبل الثورة،
ومصر وليبية.في جميع الدول
الثلاث، كان الغضب العام تتم
تغذيته بفجوة اجتماعية مرئية
إلى درجة كبيرة ومتزايدة ما بين
طبقة النخبة وأغلبية مهمشة.خلافا
للسوريين، اعتبر المتظاهرون في
تونس، ومصر، والآن ليبية فقرهم
نسبيا أكثر منه مطلقا... وذلك
كظلم تسبب به النظام. خلال
عقود حكمه، إضافة إلى ذلك، طورت
عائلة الأسد شبكة أمن سياسي قوي
بدمج الجيش في النظام بقوة.في
عام 1970، تسلم حافظ الأسد، والد
بشار الأسد، السلطة بعد ارتقائه
عبر رتب القوات المسلحة
السورية، وهي الفترة التي قام
في أثنائها بإنشاء شبكة من
العلويين المخلصين بتقليدهم
مراكز هامة في الحقيقة، فإن
الجيش، والنخبة الحاكمة،
والبوليس السري العديم الرحمة
متشابكة للغاية بحيث أن من
المستحيل الآن عزل نظام الأسد
عن المؤسسة الأمنية.إن تهديد
بشار باستخدام القوة ضد
المتظاهرين سيكون أكثر معقولية
مما كان عليه
تهديد نظامي تونس ومصر.لذا
خلافا لما هو في تونس ومصر، حيث
يميل جيش مدرب بشكل محترف للعب
دور مستقل، كان النظام وقواته
الموالية له قادرا على ردع
الجميع ما عدا ناشطي المعارضة
المصمممين والذين لا يهابون. في
هذا الصدد، فإن الوضع في سورية
هو إلى درجة ما قابل للمقارنة
بحكم الأقلية السنية القوي في
العراق أيام صدام حسين.في نفس
الوقت، فإنه مختلف بدرجة كبيرة
عن ليبية، حيث الجيش على الرغم
من قسوته وولائه للنظام، هو
بدرجة أكبر جماعة من ميليشيا
قطاع الطرق المفتقرة للتنظيم
منه جيش مدرب ومنضبط. إن من
الصحيح أن الأسد لديه قلة من
المؤيدين وراء جماعته الصغيرة
من النخبة المعينة، ولكن معارضة
النظام لديها تأييد شعبي أقل
حتى. في
الحقيقة، فإن استخدام النظام
للقوة ضد الخصوم ليس افتراضا
وحسب. ففي عام 1982، قام حافظ أسد
بطريقة شائنة بقمع ثورة للإخوان
المسلمين في مدينة حماة، مما
نتج عنه آلاف القتلى المدنيين.مؤخرا،
وفي عام ال2004، قامت قوات بشار
الأسد الأمنية بقمع المظاهرات
الكردية بشكل عنيف، مخلفة عشرات
القتلى. إن احتمالية لجوء
النظام لعنف كهذا مرة أخرى
تزيدها عزلة سورية. خلافا لما هو
في مصر،حيث صاغ تاريخ قوي من
العلاقات الثنائية و جهد
ديبلوماسي بقيادة أمريكية،
صاغا استجابة الجيش للاحتجاجات
المتزايدة، أو تونس، حيث تلقى
الجيش تدريبا أمريكيا مكثفا،
فإن لدى الغرب نفوذا ضئيلا
للغاية على سورية. إن
نتائج عزل سياسي كهذا يمكن
رؤيتها في الشارع السياسي: دون
أن يكون أحد قادر على إيقافه،
فإن الزعيم معمر القذافي
المنبوذ على نحو مشابه قد اختار
استخدام القوة المطلقة لإبقاء
قبضته على السلطة. بالنسبة
للكثير من السوريين، فإن
استجابة النظام الليبي العنيفة
هي مذكر قوي بالمعاناة التي
يستطيع طاغية مصمم إنزالها
بشعبه. خاصية
سورية أخرى هي انتساب الأسد
لأقلية دينية: الطائفة العلوية.
فقد كون المراقبون السياسيون ما
يكاد يكون إجماعا متفقا عليه
بأن بأن وضع الأقلية التي ينتمي
إليها يهدد وبشدة الاستقرار على
المدى الطويل. هذا التقدير
مقبول ظاهريا ولكنه لا يأخذ
بالحسبان ظروف سورية المحددة. صحيح
أن الأسد لديه مؤيدين أقل حماسا
حتى خارج جماعته الصغيرة ذات
النخب المعينة مما كان لدى
الرئيس التونسي السابق زين
العابدين بن علي والرئيس المصري
السابق حسني مبارك، ولكن معارضة
النظام لديها مؤيدين أقل حتى.
وخلافا لديكتاتوريين آخرين في
المنطقة، ينظر إلى الأسد كثقل
مضاد لعدم الاندماج الطائفي
أكثر منه كبطل المصالح الطائفية.
إضافة إلى أن سورية كان لديها
كشفا مباشرا للنتائج المدمرة
للصراعات الطائفية في كل من
العراق ولبنان. في عامي ال2005 وال2006
تدفق مئات الآلاف من اللاجئين
اللبنانيين والعراقيين إلى
دمشق مذكرين السوريين بالنتائج
الوخيمة للمجزرة التي يغذيها
الدين. برؤيتهم كيف أوقفت
الطائفية تطور كل من لبنان
والعراق، فإن مجتمع سورية
التعددي على نحو مشابه كان لديه
سبب قوي لتقبل قيادة الأسد. إضافة
إلى ذلك، فإن شباب الأسد
بالمقارنة ( فهو في الخامسة
والأربعين، أما بن علي ففي
الرابعة والسبعين، أما مبارك
ففي الثانية والثمانين،
والقذافي في الثامنة والستين)
وسجله في العدائية القوية للغرب
قد منحته طبقة من الحماية التي
لم يتمتع بها الزعماء الآخرون. يرى
الكثير من السوريين معارضته
لاجتياح العراق بقيادة
الولايات المتحدة وسياساته
المعادية لإسرائيل مستصوبة وفي
سبيل المصلحة القومية . في
الحقيقة، فإن سمعة الأسد في
الغرب كمنبوذ متصلب الرأي قد
تمت ترجمتها إلى شعبية
له في
داخل بلده الخاص. بطريقة ملتوية
نوعا، فإن استعداده لمجابهة
تصرفات الولايات المتحدة إزاء
فكرة الكرامة العربية والتي
حشدت المتظاهرين من جميع
أنحاء المنطقة. وفي حين أن موقفا
مشابها معاديا للغرب قد تم
اتخاذه من قبل القذافي، فإن
تقارب سورية الجغرافي مع الصراع
العربي الإسرائيلي (وانخراطها
المباشر) قد منح خطاب مقاومة
الأسد مصداقية أكبر بكثير من ما
منح خطاب القذافي للقذافي،
خصوصا بعد علاقات القذافي
المحََسنة مع الولايات المتحدة
في العقد الأول من الألفين. ليس
المقصود بهذا القول بأن النظام
السوري قد أظهر لامبالاة
كاملة أمام التطورات
الاقتصادية. فبالإشارة على
الأقل إلى بعض القلق تجاه
الإطاحة بنظرائه في كل من مصر
وتونس،قام الأسد مؤخرا بالوعد
بإصلاحات " لانفتاح
المجتمعات " و "البدء
بالحوار." حتى الآن، اقتصرت
اصلاحاته على زيادات ارتجالية
في أجور معينة والسماح (المثير
للدهشة) لشبكات الإعلام
الاجتماعية. على الرغم من ذلك،
سيفضل السوريون على الأرجح
تعليق آمالهم على عملية إصلاح
بطيئة ولكن ثابتة بدلا من ثورة
مقلقلة وعنيفة. حتى الآن، لم تتم
الاستجابة إلى
الدعوات إلى "يوم غضب"
علىالفيس بوك. بالتأكيد،
فإن اختبارا مبكرا لما إذا كانت
وعود الأسد بالإصلاحات فعالة
ستتم رؤيته في الانتخابات
البلدية والبرلمانية المخطط
لها لاحقا هذا العام. مهما
انكشفت عنه هذه الانتخابات،
يبدو أن الموجة الحالية من
معاداة السلطة المطلقة ستستمر
في تجنب المرور بسورية بشكل
كبير. المثير للسخرية، أن
النظام العربي الوحيد الذي ربما
كان أكثر نظام يحب الزعماء
الغربيون رؤيته يطرد من السلطة
قد ينتهي معززا بشكل نسبي
مقارنة بالأنظمة الغريرة في
باقي المنطقة. هذا
مثير للقلق بشكل خاص، فبالنظر
إلى إمكانية نظام غير مهتز في
دمشق قد يفكر جديا في التقارب مع
قيادة مصرية منتخبة حديثا.
السؤال عن الكيفية التي ينبغي
بها للغرب الارتباط بالأسد،
مرتبطة الآن بتلاشي القادة
المدعومين غربيا في كل من تونس
ومصر، سينبثق بالتالي مرة أخرى
قريبا مع حذر أكبر حتى. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |