ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/04/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

ما بعد الربيع العربي

ستيفن إيه. كوك*

مجلس العلاقات الخارجية

28/3/2011م

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

بينما يزداد العنف سوءا في ليبية، والبحرين، واليمن، وسورية فإن شروق الديمقراطية قد يتعرض للإيقاف.

قبل عدة أيام من إجبار الرئيس المصري حسني مبارك أخيرا على مغادرة المكتب الرئاسي، أمطرت في القاهرة. عندما مرت العاصفة وظهرت الشمس، أشارت إحدى المتظاهرات على التويتر إلى أن قوس قزح قد ظهر في قلب المدينة.. وهي علامة، كما اعتقدت، على الحرية والازدهار القادمين. كونهم عالقين في رومانسية الحواجز، فقد كان من الصعب على المتظاهرين والناشطين الديمقراطيين في مصر وما وراءها أن لا يفكروا بتلك الطريقة. لقد بدا أن الشرق الأوسط كان على شفا اختراق ديمقراطي. لقد كان إجبار التونسيين ديكتاتور ( برميل ) مثل زين العابدين بن علي على الهرب إلى جدة شيء، وتخلص المصريين من الفرعون شيء آخر تماما. لم يعتقد أن هذا سيحدث. وكما ألهم التونسيون المصريين، فإن ما حققه الثوار في القاهرة قد منح دوافع لدوار اللؤلؤة، حيث تجمع متظاهرو البحرين، و( منحت دوافع) لبنغازي، قاعدة الثورة الليبية ضد معمر القذافي.

 

.مع ذلك فإن نجاحات ساحات التحرير أو 17 تشرين الثاني لم تتم ترجمتها بسهولة إلى تلك الأماكن الأخرى. يبدو أمرا ممكنا تماما أن الربيع العربي قد ينتهي على ضفاف النيل. فما الخطأ الذي جرى؟

 

إن شيئا مختلفا جدا ومقلقا يحدث في البحرين، واليمن، وليبية بالطبع، والآن سورية، حيث قامت القوات الأمنية بقتل 61شخصا على الأقل منذ أن بدأت الاحتجاجات في الأسبوع الفائت.

 الرئيس أوباما لدى برهنته على صحة التحرك العسكري في ليبية وضح أنه "ليس لدينا اهتمام إنساني وحسب، بل لدينا كذلك اهتمام تطبيقي للغاية بالتأكد من أن التغييرات التي تجتاح المنطقة تحدث بطريقة سلمية وغير عنيفة." ولكنه كان متأخرا جدا. إن المدافعين عن الوضع القائم في المنطقة، وقد تعلموا دروسا قاسية من بن علي ومبارك، قد أصبحوا مصممين في جهودهم لعكس ديناميكيات الثورة التي بدأت في سيدي بوزيد في 17كانون أول.

 لأسباب واضحة، ركزت إدارة أوباما، والمحللون، ومراقبون آخرون انتباههم على القذافي. فبعد كل شيء، فإن الحرب التي أطلقها ضد شعبه هو، هي الخطوة القصوى المضادة للثورة. ومع ذلك فإن طرابلس ليست المركز الوحيد للنشاط المعادي للثورة؛ بل كذلك الرياض.

وبينما كان حكم حسني مبارك ذي الثلاثة عقود يترنح في أوائل شباط، فإن السعوديين القلقين من إمكانية انتشار الثورة إلى عاصمتهم هم، سعوا إلى مساندة ظهره. لقد عرضوا على مبارك دعما سياسيا، وديبلوماسيا وماليا فقط إذا ما استخدم االتأثير الكامل للقوة الواقعة تحت تصرفه لوضع نهاية لثورة مصر. وفي التزامهم بسياسة الريال الطويلة الأمد، منح السعوديون أسرة آل خليفة الحاكمة في البحرين البلايين و قوة عسكرية يبلغ تعدادها ألف جندي، وقد أعطيا كليهما الملك حمد التأكيد الذي كان يحتاجه لاستخدام القوة، أخيرا وبشكل حاسم، ليخلي ساحة اللؤلؤة في المنامة. في اليمن، حيث أولوية السعودية العربية العليا هي الاستقرار، يبدو أن السعوديين قد اكتفوا من علي عبد الله صالح.

عندما طلب صالح من السعوديين التدخل لصالحه ضد القبائل اليمنية المنشقة، اعترضت الرياض، مقترحة أن يقدم الزعيم اليمني خطة لنقل السلطة بدلا من ذلك. ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الرياض قد اعتنقت أهداف الثورة نفسها كأولئك الحشود على طول شوارع صنعاء العامة. فبعد كل شيء، فإن السعودية العربية هي قوة الأمر الواقع الأخيرة.

إن تغييرا سياسيا تقدميا في اليمن سيمنح السعوديين نموذجا لن يجعل آل سعود بالتأكيد يشعرون بالراحة. كم سيمضي من الوقت قبل أن يصل رسول من الرئيس السوري بشار الأسد إلى المملكة ليطلب الدعم؟

السعوديون.. مثل أي كان فعليا في العالم العربي.. يشمئزون من القذافي، ولكنهم قد لا يكونون غير سعداء كثيرا بالتصميم الليبي على سحق الثورة، حتى الضغط المكثف للضربات الجوية الغربية.

 بطريقة ما، لا تستطيع لوم السعوديين. فعندما قام محمد البوعزيزي بإضرام النار في نفسه في سيدي بوزيد، في تونس، قام بإطلاق قوى سياسية، هي من وجهة النظر السعودية، خطيرة على مصالحها الجوهرية وربما هي معاشة للغاية.

السعوديون الآن هم اللاعبون الأساسيون في ائتلاف واقعي وغير مفصل من القوى والتي تتضمن لا العائلة البحرينية الحاكمة، والرئيس اليمني (حتى وإن كان السعوديون يظنونه جزءا من المشكلة )، ونظامي القذافي والأسد، بل أيضا عزم بقايا نظامي مبارك وبن علي على استغلال حالة التردد في مصر وتونس لمنفعتهم السياسية.

لن تكون هناك حاجة لوجود أي روابط رسمية بين هذه الدول، أو الجماعات، أو الأفراد... في الحقيقة، ففيما عدا ارتباط الرياض والمنامة لا يوجد دليل على وجود أي تعاون بينهم. في نفس الوقت يبدو أنهم مرتبطون عبر حلقة تغذية راجعة ديناميكية.

لقد ساند السعوديون البحرينيين، والذي قدم تشجيعا ضمنيا لليمنيين، والذين يراقبون كذلك القذافي عن كثب، في الوقت الذي بدأ الصامدون في الحزب الوطني الديمقراطي المصري الفاقد لمصداقيته وقوات الأمن الداخلي، بأوا في الاعتقاد بأنهم ليسوا وحدهم وأنهم لم يفقدوا كل شيء.

ربما نشهد الآن "آلام ولادة شرق أوسط جديد" وفق كلمات وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس.

فبعد كل شيء، فإن بلدانا في أوروبة والتي خبرت حدوث ثورات فيها في ال 1848مرت بمراحل نجحت فيها القوى المضادة للثورة، ولكن الديمقراطية عمت في النهاية. كثيرا ما يقدم التاريخ تبصرات تصعب رؤيتها خلال الأزمة الراهنة، ولكنها ليست خارطة طريق للمستقبل. فلا يبدو من المرجح أن تسلك دول الشرق الأوسط المعاصرة نفس مسار فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر.

 سيقوم المدافعون عن الوضع الحالي باستخدام كل شيء بدءا من الرشاوى إلى العنف في سعي منهم لمحاولة جر المطالبات بالإصلاح السياسي إلى الوراء. تقوم هذه الأنظمة بتضخيم التردد وتزرع عدم استقرار عام.. حتى وإن، فشلت في النهاية.

ستتعرض كل من المعارضات والنخب إلى خطر التحطم تحت الضغط حيث تكون جماعات مختلفة ذات مصالح مختلفة ومستويات مختلفة من الاستعداد للقبول بالتنازل والمساومة سعيا وراء المنفعة السياسية.

قد تقرر فصائل ثورية في النهاية أن المقاومة اللاعنفية تستطيع أن تصل بهم إلى هذه النقطة وحسب، وتختار شهر السلاح في مسعى منها لفرض تغيير على نخبة لا ترحب به. هذا النوع من السيناريو يوقعهم بشكل مباشر في أيدي القوى المضادة للثورة.

يبدو من المرجح أن دولا في الشرق الأوسط وشمال أفريقية قد تنقسم إلى ثلاثة معسكرات:

الأول، ويتألف من الأردن، والمغرب، ودول خليجية صغيرة، ستقوم بكل ما تستطيعه لعزل نفسها عن الثورة ومشاجرات الثورة المضادة. في الثاني، فإن مصر وتونس ستكافحان لتحقيق وعد ثورتهم ومثلها في الوقت الذي تقاومان فيه القوى المضادة للثورة من الأنظمة القديمة.

و، أخيرا، هناك اتحاد السعودية العربية، وسورية، واليمن (فيما لو استطاع الرئيس صالح بطريقة ما أن يبقى)، والجزائر، والبحرين، وحتى ليبية الخارجة على القانون، والتي ستعمل جميعها .. ليس بالضرورة بشكل مشترك.. لاحتواء والعمل على إرجاع التغيير الديمقراطي إلى الوراء.

 

لقد كانت هناك دائما تصدعات وانقسامات فيما بين الدول العربية، ولكنها لم تكن أبدا على هذه القضايا والانحيازات. من المرجح أن يجد ثقلي الشرق الأوسط .. ثورة، تناضل لكي تصبح مصر ديمقراطية والسعودية العربية بوضعها الحالي ـ من المرجح أن تجد إحداهما الأخرى في حالة نزاع على نطاق من القضايا الهامة تشتمل على حماس، وإيران، وحزب الله، والتغيير السياسي حول المنطقة.

إنه لمن الممكن أيضا أن المصريين، وقد بتفويض من ثورتهم، سيسعون إلى دعم ناشطي الديمقراطية في أماكن أخرى في المنطقة.

لقد عبر الكثيرون الحدود الليبية فعلا في محاولة لمساعدة الثوار هناك. هل من الممكن أن يحولوا إهتمامهم تاليا إلى سورية، على سبيل المثال؟ قد يسعى التونسيون إلى القيام بنفس الشيء في الجزائر وليبية.

ليس من المرجح أن يحدث هذا في دمشق، والجزائر، وطرابلس، والتي تنظر إلى الناشطين الديمقراطيين الإقليميين، وربما الديمقراطيات نفسها، باعتبارها تهديدات وجودية. يستطيع المرء ان يتخيل، بتلك الطريقة، تطور منطقة مقسمة، ومتنازعة، وغير مستقرة.

 

أهلا بكم إلى "الشرق الأوسط الجديد." لقد منح مشهد خلع بن علي ومن بعده مبارك الأمل للأحلام بشرق أوسط ديمقراطي، ولكنه قد يتحول ليصبح ليصبح أكثر ككابوس، على الأقل في المدى القصير.

ــــــــــ

*ستيفن إيه.كوك باحث كبير في مجلس العلاقات الخارجية، كتابه عن السياسة المصرية سيتم نشره من قبل دار جامعة أوكسفورد في الخريف.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ