ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
النظام
السوري يسعى إلى جر الشعب لحرب
أهلية Ignace
Leverrier * *دبلوماسي سابق - أخصائي
بالشؤون العربية لوموند الفرنسية – 8/4/2011م على الرأي العالمي أن يفتح عينيه قبل فوات
الأوان لما يحدث في سورية. ما يهيأ في الظلام بعيدا عن الأنظار هو في
أعلى مستوى من الخطورة إما أن يتخلى الشعب عن طموحاته في الحرية
أو أن يلجأوا إلى العنف. و بالتالي يسهل عليه تحويل مطالب
الديمقراطية لدى الشباب السوري
إلى إنتفاضة طائفية مما يبرر له
باسم حماية ( الوحدة الوطنية)
إستخدام القوة المفرطة ضد
المتظاهرين و تزداد شدتها بقدر
شدة خوفه. منذ بداية المظاهرات في درعا في جنوب
سورية في الثامن عشر من آذار رفض
النظام الحوار بالرغم من
محدودية المطالب و التي تتضمن
الإفراج عن حوالي عشرين طفلا
معتقلا لكتابتهم شعارات على
الجدران لعبا و لهوا ترديدا لما
حدث في العالم العربي ( الشعب
يريد إسقاط النظام )،ثم طالبوا
بإلغاء حالة الطوارئ التي تبيح
أسوأ أنواع الإجرا آت التعسفية
من قبل أجهزة المخابرات ، و
الإفراج عن معتقلي الرأي من بينهم مئات المواطنين من المدينة ( ذات
التدين المتشدد ) و منح الحريات
العامة و الخاصة المصادرة باسم
حالة المواجهة مع إسرائيل. من بينهم مئات المواطنين من المدينة ( ذات
التدين المتشدد ) و منح الحريات
العامة و الخاصة المصادرة باسم
حالة المواجهة مع إسرائيل.عندما
وصلت موجة الغضب إلى اللاذقية
في 25 آذار2011 فهم النظام خطورة
الوضع فأسرع بإرسال وحدات من
الجيش إلى هناك مع إستخدام
وسائل القمع الأخرى المعروفة . و
إستخدم ضد المتظاهرين
المسالمين و المؤكدين على
وحدتهم الوطنية طريقتان أخريان
لأهداف خاصة: نشر قناصة على أسطح المباني لبث الرعب بين
الأهالي و مما صدم المتظاهرين
حقيقة أن إصابة الضحايا أنها
كانت إما بالرأس أو بالعنق أو
بالصدر مما يدل على رغبة مقصودة
بالقتل. و في الوقت نفسه أطلق قطعانا من البلطجية
لإثارة المتظاهرين بتنظيم
مظاهرات على مقربة منهم أو
بمهاجمتهم ، أو بإطلاق عيارات
نارية من أسلحتهم
الأوتوماتيكية عبر نوافذ
سياراتهم التي تقطع شوارع
المدينة التي أصبحت قبرا مفتوحا.أنشئت
هذه المجموعات في السبعينات في
جبال العلويين تحت إسم الشبيحة
و عصابات تجند أفرادا لا
يلتزمون بدين و لا خلق و لا قيم و
هم قادرون على فعل كل شيء
لإنفلاتهم من القانون لأن آل
الأسد يوفر لهم كل أنواع
الحماية. و يعملون لحسابهم و قد قام هؤلاء في بعض الأوقات بوضع الجبل
و الساحل تحت وصايتهم و هم يمارسون جميع أنواع التهريب من
الأسلحة و الدخان و المخدرات و
يمارسون الخطف و تهديد التجار
بإسم حمايتهم و إدارة الموانئ
الخاصة المخالفة للقانون و قد حدث لمرات عديدة صدامات بين هؤلاء
الشبيحة و قوات من الجمارك أو
الأمن مع وقوع إصابات بينهم. و تعد جماعة منذر الأسد و فواز الأسد
أبناء جميل الأسد عم بشار الأسد
المتوفى و كذلك محمد الأسد
المسمى بشيخ الجبل الأشد إرهابا
لأنهم يزرعون الإرهاب أينما
حلوا. و قد جرت حملات في بداية التسعينيات
إستجابة لشكاوى الأهالي
العلويين في مسقط رأس عائلة
الأسد لمعرفة المسؤولين الصغار
في العصابة المافيوية منذ إستلام بشار للسلطة ، إستلم الراية
نمير بادي الأسد إبن عم بعيد
لبشار و ظهرشيخ الجبل آخر يدعى
هارون الأسد و هؤلاء الشبيحة هم
رجاله حينما قرر النظام نشر الذعر في اللاذقية
المدينة التي ترمز إلى مفتاح
الوصول إلى القصر الجمهوري في
قرداحة القابعة على المرتفعات .إنما
أراد أن يرسل رسالة إلى
المتظاهرين أن ليس بإمكانهم أن
يجعلوا من اللاذقية درعا ثانية
و الأخطر من ذلك بكثير إرسال
مجموعات من الشبيحة على
المتظاهرين السلميين ذوو
الأغلبية السنية كمعظم أغلبية
سكان سورية يريدون بذلك جر شباب
الثورة إلى حرب أهلية و التي ما
فتئ هؤلاء الشباب يؤكدون عبر
شعاراتهم أو موقعهم
الإلكترونية على سلمية
المظاهرات و إذا فرضنا نجاح
النظام إلى تحويل الإحتجاجات
السلمية إلى حمل السلاح فسيكون
عنده مبرر على إستخدام أشد
أنواع العنف و القمع . نفس الوضع يمكن أن يظهر في حمص مما يجعل
السوريين يعيشون في حالة ذعر
شديد.و قد بدأت الأصوات تتعالى
مستغيثة قبل فوات الأوان بيد
أنها بقيت متحفظة في كشف
المؤامرة خوفا من أن تتهم من قبل
النظام كعادته في الإتهام لا أحد من السوريين مهما كانت إنتمائاتهم
العرقية أو الطائفية أن تتكرر
حوادث الثمانينيات حيث راح
ضحيتها في حماة فقط ثلاثون ألفا
و هذا ما قوى النظام بجدار رعب
شديد بناه خلال ثلاثة عقود و السوريون يعرفون جيدا أن هدف بشار الأول
ليس تحرير الجولان و إنما
إستمراره في السلطة و إلى الأبد
التي تولاها في عام 2000 و كي يحقق
ما يصبو إليه فليس بحاجة إلى
الوحدة الوطنية حول مواقفه من
المقاومة و الصمود بقدر حاجته
إلى رعب السوريين من المخابرات
السورية كرر بشار في خطابه الأخير في مجلس الشعب
في ثلاثين آذار خمسة عشر مرة
كلمة فتنة و التي على إكتشاف
بوادرها من خلال سلوك و شعارات
المتظاهرين .و الأسوء منه
إتهامه إياهم بالمؤامرة و قد
إستخدم هذا المسمى خمس مرات
ملوحا إلى الحرب الطائفية و هذا كلام مثير للقلق ، يذكرنا كثيرا بما
كتب في جريدة البعث الرسمية سنة
1979 في إفتتاحيتها بأن التحقيقات
فيما يخص تفجيرات حلب بينت أن
هناك مؤامرة صهيونية إمبريالية
بمساعدة عملائهم في الداخل كي
تنشر بذور الفتنة الطائفية و
لتحطيم مقاومة الشعب و تصفية
القضية الفلسطينية و ختمت
الصحيفة بقولها و نتمنى أن تكون
غير صادقة ( الطريقة الوحيدة
لإستمرار المعركة هي
بإستئصالهم من الجذور)و نعلم ما
حدث بعد ذلك إذا أرادت المجموعة الدولية مساعدة
السوريين لإستعادة حرياتهم و
حقوقهم التي حرموا منها منذ
وصول حزب البعث إلى السلطة و
الإعلان المتزامن لحالة
الطوارئ عليها أن تشجع
المتظاهرين بالإستمرار
بالتظاهرات السلمية و الثبات
على الوحدة الوطنية و عليها
أيضا أن تظهر للنظام أن لعبته
باتت مكشوفة و عليها أن تحمله
مسؤولية التحريض على تحويل
التغيير السلمي إلى حرب أهلية ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |