ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إيقاف
ثورة سورية مقابلة
مع: جوشوا لانديز، مدير (المركز
لدراسات الشرق الأوسط)، جامعة
أوكلاهوما أجرى
المقابلة: بيرنارد جورتزمان،
مستشار محرر المجلس
للعلاقات الخارجية. 29آذار،
2011 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي الرئيس
السوري بشار الأسد مخطط له ان
يتحدث هذا الأسبوع كرد منه على
التظاهرات الأخيرة وربما يقوم
بإبطال قوانين طوارئ سورية، والحكومة
السورية المقالة (الجزيرة)،
مما يخلق أسئلة عما إذا كانت
حكومة الأسد يمكن أن تلاقي
المصير نفسه الذي لاقته تلك
الحكومات في كل من تونس ومصر.
ولكن جوشوا
لانديز، مدير (المركز لدراسات
الشرق الأوسط ) في جامعة
أوكلاهوما، يقول أن التظاهرات
"لم تجتذب زخما بعد." يقول
لانديز أن التظاهرات كانت
محصورة إلى درجة كبيرة في جنوب
سورية، في المنطقة التي تم
إفقارها حول درعا... والتي تم
إجهادها للغاية بارتفاع أسعار
السلع... وأنها (التظاهرات) لم
تكن كبيرة بما يكفي للتغلب على
القوى الأمنية كما حدث في مصر.يقول
لانديز أن التحالف يبدو أنه
متماسك ما بين القيادة العلوية
التي تدير القوى السياسية
والأمنية تحت (قيادة) الأسد وبين
غالبية الشعب من السنة الذين
يسيطرون على حياة البلاد
الاقتصادية والثقافية. كما أنه
يلاحظ أن السعودية العربية قد
وضحت دعمها لنظام الأسد. "إن
من المبكر للغاية القول بشكل
حاسم، ولكن من الممكن جدا أن
تتوقف رياح التغيير التي كانت
تجتاح العالم العربي في سورية،"
يقول لانديز. في
الأسبوع الفائت قمت بالكتابة
على مدونتك بأن نظام البعث في
سورية والذي يقوده الرئيس الأسد
كان على وشك الاستسلام. كيف
ترى الوضع الآن؟ لقد كان
ال25 من آذار يوما كبيرا
للمعارضة؛ لقد كان يوم صلاة (الجمعة)،
معارضة
النظام كانت تطالب كل شخص
بالذهاب إلى المساجد، والتجمع
والخروج للمطالبة بالتغيير
والحرية.عموما فإن هذه
التظاهرات لم تنتشر إلى المدن،
ولم تنتشر فعلا إلى ما وراء درعا
في الجنوب.
لقد كانت هناك تظاهرات معزولة
عبر سورية، ولكن أيا منهن لم تكن
كبيرة بما يكفي للتغلب على
القوة الأمنية كما رأيناه يحدث
في مصر. الزخم لم يتم اجتذابه
بعد. ما يزال
من المبكر للغاية القول بشكل
حاسم، ولكن من الممكن جدا أن
رياح التغيير التي كانت تجتاح
العالم العربي ستتوقف في سورية. في دمشق،
استنتجت أنه لم تحدث هناك
تظاهرات هامة فعلا. لقد كان
هناك عدد من التظاهرات الصغيرة
التي لم تستمر لفترة طويلة. مئات
الناس، وربما ألف على الأكثر.
حتى تنجح الثورة يتوجب على
النخبة السنية في سورية أن
تتخلى عن تحالفها مع القيادة
العلوية في البلاد. تتم قيادة
الحكومة السورية من قبل أسرة
الأسد، والتي هي أسرة علوية،
وذلك منذ أن قام حافظ أسد، والد
الرئيس الحالي بشار الأسد،
بقيادة انقلاب في 1970. أخبرنا
عن هذه الأسرة. أسرة
الأسد من جبال العلويين على
الساحل السوري ما بين لبنان
وتركية. العلويون هم جماعة
طائفية، فرع من الإسلام الشيعي.
إنهم أقلية مركزة ويشكلون حوالي
12% من الشعب السوري. على
العموم، فإن هذه التظاهرات لم
تنتشر إلى المدن وهي لم تنتشر
حقا إلى ما وراء درعا في الجنوب. كيف
استولوا على السلطة واحتفظوا
بها طوال هذه السنوات؟ بطرق
عديدة، ما تزال سورية انعكاسا
للشرق الأوسط ما بعد الفترة
الاستعمارية. فعندما قامت فرنسا
باحتلال سورية في عام 1920
باعتبارها منتدبة من عصبة
الأمم، حيث قاموا بحكمها حتى 1946،
واجهوا رد فعل معاد من العرب
القوميين والذي قاده السنيون في
سورية. بغية
محاربة الحركة القومية، قاموا
ببناء جيش محلي والذي شكلوه من
الأقليات السورية والسوريين
الريفيين من أماكن مثل درعا.
عندما خرج الفرنسيون، تمت
مجابهة النخبة السنية بجيش
ورثوه عن الفرنسيين وهو ذو
تكوين مختلف للغاية دينيا
وطبقيا عن الزعماء السياسيين
الذين كانوا يقودون الكتلة
القومية في سورية. لم يمض وقت
طويل قبل أن يطرد قادة الجيش
الطبقة العليا السنية ويستولوا
هم على السلطة.لقد كان ذلك
متزامنا مع الناصرية [في مصر]
ومع صعود القومية العربية عبر
المنطقة، مما وضع الشرق الأوسط
بأسره في حالة تحفز ثوري.
لقد كانت
هناك فترة طويلة من عدم
الاستقرار ما إن استولى الجيش (الحكم)،
وذلك بسبب وجود فرز كان يحدث ما
بين الجماعات الطائفية
والإقليمية المختلفة في الجيش.وقد
انتهى العلويون في قمة هذا. فقد
استولى حافظ الأسد على السلطة
في 1970. ووضع أقاربه في السلطة.إننا
نرى النموذج نفسه يتم إعادة
إفرازه عبر الشرق الأوسط، سواء
كان ذلك في أنظمة ملكية أو
جمهورية.العائلة، المنطقة،
والطائفة تقدم الولاء الذي يؤدي
في النهاية إلى الاستقرار
والأمن للأمة. بالطبع إنها تؤدي
إلى السلطوية. لنتحدث عن
بشار أسد. إنه وريث
هذا النظام ولحكم الحزب الواحد
مع جيشه الذي يهيمن عليه
العلويون. بالطبع، يلعب السنيون
دورا مهما للغاية وأمن الحكومة،
واستقرارها قد تم بناؤهما على
هذا التحالف ما بين القوات
الأمنية، والزعماء، ورؤساء
الدولة الذين هم علويون،
والسنيون الذين يسيطرون على
متاريس الاقتصاد. السنيون هم
الزعماء الأخلاقيون والثقافيون
لسورية. وطالما بقيت هاتان
الجماعاتان موحدتان، سيكون من
الصعب للغاية نهوض معارضة. هل هناك
معارضة ظاهرة في سورية؟ هذا هو
السؤال الذي ه هو بمليون دولار.
بطرق عديدة ليس هناك قائد
للمعارضة يتطلع إليه الناس. وكل
سوري يتساءل: ما هو البديل لهذا
النظام؟ إنهم لا يعرفون. ألا يوجد
شيء في سورية يمكن مقارنته بما
حدث في القاهرة، حيث قام الشباب
بقيادة تظاهرات عفوية استطاعت
في النهاية أن تطيح بالرئيس
حسني مبارك؟ لا. في
القاهرة، في ساحة التحرير، كانت
الأعداد استثنائية. آلاف وآلاف
من الناس قد خرجوا إلى هذه
الساحة، وخلال يوم أو يومين
انتشرت الثورة إلى المدن
الإقليمية الكبرى وتم التغلب
على القوات الأمنية في الحكومة
بشكل كاسح.هذا لم يحدث في سورية.ما
رأيناه في الأيام القليلة
الفائتة هو أن الأئمة البارزون
في سورية كانوا يخرجون ليدعوا
إلى التوحد ودعم النظام. لم يخرج
أي من زعماء السنة ذوي
الأغلبية، لا اقتصاديا ولا
ثقافيا، لصالح الثورة. ماذا عن
درعا، هذه المحافظة الصغيرة على
الحدود مع الأردن؟ لماذا كانت
لديهم تظاهرات وإطلاق نار هناك؟ تمثل درعا
العسرالاقتصادي والمعاناة
الكبيرة لعديد من السوريين.
يعيش ما نسبته 32% من السوريين
تحت خط الفقر، حيث يكسبون
دولارين يوميا أو أقل. لقد
أجهد السوريون بارتفاع
أسعار السلع. فالقمح وحده ارتفع
بنسبة تزيد على 100% في السنتين
الفائتتين. وارتفعت أسعار جميع
المواد الغذائية. ويقوم نصف
السوريين بإنفاق 50% من دخلهم على
الطعام وحده. لماذا؟
أليست هذه المنطقة سلة خبز؟ هي كذلك،
ولكن الأسعار في العالم في
ارتفاع وذلك لأن الصينيين
والهنود آخذين في أن يصبحوا
أثرياء، وهم يريدون أكل لحم
البقر وأشياء أخرى مما يؤدي إلى
رفع أسعار هذه السلع. وقد كانت
هناك أنماط مناخية سيئة للغاية
في كل من روسية وأستراليا
وغيرهما مما أدى إلى الإضرار
بإنتاج القمح. ويترافق ارتفاع
أسعار السلع في العالم بأسره مع
جفاف شاق في سورية عبر الأربع
سنوات الفائتة مما دمر محاصيل
القمح، ودرعا هي مركز القمح
السوري في المنطقة. لقد تضررت
هذه المنطقة بشكل سيء من هذا
التراكب في الأحداث. والمثير
للسخرية، أن الأسد قد قام
بإطلاق إصلاحات اقتصادية،
متخليا عن حكم والده الاشتراكي
ومحاولا قيادة البلاد تجاه
أنظمة سوق حرة. وهذا يقوض الكثير
من أنظمة الدعم الإجتماعي.
في يوم
الأحد، قالت وزيرة الخارجية
هيلاري كلينتون أن أعضاء من
الكونغرس والذين ذهبوا إلى
سورية قد قالوا أن بشار الأسد
إصلاحي (سي.بي.إس) وقد قالت هذا
باعتباره أحد الأسباب التي لا
تجعل لدى الولايات المتحدة
مصلحة للتدخل في سورية.
هل تؤيد أنه إصلاحي؟ إنه
إصلاحي من الجهة الاقتصادية
ولكنه ليس إصلاحيا من الجهة
السياسية. يتوقع منه
أن يلقي خطابا وقد يأمر برفع
قانون الطوارئ السوري. هل هذا
مهم؟ أخشى أنه
سيكون إلى حد كبير بلا معنى.
فهناك الكثير من القوانين التي
تستطيع الحكومة
السورية استخدامها لانتهاك
الدستور. هناك
بعض المواد الجيدة للغاية في
الدستور السوري والتي تكفل
الحرية وحقوق الأفراد، وحق
التجمع، وحرية التعبير، ولكنها
قد تم إبطالها بمواد حلت محلها.
لقد كانت قوانين الطوارئ هي فقط
أول هذه المواد في عام 1963 عندما
استلمت ثورة حزب البعث السلطة
واحتاجت إلى الهيمنة على
الدستور. تدعي الحكومة أنها
ستقر قانونا لمكافحة الإرهاب في
الوقت الذي تبطل فيه قانون
الطوارئ.إننا لا نعرف ما الذي
يحتويه قانون مكافحة الإرهاب
هذا، ولكنني لن أتفاجئ إذا ما
كان يسمح ببعض الأمور التي يسمح
بها قانون الطوارئ. ما رأيناه
في الأيام القليلة الماضية أن
الأئمة البارزون في سورية كانوا
يخرجون ويدعون إلى الوحدة
ويدعمون النظام. لم يخرج أي من
زعماء السنة التي تمثل
الأغلبية، لا اقتصاديا ولا
ثقافيا، لصالح الثورة. ماذا حدث
على صعيد العلاقات الأمريكية
السورية؟ لقد كانت
سيئة منذ اجتياح العراق في ال2003.
وقد حاول الرئيس أوباما
الارتباط بسورية، ولكن حتى
تتوصل إلى ارتباط حقيقي مع
سورية سيكون عليك أن تحقق
السلام ما بين إسرائيل وسورية.
وينبغي أن يتم حل قضية مرتفعات
الجولان. إن ذلك يثير قضية
السلام ما بين العرب وإسرائيل
بأكملها، والذي هوحتى الآن كثير
جدا على أوباما. فليس لدى أوباما
لا رغبة الرئيس جورج دبليو. بوش
لضرب سورية، و لا هو يستطيع حل
الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
وأعتقد أنه تجاهل سورية إلى حد
ما. لقد
قام باستخدام صلاحياته كرئيس
للقيام بتعيين في فترة فاصلة
للسفير الجديد روبرت فورد في
سورية الصيف الماضي، والذي هو
هناك على الضد من رغبة العديدين
في الكونغرس. وقد كان هناك وفد
كونغرسي ذهب إلى سورية منذ بضعة
أسابيع، قبل أن تبدأ المظاهرات
مباشرة. وفق جميع الروايات كان
لديهم اجتماع طويل مع الأسد
وكانوا متأثرين. مما لا شك فيه،
أن تعليق كلينتون ينبع من هذا
التقرير الذي قدمه الوفد. هل وقفت
الدول العربية خلف الأسد في
فترة الاضطراب الأخيرة؟ قد فعلوا
بمعنى ما. لقد خرجت السعودية
العربية بالأمس وقالت أن ملك
السعودية العربية اتصل بالأسد
ومنحه دعم السعودية العربية في
وجه "المؤامرات" التي
تواجهها سورية في محاولة لتقويض
أمنها. هذه هي
رواية السعودية العربية عن
المكالمة الهاتفية؟ هذه هي
الرواية السعودية؛ لقد كانت في
صحيفة سعودية. لقد دعم بشار
الأسد السعوديين في اجراءهم
الصارم لدعم البحرين. لقد كانت
هناك بعض الاحتكاكات المتبادلة
الجارية. عادة، فإن
علاقات السعودية العربية مع
سورية متوترة إلى حد ما؟ لقد كانت
متوترة إلى أن وضع الجانبان
لبنان خلفهم. بعد وصول أوباما
إلى السلطة، مضت السعودية
العربية وسورية في إصلاح
علاقاتهما.لقد كانت لديهم
علاقات متوترة أحيانا، ولكن كان
لديهم تفاهم مؤخرا بأنهم لا
يريدون لخلافاتهم في لبنان أن
تعوق التعاون في قضايا مثل
العراق والدعم المشترك في قضايا
مثل اليمن. لقد كانت السعودية
العربية تتطلع إلى الدعم في
الوضع اليمني ضد إيران، وقد
حصلوا عليه.منذ عامين، خرج بشار
وأدل بتصريح بأنه لا ينبغي أن
يكون هناك تدخل أجنبي في اليمن،
مع ثورة الحوثيين في شمال
اليمن، وكان يعني بذلك أن على
إيران أن لا تحشر انفها في اليمن.
لقد حثته السعودية العربية على
الإدلاء بالتصريح، وقد أعطوه
إياه. إن هذا قد أسس أرضية عمل
للتقارب السعودي ـ السوري. لقد كانت
متوترة إلى أن وضعت الاثنتان
لبنان وراء ظهرهما. بعد أنجاء
أوباما إلى السلطة، انصرفت
السعودية العربية وسورية تجاه
إصلاح علاقتهما. لقد كانت ليهما
بعض الأوقات التي كانت
علاقاتهما متوترة فيها،
ولكنهما توصلا إلى تفاهم مؤخرا
بحيث أنهما لا تريدان
لخلافاتهما حول لبنان أن تعوق
التعاون في قضايا مثل العراق
والدعم المشترك في قضايا كاليمن. ماذا عن
لبنان؟ لقد قامت
سورية بإعادة التأكيد على
سلطتها في لبنان إلى درجة كبيرة
مع نجيب ميقاتي [ والذي هو
اختيار حزب الله ، المدعوم من
سورية] والذي تمت تسميته لرئاسة
الوزراء. هو لم يقم بتشكيل حكومة
بعد، لذا ما يزال هناك اختلافات
هامة ما بين حزب الله والأطراف
التي تقف إلى جانب رئيس الوزراء
السابق سعد الحريري. ويمكن أن
تتم مصالحتها أو لا، بناء على
الكيفية التي تأتي بها حصيلة كل
هذا. إذا ما
كانت هناك إذا اتفاقية سعودية
سورية تجاه الوضع الجاري في
لبنان، فإنها قد تمضي
قدما. لقد
بدأ الناس يقولون أن السعودية
العربية قد تحاول الاستفادة من
حالة عدم الاستقرار في سورية
وأنها تمنح الدعم للأسد بغية
الحصول على تنازلات أكبر في
قضية حزب الله، والتي تدعمها
سورية وإيران. إننا لا نعلم على
وجه التأكيد، ولكن لبنان هو
دائما فيشة مساومة ما بين سورية
والسعودية العربية. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |