ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 07/09/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

الأسد لماذا لا يخشى مصير القذافي

عبد حسين

باحث في دراسات الشرق الأوسط

الفينينشال تايمز

23آب 2011

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد استحوذت المشاهد المثيرة في طرابلس فعلا على أولئك المتلهفين لعزل أنظمة حكم استبدادية أخرى. فإذا ما أخذنا بعين الاعتبار إضافة إلى ذلك الوضع غير المستقر في سورية، فإن هناك الآن مغامرة بلحظة خطيرة للانتصار الغربي. وهذا أمر ينبغي مقاومته، خصوصا بالنظر إلى أن احتمالات الإطاحة بالديكتاتور بشار الأسد ضئيلة للغاية.

بعد أشهر من ضبطه لأعصابه، فإن رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما قد خضع الأسبوع الفائت لدعوات من معلقين وقادة معارضة سوريين، وطالب بتنحي السيد  أسد.لقد كان القرار خاطئا. ففي وقت سابق في هذا الأسبوع، قالت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، أنه فيما إذا طالبت الولايات المتحدة برأس الأسد، فما هي الخطوة التالية؟  وفعلا، ما هي الخطوة التالية؟

لقد عشت في سورية لسنتين وما أزال أقوم بزيارتها بانتظام، لذا فإنني أعرف جيدا فقط أن الولايات المتحدة ينظر إليها بعدائية كبيرة. لقد أخبرني المسئولون مرات عديدة، وبشكل صريح، بأن أمريكا في حالة حرب مع العرب والمسلمين ـ وهي رؤية مغروسة كذلك بين قطاع الشعب الأعرض، خصوصا بعد الحرب على العراق.

الدعوات لتغيير النظام ستساعد سورية بالتالي، بينما يتحدى السيد الأسد الولايات المتحدة وهو مرتاح. كما في كل مكان آخر في الشرق الأوسط، فإن تحدي واشنطن هي مسألة قوة وشعبية، كما يظهر في حالة حماس، وحزب الله، وإيران. كل يوم يمر سينظر إليه الآن على أنه إذلال للسيد أوباما، في حين أن المعارضة السورية المتشظية والمشوشة ستدعى بمصداقية أكبر "مخبري الأمريكيين"، أو "عملاء الصهاينة". بالنسبة لشعب معاد بحدة لأمريكا ومعاد لإسرائيل، فإن لوائح كهذه قوية ومدمرة.

لقد كان النظام بربريا في ردة فعله تجاه الناس الشجعان في الشوارع، ولكن علينا أن نكون حذرين في قبول رواية أن سورية بأكملها تطالب بالتغيير. فمدينتي حلب ودمشق وهما كبيرتا المدن تبقيان هادئتين نسبيا، في حين أن الرأي في العواصم الغربية منقاد لتقارير أصدرتها حركات المعارضة، غالبا باستخدام إعلام اجتماعي مشكوك في إمكان الاعتماد عليه.لقد ارتكب الجيش فظاعات عديدة، ولكن مئات من أفراده يبدو أنهم قد قتلوا، كذلك.

في غياب وسائل الإعلام الدولية‘ فإن كون الاحتجاجات جميعها سلمية يبقى أمرا قابلا للجدل. لقد كانت هناك فعلا دعوات لتدخل عسكري من قبل ناشطين في المعارضة السورية في اجتماعات في البيت الأبيض ودائرة الولاية في الولايات المتحدة. ومع ذلك فإن حركات كهذه قد ضللتنا من قبل، كما حين ضلل سياسيون من مثل أحمد شلبي الولايات المتحدة حول الحقائق في العراق. في الحقيقة‘ فإن سقوط نظام السيد أسد هو أقل أحتمالا بكثير من احتمالية سقوط معمر القذافي: فلم يكن هناك أي انتقاضات سياسية أو عسكرية رفيعة المستوى، في الوقت الذي يبقى فيه السيد أسد ذا شعبية نسبيا بين قواد الجيش الكبار، وأئمة المساجد السورية، وزعماء الطبقة الوسطى والتجار.

يعيدنا هذا إلى سؤال "وماذا بعد". إن الأعداد التي يتم قتلها الآن ستبدو ضئيلة مقارنة بحرب أهلية مستقبلية محتملة، إذا ما حدث هناك تشظيات طائفية بشكل متزايد ما بين الطائفة العلوية الحاكمة، وما بين النخبة والنصارى المتمدنين، والغالبية السنية، والأكراد، والدروز وآخرين.لا يوجد هناك مجتمع مدني ليخطط لانتقال سلمي (للسلطة)، في حين أن من الممكن عقلا أن سورية يمكن أن تصبح لبنانا آخر، بأن تكون كأرض معارك بالنيابة عن قوى إقليمية.

هذه المخاطرة توضح بشكل جزئي السبب في بذل تركية حليفة سورية كل هذا الجهد لإيقاف المجزرة، والسبب في عدم انضمام السعودية العربية، وروسية والصين إلى المبادرة الأمريكية. لقد أرادوا جميعا منح الأسد المزيد من الوقت ـ لأنهم أدركوا ضآلة فرصة التخلص منه، ولأنهم يخشون من العنف الذي قد يتبعه فيما لو سقط.

ما يقرب من 90% من صادرات النفط الخام السوري يذهب إلى بلدان اوروبية. وما يقرب من حوالي 3 بليون $ من تجارتها السنوية تدار مع تركية. السعودية العربية قوة إقليمية ذات مصالح خاصة في البلاد، تتمتع روسية وسورية بعلاقات تاريخية كما أن بينهما صفقات أسلحة. إنها هذه الدول التي يجب أن تقف الآن في الصف الأول للإصلاح، مع كون الولايات المتحدة تعمل إلى حد كبير خلف المسرح.

بالنسبة للغرب، فإن اللحظة الأقوى والأكثر تأثيرا في الأشهر الأخيرة جاءت عندما قام سفير الولايات المتحدة روبرت فورد بالسفر إلى حماة، مسرح الاحتجاجات،  ليظهر التضامن وليراقب تحركات النظام لقد أدفأت حركته الهادئة المجتمعات السنية العدائية في العادة في أماكن أخرى في الشرق الأوسط لأمريكا، في الوقت الذي بثت فيه الرعب في قلب الطاغية نفسه.

إن استراتيجيات القوة الناعمة التجديدية كهذه، ستكون ذات مفعول أكبر لمساعدة الديمقراطية  السورية من تصريحات البيت الأبيض المرتفعة الصوت.

الضغط الأكثر قوة على السيد أسد حتى الآن، قد كان مع ذلك، من تغطية قناة الجزيرة العربية، والتي شجعت السوريين على السيطرة على زمام حياتهم.

هذا صحيح بالتأكيد، فأي تغيير طويل الأمد يجب أن يأتي من الداخل. المحزن، أنه في المدى القصير وفي منطقة متغيرة بدرجة كبيرة، يبقى السيد الأسد الخيار الأقل سوءا.

الكاتب باحث كبير في المجلس للعلاقات الخارجية، ومؤلف (الإسلامويون). تجد هذا المقال بأكمله على موقع المجلس للعلاقات الخارجية وذلك بإذن من ناشره الأصلي.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ