ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 02/10/2011


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

ما الذي تغير فعلا في الشرق الأوسط؟

بقلم: مايكل سينغ/معهد واشنطن

22/9/2011

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد طغت الميلودراما السنوية في نيويورك حول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني على الدراما الحقيقية التي تدور رحاها في الشرق الأوسط اليوم. يبدو أن المنطقة قد انقلبت رأسا على عقب : حركات التمرد تأخذ مكانها على امتداد العالم العربي و العلاقات التركية الإسرائيلية تضررت بشكل كبير, ويبدو أن الاضطرابات هي التي تسود حاليا.

مع ذلك, فإن محاولة تحديد ما الذي تغير في المنطقة في ظل الفوضى مهمة صعبة. في بعض الأماكن, مثل لبيبا , فإن التغيير كلي فالقذافي قد خلع و القيادة عبارة عن تجمع اجتمع فيه الجهاديون و البيروقراطيون. في أماكن أخرى, مثل مصر, فإن التغييرات سطحية و مثيرة للقلق, لقد ذهب مبارك, و لكن المجلس العسكري الذي ورثه قام بإعادة فرض قانون الطوارئ و لا زالوا يجرون المدونين و الناشطين إلى المحاكم العسكرية. وفي أماكن أخرى مثل سوريا, فإن تغييرا طفيفا قد حصل, فالمحتجون مصممون على المضي قدما و كذلك النظام.

بالنسبة للمسئولين الغربيين الذين يبحثون عن حماية أو تطوير مصالح بلادهم في الشرق الأوسط فإن فرز التغيرات الطفيفة عن الحقيقية مهمة حيوية. بينما تبقى نتائج الثورات في كل من مصر و ليبيا و سوريا و في أماكن أخرى بعيدة عن اليقين, فإنه من المحتمل تحديد ثلاثة تحولات مهمة و من الممكن أن تستمر في المنطقة. 

أولا, لم يعد هناك أي شك في أن السياسات الداخلية في العالم العربي مهمة. قبل الثورات العربية, فإن الحكمة التي كانت سائدة في الغرب كانت تتمثل في أن فهم السياسة في بلد مثل مصر تعني فهم وجهات النظر و نوايا شخص واحد فقط و هو حسني مبارك. و هو في المقابل قادر على فرض إرادته على البلاد من خلال مزيد من القسر و الانتقائية. الرأي العام و وجهات نظر الجماعات المعارضة كان مهما لمعرفة مواصفاتها و لفهم أعمق للديناميكيات داخل البلد, و لكن لم يكن لها  ذلك التأثير على السياسة المصرية. وجهة النظر هذه كانت محل تساؤل قبلا, و هي خاطئة تماما اليوم. إن هناك الآن تنوع في الجماعات السياسية و مراكز القوى’ و قضايا مثل العلاقات الأمريكية المصرية أو الإسرائيلية المصرية أمور سياسية مهمة رمزا و مضمونا. إن التأثير و الذي يعتبر سياسة أقل توقعا في مصر وليبيا و تونس سوف تتطلب دبلوماسيين و مسئولين لكي يقوموا بعمل مألوف لهم في مناطق مثل أوروبا , ولكنها أعمال غير مألوفة في الشرق الأوسط, و تتمثل في عمل العلاقات خارج قصر الرئاسة و المحيط المباشر, و فهم المصالح و الحوافز و التطلعات لشريحة واسعة من المجتمع. 

ثانيا, الحكومات الجديدة التي سوف تتشكل على امتداد العالم العربي , سوف تكون أكثر عداء للغرب و إسرائيل على الأرجح من تلك التي سبقتها. بحق أو بغير حق, فإن الغرب و الولايات المتحدة بالتحديد مرتبطة بقوة مع الأنظمة القديمة في الشرق الأوسط, و ينظر إليها على أنها شريك في القمع. هذا الأمر بجزء منه يعتبر مشكلة من صنع يدنا, لقد قامت الولايات المتحدة بدعم الدكتاتوريين العرب خلال الحرب الباردة باعتبارهم حواجز ضد التوسع السوفيتي. و عندما سقط الاتحاد السوفيتي , استمرينا في دعم هؤلاء الدكتاتوريين عوضا عن اعتماد الضغط عليهم للإصلاح الديمقراطي. تلك اللحظات, كما حصل في منتصف ال 2000, عندما استخدمت الولايات المتحدة أسلوبا آخر, لم تكن مستمرة, و أدت إلى رفع التوقعات في المنطقة ولكننا تركنا التقدير العام أقل مما بدأنا به. إن صورتنا لم تساعد من خلال سياسة الولايات المتحدة خلال الربيع العربي  , فقد قمنا باختيار أحد الجانبين فقط عندما كانت نتيجة الصراع واضحة عوضا عن التصرف بطريقة داعمة و مؤيدة للديمقراطية. 

إن السلام البارد الذي ساد لفترة طويلة ما بين إسرائيل و جيرانها العرب ساد أيضا على امتداد المنطقة و قد كانت ترتيبا عمل لصالح الأنظمة القمعية. إن إلقاء اللوم فيما يخص عزلة إسرائيل في المنطقة غالبا ما كان يرمى به على القادة الإسرائيليين بسبب فشلهم في صنع السلام مع الفلسطينيين و لكن الحقيقة أكثر تعقيدا. الزعماء المصريون, على سبيل المثال, حافظوا على السلام مع إسرائيل و تمتعوا بالمنافع الإستراتيجية و الاقتصادية المرافقة للسلام. و لكنهم لم يجعلوا قضية السلام مرتبطة بالشعب المصري أبدا. عوضا عن ذلك, فقد وظفوا و بشكل يدعو للسخرية كلا من الخطاب المعادي للسامية و إسرائيل في الإعلام الرسمي كوسيلة (بطريقة غير فعالة) لإبعاد الغضب الشعبي عن القضايا الداخلية.

ثالثا, و الأمر المقلق بشكل أكبر, فإن الشرق الأوسط سوف يكون على الأرجح أكثر خطرا و تقلبا في المستقبل. خلال العقود التي مضت, كان الاستقرار النسبي سائدا, و قد كان متمركزا حول معاهدات السلام العربية الإسرائيلية و العلاقات القريبة ما بين الولايات المتحدة و الدول العربية الرئيسة و تركيا. و لم تكن المنطقة خالية من الصراعات بصورة مطلقة. كما أن كلا من إيران و العراق و جماعات متنوعة أخرى كانوا جميعا يريدون تحدي الأمر الواقع,  وإن كان ذلك دون جدوى إلى حد كبير. الآن, فإنه يبدو أن الولايات المتحدة أقل قدرة أو رغبة على ممارسة النفوذ في المنطقة, و الزعماء و الأنظمة التي كانت تحرس النظام الإقليمي قد ذهبت الآن أو أنها تحت الضغط. لوجود الشعور بالحاجة إلى الفرصة للتصرف بشكل مستقل فإن دولا مثل تركيا و السعودية و إيران تتصرف بطريقة جريئة , و جميعهم مسلحون بشكل جيد و تواقون للزعامة الإقليمية. إن مصر ما إن تستقر قد تنضم للمجموعة. في حين أن الصراع ما بين الدول أمر غير حتمي بأي شكل من الأشكال , فإن خطر حدوث هذا الأمر يتزايد والموانع المحتملة تتدهور بشكل مستمر. وأحد أهم هذه الأمولا هو بحث  إيران  عن السلاح النووي الذي يلوح في الأفق , و الذي قد يحول أي تنافس للحصول على التفوق الإقليمي إلى صراع مضاعف. 

من المحتمل أن هناك مزيدا من التغيرات الجذرية في الشرق الأوسط لم نكشفها لحد الآن, أو أن بعض التحديات سوف تتكشف مع تطور الأمور. مع تكشفها, فإنه من غير المحتمل أن يحقق الربيع العربي أعز آمال صانعي القرار الأمريكان في الديمقراطية أو إبعاد أسوأ مخاوفهم في التطرف, الأكيد على كل حال هو أننا بدأنا الآن  بفهم التغيرات التي تحصل في الشرق الأوسط.

 

What Has Really Changed in the Middle East ?

By Michael Singh

September 22, 2011

The annual melodrama in New York over the Israeli-Palestinian conflict has largely overshadowed the real historic drama that is playing out in the Middle East today. The region seems turned upside-down: rebellions are taking place across the Arab world, Turkish-Israeli relations have dramatically deteriorated, and tumult seems to be the rule.

Nevertheless, trying amid the chaos to determine precisely what has changed in the region is no easy task. In some places, like Libya , the change is total -- Qadhafi is ousted, and leadership has passed to a cobbled-together group comprising both jihadists and bureaucrats. In others, like Egypt , the change is worryingly superficial -- Mubarak is gone, but the military chieftains who have succeeded him have reimposed his draconian "emergency laws" and continue to drag bloggers and activists before military tribunals. In others still, like Syria , little change at all has come -- protests grind on, and so does the regime.

For Western officials looking to protect or advance their countries' interests in the Middle East , sorting the superficial from the fundamental changes is a vital task. While the outcomes of the revolutions in Egypt , Libya , Syria , and elsewhere remain far from certain, it is possible to identify three shifts in the region which are significant and likely to endure.

First, there can no longer be any question that internal politics matter in the Arab world. Before the Arab rebellions, the conventional wisdom in the West was that understanding policy in a country like Egypt meant understanding the views and intentions of essentially one person -- Hosni Mubarak. He in turn was able to impose his will on the country through a mixture of coercion and co-optation. Public opinion and the views of opposition groups were important on their own merits and for understanding the deeper dynamics of the country, but had little actual bearing on Egyptian policy. This point of view was questionable before, and is certainly wrong today. There are now a multiplicity of political groupings and power centers, and issues such as the U.S.-Egyptian or Israeli-Egyptian relationships are political footballs important as much for their symbolism as their substance. Influencing, much less predicting policy in Egypt, Libya, or Tunisia will require diplomats and officials to do something which is second nature to them in places like Europe, but to which they have been unaccustomed in the Middle East -- cultivating relationships beyond the presidential palace and its immediate environs, and understanding the interests, motivations, and aspirations of a broad swath of society.

 

Second, the new governments that spring up around the Arab world will likely be more anti-Western, and anti-Israel, than those they succeeded. Fairly or not, the West and the United States in particular is strongly associated with the old regimes in the Middle East , and thus seen as accomplices in oppression. This is in part a problem of our own making -- the United States supported Arab dictators during the Cold War as foils to Soviet expansionism. When the USSR fell, however, we continued to support those dictators rather than pressing for democratic reform. Those moments, such as the mid-2000s, when the US took a different approach, were not sustained, leading raised expectations in the region to be dashed and leaving our public esteem lower than it began. Our image has not been helped by US policy during the Arab Spring, during which we have been perceived as a fair-weather friend, taking sides only when a conflict's outcome was already clear rather than acting on our pro-democracy proclamations.

The cold peace that has long prevailed between Israel and its Arab neighbors is also perceived throughout the region to have been an unsavory arrangement that worked to the benefit of repressive regimes. The blame for Israel 's isolation in the region is often laid squarely at the feet of Israeli leaders for their perceived failure to make peace with the Palestinians; the reality is more complicated. Egyptian leaders, for example, studiously maintained peace with Israel and enjoyed the strategic and economic benefits accompanying it. But they never made the case to the Egyptian people for this peace. Instead, they cynically employed both anti-Semitic and anti-Israel rhetoric in the official media as a means (ineffective, it turns out) of deflecting public anger from domestic issues.

Third, and most troubling, the Middle East is likely to be a more dangerous and volatile region in the future. For the past several decades, a relatively stable regional order has prevailed, centered around Arab-Israeli peace treaties and close ties between the United States and the major Arab states and Turkey . The region was not conflict-free by any means, and Iran , Iraq , and various transnational groups sought to challenge the status quo, albeit largely unsuccessfully. Now, however, the United States appears less able or willing to exercise influence in the region, and the leaders and regimes who guarded over the regional order are gone or under pressure. Sensing either the need or opportunity to act autonomously, states like Turkey , Saudi Arabia , and Iran are increasingly bold, and all are well-armed and aspire to regional leadership. Egypt , once stabilized, may join this group. While interstate conflict is not inevitable by any means, the risk of it has increased and the potential brakes on it have deteriorated. Looming over all of this is Iran 's quest for a nuclear weapon, which would shift any contest for regional primacy into overdrive.

It is likely that there are more fundamental changes in the Middle East which we have yet to detect, or that some changes will be short-circuited as events unfold. As it unfolds, the Arab Spring is unlikely to fulfill the dearest hopes of U.S. policymakers for democracy or bring to pass their darkest worries of radicalization; it is certain, however, to change the Middle East forever in ways we are only beginning to apprehend.

http://www.washingtoninstitute.org/templateC06.php?CID=1721

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ