ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سوريا:
خلف جدار الخوف, دولة في حالة
انهيار بطيء بقلم:
إيان بلاك/الجارديان 16/1/2012 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي كانا يحتسيان الشاي في أحد مقاهي دمشق
العبقة بالدخان, و قد كان كل من
عدنان و ريما يبدوان شخصين
عاديين بما فيه الكفاية: غير
منزعجين و يمضيان يوما في
نهايته في أحد أكثر المدن توترا
في العالم. و لكن كحال الكثير من غيرهم في العاصمة
السورية, فهما لا يبدوان على
حقيقتهما للوهلة الأولى: في
الوضع الطبيعي هو مهندس حاسوب و
هي محامية, و الآن, هما ناشطان
يعملان بالسر للمساعدة في تنظيم
الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.
إنه عمل خطر. خلال الأشهر العشرة الماضية
قتل آلاف من السوريين – لربما
ضعف العدد الذي تقدمه الأمم
المتحدة و الذي يقدر ب 5000- و ذلك
مع قيام الأسد بالقمع عديم
الرحمة و الذي لا يظهر له أي
نهاية. و لكن معارضيه هم الآخرون
مصرون في المضي إلى النهاية. إن كلا من عدنان و ريما غير قادرين على
العمل أو الاتصال مع عائلاتهم.
إن لديهم هويات مزيفة. إن عدنان
يغير من مظهره بشكل مستمر. لقد
قام للتو بحلاقة لحيته. الأمر
يعمل بشكل جيد؛ إن أحد أصدقائه
الذين يجلسون بقربه لم يتعرف
عليه. إن معظم أصدقائه يعملون على الهرب من
المخابرات. يقول عدنان "لقد
اعتدنا أن يكون الأمر مرعبا, و
لكننا اعتدنا عليه". لقد حطمت
الثورة جدار الخوف. في المدرسة,
كنا مجبرين على محبة الرئيس –
حافظ- أولا. و لم تتحسن الأمور
عندما استلم بشار الحكم. الآن,
كل شيء تغير. لقد شوهت صور الأسد
في كل مكان و نحن متأكدون بأننا
في لحظة ما سوف ننجح في الإطاحة
بالنظام". في ظاهرها, دمشق هادئة. إن خطوط المواجهة
الأكثر دموية للثورة موجودة في
حمص و حماة و إدلب و درعا, و لكن
مظاهر الحالة الطبيعية في
العاصمة خداعة. في الواقع فإن
مظاهر الخوف و الغضب تقبع
مباشرة تحت السطح. وقد قال أحد الأشخاص القياديين للجارديان
"إن دمشق حاسمة لبقاء الأسد, و
لن يسمحوا أبدا بوجود ميدان
التحرير هنا. إذا سقطت دمشق, فكل
شيء يكون قد انتهى". إن مظاهرات عارمة تنظم من قبل التنسيقيات
, و هي لجان تنسيق محلية تعقد
غالبا في المساء في العديد من
الضواحي, و دائما يوم الجمعة.
حتى في المركز, فإن المظاهرات
الطيارة تستغرق عدة دقائق و من
ثم تختفي قبل أن تأتي قوات الأمن,
و أسوأها ما يطلق عليه الشبيحة و
هم يرتدون زي الجيش و سترات
جلدية سوداء و يرابطون في
تقاطعات الشوارع و الميادين
العامة. المتظاهرون أذكياء: في إحدى الحالات, خلق
سائقون متطوعون أزمة سير حول خط
الحجاز الحديدي من أجل خلق
مساحة يمكن من خلالها تنظيم
مظاهرة سريعة. إن الإبداع و السرية أمور حاسمة. في أول
يوم في رمضان, صدحت مكبرات صوت
في منطقة عرنوس المكتظة بأغنية
"يالله ارحل يا بشار" و
التي كتبها إبراهيم القاشوش,
الذي قتل بعد أن أداها في حماة.
وقد قام قاتله بجز حنجرته و
اقتلاع حباله الصوتية.
يقول أحد سكان دمشق ممن سمعوا الأغنية "في
البداية, كان الناس خائفين" و
لكن عندما شغلت في المرة
الثانية شعروا بالراحة. "و في
المرة الثالثة , شرعوا في الضحك".
لقد تم وضع مكبرات الصوت في مكان مرتفع
محاط بالزيت من أجل جعل الوصول
إليها و إسكاتها أمرا صعبا. إن هذه التكتيكات فعالة و لكنها خطرة: أحد
الناشطين بدأ بتشغيل الأغنية في
تكسي و لكن السائق كان عنصرا من
المخابرات قام بتسليم الناشط
إلى المخابرات. جواد, و هو
مختص في الكمبيوتر منخرط في
إحدى هذه المجموعات, و قد اعتقل
لمدة شهرين و تعرض للضرب بشكل
متكرر من أجل إجباره على
الإدلاء بأسماء زملائه. كما أن هناك أعمالا غير عنيفة أخرى كان
لها رمزية قوية : في أغسطس تم سكب
صبغة حمراء اللون في نافورة
السبع بحرات وسط مدينة دمشق. كما
تم نشر شموع عليها ربطات سوداء
من أجل التذكير بغياث مطر, و هو
الشهير بتقديم الورود لعناصر
الجيش , و قد تعرض غياث للتعذيب و
تم قتله في شهر سبتمبر الماضي. تقول سلمى و هي عاملة في مجال حقوق
الإنسان "إن الناس يخاطرون
بحياتهم هنا, و لكن في إدلب و حمص
فإن المسألة مسألة حياة أو موت,
و هذا الأمر لا ينطبق على الوضع
في دمشق". و لكن هناك أشخاص لا يصدقون ما الذي
يتجرؤون على
فعله. يقول بسام وهو يعمل في
شركة صناعية و في العشرينات من
عمره ضاحكا
"أنظر لنا, إننا نستخدم أسماء
مستعارة و نقود في الطرق
البعيدة من أجل تفادي نقاط
تفتيش الشرطة. أول مرة شاركت
فيها في مظاهرة, كان الأمر مخيفا,
ولكن الأمر مبهج الآن". لا أحد يعتقد أن الثورة سوف يكون لها
نهاية سعيدة في أي وقت قريب.
الخطاب الذي ألقاه الأسد
الأسبوع الماضي تمت رؤيته على
أنه إعلان حرب, و تصميم على حشد
المؤيدين. في البث الحي على
تلفزيون الدولة بدت الحشود
كبيرة, و لكن في الواقع, و في
لقطة غير رسمية تم تسريبها ظهر
أن هناك ما لا يزيد عن بضعة مئات
من الأشخاص في ساحة الأمويين. إن دمشق محاصرة من قبل الفرقة الرابعة من
الجيش, و التي يقودها شقيق
الرئيس ماهر. كما أن المباني
الحكومية محمية بحواجز
لحمياتها من الانفجارات. الطرق
قرب القصر الرئاسي و وزارة
الدفاع مغلقة. في مبنى أمن
الدولة في كفرسوسة و هناك حرس
يحملون بنادق رشاشة و هم يطلون
من مرابض أكياس الرمل. و قد كان هناك قبل يومين من الاحتفال
بالميلاد تفجيرين انتحاريين
أديا إلى مقتل 44 شخصا و تم إلقاء
اللوم فيهما (بعد عشرين دقيقة من
الانفجار) على القاعدة, و هو
تذكير بالرواية الرسمية التي لا
تتغير بأن سوريا تواجه عصابات
إرهابية مسلحة, و ليس مظاهرات
شعبية عارمة أصبحت رمزا للربيع
العربي. في 6 يناير, ضرب الإرهابيون مرة أخرى. في
منطقة الميدان , و هي معقل
للمعارضة فقد كان هناك ما بدا
للوهلة الأولى على الأقل هجوما
آخر كالهجوم الأول أدى إلى مقتل
26 شخص. و لكن التفاصيل الأساسية
لا زالت ملتبسة. السكان المحليون يتحدثون عن منطقة تمت
إحاطتها بالشرطة قبل يوم من
الحادث. و قد لاحظ الكثيرون الرد
السريع و الملحوظ من قبل
الإعلام السوري و أجهزة الطوارئ.
و الحشود التي تجمعت بشكل سريع,
و الذين لم يكونوا من سكان
المنطقة, و الذين هتفوا بشعارات
موالية للأسد أمام الصحفيين
الذين تم جمعهم من قبل وزارة
الإعلام. إن الشكوك بأن الحدث
كان عملا مدبرا تبدو معقولة,
عوضا عن إلصاق الأمر بنظرية
المؤامرة. أبو محمد و هو سائق تكسي ثرثار ينتمي إلى
الطائفة السنية, ليس لديه أدنى
شك في الموضوع. "لقد كانت
مسرحية صرفة, كل الأمور مفبركة,
و الفكرة هي لتخويف الناس في
دمشق". نادر و هو صاحب متجر
كان أكثر فظاظة حين قال "الحكومة
تعرف أن السوريين لا يصدقونها. و
لكنهم يعتمدون على الناس
الخائفين من كسر جدار الصمت".
حسن عبد العظيم و هو رئيس لجنة التنسيق
الوطنية و الذي يتهم عادة بأنه
مقرب من النظام, يقول أن لديه
"شكوكا جدية" بشأن الرواية
الرسمية. في 11 يناير, ترك مقتل الصحفي الفرنسي جيل
جاكيه بقذائف المورتر خلال رحلة
منظمة من قبل الحكومة إلى حمص
أسئلة مربكة ليس لها جواب. هل
كانت رسالة تحذير إلى الإعلام
الدولي؟ الاستثنائي حول كل هذه
الأحداث هو فرضية العديد من
السوريين بأن النظام يمكن أن
يتصرف بهذه الطريقة الإجرامية
بشكل مزدوج. يقول شخص آخر مناهض
للأسد "ليس لدى أي شخص أية
أوهام, الناس يعتقدون أن النظام
يمكن أن يقوم بأي شيء. و ليس هناك
خطوط حمراء". مناصرو الرئيس
يرون الأمور بطريقة مختلفة
تماما. رواية النظام حول
المؤامرة الكبرى و المنخرط فيها
الولايات المتحدة و الغرب و
إسرائيل و عملاء العرب الرجعيين
بقيادة قطر تضخ يوميا من قبل
إعلام الدولة. و هي تذاع بشكل
أكثر عدائية على قناة الدنيا و
هي قناة تلفزيونية يمتلكها صهر
ماهر الأسد الثري. فوق الجميع
تنتقد الدنيا قطر التي تبث من
أراضيها قناة الجزيرة و التي
تشجع الثورات العربية حيث تقول
بأن الجزيرة تقوم بفبركة
مظاهرات في أستوديو يشابه المدن
السورية. في خطابه أشار الرئيس
إلى 60 قناة تلفزيونية كجزء من
المؤامرة الكبرى. يبدو أن الكذبات الكبرى تحرز نجاحا. يقول سائق تكسي ينتمي إلى
الطائفة العلوية "أمير قطر
يهودي , وهو أسوأ من اليهود, ليس
هناك مظاهرات في سوريا, أو أن
الأشخاص الذين يخرجون هم من
يدفع لهم فقط, و العصابات
الإرهابية". ليس من الغريب أن
العديد من السوريين يهاجمون
الصحافيين الأجانب القلائل
الذين يسمح لهم بالدخول إلى
البلاد و يطالبونهم بقول
الحقيقة. الموالون للنظام و الذين يتحدثون للإعلام
العالمي يدعون أنهم يدعمون
الإصلاح السياسي و الحوار مع
المعارضة السلمية: هؤلاء
الأشخاص هم من مثل مستشارة
الرئيس بثينة شعبان و جهاد
مقدسي مدير الإعلام في وزارة
الخارجية, و هو منخرط في جدل على
التويتر مع مؤيدي الانتفاضة. و
هو يحذر بأن سقوط الأسد سوف يؤدي
إلى نتائج وخيمة. و لكن رؤساء للأجهزة الأمنية السورية
القوية, الذين لا يظهرون لتقديم
تقارير أو إجراء مقابلات,
يركزون على الخطر المحدق الذي
يفرضه المتطرفون السلفيون أو
القاعدة, و هم نفس "المقاتلين
الأجانب" الذين اعتادت
المخابرات على مساعدتهم للعبور
إلى العراق من أجل مقاتلة
الأمريكان. هناك صور مرعبة تظهر
جثث مشوهة عيونها مفقوءة يتم
إظهارها كدليل على همجية هؤلاء
الإرهابيين. مؤيدو المعارضة لا
يدعون أن مثل هذا الرعب مزيف و
لكنهم يصرون على أن النظام
يتحمل المسئولية عن العنف
الحالي. يقول أحد رجال الأعمال
السوريين المحبطين "بالنسبة
لرجال الأمن السوريين, الحل
يتمثل الآن في القتل حتى ينتهي
الأمر و الانتظار حتى يحدث
تغيير ما في موقف الغرب". كما أن مؤيدي الأسد يتهمون المعارضة
بالسذاجة و نسيان ما حدث في
بداية الثمانينات, عندما اجتاحت
موجة من الاغتيالات و التفجيرات
على يد الإخوان المسلمين
المتواجدين في مدينة حماة , و
التي قامت فيها قوات الأمن بقتل
20000 مواطن على الأقل. و لكن الأمر
كان قبل 30 سنة: مثل هذه الوحشية
في الحل الأمني تبدو صعبة
التكرار في عصر اليوتيوب, و من
غير المحتمل أن تنجح في إيقاف
الانتفاضة. كما أن الطائفية تطل برأسها القبيح, مع
إلقاء المعارضة اللوم على
النظام في إذكاء الطائفية ما
بين العلويين الذين يسيطرون على
أجهزة الأمن و الغالبية السنية. في المناخ الحالي, الأمر في غاية السهولة.
مضر و هو شاب علوي لديه اتصالات
قوية مع النظام يحدث عن ابن عمه
المجند في الجيش و الذي قتل و
تعرض للتشويه, و من ثم يعرض مقطع
فيديو يظهر فيه رجل ملتح قبالة
رأس الضحية التي تقوم بالصراخ.
في منطقة قريبة من المسجد الأموي, تقوم
امرأة علوية بزيارة صديقة سنية
و تقول بأنها لا تجرؤ على
استقلال سيارة تكسي إلى البيت
بسبب أن السائق السني قد يقوم
بخطفها و يقوم ببيعها لكي تقتل. الشكاوي التي تثير القلق منتشرة في
البلاد. في الربيع الماضي, طالبت
مجموعة من وجهاء العلويين الأسد
بالاعتذار عن القمع و أن يتبع
أسلوبا حقيقيا و أصيلا عوضا عن
الإصلاحات الشكلية. و قد حذر
زعماء معارضون مخضرمون بأن "العلويين
يشعرون بأن مصيرهم مرتبط بعائلة
الأسد, و هذا الأمر خطير جدا". الضغوط تزداد بشكل مضطرد بدون شك. تفيد
تقارير بأن رجال الأعمال
العلويين يقومون برشوة
المخابرات من أجل منع إطلاق
موظفيهم للمشاركة في المظاهرات
الموالية للنظام. فدوى سليمان,
وهي ممثلة علوية, حازت على
الكثير من الإعجاب عندما خرجت
لتأييد الانتفاضة. و لكنها
تعرضت للنقد من قبل أخيها على
شاشة التلفاز. المسيحيون, و هم موالون تقليديون, قلقون
أيضا, خصوصا فيما يتعلق
بالعناصر السلفية في الانتفاضة,
و الكنائس تثبت الدعم الشعبي
للأسد. بالنسبة للبعض, و على
الرغم من أن الأمور تبدو مختلطة
عندما تم تعيين داوود راجحة وهو
أرثوذكسي يوناني في منصب قائد
الجيش , إلا أنها قد تكون محاولة
لضمان دعم المجتمع المسيحي. إشارة أخرى على أزمة سوريا العميقة هي أن
الدولة لم تعد تعمل كما يجب.
يقول أحد الأشخاص "إنها
تتهاوى بصورة بطيئة".
رؤساء الأجهزة الأمنية
يخشون من موضوع الرشاوى التي
تطلب من أجل إطلاق سراح
المعتقلين. نصف الأسلحة التي
يمتلكها المتمردون يقدر بأنها
اشتريت من قبل أشخاص من الجيش
بينما ينظر رجال الجمارك في
الاتجاه الآخر عندما تمر
شحنة أسلحة من لبنان. كما أن
شائعات تدور بأن فروع أمنية
مختلفة من المخابرات تقوم
بإطلاق النار على بعضها البعض
في عمليات سرية.
ويقال بأن مسئولين يقومون
بتدمير وثائق مسجلة حول دفعات
تمت الموافقة عليها من خلال
مكالمات هاتفية من قصر الرئيس. كما أن محنة الاقتصاد السوري قد تعمقت
خلال الأسابيع القليلة الماضية.
قطع الكهرباء لعدة ساعات في
اليوم أصبح أمرا اعتياديا.
المحال التجارية في شوارع دمشق
تعتمد على المولدات الكهربائية
على الأرصفة. هناك نقص حاد في
البنزين , و يعود ذلك بجزء منه
إلى الاستخدام المفرط لهذه
المادة من قبل الأجهزة الأمنية,
كما أن أسعار غاز الطبخ و
التدفئة قد ارتفع بشكل كبير. النكتة التالية توضح بعض الأمور:
أبو فلان يشتري دجاجة
للغداء. يطلب من
زوجته شويها و لكنها تقول:
آسفة, ليس هناك غاز. فيرد عليها
"معليش" دعينا ننتفها و
نضعها في الميكرويف و لكن زوجته
ترد " آسفة, ليس هناك كهرباء".
هنا تعود الدجاجة بمعجزة إلى
الحياة و تهتف : " الله سوريا
بشار وبس". هذا الشعار مستعار بالأصل من ليبيا, حيث
تشير الدعاية إلى حاجة الشعب
بعد الله و الوطن إلى معمر
القذافي – حتى خلعه و مقتله.
إنها فأل سيئ بالنسبة للأسد . لقد كان الرئيس سخيفا عندما بارك نوعية
الزيت و القمح السوري في خطابه
الأخير – في إشارة منه إلى حالة
الاكتفاء الذاتي. حتى لو تذمر
الناس العاديون فإن التوقعات
بالنسبة للاقتصاد الكلي قاتمة.
الاستثمار الخارجي و السياحة
انهارتا. الفنادق فارغة . عقوبات
الولايات المتحدة أغلقت معظم
الحوالات المالية الدولية. كما
أن الاتحاد الأوروبي أوقف
مشتريات النفط. بطاقات الائتمان
لم يعد من الممكن استخدامها. و
قيمة الليرة السورية تتراجع
بشكل حاد. إن النظام يدرك المخاطر المحدقة و لكن
مساحة المناورة تتلاشى أمامه
شيئا فشيئا: عندما قام بمنع
الواردات الكمالية في شهر
نوفمبر, احتج رجال الأعمال
السنة. و قد تم إلغاء هذا القرار
بعد أيام قليلة. و من ثم ليس من المستغرب , أن تؤدي هذه
الأمور إلى وجود تقارير من
الأطباء عن زيادة حالات النوبات
القلبية و ارتفاع ضغط الدم و
غيرها من الأعراض المرتبطة
بالتوتر . كما أن الصيادلة
يقومون بتداول نشط على مضادات
الاكتئاب . قبل سنتين قامت
الحكومة السورية بمنع التدخين
في الأماكن العامة, و لكن مكاتب
الحكومة و المقاهي و المطاعم لا
زالت تشهد سحبا من الدخان. كما
أن نسبة الشرب قد زادت فيما بين
الناس. يقول أحد الأًصدقاء و هو
يضحك "يقول لك الأطباء أن
تذهب لتشاهد بعض الأفلام
المصرية السخيفة – كل شيء عدا
الأخبار". لدى العديد من الأشخاص خبرة أولية في
أجهزة القمع الذي تمارسه الدولة,
و يصفون تفاصيل الزنازين تحت
الأرض و عمليات الضرب و التعذيب.
أصبح من المعروف أن مستشاري
الأمن الإيرانيين يقدمون
خبراتهم الشريرة في مراقبة
الاتصالات و مكافحة الشغب. إن
دمشق تبدو
مثل طهران عام 2009 خلال
الاحتجاجات التي شهدتها بسبب
الانتخابات الرئاسية.
يقول الاقتصادي رجا عبد الكريم "الأشخاص
الذين يعتقلون ليس لديهم صفحات
على الفيس بوك. إن أثر المظاهرات
و عمليات القتل أكبر بكثير من أن
يقوم شخص مثلي بالتعليق عليها
" أبو أحمد و هو رجل في منتصف العمر أقيل من
وظيفته الحكومية بكى و هو يصف
وجوده في جنازة في الميدان و هي
المنطقة التي حدث فيها آخر
تفجير انتحاري حيث كان مع زوجته
و أطفاله عندما بدأ الشبيحة
بإطلاق النار. إن إعلام الدولة لا يقوم إلا بنقل صور
شهداء الأجهزة الأمنية و مؤيدي
النظام. إن الجثث تعود إلى
عائلاتها و هي تحمل علامات
تعذيب لا يمكن إخطاؤها. و قد كتبت الناشطة رزان زيتونة على
التوتير "لربما كان أسوأ خرق
لحقوق الإنسان يرتكبه النظام ضد
الشعب السوري هو أنه لا يوجد وقت
لرثاء كل شهيد على حدة , لا وقت
للحزن على الشهداء". إن عناصر من المعارضة المناهضة للأسد
ليسوا مرتاحين لعملية العسكرة
التي تشهدها الثورة التي بدأت
سلمية و التي استلهمت أفكارها
من تونس و مصر و ليبيا. إن
التوقعات هو أن العنف سوف
يتزايد مع تزايد حجم الجيش
السوري الحر بسبب تزايد حالات
الانشقاق داخل الجيش. يقول أحد
الدبلوماسيين الغربيين "إذا
واصلت إطلاق النار على الناس
لعدة شهور, لا يمكن أن تتفاجأ
عندما يردون بإطلاق النار عليك".
على كل الأحوال فإن الانقسامات تتعمق في
سوريا. يقول بدر و هو محاضر "لمدة
10 شهور, فإن ملايين الناس كانوا
في المنتصف, لكن الأسد لم يبق
لنا أي خيار". نكتة أخرى توضح الصورة بشكل أفضل : لقد تم
إخبار المواطنين بأن عليهم أن
لايرتدوا الملابس الرمادية بعد
الآن, المسموح لهم هو الأبيض أو
الأسود فقط. لا يمكن لأحد أن يتوقع بدقة كم ستطول
الانتفاضة. من جهة المعارضة, فإن
التفاؤل محدود بسبب الإدراك
بأنه على المدى القصير فإن
توازن القوى ليس في صالحهم و ليس
من المتوقع أن يحدث أي تغيير
سريع , باستثناء حصول تدخل عسكري
أجنبي على غرار ما حصل في ليبيا
وهو أمر غير متوقع من قبل
الكثيرين. يعلق أحد مناصري
الثورة على تويتر قائلا "مستقبلنا
في يدنا , أو لن يكون لنا مستقبل".
لؤي حسين وهو كاتب و مثقف علوي مستقل يقول
إن الحل السياسي فقط هو الذي
يمكن أن يسقط النظام. "الأزمة
تسير إلى طريق
مسدود , جميع المؤشرات تشير إلى
أننا سائرون إلى حرب أهلية
مفتوحة, الأسد لا زال يمتلك
الكثير من الدعم. إن الأمر ليس
مجرد قمع فقط". الاقتصادي عبد الكريم يأخذ نظرة أبعد :"
ليس لدي شك في أن النظام سوف
يسقط. المشكلة في أنه كل ما زاد
المدى الزمني كلما أصبح
الإسلاميون أكثر قوة. أولئك
الذين يدعمون العنف سوف يكسبون
أرضية أكبر. إن الأمر يتعلق
بالوقت و الكلفة: إن الوقت يضيق
ولكن الثمن يزداد كلفة". منى غانم من حركة بناء الدولة السورية و
هي إحدى المنظمات المستقلة غير
الحكومية القليلة تتفق مع هذا
التحليل المظلم
و تقول :"إننا سعداء بأن
هناك تغيير, لقد كنا نعتقد أن
التغيير لن يأتي إلى سوريا أبدا.
و لكننا نخشى من الكلفة
المترتبة على هذا التغيير". *الأسماء في هذا المقال تعرضت للتغيير. Despite
the superficial calm in •
Ian
Black in Damascus •
guardian.co.uk,
Monday 16 January 2012 17.30 GMT •
Article
history Members
of the Free Syrian Army demonstrate against Bashar
al-Assad near Idlib. Photograph: Handout/Reuters Sipping
tea in a smoky But
like much else in the Syrian capital, they are not what
they first seem: normally, he is a software engineer and
she a lawyer; now, they are underground activists
helping organise the uprising against PresidentBashar
al-Assad. It
is dangerous work. Over the past 10 months, thousands of
Syrians have been killed – perhaps twice the 5,000
figure given by the UN – as Assad has pursued a
ruthless crackdown that shows no sign of ending. But his
opponents are equally determined to carry on. Adnan
and Rima are unable to work or contact their families.
They have false identities. Adnan changes his appearance
regularly. He has just shaved off his beard. It clearly
works: a friend at a nearby table fails to recognise him. Most
of their friends are on the run from the mukhabarat
secret police. "It used to be scary but we've got
used to it," said Adnan. The revolution destroyed
the wall of fear. At school, we were taught to love the
president – Hafez – first. And it didn't get any
better when Bashar took over. Now, everything has
changed. Assad's picture is defaced everywhere and we
are certain that at some point we will topple the regime." On
the face of it, "Damascus
is crucial to the survival of the Assad regime," a
leading opposition figure told the Guardian. "They
will never allow a Large
protests organised by the tansiqiyat, local
co-ordination committees, are held almost nightly in
many suburbs, and always on Fridays. Even in the centre,
daytime "flash" demonstrations last for a few
minutes and disappear before they are pounced on by
security forces, the worst of whom are shabiha louts in
army trousers and leather jackets who loiter at
junctions and squares. The
demonstrators are ingenious: in one case, volunteer
drivers created traffic jams all around the old Hijaz
railway station to create a space in which a brief but
eyecatching protest could be held. Creativity
and secrecy are crucial. On the first day of Ramadan,
loudspeakers concealed in the busy shopping area of "At
first, people were frightened," said one Damascus
resident who had heard the song. But when it was played
for a second time, they relaxed. "By the third
time, they were laughing," he said. The
speakers were positioned on a roof and the area around
them was smeared with oil to make it harder to silence
them. The
tactics are effective but risky: one activist
accidentally started playing a tape of the song in a
taxi but the driver turned out to be a mukhabarat agent,
who handed him in. Jawad, a computer scientist involved
in one of these groups, was held for two months and
beaten repeatedly to try to make him betray the names of
his friends. Other
nonviolent acts have been stunningly symbolic: in August
blood-red dye was poured into the fountain outside the
central bank in "People
are taking risks here," said Salma, a human rights
worker. "But in Idlib and Still,
some cannot quite believe what they are daring to do.
"Look at us," laughed Bassam, a manufacturer
in his 20s. "Using false names and driving around
to avoid police checkpoints. The first time I went to a
demonstration, it was frightening. Now it's exhilarating." Yet
no one thinks the revolution will have a happy end any
time soon. Last week's speech by Assad was seen as a
declaration of war, designed to rally his supporters. In
the live broadcast on state TV, the crowd looked
enormous; in fact, a leaked unofficial shot suggested
there were probably no more than a few thousand people
in It
was there, two days before a cheerless Christmas, that
twin suicide bombings killed 44 people and were blamed
(20 minutes after the blasts) on al-Qaida – a reminder
of the unrelenting official narrative that Syriafaces
only "armed terrorist gangs", not the mass
popular protests that have become an emblematic event of
the Arab spring. On
6 January, terrorists struck again. In nearby al-Midan,
an opposition stronghold, there was what looked, at
least at first glance, like another suicide attack,
which reportedly killed 26 people. But key details
remain confused. Locals
spoke of the area being mysteriously cordoned off by
police the night before. Many noted the remarkably swift
response by the Syrian media and emergency services. And
a rapidly assembled crowd of demonstrators, who were not
from the neighbourhood, chanted pro-Assad slogans for
journalists bussed in by the ministry of information.
Suspicions that the event was somehow staged look
reasonable, rather than the product of a conspiracy
theory. Abu
Muhammad, a chatty Sunni taxi driver, had no doubt about
it. "It was pure theatre, all fabricated," he
said. "The idea is to frighten people in Hassan
Abdel-Azim, leader of the opposition National
Co-ordination Committee, who is often criticised for
being too close to the regime, said he too had
"serious doubts" about the official version. On
11 January, the killing of the French TV correspondent
Gilles Jacquier by mortar fire during a
government-escorted trip to Homs left more troubling
questions unanswered. Was it a warning message to the
international media? What is extraordinary about all
these incidents is the assumption of so many Syrians
that the regime would act with such murderous duplicity. "No
one has any illusions," said another anti-Assad
figure. "People think [the regime] is capable of
anything. There are no red lines." The
president's supporters see things very differently. The
regime's grand conspiracy narrative, in which the Big
lies seem to work. "The emir of Regime
loyalists who speak to the international media claim to
support political reform and dialogue with the peaceful
opposition: these are people like the Assad adviser
Buthaina Shaaban and Jihad Makdissi, director of
information at the foreign ministry, who engages in
Twitter debates with supporters of the uprising.
Overthrowing the president, warns Makdissi, "will
open a Pandora's box". But
Syria's powerful security chiefs, who are unavailable
for briefings or interviews, emphasise the grave danger
posed by Salafi extremists or al-Qaida – the same
"foreign fighters" the mukhabarat used to help
cross into Iraq to fight the Americans. Stomach-churning
pictures showing decapitated bodies or corpses with
their eyes gouged out are produced as evidence of the
savagery of these terrorists. Opposition supporters do
not claim such horrors are faked but insist the regime
bears overwhelming responsibility for the current
violence. "For
the Syrian security people, the solution now is to kill
until it's all over and wait until there is some change
in the position of the west," said a well-connected
but despairing businessman. Assad
supporters also accuse the opposition of naivety and of
forgetting the early 1980s, when a wave of
assassinations and bombings by the Muslim Brotherhood
culminated in the Sectarianism
is also rearing its ugly head, with the opposition
blaming the regime for fomenting tensions between
Alawites, who dominate the security forces, and the
Sunni majority. In
the current climate, it is easily done. Mudar, a young
Alawite with close establishment links, tells of a
soldier cousin who was killed and mutilated, and then
clicks on a high-quality video clip of a bushy-bearded
man sawing off the head of his screaming victim. In
an area near the Umayyad mosque, an Alawite woman
visiting a Sunni friend said she dare not take a taxi
home because a Sunni driver might kidnap her and sell
her on to be killed. Rumblings
of concern are audible. Last spring, a group of
influential Alawites urged Assad to apologise for the
repression and pursue genuine rather than cosmetic
reforms. "Alawites feel their fate is connected to
the Assads," warned a veteran opposition leader,
"and that is very dangerous." Pressure
is clearly mounting. Alawite businessmen are reported to
have been bribing the mukhabarat to avoid releasing
their employees to attend pro-regime rallies. Fadwa
Suleiman, an Alawite actress, won huge admiration when
she came out in support of the uprising, but she was
ostracised and denounced on TV by her brother. Christians,
traditionally loyalists, are worried, too, especially
about the Salafi element of the uprising, and the
churches keenly demonstrate public support for Assad. To
some, though, it seemed a very mixed blessing when Daoud
Rajha, a Greek Orthodox Christian, was appointed army
chief of staff, perhaps in an attempt to guarantee the
community's support. Another
sign of This
joke illustrates the impact: Abu Fulan – everyman –
buys a chicken for dinner. He asks his wife to roast it
but she says, 'Sorry, there's no gas'. Maaleish (never
mind), he replies: let's pluck it and put it in the
microwave. 'Sorry,' his wife answers, 'there's no
electricity either.' At this point, the chicken
miraculously comes to life and squawks: Allah, Souriya,
Bashar, wa bas! ("and that's all you need!") The
punchline is borrowed from The
president was ridiculed for praising the quality of the
country's olive oil and wheat – an allusion to
self-reliance. Yet even if ordinary people grumble and
make do, the macroeconomic outlook is bleak. Foreign
investment and tourism have collapsed. Hotels are empty.
The
regime understands the dangers but its room for
manoeuvre is diminishing: when it banned luxury imports,
in November, Sunni businessmen protested. The measure
was rescinded a few days later. It
is hardly surprising, then, that all this is taking its
toll: doctors report an increase in heart attacks, high
blood pressure and other stress-related symptoms.
Pharmacists are doing a brisk trade in anti-depressants.
Two years ago the government introduced a smoking ban,
but government offices, cafes and restaurants are still
wreathed in clouds of smoke. People are also drinking
more."Doctors tell you to go and watch some silly
Egyptian films – anything except the news," a
friend laughed. Many
now have first-hand experience of the apparatus of state
repression, and describe details of underground cells,
beatings and torture. It is common knowledge that
Iranian security advisers are on hand with their
sinister expertise in communications monitoring and riot
policing. "The
people who are being arrested now don't have Facebook
pages," the economist Raja Abdel-Karim said wryly.
"They don't care about actors, journalists and
writers. The effect of the footage of the demonstrations
and the killings is far greater than any quote someone
like me can come up with." Abu
Ahmad, a middle-aged man who was sacked from his
government job, wept as he described being at a funeral
in Midan, scene of the last dubious suicide bombing,
with his wife and children when the shabihastarted
shooting. State
media reports only on martyrs among security personnel
or regime supporters. Bodies are returned to families
bearing unmistakable signs of torture. "Perhaps
the worst human rights violation committed by the regime
against the Syrian people is no time to mourn each
martyr, no time to grieve," tweeted the blogger
Razan Ghazzawi. Elements
of the anti-Assad opposition are uncomfortable with the
"militarisation" of what began as a peaceful
uprising inspired by the revolutions in Overall,
Another
joke makes the point well: citizens are being told they
must no longer wear grey clothes – only black or white
are allowed. No
one can accurately predict how long the uprising will
continue. On the opposition side, optimism of the will
is tempered by a realisation that in the short term the
balance of forces is not in their favour and is unlikely
to change quickly – barring a Libyan-style foreign
military intervention, which few want or expect.
"Our tomorrow is in our hands," tweeted one
supporter of the revolution, "or we will have no
tomorrow." Louay
Hussein, an independent, Alawite writer and
intellectual, said only a political solution could bring
down the regime. "The crisis is in deadlock,"
he argued. "All the signs are that we are heading
for open-ended civil war. Assad still has quite a lot of
support. It's not just a question of repression." The
economist Abdel-Karim takes the long view. "I have
no doubt the regime will be toppled. The problem is that
the longer it takes, the more powerful the Islamists
will become. Those who advocate violence will gain
ground. It's a question of time and cost: time is
getting shorter but the price is getting higher." Mouna
Ghanem, of the Syrian State-Building Movement, one of
very few independent nongovernmental organisations,
agrees fully with this gloomy analysis. "We are
happy that there is change," she says. "We
thought change would never come to Names
in this article have been changed http://www.guardian.co.uk/world/2012/jan/16/syria-collapse-damascus-change ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |