ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 25/01/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

سوريا: خلف جدار الخوف, دولة في حالة انهيار بطيء

بقلم: إيان بلاك/الجارديان

16/1/2012

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

كانا يحتسيان الشاي في أحد مقاهي دمشق العبقة بالدخان, و قد كان كل من عدنان و ريما يبدوان شخصين عاديين بما فيه الكفاية: غير منزعجين و يمضيان يوما في نهايته في أحد أكثر المدن توترا في العالم.

و لكن كحال الكثير من غيرهم في العاصمة السورية, فهما لا يبدوان على حقيقتهما للوهلة الأولى: في الوضع الطبيعي هو مهندس حاسوب و هي محامية, و الآن, هما ناشطان يعملان بالسر للمساعدة في تنظيم الانتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد.

إنه عمل خطر. خلال الأشهر العشرة الماضية قتل آلاف من السوريين – لربما ضعف العدد الذي تقدمه الأمم المتحدة و الذي يقدر ب 5000- و ذلك مع قيام الأسد بالقمع عديم الرحمة و الذي لا يظهر له أي نهاية. و لكن معارضيه هم الآخرون مصرون في المضي إلى النهاية.

إن كلا من عدنان و ريما غير قادرين على العمل أو الاتصال مع عائلاتهم. إن لديهم هويات مزيفة. إن عدنان يغير من مظهره بشكل مستمر. لقد قام للتو بحلاقة لحيته. الأمر يعمل بشكل جيد؛ إن أحد أصدقائه الذين يجلسون بقربه لم يتعرف عليه.

إن معظم أصدقائه يعملون على الهرب من المخابرات. يقول عدنان "لقد اعتدنا أن يكون الأمر مرعبا, و لكننا اعتدنا عليه". لقد حطمت الثورة جدار الخوف. في المدرسة, كنا مجبرين على محبة الرئيس – حافظ- أولا. و لم تتحسن الأمور عندما استلم بشار الحكم. الآن, كل شيء تغير. لقد شوهت صور الأسد في كل مكان و نحن متأكدون بأننا في لحظة ما سوف ننجح في الإطاحة بالنظام".

في ظاهرها, دمشق هادئة. إن خطوط المواجهة الأكثر دموية للثورة موجودة في حمص و حماة و إدلب و درعا, و لكن مظاهر الحالة الطبيعية في العاصمة خداعة. في الواقع فإن مظاهر الخوف و الغضب تقبع مباشرة تحت السطح.

 

وقد قال أحد الأشخاص القياديين للجارديان "إن دمشق حاسمة لبقاء الأسد, و لن يسمحوا أبدا بوجود ميدان التحرير هنا. إذا سقطت دمشق, فكل شيء يكون قد انتهى".

إن مظاهرات عارمة تنظم من قبل التنسيقيات , و هي لجان تنسيق محلية تعقد غالبا في المساء في العديد من الضواحي, و دائما يوم الجمعة. حتى في المركز, فإن المظاهرات الطيارة تستغرق عدة دقائق و من ثم تختفي قبل أن تأتي قوات الأمن, و أسوأها ما يطلق عليه الشبيحة و هم يرتدون زي الجيش و سترات جلدية سوداء و يرابطون في تقاطعات الشوارع و الميادين العامة.

 

المتظاهرون أذكياء: في إحدى الحالات, خلق سائقون متطوعون أزمة سير حول خط الحجاز الحديدي من أجل خلق مساحة يمكن من خلالها تنظيم مظاهرة سريعة.

 

إن الإبداع و السرية أمور حاسمة. في أول يوم في رمضان, صدحت مكبرات صوت في منطقة عرنوس المكتظة بأغنية "يالله ارحل يا بشار" و التي كتبها إبراهيم القاشوش, الذي قتل بعد أن أداها في حماة. وقد قام قاتله بجز حنجرته و اقتلاع حباله الصوتية. 

 

يقول أحد سكان دمشق ممن سمعوا الأغنية "في البداية, كان الناس خائفين" و لكن عندما شغلت في المرة الثانية شعروا بالراحة. "و في المرة الثالثة , شرعوا في الضحك".

لقد تم وضع مكبرات الصوت في مكان مرتفع محاط بالزيت من أجل جعل الوصول إليها و إسكاتها أمرا صعبا.

إن هذه التكتيكات فعالة و لكنها خطرة: أحد الناشطين بدأ بتشغيل الأغنية في تكسي و لكن السائق كان عنصرا من المخابرات قام بتسليم الناشط  إلى المخابرات. جواد, و هو مختص في الكمبيوتر منخرط في إحدى هذه المجموعات, و قد اعتقل لمدة شهرين و تعرض للضرب بشكل متكرر من أجل إجباره على الإدلاء بأسماء زملائه.

كما أن هناك أعمالا غير عنيفة أخرى كان لها رمزية قوية : في أغسطس تم سكب صبغة حمراء اللون في نافورة السبع بحرات وسط مدينة دمشق. كما تم نشر شموع عليها ربطات سوداء من أجل التذكير بغياث مطر, و هو الشهير بتقديم الورود لعناصر الجيش , و قد تعرض غياث للتعذيب و تم قتله في شهر سبتمبر الماضي.

تقول سلمى و هي عاملة في مجال حقوق الإنسان "إن الناس يخاطرون بحياتهم هنا, و لكن في إدلب و حمص فإن المسألة مسألة حياة أو موت, و هذا الأمر لا ينطبق على الوضع في دمشق".

و لكن هناك أشخاص لا يصدقون ما الذي يتجرؤون  على فعله. يقول بسام وهو يعمل في شركة صناعية و في العشرينات من عمره  ضاحكا "أنظر لنا, إننا نستخدم أسماء مستعارة و نقود في الطرق البعيدة من أجل تفادي نقاط تفتيش الشرطة. أول مرة شاركت فيها في مظاهرة, كان الأمر مخيفا, ولكن الأمر مبهج الآن".

لا أحد يعتقد أن الثورة سوف يكون لها نهاية سعيدة في أي وقت قريب. الخطاب الذي ألقاه الأسد الأسبوع الماضي تمت رؤيته على أنه إعلان حرب, و تصميم على حشد المؤيدين. في البث الحي على تلفزيون الدولة بدت الحشود كبيرة, و لكن في الواقع, و في لقطة غير رسمية تم تسريبها ظهر أن هناك ما لا يزيد عن بضعة مئات من الأشخاص في ساحة الأمويين.

 

إن دمشق محاصرة من قبل الفرقة الرابعة من الجيش, و التي يقودها شقيق الرئيس ماهر. كما أن المباني الحكومية محمية بحواجز لحمياتها من الانفجارات. الطرق قرب القصر الرئاسي و وزارة الدفاع مغلقة. في مبنى أمن الدولة في كفرسوسة و هناك حرس يحملون بنادق رشاشة و هم يطلون من مرابض أكياس الرمل.

 

و قد كان هناك قبل يومين من الاحتفال بالميلاد تفجيرين انتحاريين أديا إلى مقتل 44 شخصا و تم إلقاء اللوم فيهما (بعد عشرين دقيقة من الانفجار) على القاعدة, و هو تذكير بالرواية الرسمية التي لا تتغير بأن سوريا تواجه عصابات إرهابية مسلحة, و ليس مظاهرات شعبية عارمة أصبحت رمزا للربيع العربي.

 

في 6 يناير, ضرب الإرهابيون مرة أخرى. في منطقة الميدان , و هي معقل للمعارضة فقد كان هناك ما بدا للوهلة الأولى على الأقل هجوما آخر كالهجوم الأول أدى إلى مقتل 26 شخص. و لكن التفاصيل الأساسية لا زالت ملتبسة.

 

السكان المحليون يتحدثون عن منطقة تمت إحاطتها بالشرطة قبل يوم من الحادث. و قد لاحظ الكثيرون الرد السريع و الملحوظ من قبل الإعلام السوري و أجهزة الطوارئ. و الحشود التي تجمعت بشكل سريع, و الذين لم يكونوا من سكان المنطقة, و الذين هتفوا بشعارات موالية للأسد أمام الصحفيين الذين تم جمعهم من قبل وزارة الإعلام. إن الشكوك بأن الحدث كان عملا مدبرا تبدو معقولة, عوضا عن إلصاق الأمر بنظرية المؤامرة.

 

أبو محمد و هو سائق تكسي ثرثار ينتمي إلى الطائفة السنية, ليس لديه أدنى شك في الموضوع. "لقد كانت مسرحية صرفة, كل الأمور مفبركة, و الفكرة هي لتخويف الناس في دمشق". نادر و هو صاحب متجر كان أكثر فظاظة حين قال "الحكومة تعرف أن السوريين لا يصدقونها. و لكنهم يعتمدون على الناس الخائفين من كسر جدار الصمت". 

حسن عبد العظيم و هو رئيس لجنة التنسيق الوطنية و الذي يتهم عادة بأنه مقرب من النظام, يقول أن لديه "شكوكا جدية" بشأن الرواية الرسمية.

في 11 يناير, ترك مقتل الصحفي الفرنسي جيل جاكيه بقذائف المورتر خلال رحلة منظمة من قبل الحكومة إلى حمص أسئلة مربكة ليس لها جواب. هل كانت رسالة تحذير إلى الإعلام الدولي؟ الاستثنائي حول كل هذه الأحداث هو فرضية العديد من السوريين بأن النظام يمكن أن يتصرف بهذه الطريقة الإجرامية بشكل مزدوج. يقول شخص آخر مناهض للأسد "ليس لدى أي شخص أية أوهام, الناس يعتقدون أن النظام يمكن أن يقوم بأي شيء. و ليس هناك خطوط حمراء".

مناصرو  الرئيس يرون الأمور بطريقة مختلفة تماما. رواية النظام حول المؤامرة الكبرى و المنخرط فيها الولايات المتحدة و الغرب و إسرائيل و عملاء العرب الرجعيين بقيادة قطر تضخ يوميا من قبل إعلام الدولة. و هي تذاع بشكل أكثر عدائية على قناة الدنيا و هي قناة تلفزيونية يمتلكها صهر ماهر الأسد الثري. فوق الجميع تنتقد الدنيا قطر التي تبث من أراضيها قناة الجزيرة و التي تشجع الثورات العربية حيث تقول بأن الجزيرة تقوم بفبركة مظاهرات في أستوديو يشابه المدن السورية. في خطابه أشار الرئيس إلى 60 قناة تلفزيونية كجزء من المؤامرة الكبرى.

يبدو أن الكذبات الكبرى تحرز نجاحا. يقول سائق تكسي ينتمي إلى الطائفة العلوية "أمير قطر يهودي , وهو أسوأ من اليهود, ليس هناك مظاهرات في سوريا, أو أن الأشخاص الذين يخرجون هم من يدفع لهم فقط, و العصابات الإرهابية". ليس من الغريب أن العديد من السوريين يهاجمون الصحافيين الأجانب القلائل الذين يسمح لهم بالدخول إلى البلاد و يطالبونهم بقول الحقيقة.

الموالون للنظام و الذين يتحدثون للإعلام العالمي يدعون أنهم يدعمون الإصلاح السياسي و الحوار مع المعارضة السلمية: هؤلاء الأشخاص هم من مثل مستشارة الرئيس بثينة شعبان و جهاد مقدسي مدير الإعلام في وزارة الخارجية, و هو منخرط في جدل على التويتر مع مؤيدي الانتفاضة. و هو يحذر بأن سقوط الأسد سوف يؤدي إلى نتائج وخيمة.

و لكن رؤساء للأجهزة الأمنية السورية القوية, الذين لا يظهرون لتقديم تقارير أو إجراء مقابلات, يركزون على الخطر المحدق الذي يفرضه المتطرفون السلفيون أو القاعدة, و هم نفس "المقاتلين الأجانب" الذين اعتادت المخابرات على مساعدتهم للعبور إلى العراق من أجل مقاتلة الأمريكان. هناك صور مرعبة تظهر جثث مشوهة عيونها مفقوءة يتم إظهارها كدليل على همجية هؤلاء الإرهابيين. مؤيدو المعارضة لا يدعون أن مثل هذا الرعب مزيف و لكنهم يصرون على أن النظام يتحمل المسئولية عن العنف الحالي.

يقول أحد رجال الأعمال  السوريين المحبطين "بالنسبة لرجال الأمن السوريين, الحل يتمثل الآن في القتل حتى ينتهي الأمر و الانتظار حتى يحدث تغيير ما في موقف الغرب".

كما أن مؤيدي الأسد يتهمون المعارضة بالسذاجة و نسيان ما حدث في بداية الثمانينات, عندما اجتاحت موجة من الاغتيالات و التفجيرات على يد الإخوان المسلمين المتواجدين في مدينة حماة , و التي قامت فيها قوات الأمن بقتل 20000 مواطن على الأقل. و لكن الأمر كان قبل 30 سنة: مثل هذه الوحشية في الحل الأمني تبدو صعبة التكرار في عصر اليوتيوب, و من غير المحتمل أن تنجح في إيقاف الانتفاضة.

كما أن الطائفية تطل برأسها القبيح, مع إلقاء المعارضة اللوم على النظام في إذكاء الطائفية ما بين العلويين الذين يسيطرون على أجهزة الأمن و الغالبية السنية.

في المناخ الحالي, الأمر في غاية السهولة. مضر و هو شاب علوي لديه اتصالات قوية مع النظام يحدث عن ابن عمه المجند في الجيش و الذي قتل و تعرض للتشويه, و من ثم يعرض مقطع فيديو يظهر فيه رجل ملتح قبالة رأس الضحية التي تقوم بالصراخ. 

في منطقة قريبة من المسجد الأموي, تقوم امرأة علوية بزيارة صديقة سنية و تقول بأنها لا تجرؤ على استقلال سيارة تكسي إلى البيت بسبب أن السائق السني قد يقوم بخطفها و يقوم ببيعها لكي تقتل.

الشكاوي التي تثير القلق منتشرة في البلاد. في الربيع الماضي, طالبت مجموعة من وجهاء العلويين الأسد بالاعتذار عن القمع و أن يتبع أسلوبا حقيقيا و أصيلا عوضا عن الإصلاحات الشكلية. و قد حذر زعماء معارضون مخضرمون بأن "العلويين يشعرون بأن مصيرهم مرتبط بعائلة الأسد, و هذا الأمر خطير جدا".

الضغوط تزداد بشكل مضطرد بدون شك. تفيد تقارير بأن رجال الأعمال العلويين يقومون برشوة المخابرات من أجل منع إطلاق موظفيهم للمشاركة في المظاهرات الموالية للنظام. فدوى سليمان, وهي ممثلة علوية, حازت على الكثير من الإعجاب عندما خرجت لتأييد الانتفاضة. و لكنها تعرضت للنقد من قبل أخيها على شاشة التلفاز.

المسيحيون, و هم موالون تقليديون, قلقون أيضا, خصوصا فيما يتعلق بالعناصر السلفية في الانتفاضة, و الكنائس تثبت الدعم الشعبي للأسد. بالنسبة للبعض, و على الرغم من أن الأمور تبدو مختلطة عندما تم تعيين داوود راجحة وهو أرثوذكسي يوناني في منصب قائد الجيش , إلا أنها قد تكون محاولة لضمان دعم المجتمع المسيحي.

 

إشارة أخرى على أزمة سوريا العميقة هي أن الدولة لم تعد تعمل كما يجب. يقول أحد الأشخاص "إنها تتهاوى بصورة بطيئة".  رؤساء الأجهزة الأمنية يخشون من موضوع الرشاوى التي تطلب من أجل إطلاق سراح المعتقلين. نصف الأسلحة التي يمتلكها المتمردون يقدر بأنها اشتريت من قبل أشخاص من الجيش بينما ينظر رجال الجمارك في الاتجاه الآخر عندما تمر  شحنة أسلحة من لبنان. كما أن شائعات تدور بأن فروع أمنية مختلفة من المخابرات تقوم بإطلاق النار على بعضها البعض في عمليات سرية.  ويقال بأن مسئولين يقومون بتدمير وثائق مسجلة حول دفعات تمت الموافقة عليها من خلال مكالمات هاتفية من قصر الرئيس.

كما أن محنة الاقتصاد السوري قد تعمقت خلال الأسابيع القليلة الماضية. قطع الكهرباء لعدة ساعات في اليوم أصبح أمرا اعتياديا. المحال التجارية في شوارع دمشق تعتمد على المولدات الكهربائية على الأرصفة. هناك نقص حاد في البنزين , و يعود ذلك بجزء منه إلى الاستخدام المفرط لهذه المادة من قبل الأجهزة الأمنية, كما أن أسعار غاز الطبخ و التدفئة قد ارتفع بشكل كبير.

النكتة التالية توضح بعض الأمور:  أبو فلان يشتري دجاجة للغداء. يطلب من  زوجته شويها و لكنها تقول: آسفة, ليس هناك غاز. فيرد عليها "معليش" دعينا ننتفها و نضعها في الميكرويف و لكن زوجته ترد " آسفة, ليس هناك كهرباء". هنا تعود الدجاجة بمعجزة إلى الحياة و تهتف : " الله سوريا بشار وبس".

هذا الشعار مستعار بالأصل من ليبيا, حيث تشير الدعاية إلى حاجة الشعب بعد الله و الوطن إلى معمر القذافي – حتى خلعه و مقتله. إنها فأل سيئ بالنسبة للأسد .

لقد كان الرئيس سخيفا عندما بارك نوعية الزيت و القمح السوري في خطابه الأخير – في إشارة منه إلى حالة الاكتفاء الذاتي. حتى لو تذمر الناس العاديون فإن التوقعات بالنسبة للاقتصاد الكلي قاتمة. الاستثمار الخارجي و السياحة انهارتا. الفنادق فارغة . عقوبات الولايات المتحدة أغلقت معظم الحوالات المالية الدولية. كما أن الاتحاد الأوروبي أوقف مشتريات النفط. بطاقات الائتمان لم يعد من الممكن استخدامها. و قيمة الليرة السورية تتراجع بشكل حاد.

 

إن النظام يدرك المخاطر المحدقة و لكن مساحة المناورة تتلاشى أمامه شيئا فشيئا: عندما قام بمنع الواردات الكمالية في شهر نوفمبر, احتج رجال الأعمال السنة. و قد تم إلغاء هذا القرار بعد أيام قليلة.

و من ثم ليس من المستغرب , أن تؤدي هذه الأمور إلى وجود تقارير من الأطباء عن زيادة حالات النوبات القلبية و ارتفاع ضغط الدم و غيرها من الأعراض المرتبطة بالتوتر . كما أن الصيادلة يقومون بتداول نشط على مضادات الاكتئاب . قبل سنتين قامت الحكومة السورية بمنع التدخين في الأماكن العامة, و لكن مكاتب الحكومة و المقاهي و المطاعم لا زالت تشهد سحبا من الدخان. كما أن نسبة الشرب قد زادت فيما بين الناس. يقول أحد الأًصدقاء و هو يضحك "يقول لك الأطباء أن تذهب لتشاهد بعض الأفلام المصرية السخيفة – كل شيء عدا الأخبار".

لدى العديد من الأشخاص خبرة أولية في أجهزة القمع الذي تمارسه الدولة, و يصفون تفاصيل الزنازين تحت الأرض و عمليات الضرب و التعذيب. أصبح من المعروف أن مستشاري الأمن الإيرانيين يقدمون خبراتهم الشريرة في مراقبة الاتصالات و مكافحة الشغب. إن دمشق  تبدو مثل طهران عام 2009 خلال الاحتجاجات التي شهدتها بسبب الانتخابات الرئاسية. 

يقول الاقتصادي رجا عبد الكريم "الأشخاص الذين يعتقلون ليس لديهم صفحات على الفيس بوك. إن أثر المظاهرات و عمليات القتل أكبر بكثير من أن يقوم شخص مثلي بالتعليق عليها "

أبو أحمد و هو رجل في منتصف العمر أقيل من وظيفته الحكومية بكى و هو يصف وجوده في جنازة في الميدان و هي المنطقة التي حدث فيها آخر تفجير انتحاري حيث كان مع زوجته و أطفاله عندما بدأ الشبيحة بإطلاق النار.

إن إعلام الدولة لا يقوم إلا بنقل صور شهداء الأجهزة الأمنية و مؤيدي النظام. إن الجثث تعود إلى عائلاتها و هي تحمل علامات تعذيب لا يمكن إخطاؤها.

و قد كتبت الناشطة رزان زيتونة على التوتير "لربما كان أسوأ خرق لحقوق الإنسان يرتكبه النظام ضد الشعب السوري هو أنه لا يوجد وقت لرثاء كل شهيد على حدة , لا وقت للحزن على الشهداء".

إن عناصر من المعارضة المناهضة للأسد ليسوا مرتاحين لعملية العسكرة التي تشهدها الثورة التي بدأت سلمية و التي استلهمت أفكارها من تونس و مصر و ليبيا. إن التوقعات هو أن العنف سوف يتزايد مع تزايد حجم الجيش السوري الحر بسبب تزايد حالات الانشقاق داخل الجيش. يقول أحد الدبلوماسيين الغربيين "إذا واصلت إطلاق النار على الناس لعدة شهور, لا يمكن أن تتفاجأ عندما يردون بإطلاق النار عليك".

على كل الأحوال فإن الانقسامات تتعمق في سوريا. يقول بدر و هو محاضر "لمدة 10 شهور, فإن ملايين الناس كانوا في المنتصف, لكن الأسد لم يبق لنا أي خيار".

نكتة أخرى توضح الصورة بشكل أفضل : لقد تم إخبار المواطنين بأن عليهم أن لايرتدوا الملابس الرمادية بعد الآن, المسموح لهم هو الأبيض أو الأسود فقط. 

 

لا يمكن لأحد أن يتوقع بدقة كم ستطول الانتفاضة. من جهة المعارضة, فإن التفاؤل محدود بسبب الإدراك بأنه على المدى القصير فإن توازن القوى ليس في صالحهم و ليس من المتوقع أن يحدث أي تغيير سريع , باستثناء حصول تدخل عسكري أجنبي على غرار ما حصل في ليبيا وهو أمر غير متوقع من قبل الكثيرين. يعلق أحد مناصري الثورة على تويتر قائلا "مستقبلنا في يدنا , أو لن يكون لنا مستقبل".

لؤي حسين وهو كاتب و مثقف علوي مستقل يقول إن الحل السياسي فقط هو الذي يمكن أن يسقط النظام. "الأزمة تسير إلى  طريق مسدود , جميع المؤشرات تشير إلى أننا سائرون إلى حرب أهلية مفتوحة, الأسد لا زال يمتلك الكثير من الدعم. إن الأمر ليس مجرد قمع فقط".

الاقتصادي عبد الكريم يأخذ نظرة أبعد :" ليس لدي شك في أن النظام سوف يسقط. المشكلة في أنه كل ما زاد المدى الزمني كلما أصبح الإسلاميون أكثر قوة. أولئك الذين يدعمون العنف سوف يكسبون أرضية أكبر. إن الأمر يتعلق بالوقت و الكلفة: إن الوقت يضيق ولكن الثمن يزداد كلفة".

منى غانم من حركة بناء الدولة السورية و هي إحدى المنظمات المستقلة غير الحكومية القليلة تتفق مع هذا التحليل المظلم  و تقول :"إننا سعداء بأن هناك تغيير, لقد كنا نعتقد أن التغيير لن يأتي إلى سوريا أبدا. و لكننا نخشى من الكلفة المترتبة على هذا التغيير".

*الأسماء في هذا المقال تعرضت للتغيير.

 

Syria : beyond the wall of fear, a state in slow-motion collapse

Despite the superficial calm in Damascus , everyone knows change is coming. The only question is, how much will it cost?

  Ian Black in Damascus

  guardian.co.uk, Monday 16 January 2012 17.30 GMT

  Article history

Members of the Free Syrian Army demonstrate against Bashar al-Assad near Idlib. Photograph: Handout/Reuters

Sipping tea in a smoky Damascus cafe, Adnan and his wife, Rima, look ordinary enough: an unobtrusive, thirty something couple winding down at the end of the working day in one of the tensest cities in the world.

But like much else in the Syrian capital, they are not what they first seem: normally, he is a software engineer and she a lawyer; now, they are underground activists helping organise the uprising against PresidentBashar al-Assad.

It is dangerous work. Over the past 10 months, thousands of Syrians have been killed – perhaps twice the 5,000 figure given by the UN – as Assad has pursued a ruthless crackdown that shows no sign of ending. But his opponents are equally determined to carry on.

Adnan and Rima are unable to work or contact their families. They have false identities. Adnan changes his appearance regularly. He has just shaved off his beard. It clearly works: a friend at a nearby table fails to recognise him.

Most of their friends are on the run from the mukhabarat secret police. "It used to be scary but we've got used to it," said Adnan. The revolution destroyed the wall of fear. At school, we were taught to love the president – Hafez – first. And it didn't get any better when Bashar took over. Now, everything has changed. Assad's picture is defaced everywhere and we are certain that at some point we will topple the regime."

On the face of it, Damascus is calm. The bloodiest frontlines of the revolution may be in Homs , Hama , Idlib and Deraa, but the appearance of normality in the capital is deceptive. Intrigue, fear and anger are just below the surface.

"Damascus is crucial to the survival of the Assad regime," a leading opposition figure told the Guardian. "They will never allow a Tahrir Square here. If Damascus falls, it's all over."

Large protests organised by the tansiqiyat, local co-ordination committees, are held almost nightly in many suburbs, and always on Fridays. Even in the centre, daytime "flash" demonstrations last for a few minutes and disappear before they are pounced on by security forces, the worst of whom are shabiha louts in army trousers and leather jackets who loiter at junctions and squares.

The demonstrators are ingenious: in one case, volunteer drivers created traffic jams all around the old Hijaz railway station to create a space in which a brief but eyecatching protest could be held.

Creativity and secrecy are crucial. On the first day of Ramadan, loudspeakers concealed in the busy shopping area of Arnous Square blared out the stirring song "Irhal ya Bashar" ("Leave, Bashar"), written by Ibrahim Qashoush, who was murdered in July after performing in Hama . His killers cut his throat and carved out his vocal chords.

"At first, people were frightened," said one Damascus resident who had heard the song. But when it was played for a second time, they relaxed. "By the third time, they were laughing," he said.

The speakers were positioned on a roof and the area around them was smeared with oil to make it harder to silence them.

The tactics are effective but risky: one activist accidentally started playing a tape of the song in a taxi but the driver turned out to be a mukhabarat agent, who handed him in. Jawad, a computer scientist involved in one of these groups, was held for two months and beaten repeatedly to try to make him betray the names of his friends.

Other nonviolent acts have been stunningly symbolic: in August blood-red dye was poured into the fountain outside the central bank in Saba'a Bahrat Square , the scene of raucous pro-Assad rallies. Black-ribboned candles have been distributed to commemorate Ghayath Matar, famous for handing out roses to soldiers, who was tortured and killed last September.

"People are taking risks here," said Salma, a human rights worker. "But in Idlib and Homs , it's a matter of life and death; that's not true in Damascus ."

Still, some cannot quite believe what they are daring to do. "Look at us," laughed Bassam, a manufacturer in his 20s. "Using false names and driving around to avoid police checkpoints. The first time I went to a demonstration, it was frightening. Now it's exhilarating."

Yet no one thinks the revolution will have a happy end any time soon. Last week's speech by Assad was seen as a declaration of war, designed to rally his supporters. In the live broadcast on state TV, the crowd looked enormous; in fact, a leaked unofficial shot suggested there were probably no more than a few thousand people in Umayyad Square .

Damascus is surrounded by the army's 4th division, commanded by the president's brother Maher. Government buildings are protected by anti-blast barriers. Roads near the presidential palace and defence ministry are closed. At the state security HQ, in Kafr Sousseh, machinegun-toting guards look out from sandbagged emplacements.

It was there, two days before a cheerless Christmas, that twin suicide bombings killed 44 people and were blamed (20 minutes after the blasts) on al-Qaida – a reminder of the unrelenting official narrative that Syriafaces only "armed terrorist gangs", not the mass popular protests that have become an emblematic event of the Arab spring.

On 6 January, terrorists struck again. In nearby al-Midan, an opposition stronghold, there was what looked, at least at first glance, like another suicide attack, which reportedly killed 26 people. But key details remain confused.

Locals spoke of the area being mysteriously cordoned off by police the night before. Many noted the remarkably swift response by the Syrian media and emergency services. And a rapidly assembled crowd of demonstrators, who were not from the neighbourhood, chanted pro-Assad slogans for journalists bussed in by the ministry of information. Suspicions that the event was somehow staged look reasonable, rather than the product of a conspiracy theory.

Abu Muhammad, a chatty Sunni taxi driver, had no doubt about it. "It was pure theatre, all fabricated," he said. "The idea is to frighten people in Damascus ." Nader, a shopkeeper, was even blunter: "The government knows Syrians don't believe them. But they count on people being too afraid to break the silence."

Hassan Abdel-Azim, leader of the opposition National Co-ordination Committee, who is often criticised for being too close to the regime, said he too had "serious doubts" about the official version.

On 11 January, the killing of the French TV correspondent Gilles Jacquier by mortar fire during a government-escorted trip to Homs left more troubling questions unanswered. Was it a warning message to the international media? What is extraordinary about all these incidents is the assumption of so many Syrians that the regime would act with such murderous duplicity.

"No one has any illusions," said another anti-Assad figure. "People think [the regime] is capable of anything. There are no red lines."

The president's supporters see things very differently. The regime's grand conspiracy narrative, in which the US , the west, Israel and reactionary Arab "agents", led by Qatar , plot against Syria , is pumped out daily by state media. Its most aggressive exponent is Addounia TV, a satellite channel owned by the wealthy brother-in-law of Maher al-Assad. Above all Addounia loathes the broadcaster al-Jazeera, the Qatari-owned cheerleader for the Arab revolutions, which it has accused of staging fake demonstrations in studio mock-ups of Syrian cities. In his speech the president referred to 60 TV channels as part of this vast "plot".

Big lies seem to work. "The emir of Qatar is a Jew, worse than the Jews," an Alawite taxi driver raged. "There are no demonstrations in Syria , or only by people who have been paid, and the terrorist gangs." No wonder so many Syrians berate the few foreign journalists who are allowed into the country and urge them to "tell the truth like it really is".

Regime loyalists who speak to the international media claim to support political reform and dialogue with the peaceful opposition: these are people like the Assad adviser Buthaina Shaaban and Jihad Makdissi, director of information at the foreign ministry, who engages in Twitter debates with supporters of the uprising. Overthrowing the president, warns Makdissi, "will open a Pandora's box".

But Syria's powerful security chiefs, who are unavailable for briefings or interviews, emphasise the grave danger posed by Salafi extremists or al-Qaida – the same "foreign fighters" the mukhabarat used to help cross into Iraq to fight the Americans. Stomach-churning pictures showing decapitated bodies or corpses with their eyes gouged out are produced as evidence of the savagery of these terrorists. Opposition supporters do not claim such horrors are faked but insist the regime bears overwhelming responsibility for the current violence.

"For the Syrian security people, the solution now is to kill until it's all over and wait until there is some change in the position of the west," said a well-connected but despairing businessman.

Assad supporters also accuse the opposition of naivety and of forgetting the early 1980s, when a wave of assassinations and bombings by the Muslim Brotherhood culminated in the Hama uprising, in which government forces killed at least 20,000 people. But that was 30 years ago: such a draconian "security solution" would be hard to repeat in the age of YouTube – and unlikely to end the uprising.

Sectarianism is also rearing its ugly head, with the opposition blaming the regime for fomenting tensions between Alawites, who dominate the security forces, and the Sunni majority.

In the current climate, it is easily done. Mudar, a young Alawite with close establishment links, tells of a soldier cousin who was killed and mutilated, and then clicks on a high-quality video clip of a bushy-bearded man sawing off the head of his screaming victim.

In an area near the Umayyad mosque, an Alawite woman visiting a Sunni friend said she dare not take a taxi home because a Sunni driver might kidnap her and sell her on to be killed.

Rumblings of concern are audible. Last spring, a group of influential Alawites urged Assad to apologise for the repression and pursue genuine rather than cosmetic reforms. "Alawites feel their fate is connected to the Assads," warned a veteran opposition leader, "and that is very dangerous."

Pressure is clearly mounting. Alawite businessmen are reported to have been bribing the mukhabarat to avoid releasing their employees to attend pro-regime rallies. Fadwa Suleiman, an Alawite actress, won huge admiration when she came out in support of the uprising, but she was ostracised and denounced on TV by her brother.

Christians, traditionally loyalists, are worried, too, especially about the Salafi element of the uprising, and the churches keenly demonstrate public support for Assad. To some, though, it seemed a very mixed blessing when Daoud Rajha, a Greek Orthodox Christian, was appointed army chief of staff, perhaps in an attempt to guarantee the community's support.

Another sign of Syria 's deepening crisis is that the state is no longer functioning properly. It is "collapsing in slow motion", in the words of one expert. Security chiefs are concerned about bribes being demanded to release detainees. Half the weapons acquired by rebels are estimated to have been sold by army personnel while customs agents look the other way as shipments come in from Lebanon . Rumours persist of different branches of the secret police shooting at each other on clandestine operations. And officials are said to have been destroying documents recording off-the-book payments authorised by a phone call from the president's palace.

Syria 's economic plight has also deepened in the last few weeks. Power cuts for several hours a day are now routine. Shops in the priciest streets of Damascus depend on generators on the pavement. Petrol is in short supply, in part because of massive use by the security forces, and the prices of heating and cooking oil have risen steeply.

This joke illustrates the impact: Abu Fulan – everyman – buys a chicken for dinner. He asks his wife to roast it but she says, 'Sorry, there's no gas'. Maaleish (never mind), he replies: let's pluck it and put it in the microwave. 'Sorry,' his wife answers, 'there's no electricity either.' At this point, the chicken miraculously comes to life and squawks: Allah, Souriya, Bashar, wa bas! ("and that's all you need!")

The punchline is borrowed from Libya , where the propaganda line was that the thing people needed apart from God and country was Muammar Gaddafi – until his overthrow and murder. It can hardly be a good omen for Assad.

The president was ridiculed for praising the quality of the country's olive oil and wheat – an allusion to self-reliance. Yet even if ordinary people grumble and make do, the macroeconomic outlook is bleak. Foreign investment and tourism have collapsed. Hotels are empty. US sanctions block most international financial transactions. The EU has stopped oil purchases. Credit cards can no longer be used. And the value of the Syrian pound has been falling steeply.

The regime understands the dangers but its room for manoeuvre is diminishing: when it banned luxury imports, in November, Sunni businessmen protested. The measure was rescinded a few days later.

It is hardly surprising, then, that all this is taking its toll: doctors report an increase in heart attacks, high blood pressure and other stress-related symptoms. Pharmacists are doing a brisk trade in anti-depressants. Two years ago the government introduced a smoking ban, but government offices, cafes and restaurants are still wreathed in clouds of smoke. People are also drinking more."Doctors tell you to go and watch some silly Egyptian films – anything except the news," a friend laughed.

Many now have first-hand experience of the apparatus of state repression, and describe details of underground cells, beatings and torture. It is common knowledge that Iranian security advisers are on hand with their sinister expertise in communications monitoring and riot policing. Damascus feels, and looks, like Tehran in 2009 during protests over the rigging of the presidential election.

"The people who are being arrested now don't have Facebook pages," the economist Raja Abdel-Karim said wryly. "They don't care about actors, journalists and writers. The effect of the footage of the demonstrations and the killings is far greater than any quote someone like me can come up with."

Abu Ahmad, a middle-aged man who was sacked from his government job, wept as he described being at a funeral in Midan, scene of the last dubious suicide bombing, with his wife and children when the shabihastarted shooting.

State media reports only on martyrs among security personnel or regime supporters. Bodies are returned to families bearing unmistakable signs of torture.

"Perhaps the worst human rights violation committed by the regime against the Syrian people is no time to mourn each martyr, no time to grieve," tweeted the blogger Razan Ghazzawi.

Elements of the anti-Assad opposition are uncomfortable with the "militarisation" of what began as a peaceful uprising inspired by the revolutions in Tunisia , Egypt and Libya . The expectation is that violence will intensify as the Free Syrian Army, composed largely of defectors, continues to grow. "If you shoot at people for months, you shouldn't be surprised when they start shooting back," observed one western diplomat.

Overall, Syria 's divisions appear to be deepening. "For the last 10 months, millions of people have occupied the middle ground," says Badr, a lecturer. "But Assad is leaving us with no choice."

Another joke makes the point well: citizens are being told they must no longer wear grey clothes – only black or white are allowed.

No one can accurately predict how long the uprising will continue. On the opposition side, optimism of the will is tempered by a realisation that in the short term the balance of forces is not in their favour and is unlikely to change quickly – barring a Libyan-style foreign military intervention, which few want or expect. "Our tomorrow is in our hands," tweeted one supporter of the revolution, "or we will have no tomorrow."

Louay Hussein, an independent, Alawite writer and intellectual, said only a political solution could bring down the regime. "The crisis is in deadlock," he argued. "All the signs are that we are heading for open-ended civil war. Assad still has quite a lot of support. It's not just a question of repression."

The economist Abdel-Karim takes the long view. "I have no doubt the regime will be toppled. The problem is that the longer it takes, the more powerful the Islamists will become. Those who advocate violence will gain ground. It's a question of time and cost: time is getting shorter but the price is getting higher."

Mouna Ghanem, of the Syrian State-Building Movement, one of very few independent nongovernmental organisations, agrees fully with this gloomy analysis. "We are happy that there is change," she says. "We thought change would never come to Syria . But we fear what is it going to cost."

Names in this article have been changed

http://www.guardian.co.uk/world/2012/jan/16/syria-collapse-damascus-change

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ