ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 12/02/2012


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة

 

 

الأزمة السورية: الطريق الطويل إلى دمشق

الإيكونومست

11/2/2012

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

رجال الأمن, الذين غالبا ما يرتدون ملابس مدنية, ينتشرون في ساحة السوق الرئيسة في درعا, و هي المدينة التي يقطنها ما يقرب من 350000 نسمة و التي تقع على الحدود مع الأردن. في الوقت القليل الذي أعطي للصحافيين الزائرين لعمل جولة مضللة ليكتبوا فيها عن الهجمات "الإرهابية" على ممتلكات الدولة, فإن قليلا من المواطنين العاديين تجرؤوا على الكلام. تقول امرأة كانت تمسك بيد ابنها "إننا خائفون جدا". "لقد خرجت لشراء الطعام, و الذي أصبح أكثر كلفة يوما بعد يوم, و لكنني لا أعرف مطلقا إذا ما كان بإمكاني صنعه في البيت مرة أخرى". و هناك شاب عليه آثار حروق مع عيون محتقنة بالدم رفع قميصه ليظهر ندوبا لرصاصتين أصيب بهما في وقت سابق. و قد قال "نحن لن نستسلم أبدا" و ذلك مع ظهور رجال بمعاطف جلدية قاموا بإبعاده عنا. وقد همس لي رجل في منتصف العمر توقف لفترة وجيزة قبل أن يذهب بعيدا باللغة الإنجليزية "ليكن الله في عوننا".

لقد كانت درعا هي التي أطلقت بداية الانتفاضة في سوريا في مارس الماضي, و ذلك مع الاحتجاجات التي خرجت ضد اعتقال و نزع أظافر و تعذيب أطفال تأثروا بالثورات العربية التي ظهرت على شاشات التلفاز, و قاموا بكتابة شعارات على الجدران مثل "الشعب يريد إسقاط النظام". و قد أدى القمع الحكومي إلى مقتل ما يقرب من 1000 شخص في المدينة و القرى المجاورة, مما أدى إلى فرض حالة من الهدوء الهش. إن معظم المحال التجارية و المدارس تفتح لبعض الوقت فقط. إن مشاهد الإنترنت تظهر يوميا مواجهات ما بين المواطنين الذين يقومون بالهتاف و رمي الحجارة و ما بين الجنود الذين يطلقون الرصاص الحي. المسئولون يتكلمون عن شن هجمات إرهابية على نقاط التفتيش. و كدليل فإن المواطنين يظهرون أنابيب القذائف و بقايا الرصاصات التي أطلقت من قبل الجيش. و من الواضح أنه لو قامت الحكومة بسحب عرباتها المدرعة و قواتها المقاتلة و القناصين و الشبيحة المسلحين, فإن درعا سوف تعود بسرعة إلى حكم المتمردين.

 

السم في نيويورك:

في هذه الأثناء, يبدو العالم عاجزا. في مجلس الأمن و في الرابع من فبراير, أثارت كل من روسيا و الصين الغضب الغربي بسبب معارضتها لقرار معتدل من شأنه أن يحث الرئيس بشار الأسد على الالتزام بخطة السلام المقدمة من قبل الجامعة العربية. هذه الخطة تضغط على الرئيس ليقوم بتسليم بعض السلطات غير المحددة إلى نائبه, بناء على نتيجة محادثات المصالحة. و قد عارضت روسيا هذا الأمر, و قامت روسيا بمعارضة  الغرب بشكل عام بسبب فرضه إملاءات على دولة ذات سيادة تعتبر حليفة له.

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مصحوبا برئيس الاستخبارات الروسية الخارجية ميخائيل فرادكوف, قام بزيارة سوريا في 7 فبراير. و قد وصف السيد لافروف لقائه مع السيد الأسد بأنه كان لقاء مثمرا, مشددا على أن الرئيس السوري كان ملتزما في تسريع الإصلاحات, بما فيها الانتخابات الدستورية و إنهاء العنف و الحوار مع خصومه. لقد قال الروس بأنه و كخطوة أولى فقد وجه الأسد نائبه فاروق الشرع للبدء في الحوار مع المجموعات المعارضة. وقد أعلن السيد لافروف أن " السوريين فقط هم من يقرر مصير السيد الأسد".

الأمريكيون و العديد من حلفائهم الأوروبيون,إضافة إلى دول الخليج العربي, ردوا بصورة غاضبة على الفيتو الذي استخدم في مجلس الأمن. قائلين بأن روسيا و الصين قد ضمنوا للأسد رخصة لقتل شعبه, و قد قاموا و بشكل جماعي بسحب سفرائهم من دمشق. إن العقوبات المفروضة على سوريا تتضمن حظرا على تصدير التكنولوجيا الأمريكية و فرض حظر على استيراد النفط و القيام برقابة مالية صارمة بما فيها تجميد الأصول الخارجية لعناصر من النظام.

الدبلوماسيون يتحدثون الآن عن خيارات إضافية للضغط على نظام الأسد, مثل الحصول على إدانة من الهيئة العمومية في الأمم المتحدة حيث لا يوجد هناك أي حق لأي دولة باستخدام الفيتو و العمل على تشكيل مجموعة اتصال تتضمن جيران سوريا تركيا و الأردن من أجل التنسيق للقيام بأعمال أكثر قوة. و قد يتضمن هذا الأمر إنشاء مناطق آمنة على طول الحدود السورية و تقديم مساعدات إضافية للجيش السوري الحر, و الذي يتكون من خليط من الخلايا يقودها جنود منشقون يعملون على مناوشة القوات الحكومية على طول البلاد.

حتى مع اتجاه الدبلوماسية الدولية باتجاه صراع القوى مما يعيد إلى الأذهان الحرب الباردة, فإن السوريين يواجهون مشاهدا من بحار الدماء في مدنهم. منذ أن بدأت الإنتفاضة قبل 11 شهرا, فإن نمط عمل القوات الحكومية هو التوجه نحو قرية أو منطقة متمردة في وقت واحد لعقابها. لقد قتل ما يقرب من 7000 شخص كنتيجة لهذا التكتيك. منذ ديسمبر فإن المظاهرات قد بدأت بالظهور في أماكن مكتظة بالسكان في أحياء في مدينة دمشق العاصمة و في حلب و هي المدينة الثانية و العاصمة التجارية للبلاد. في العادة, فإن القوات الحكومية تقوم بالانسحاب و تأخذ في طريقها معتقلين "إرهابيين" و لكنها تترك خلفها نقاط تفتيش رمزية فقط.

في الآونة الأخيرة, تحدثت وسائل الإعلام المملوكة من قبل الحكومة بشكل مشئوم عن الحاجة إلى التحول بعيدا عن سياسة ضبط النفس. و في والواقع يبدو أن الخطة الأمنية الجديدة قد بدأ العمل بها في الثالث من فبراير و ذلك في اليوم الذي يتذكره السوريون على أنه ذكرى مذبحة حماة التي حدثت عام 1982 و التي استخدمت فيها المدفعية لدك المدينة التي كانت متمردة في ذلك الوقت, و ذلك إبان حكم حافظ الأسد والد بشار,و هو الهجوم الذي أحال ما يقرب من ربع المدينة القديمة إلى ركام و أدى إلى مقتل ما يقرب من 20000 شخص.

منذ ذلك التوقيت, قامت قوات بشار الأسد بزيادة استعراض القوة الوحشي بطريقة غير مسبوقة. لقد قاموا باستخدام نيرا ن الصواريخ و المدفعية في قصف بابا عمرو و الخالدية و هما حيان ثائران في محافظة حمص, و هي المدينة الثالثة في سوريا من حيث الحجم و مرتكز الانتفاضة الحالية. كما أنها تقوم بمهاجمة مدينة الرستن القريبة و منتجع الزبداني الجبلي قرب الحدود اللبنانية و مدينة إدلب القريبة من تركيا, و مدن أخرى.  و قد كانت هذه الهجمات متزامنة و تميزت بقسوتها. تقول مصادر المعارضة بأنهم يعتقدون أن هذا القصف ما هو إلا مقدمة لاجتياح بري على هذه المناطق جميعها.

مع سقوط مئات القذائف التي تمطر حمص كل ساعة, فإن أعداد القتلى في البلاد قد ازدادت بشكل كبير من معدل 20 قتيل يوميا إلى ما يزيد على 50. خطوط المواصلات و الاتصالات إضافة إلى الطاقة و المياه و إمدادات الوقود تقطع في العديد من المناطق المنكوبة, و التي كانت تعيش في حالة سيئة منذ البداية و شهدت مداخليهم تقلصا كبيرا خلال شهور الاضطراب الطويلة. و مع اختيار آلاف المدنيين ترك بيوتهم على الرغم من برودة الشتاء , فإن سوريا على الأرجح سوف تواجه أزمة لاجئين داخلية خطيرة داخل حدودها. و قدر ورد تعليق على التويتر من داخل مدينة حمص يقول "لا نريد شيئا من العالم, عدا الأكفان بسبب عدم وجود عدد يكفي تغطية أجسادنا".

يبدو أن حكومة السيد الأسد تعتقد أن مثل هذا التكتيك سوف ينجح في وقف الثورة. رجل أعمال سوري وفي مقابلة بالمصادفة مع ضابط أمن رفيع المستوى في مركز رياضي فاخر قال له بأن الهجوم الحالي سوف يكون حاسما. و تفاخر المسئول بأن هذا الهجوم سوف يؤدي إلى الحد من تأثير الجيش السوري الحر.

إن هناك سوابق لمثل هذا النجاح في مناطق قريبة. صدام حسين, الدكتاتور العراقي السابق, حكم لأكثر من عقد بعد قمعه الوحشي لانتفاضة كبيرة اندلعت في جنوب البلاد بعد حرب الخليج الأولى. كما أن الجيش التركي قد نجح في إلى حد كبير في الحد من النزعة الانفصالية لدى الأكراد, كما أن إسرائيل نجحت في سحق انتفاضتين فلسطينيتين. كما أن والد بشار الأسد نجح في سحق المتمردين في حماة.

إن هناك أسبابا أخرى لمعرفة سبب شعور الأسد بأنه سوف ينجح في الخروج من الأزمة. إن مركز دمشق يبدو على السطح عاديا جدا. المحال التجارية و المقاهي مفتوحة, حتى و إن كانت فارغة إلى حد كبير. هناك ازدحام في الشوارع في بعض الأوقات. إن الرئيس السوري شعر بالأمن بشكل كاف مؤخرا لكي يخرج إلى أحد المطاعم.

على الرغم من تعفن مؤسسات الدولة تحت حكم الحزب الواحد, فإن جيش الأسد و قوات الأمن لم تشهد و هو أمر مفاجئ حالات انشقاق كبيرة نسبيا. إن المجندين عادة ما يخدمون في مناطق بعيدة عن بلداتهم الأصلية, و يعتقد أن الجيش قد قام بإعدام جنود من و حدات نشطة. كما أن الجيش السوري لم يقم لحد الآن باستخدام كامل ترسانته من القوة النارية التي يمتلكها و التي من الممكن أن تشمل طائرات مروحية و طائرات حربية قاذفة. على الرغم من أن أنهم يقومون بشق طريقهم فإن المتمردين الذين قاموا بالسيطرة المؤقتة على مناطق قريبة من دمشق لا يملكون خطوط إمداد ولا قدرات على الاتصال و لا سلاح ثقيل, حيث أنهم لا يستطيعون شن أكثر من غارات محلية صغيرة.

 لربما الأمر الأهم من ذلك, أن السيد الأسد لا زال يتمتع بتأييد و لو ضمني ضمن شريحة واسعة من السوريين. إن قمعه الوحشي قد أدى و للمفارقة إلى تعزيز الولاء ضمن الأقليات الذين يشكلون مع بعضهم البعض ثلث الشعب السوري المكون من 23 مليون نسمة. إن عائلة الأسد, و التي تحكم منذ العام 1970, علوية, وهي تنتمي إلى المذهب الشيعي و هي تسيطر على الجبال الساحلية و القوات المسلحة. كما أن العلويين الفقراء يشكلون الميليشيات الحكومية التي تعمل في الظل, و هم البلطجية الذين يرتدون ملابس مدنية و الذين يطلق عليهم اسم الشبيحة. إن التكتيكات الحكومية قد ساهمت في توريط العلويين بشكل كامل معها, مما يثير المخاوف من العقاب بعد سقوط النظام.

 

الرمال الطائفية المتحركة:

الأقليات الطائفية الأخرى بما فيها المسيحيين و الدروز و الشيعة, أقل حصولا على المميزات و التصاقا بالدولة من العلويين. و لكنهم برغم ذلك يحصلون على الفوائد من عقيدة النظام العلمانية, و الذي حافظ على درجة من الحرية الدينية نادرة في المنطقة. و على الرغم من أن قيادة المعارضة السورية غير طائفية, إلا أنه في الشارع فإن الغالبية العربية السنية هي التي عانت من وطأة القهر.

ليس من قبيل المصادفة بأن المناطق التي وقعت تحت سيطرة المتمردين هي في الغالب سنية. تماشيا مع جزء كبير من المنطقة, فإن السنة في سوريا قد توجهوا نحو المحافظة الدينية بشكل كبير في العقود الأخيرة, و قد تأثروا بشكل متزايد بالخطاب المعادي للشيعة المطروح من قبل السعودية. و كما هو الحال في العراق, فإن الأزمة قد دفعت العديد من السنة هناك نحو التطرف المغالي. على سبيل المثال فإن هناك مقطع فيديو على اليوتيوب لقائد دبابة علوي تم إلقاء القبض عليه من قبل الجيش السوري الحر, يشير المقطع إلى أنه يجب أن يذبح كأي حيوان كافر. العديد من كتائب المتمردين تحمل أسماء مرتبطة بانتصارات سنية. الخطب التي يتم إلقاءها في المساجد في مناطق المتمردين تصف قوات الحكومة بأنها مجرد جحافل شيطانية.

مثل هذا الكلام, يعكس غضب السنة الذي كان يقبع لفترة طويلة تحت السطح, وهو ما يخيف السوريين الآخرين لأسباب جيدة. العلويون يقولون أن ما دفع باتجاه المجازر في حماة هو حصول مجزرة ضد مجندين علويين شباب قام بها أعضاء من الإخوان المسلمين. إن الخوف من تمكين المتطرفين السنة هو ما دفع العديد من المسيحيين الذي يدركون المصير الذي آلت إليه أحوال المسيحيين المتواجدين قديما و بعدد كبير في العراق, إلى القبول على مضض بوصف الحكومة المتمردين على أنهم إرهابيين. تقول ربة بيت مسيحية في دمشق :"إننا جميعا مع الثورة طالما أن الاحتجاجات سلمية, و لكن كيف يمكن لنا أن ندعم حركة إرهابية مسلحة؟".

لأسباب طبقية, فإن العديد من السنة و خصوصا طبقة نخبة رجال الأعمال و التي حققت فوائد كبيرة تحت حكم عائلة الأسد, تخشى أيضا من الثوار. الطبقة السورية المتوسطة, تكون عادة أكثر قلقا من الصعوبات الاقتصادية المتزايدة و ليس من الحكم القمعي. حتى الأقلية الكردية المضطهدة و التي تشكل 15% من مجموع السكان و التي تنتمي بغالبيتها إلى الطائفة السنية, لم تدخل في الانتفاضة كما يجب. يقول محلل سوري "إنهم يحوطون رهاناتهم, إن ما يريدونه هو التأكد من الحصول على الحقوق الكردية الوطنية, و طالما أن المعارضة لا يمكن أن تقدم هذه الأمور, فإنهم يأملون  في أن بشار سوف يكافئهم بسبب بقائهم هادئين".

 

المعارضة المنقسمة:

لقد عرقلت الانقسامات داخل المجتمع السوري الجهود لتنظيم المعارضة. عندما نجح السيد الأسد في خلافة والده قبل 12 سنة, سادت حالة من التفاؤل المثقفين و دعتهم للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية في الحركة التي سميت وقتها بربيع دمشق. إن معظم هؤلاء الأشخاص قد تعرضوا إما للاعتقال أو للنفي و قد فقدوا المصداقية. و لكن حتى مع الاقتناع من القوى الغربية فإن نتائج الثورة مثل المجلس الوطني السوري و هيئة التنسيق لم يحظوا بالكثير من الأرضية. كما أنه لم يكن لهم ذلك التأثير في سوريا, حيث تقوم اللجان المحلية بتنسيق عمليات المقاومة. لقد احتدم الجدل ما بين الجماعتين الرئيسيتين حول الإستراتيجية, حيث أن هيئة التنسيق دعت إلى الحوار مع الدولة بينما دعم المجلس الوطني السوري التدخل الأجنبي. في الواقع, فقد ثبت أن أي من الطريقين ليس له أي نتائج مثمرة. يعتقد بعض السوريين أن جماعة الإخوان المسلمين تحظى بحضور قوي داخل المجلس الوطني السوري, بينما يقول آخرون أن هذا المجلس ما هو إلا أداة بيد الأمريكان. حتى قائد الجيش السوري الحر اشتكى من أن الجماعات المعارضة في الخارج يسيطر عليها من قبل المتآمرين و الخونة.

كل هذه الأمور أشعرت الأسد بالراحة, مما جعله يظهر و كأنه ليس معزولا بتلك الطريقة التي يعتقدها البعض. إن هناك 19 دولة من أصل 22 دولة أعضاء في الجامعة العربية قد أدانوه, إضافة إلى الغرب و حتى دول مثل الهند و البرازيل و جنوب أفريقيا. و حماس, و التي كانت تحظى بدعم من قبل سوريا, تخلت عن مقر قيادتها في دمشق. ولكن هناك جارين مهمين, العراق و لبنان, و التي يسيطر عليهم سياسيا من قبل أحزاب شيعية لا يكنان أي محبة لخصوم الأسد. حزب الله, الحزب الشيعي القوي في لبنان يعتبر صديقا حميما. إن شائعات قوية تفيد بأن رئيس وزراء العراق نوري المالكي, قد قام بتقديم أموال إلى جاره المحاصر. و إيران, القوة الشيعية الكبرى و الحليف الموالي ترى أن نظام الأسد هو أهم حليف استراتيجي لها.

في هذه الأثناء فإن هناك جاريين لسوريا, قد لا يكون لديهما مصالح كبيرة في رؤية أي تغيير جذري. إسرائيل تحب أن ترى المحور الذي يربط إيران مع حزب الله مكسورا. فعلى الرغم من اللهجة الخطابية القوية لسوريا حول تحرير مرتفعات الجولان, و التي احتلت من قبل إسرائيل عام 1967, إلا أن الحدود السورية كانت في واقع الأمر من أكثر الحدود الإسرائيلية هدوء لأربعين سنة خلت. إن الخوف من أن مخزون سوريا من الصواريخ و الأسلحة الكيماوية يمكن أن يقع في يد أقل حرصا, يدفع إسرائيل إلى أن ترى أن الحفاظ على نظام الأسد الضعيف و غير الشرعي يصب في مصلحتها. و على الرغم من تاريخ العلاقات العائلية المتوترة مع سوريا, إلا أن الملك عبدالله ملك الأردن قد يفضل هو الآخر الشيطان الذي يعرفه على وجود جمهورية إسلامية بجواره, و ذلك بالرغم من أنه دعا الأسد علانية إلى التنحي.

بالنسبة لروسيا, فإنه يبدو أن الأسد يعتقد بأن الكثير من الأمور  بقيت كما هي في عهد والده, عندما كانت سوريا عميلة لدى الاتحاد السوفيتي, و أن الكرملين سوف يكون قادرا دائما على دفع ثمن دبلوماسي كبير من أجل إنقاذه. إن سوريا بالتأكيد هي زبون متعطش لشراء الأسلحة الروسية , سواء أكان لديها نقود لتنفقها في المستقبل على أمور أخرى أو لا. لقد قامت سوريا بتشجيع روسيا على إصلاح قاعدة عسكرية قديمة تمثل القاعدة العسكرية الوحيدة خارج الاتحاد السوفيتي القديم.

و على جميع هذه الصعد, فإن الأسد قد لا يحسب الأمور بشكل جيد. إن دوافع روسيا أقل من أوهام الحنين إلى حسابات الحرب الباردة. لربما كانت تعتقد أن الأمور كما هو الحال في الشيشان بحيث أن سياسة الأرض المحروقة يمكن أن ترسخ سلاما قاتلا. كما هو الحال في إسرائيل, فإنها قد تفضل أن ترى حدودها الشمالية محكومة من قبل دول مستقطبة و ضعيفة, عوضا عن نشوء كتلة سنية إسلامية يسيطر عليها من قبل تركيا الصاعدة. و قد تكون روسيا سعيدة في مواجهة القوى الغربية التي ترى أنها تتلاعب بنفاق في الرأي العام, خصوصا على أعتاب الانتخابات الرئاسية التي سوف تجري الشهر القادم. و خصوصا إذا كان السعر مناسبا.  

 

النظام الغائب:

الثمن قد يرتفع قريبا, و بشكل سريع. إن معظم المراقبين المستقلين في دمشق يعتقدون أنه في واقع الأمر, و على المدى القصير, فإن القمع الوحشي القاسي قد ينجح في احتواء معظم أشكال المقاومة المسلحة. و لكن إذا كانت درعا تشير إلى شيء, فإنه ليس لدى الأسد أدنى فرصة للحكم على المدى الطويل. كما هو الحال في فيلم مصاصي الدماء, فإن المواطنين يتحركون بصورة طبيعية في الحياة, وهم مملوؤن خوفا من الاتصال مع المسئولين. في عيون معظمهم, فإن الحكومة فقدت مصداقيتها بشكل تام, وفي أحسن الأحوال ما هو إلا شر يعانون منه. إن الغضب البارد الذي يموج في معظم البيوت, يرتبط الآن في قلوب العديد منهم بالحماس الديني, و الذي قد يندلع في أي وقت من الأوقات.

حتى مع ذروة هجوم الجيش, فإن الاحتجاجات الطيارة غالبا ما تندلع في أنحاء مختلفة من سوريا, بما فيها قلب دمشق المسيطر عليه أمنيا. في نهاية الأسبوع الماضي خرج ما يقرب من 400 نقطة تظاهر مختلفة في أنحاء البلاد. رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ذكر في تقرير مختصر له أن ثلث الجنود الاحتياطيين فقط أجابوا الدعوة التي أطلقها الجيش للعودة إلى الخدمة الإجبارية في الجيش السوري. كما أشار إلى الصدع الحاصل في بنية القيادة في سوريا, مع حديث العديد من الضباط عن الحاجة إلى تغيير الأسد و عائلته.

قد يكون هذا الحديث مجرد تضليل من أجل إثارة استياء عدو إسرائيل المتمثل في إيران. و لكن على الصعيد الاقتصادي فإن سوريا تتجه إلى أزمة عميقة. يعتقد أن احتياطيات البنك المركزي قد تجاوزت 20 مليار دولار قبل الانتفاضة. و منذ الانتفاضة يعتقد أن هذه الاحتياطيات قد نقصت ما لا يقل عن الثلثين. إن قيمة الليرة السورية انخفضت بما يقرب من 50%  في الأسابيع القليلة الأخيرة, مما زاد معدل التضخم المتزايد بشكل كبير. إن انقطاع الكهرباء و نقص الوقود أصبح أمرا شائعا, كما أن العديد من المصانع في البلاد قد أغلقت أبوابها. قطاع السياحة قد انعدم تماما. كما أن صادرات النفط المتواضعة, و التي تعتبر من عناصر الدخل الأساسية الثابتة للحكومة قد جفت تماما.

إن العديد من السوريين مقتنعون أنه في النهاية فإن الأسد سوف يتنحى. و لكن ما يقلقهم هو كيف.  لا أحد يتوقع أن تبتلع المعارضة الطعم الروسي و أن تدخل في حوار مع النظام. كما أنهم لا يرون أن الأسد سوف يتخلى عن منصبه بسهولة. من ناحية أخرى, فإنه لا أحد يتوقع الكثير من المساعدة من العالم الخارجي أيضا. إن أولئك الذين يستطيعون تركوا البلاد. و أولئك الذين لا يستطيعون ينتظرون, بانتظار مصيرهم المحتوم.

 

http://media.economist.com/sites/default/files/imagecache/290-width/images/print-edition/20120211_FBM950_1.gif

خريطة حمص

* المفتاح الأول : أحياء علوية (اللون الأخضر)

* المفتاح الثاني: مناطق فيها احتجاجات و اشتباكات (اللون الرمادي)

* المفتاح الثالث: مناطق تتعرض لهجوم مكثف. (اللون البني)

 

Syria ’s crisis

The long road to Damascus

There are signs that the Syrian regime may become still more violent

Feb 11th 2012 | DAMASCUS AND DERAA | from the print edition

SECURITY men, most in plain clothes, speckle the main market square of Deraa , a town of 350,000 near Syria ’s border with Jordan . Yet in the brief time given for visiting journalists to stray from a scripted tour that highlights “terrorist” attacks on state property, a few ordinary citizens dare to speak. “We are so scared,” says a woman clutching a boy’s hand. “I come out to buy food, which costs more every day, but never know if I can make it home again.” A young man with burning, bloodshot eyes lifts his shirt, revealing two bullet scars. “We will never give up,” he declares as men in leather jackets approach to hustle him off. A middle-aged shopper pauses briefly before slipping into an alley. “God help us,” he whispers in deliberate English.

 

It was in Deraa that Syria ’s uprising began last March, with riots protesting against the arrest and nail-pulling torture of teenage boys who, inspired by other Arab revolts unfolding on satellite television, had daubed a wall with the words, “The people demand the fall of the regime”. An ongoing government crackdown has left perhaps 1,000 civilians dead in the town and surrounding villages, imposing an ice-thin calm. Most shops and schools are open only some of the time. Internet-video footage reveals daily combat between chanting, rock-throwing citizens and soldiers shooting live rounds. Officials speak of sporadic “terrorist” attacks on sandbagged checkpoints. As proof they parade a collection of captured pipe bombs and rusted firearms. Clearly though, should the government withdraw its armoured vehicles, combat troops, rooftop snipers and gun-toting thugs, then Deraa would swiftly revert to rebel rule.

The poison in New York

Meanwhile, the world looks on impotently. At the UN Security Council on February 4th, Russia and China raised Western ire by vetoing a mild resolution that would have urged Bashar Assad, the president, to adhere to a peace plan drafted by the Arab League. It pressed him to cede at least some unspecified powers to a deputy, pending the outcome of reconciliation talks. Russia objected to this, and more generally to the West imposing a diktat on a sovereign state it considers an ally.

 

Sergei Lavrov, the Russian foreign minister, accompanied by the overseas intelligence chief, Mikhail Fradkov, flew to Syria on February 7th. Mr Lavrov described their meeting with Mr Assad as productive, insisting that the Syrian president was committed to speedy reforms, including a new constitution and elections, an end to violence and dialogue with his foes. The Russians said that, as a first step, Mr Assad had directed a vice-president, Farouk Sharaa, to initiate talks with opposition groups. “Only Syria can decide the fate of Mr Assad,” Mr Lavrov declared.

America and many of its European allies, along with Arab Gulf states, responded with outrage to the UN vetoes. Saying that Russia and China had granted Mr Assad a licence to kill his own people, they jointly withdrew their ambassadors from Damascus . Sanctions on Syria include export bans on American technology, a European ban on oil imports and strict financial controls, including a freeze on the overseas assets of members of the regime.

Diplomats now speak of further options to press Mr Assad’s regime, such as tabling a vote of condemnation at the UN General Assembly, where no country wields a veto, and forming a contact group together with neighbouring Turkey and Jordan to co-ordinate stronger action. This might include the imposition of safe havens along Syria ’s borders as well as direct aid to the Free Syrian Army, a patchwork of guerrilla cells led by defecting soldiers that has harassed government forces across the country.

 

Even as international diplomacy has degenerated into a power tussle reminiscent of the cold war, Syrians are confronted with scenes of bloody wreckage in their own cities. Since the uprising began 11 months ago, the pattern has been for government forces to single out one rebellious village or urban district at a time for punishment. Some 7,000 civilians have perished as a result of such tactics. Since December frequent protests have taken place even in the heavily populated suburbs ringing Damascus , the capital, and Aleppo , the second city and the country’s commercial hub. Usually, government troops have then withdrawn, taking “terrorist” prisoners with them but leaving behind only token checkpoints.

 

More recently, the state-owned press has spoken ominously of the need to shift away from what it terms “restraint”. A new security plan does indeed seem to have been launched on February 3rd, a day seared in Syrian memories as the anniversary of a merciless 1982 artillery assault on the then-rebellious city of Hama , during the rule of Mr Assad’s father, Hafez, that left the ancient town’s picturesque old quarter in ruins and some 20,000 dead.

Since that date, Bashar Assad’s troops have mounted an unprecedentedly brutal show of force. They have showered artillery and rocket fire on Baba Amr and Khaldiyeh, two rebel-held districts of Homs , Syria ’s third-largest city and the hub of the current uprising. They have also attacked the nearby town of Rastan , the mountain resort of Zabadani, near the Lebanese border, the city of Idlib , close to Turkey , and other towns. Attacks have taken place simultaneously and relentlessly. Opposition sources say they think the shelling is a prelude to ground assaults on all these areas.

 

With up to several hundred projectiles raining into Homs every hour, the nationwide casualty toll has surged from around 20 a day to more than 50. Transport and telephone links, along with power, water and fuel supplies have been severed to many of the stricken areas, which were poor to begin with and have seen their incomes shrivel during the long months of unrest. With thousands of civilians choosing to abandon their homes despite cold winter weather, Syria is likely soon to confront a grave internal refugee crisis within its sealed borders. “We ask for nothing from the world, except for coffins, since there are not enough of them here for our bodies,” declares a sarcastic tweet from Homs .

 

Mr Assad’s government seems to believe that such tactics will succeed in stanching the revolt. A Syrian businessman recounts that in a chance meeting with a senior security official at a posh gym he was told confidently that the current offensive would be decisive. It would in effect “decapitate” the Free Syrian Army, the official boasted.

There are nearby precedents for such success. Saddam Hussein, the former Iraqi dictator, ruled for more than a decade following his brutal suppression of an uprising in the country’s south after the first Gulf war. Turkey ’s army has put a fairly tight lid on Kurdish separatism, just as Israel has crushed two Palestinian intifadas. And Mr Assad’s own father outlived the rebels in Hama .

There are other reasons why Mr Assad might feel he will prevail. The centre of Damascus does, on the surface, appear surprisingly normal. Shops and cafés are open, if largely empty. Traffic is busy at times. Syria ’s president felt secure enough recently to venture out to a restaurant.

 

Despite the rotting of state institutions under one-party rule, Mr Assad’s army and security forces have, to general surprise, so far suffered relatively few defections. Conscripts typically serve far from their hometowns, and the army is believed to have culled potentially disloyal soldiers from active units. Nor has Syria ’s army yet unleashed its full array of firepower, which could include helicopter gunships and jet bombers. Despite making inroads, the rebels, who have briefly controlled areas close to Damascus , have as yet neither the supply lines, nor the communications capacity and heavy weaponry, to mount more than localised pinprick raids.

 

Perhaps more importantly, Mr Assad still enjoys at least tacit backing from a fair proportion of Syrians. The very brutality of his crackdown has, ironically but perhaps deliberately, bolstered loyalty among minorities that together make up a third of Syria ’s 23m people. The Assad clan, which has ruled since 1970, are Alawites, an esoteric branch of Shiism that dominates Syria ’s coastal mountains as well as the armed forces. Poor Alawites also make up much of the rank and file of more shadowy government militias, such as the plainclothes thugs known as the shabiha. Vicious government tactics have served to implicate the Alawites as a whole, raising fears of retribution should the regime fall.

 

Sectarian quicksands

Other minority sects, including half a dozen Christian groups as well as Shias and Druze, are less privileged by or attached to the state. Yet they have benefited from the regime’s secularist doctrine, which has maintained a degree of religious freedom unique in the region. Although Syria ’s opposition leadership is cross-sectarian, on the streets it is the country’s Sunni Arab majority that has suffered the brunt of the oppression.

 

It is no accident that the areas which have fallen under rebel control are almost entirely Sunni. In line with much of the region, Syria ’s Sunnis have grown religiously conservative in recent decades, and increasingly influenced by the harsh anti-Shia rhetoric propounded by Saudi Arabia . As in Iraq , the Sunnis’ predicament has pushed many into outright radicalism. Comments posted below a YouTube video of an Alawite tank commander captured by the Free Syrian Army, for instance, proposed that he should be sodomised before being ritually slaughtered as an “infidel animal”. Many of the rebel army’s local brigades carry names associated with Sunni triumphalism. Mosque sermons in rebel areas habitually describe government forces as satanic hordes.

 

Such talk, seemingly reflecting a Sunni rage that has long simmered under the surface, frightens other Syrians—and with good reason. Alawites recall that what prompted the atrocity in Hama was a far smaller massacre of Alawite army cadets, carried out by members of the Muslim Brotherhood. Fear of empowered Sunni radicals has pushed many Christians, who are keenly aware of the decimation of neighbouring Iraq ’s equally large and ancient Christian community, grudgingly to accept the government’s characterisation of the rebels as terrorists. “We were all with the revolution so long as the demonstrations were peaceful,” says a Christian housewife in Damascus . “But how can we support an armed criminal mob?”

 

For reasons of class, many Sunnis, particularly among the privileged business elite that has profited under the Assads, also fear the revolutionaries. Middle-class Syrians, too, are often warier of growing economic hardship than of oppressive rule. Even the country’s long-repressed 15% Kurdish minority, which is mostly Sunni Muslim, has only tepidly embraced the uprising. “They are hedging bets,” says a Syrian analyst. “What they want is guarantees of Kurdish national rights, and so long as the opposition cannot give these, they can hope Bashar will reward them for staying quiet.”

Divided opposition

The fissures within Syrian society have stymied efforts to organise opposition to the regime. When Mr Assad succeeded his father 12 years ago, a flush of optimism emboldened intellectuals to demand democratic reforms in a movement known as the Damascus spring. Most were eventually jailed or exiled and have lost credibility. But even with much coaxing from Western powers, products of the uprising such as the Syrian National Council (SNC) and a rival group, the National Co-ordination Body (NCB), have gained little diplomatic traction. Neither do they have much influence in Syria , where local committees organise resistance. The two main opposition groupings have bickered over strategy, as the NCB at first counselled dialogue with the state and the SNC backed foreign intervention. In fact, neither course has proved fruitful. Some Syrians suspect the Muslim Brotherhood of being too powerful within the SNC, whereas others say it is a tool of America . Even the head of the Free Syrian Army has complained that the exiled opposition groups are dominated by plotters and traitors.

All this has comforted Mr Assad, who appears to reckon that he is not as isolated as some think. True, 19 of the Arab League’s 22 member states now shun him, along with the West and even countries such as India , Brazil and South Africa . And Hamas, the Palestinian Islamist group that was long backed by Syria , has abandoned its Damascus headquarters. But two crucial neighbours, Iraq and Lebanon , are politically dominated by Shia parties with no love for Mr Assad’s foes. Hizbullah, the powerful Lebanese Shia party-cum-militia, is a staunch friend. Strong rumours suggest that Iraq ’s prime minister, Nuri al-Maliki, has quietly funnelled money to his beleaguered neighbour. And Iran , the Shia superpower and a longstanding ally, views Mr Assad’s regime as its most important strategic buffer.

Two of Syria ’s other neighbours, meanwhile, may have little interest in seeing radical change. Israel would dearly love to break the axis linking Iran to Hizbullah. Yet despite Syria ’s rhetoric about liberating the Golan Heights, captured by Israel in 1967, the Syrian border has in fact been Israel ’s quietest for the past 40 years. Fearing that Syria ’s stockpile of missiles and chemical weapons could fall into less restrained hands, Israel may also calculate that maintaining a feeble, delegitimised Assad regime is in its interest. Despite his own family’s history of tense relations with Syria , Jordan ’s King Abdullah, too, may prefer the devil he knows to the possibility of an Islamist republic next door, though he has publicly called for Mr Assad’s ouster.

 

As for Russia , Mr Assad seems to believe that much as in his father’s time, when Syria was a Soviet client state, the Kremlin will be willing to pay a high diplomatic price to prop him up. Syria has certainly been an avid customer for Russian arms—though whether it will have money to spend in future is another matter. It has encouraged Russia to revamp a naval station at Tartus that represents Russia ’s only military base outside the old Soviet Union .

Yet on all these scores, Mr Assad could be overplaying his hand. Russia is driven less by nostalgic delusions than by cold calculation. Perhaps it believes that, as in Chechnya , a scorched-earth policy can fix a deathly peace. Like Israel , it would prefer to see its southern flank bordered by weak and polarised states, rather than an emerging Sunni Islamist bloc dominated by an increasingly powerful Turkey . Russia may also be happy to cock a snook at Western powers it regards as hypocritically manipulative of public opinion, particularly in advance of next month’s presidential election. But only if the price is right.

 

The zombie regime

That price could soon rise, dramatically. Most independent observers in Damascus believe that indeed, in the short term, the Syrian regime’s savage offensive may succeed in containing most forms of armed resistance. But if Deraa is any indication, Mr Assad has little chance of long-term survival. As in a vampire film, citizens go through the motions of daily life, fearful of contact with officials. In the eyes of most, the government is totally discredited, at best an evil to be suffered. The cold fury that clearly burns in many homes, linked now in many hearts to religious fervour, may flare at any time.

Even with the army’s offensive at its peak, flash protests are frequently breaking out across Syria , including in the security-infested heart of Damascus . Over a recent weekend, protesters staged some 400 separate demonstrations. Israel ’s military-intelligence chief reported in a recent public briefing that only a third of conscripts answered the latest call-up for Syria ’s compulsory military service. He also cited intelligence of cracks in Syria ’s command structure, with officers speaking of the need to replace Mr Assad and his clan.

This may be disinformation, designed to dismay Israel ’s enemy, Iran . But in economic terms Syria is pitching into a deepening crisis. The central bank’s reserves are believed to have topped $20 billion before the uprising. Since then they are thought to have fallen by as much as two-thirds. Syria ’s currency has slipped by nearly 50% in the past few weeks, stoking already fierce inflation. Power cuts and fuel shortages are common, and many of the country’s factories have closed. The tourist industry is all but dead. Syria ’s modest oil exports, the staple of government revenue, have virtually dried up.

Many Syrians are convinced that, eventually, Mr Assad will go. What worries them is how. Few expect the opposition to seize Russia ’s bait and engage in talks with the regime. Nor do they see Mr Assad retiring willingly. On the other hand, few expect much help from the outside world either. Those who can are leaving the country. Those who cannot are waiting, resigned to their fate.

http://www.economist.com/node/21547305?fsrc=

nlw%7Cnewe%7C2-9-2012%7Cpolitics_this_week

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً

 


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ