ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الأزمة
السورية: الطريق الطويل إلى
دمشق الإيكونومست 11/2/2012 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي رجال
الأمن, الذين غالبا ما يرتدون
ملابس مدنية, ينتشرون في ساحة
السوق الرئيسة في درعا, و هي
المدينة التي يقطنها ما يقرب من
350000 نسمة و التي تقع على الحدود
مع الأردن. في الوقت القليل الذي
أعطي للصحافيين الزائرين لعمل
جولة مضللة ليكتبوا فيها عن
الهجمات "الإرهابية" على
ممتلكات الدولة, فإن قليلا من
المواطنين العاديين تجرؤوا على
الكلام. تقول امرأة كانت تمسك
بيد ابنها "إننا خائفون جدا".
"لقد خرجت لشراء الطعام, و
الذي أصبح أكثر كلفة يوما بعد
يوم, و لكنني لا أعرف مطلقا إذا
ما كان بإمكاني صنعه في البيت
مرة أخرى". و هناك شاب عليه
آثار حروق مع عيون محتقنة بالدم
رفع قميصه ليظهر ندوبا لرصاصتين
أصيب بهما في وقت سابق. و قد قال
"نحن لن نستسلم أبدا" و ذلك
مع ظهور رجال بمعاطف جلدية
قاموا بإبعاده عنا. وقد همس لي
رجل في منتصف العمر توقف لفترة
وجيزة قبل أن يذهب بعيدا باللغة
الإنجليزية "ليكن الله في
عوننا". لقد
كانت درعا هي التي أطلقت بداية
الانتفاضة في سوريا في مارس
الماضي, و ذلك مع الاحتجاجات
التي خرجت ضد اعتقال و نزع أظافر
و تعذيب أطفال تأثروا بالثورات
العربية التي ظهرت على شاشات
التلفاز, و قاموا بكتابة شعارات
على الجدران مثل "الشعب يريد
إسقاط النظام". و قد أدى القمع
الحكومي إلى مقتل ما يقرب من 1000
شخص في المدينة و القرى
المجاورة, مما أدى إلى فرض حالة
من الهدوء الهش. إن معظم المحال
التجارية و المدارس تفتح لبعض
الوقت فقط. إن مشاهد الإنترنت
تظهر يوميا مواجهات ما بين
المواطنين الذين يقومون
بالهتاف و رمي الحجارة و ما بين
الجنود الذين يطلقون الرصاص
الحي. المسئولون يتكلمون عن شن
هجمات إرهابية على نقاط التفتيش.
و كدليل فإن المواطنين يظهرون
أنابيب القذائف و بقايا
الرصاصات التي أطلقت من قبل
الجيش. و من الواضح أنه لو قامت
الحكومة بسحب عرباتها المدرعة و
قواتها المقاتلة و القناصين و
الشبيحة المسلحين, فإن درعا سوف
تعود بسرعة إلى حكم المتمردين. السم
في نيويورك: في هذه
الأثناء, يبدو العالم عاجزا. في
مجلس الأمن و في الرابع من
فبراير, أثارت كل من روسيا و
الصين الغضب الغربي بسبب
معارضتها لقرار معتدل من شأنه
أن يحث الرئيس بشار الأسد على
الالتزام بخطة السلام المقدمة
من قبل الجامعة العربية. هذه
الخطة تضغط على الرئيس ليقوم
بتسليم بعض السلطات غير المحددة
إلى نائبه, بناء على نتيجة
محادثات المصالحة. و قد عارضت
روسيا هذا الأمر, و قامت روسيا
بمعارضة الغرب
بشكل عام بسبب فرضه إملاءات على
دولة ذات سيادة تعتبر حليفة له. وزير
الخارجية الروسي سيرجي لافروف
مصحوبا برئيس الاستخبارات
الروسية الخارجية ميخائيل
فرادكوف, قام بزيارة سوريا في 7
فبراير. و قد وصف السيد لافروف
لقائه مع السيد الأسد بأنه كان
لقاء مثمرا, مشددا على أن الرئيس
السوري كان ملتزما في تسريع
الإصلاحات, بما فيها الانتخابات
الدستورية و إنهاء العنف و
الحوار مع خصومه. لقد قال الروس
بأنه و كخطوة أولى فقد وجه الأسد
نائبه فاروق الشرع للبدء في
الحوار مع المجموعات المعارضة.
وقد أعلن السيد لافروف أن "
السوريين فقط هم من يقرر مصير
السيد الأسد". الأمريكيون
و العديد من حلفائهم الأوروبيون,إضافة
إلى دول الخليج العربي, ردوا
بصورة غاضبة على الفيتو الذي
استخدم في مجلس الأمن. قائلين
بأن روسيا و الصين قد ضمنوا
للأسد رخصة لقتل شعبه, و قد
قاموا و بشكل جماعي بسحب
سفرائهم من دمشق. إن العقوبات
المفروضة على سوريا تتضمن حظرا
على تصدير التكنولوجيا
الأمريكية و فرض حظر على
استيراد النفط و القيام برقابة
مالية صارمة بما فيها تجميد
الأصول الخارجية لعناصر من
النظام. الدبلوماسيون
يتحدثون الآن عن خيارات إضافية
للضغط على نظام الأسد, مثل
الحصول على إدانة من الهيئة
العمومية في الأمم المتحدة حيث
لا يوجد هناك أي حق لأي دولة
باستخدام الفيتو و العمل على
تشكيل مجموعة اتصال تتضمن جيران
سوريا تركيا و الأردن من أجل
التنسيق للقيام بأعمال أكثر قوة.
و قد يتضمن هذا الأمر إنشاء
مناطق آمنة على طول الحدود
السورية و تقديم مساعدات إضافية
للجيش السوري الحر, و الذي يتكون
من خليط من الخلايا يقودها جنود
منشقون يعملون على مناوشة
القوات الحكومية على طول البلاد.
حتى مع
اتجاه الدبلوماسية الدولية
باتجاه صراع القوى مما يعيد إلى
الأذهان الحرب الباردة, فإن
السوريين يواجهون مشاهدا من
بحار الدماء في مدنهم. منذ أن
بدأت الإنتفاضة قبل 11 شهرا, فإن
نمط عمل القوات الحكومية هو
التوجه نحو قرية أو منطقة
متمردة في وقت واحد لعقابها. لقد
قتل ما يقرب من 7000 شخص كنتيجة
لهذا التكتيك. منذ ديسمبر فإن
المظاهرات قد بدأت بالظهور في
أماكن مكتظة بالسكان في أحياء
في مدينة دمشق العاصمة و في حلب
و هي المدينة الثانية و العاصمة
التجارية للبلاد. في العادة, فإن
القوات الحكومية تقوم
بالانسحاب و تأخذ في طريقها
معتقلين "إرهابيين" و
لكنها تترك خلفها نقاط تفتيش
رمزية فقط. في
الآونة الأخيرة, تحدثت وسائل
الإعلام المملوكة من قبل
الحكومة بشكل مشئوم عن الحاجة
إلى التحول بعيدا عن سياسة ضبط
النفس. و في والواقع يبدو أن
الخطة الأمنية الجديدة قد بدأ
العمل بها في الثالث من فبراير و
ذلك في اليوم الذي يتذكره
السوريون على أنه ذكرى مذبحة
حماة التي حدثت عام 1982 و التي
استخدمت فيها المدفعية لدك
المدينة التي كانت متمردة في
ذلك الوقت, و ذلك إبان حكم حافظ
الأسد والد بشار,و هو الهجوم
الذي أحال ما يقرب من ربع
المدينة القديمة إلى ركام و أدى
إلى مقتل ما يقرب من 20000 شخص. منذ
ذلك التوقيت, قامت قوات بشار
الأسد بزيادة استعراض القوة
الوحشي بطريقة غير مسبوقة. لقد
قاموا باستخدام نيرا ن الصواريخ
و المدفعية في قصف بابا عمرو و
الخالدية و هما حيان ثائران في
محافظة حمص, و هي المدينة
الثالثة في سوريا من حيث الحجم و
مرتكز الانتفاضة الحالية. كما
أنها تقوم بمهاجمة مدينة الرستن
القريبة و منتجع الزبداني
الجبلي قرب الحدود اللبنانية و
مدينة إدلب القريبة من تركيا, و
مدن أخرى. و
قد كانت هذه الهجمات متزامنة و
تميزت بقسوتها. تقول مصادر
المعارضة بأنهم يعتقدون أن هذا
القصف ما هو إلا مقدمة لاجتياح
بري على هذه المناطق جميعها. مع
سقوط مئات القذائف التي تمطر
حمص كل ساعة, فإن أعداد القتلى
في البلاد قد ازدادت بشكل كبير
من معدل 20 قتيل يوميا إلى ما
يزيد على 50. خطوط المواصلات و
الاتصالات إضافة إلى الطاقة و
المياه و إمدادات الوقود تقطع
في العديد من المناطق المنكوبة,
و التي كانت تعيش في حالة سيئة
منذ البداية و شهدت مداخليهم
تقلصا كبيرا خلال شهور الاضطراب
الطويلة. و مع اختيار آلاف
المدنيين ترك بيوتهم على الرغم
من برودة الشتاء , فإن سوريا على
الأرجح سوف تواجه أزمة لاجئين
داخلية خطيرة داخل حدودها. و قدر
ورد تعليق على التويتر من داخل
مدينة حمص يقول "لا نريد شيئا
من العالم, عدا الأكفان بسبب عدم
وجود عدد يكفي تغطية أجسادنا".
يبدو
أن حكومة السيد الأسد تعتقد أن
مثل هذا التكتيك سوف ينجح في وقف
الثورة. رجل أعمال سوري وفي
مقابلة بالمصادفة مع ضابط أمن
رفيع المستوى في مركز رياضي
فاخر قال له بأن الهجوم الحالي
سوف يكون حاسما. و تفاخر المسئول
بأن هذا الهجوم سوف يؤدي إلى
الحد من تأثير الجيش السوري
الحر. إن
هناك سوابق لمثل هذا النجاح في
مناطق قريبة. صدام حسين,
الدكتاتور العراقي السابق, حكم
لأكثر من عقد بعد قمعه الوحشي
لانتفاضة كبيرة اندلعت في جنوب
البلاد بعد حرب الخليج الأولى.
كما أن الجيش التركي قد نجح في
إلى حد كبير في الحد من النزعة
الانفصالية لدى الأكراد, كما أن
إسرائيل نجحت في سحق انتفاضتين
فلسطينيتين. كما أن والد بشار
الأسد نجح في سحق المتمردين في
حماة. إن
هناك أسبابا أخرى لمعرفة سبب
شعور الأسد بأنه سوف ينجح في
الخروج من الأزمة. إن مركز دمشق
يبدو على السطح عاديا جدا.
المحال التجارية و المقاهي
مفتوحة, حتى و إن كانت فارغة إلى
حد كبير. هناك ازدحام في الشوارع
في بعض الأوقات. إن الرئيس
السوري شعر بالأمن بشكل كاف
مؤخرا لكي يخرج إلى أحد المطاعم.
على
الرغم من تعفن مؤسسات الدولة
تحت حكم الحزب الواحد, فإن جيش
الأسد و قوات الأمن لم تشهد و هو
أمر مفاجئ حالات انشقاق كبيرة
نسبيا. إن المجندين عادة ما
يخدمون في مناطق بعيدة عن
بلداتهم الأصلية, و يعتقد أن
الجيش قد قام بإعدام جنود من و
حدات نشطة. كما أن الجيش السوري
لم يقم لحد الآن باستخدام كامل
ترسانته من القوة النارية التي
يمتلكها و التي من الممكن أن
تشمل طائرات مروحية و طائرات
حربية قاذفة. على الرغم من أن
أنهم يقومون بشق طريقهم فإن
المتمردين الذين قاموا
بالسيطرة المؤقتة على مناطق
قريبة من دمشق لا يملكون خطوط
إمداد ولا قدرات على الاتصال و
لا سلاح ثقيل, حيث أنهم لا
يستطيعون شن أكثر من غارات
محلية صغيرة. لربما
الأمر الأهم من ذلك, أن السيد
الأسد لا زال يتمتع بتأييد و لو
ضمني ضمن شريحة واسعة من
السوريين. إن قمعه الوحشي قد أدى
و للمفارقة إلى تعزيز الولاء
ضمن الأقليات الذين يشكلون مع
بعضهم البعض ثلث الشعب السوري
المكون من 23 مليون نسمة. إن
عائلة الأسد, و التي تحكم منذ
العام 1970, علوية, وهي تنتمي إلى
المذهب الشيعي و هي تسيطر على
الجبال الساحلية و القوات
المسلحة. كما أن العلويين
الفقراء يشكلون الميليشيات
الحكومية التي تعمل في الظل, و
هم البلطجية الذين يرتدون ملابس
مدنية و الذين يطلق عليهم اسم
الشبيحة. إن التكتيكات الحكومية
قد ساهمت في توريط العلويين
بشكل كامل معها, مما يثير
المخاوف من العقاب بعد سقوط
النظام. الرمال
الطائفية المتحركة: الأقليات
الطائفية الأخرى بما فيها
المسيحيين و الدروز و الشيعة,
أقل حصولا على المميزات و
التصاقا بالدولة من العلويين. و
لكنهم برغم ذلك يحصلون على
الفوائد من عقيدة النظام
العلمانية, و الذي حافظ على درجة
من الحرية الدينية نادرة في
المنطقة. و على الرغم من أن
قيادة المعارضة السورية غير
طائفية, إلا أنه في الشارع فإن
الغالبية العربية السنية هي
التي عانت من وطأة القهر. ليس من
قبيل المصادفة بأن المناطق التي
وقعت تحت سيطرة المتمردين هي في
الغالب سنية. تماشيا مع جزء كبير
من المنطقة, فإن السنة في سوريا
قد توجهوا نحو المحافظة الدينية
بشكل كبير في العقود الأخيرة, و
قد تأثروا بشكل متزايد بالخطاب
المعادي للشيعة المطروح من قبل
السعودية. و كما هو الحال في
العراق, فإن الأزمة قد دفعت
العديد من السنة هناك نحو
التطرف المغالي. على سبيل
المثال فإن هناك مقطع فيديو على
اليوتيوب لقائد دبابة علوي تم
إلقاء القبض عليه من قبل الجيش
السوري الحر, يشير المقطع إلى
أنه يجب أن يذبح كأي حيوان كافر.
العديد من كتائب المتمردين تحمل
أسماء مرتبطة بانتصارات سنية.
الخطب التي يتم إلقاءها في
المساجد في مناطق المتمردين تصف
قوات الحكومة بأنها مجرد جحافل
شيطانية. مثل
هذا الكلام, يعكس غضب السنة الذي
كان يقبع لفترة طويلة تحت السطح,
وهو ما يخيف السوريين الآخرين
لأسباب جيدة. العلويون يقولون
أن ما دفع باتجاه المجازر في
حماة هو حصول مجزرة ضد مجندين
علويين شباب قام بها أعضاء من
الإخوان المسلمين. إن الخوف من
تمكين المتطرفين السنة هو ما
دفع العديد من المسيحيين الذي
يدركون المصير الذي آلت إليه
أحوال المسيحيين المتواجدين
قديما و بعدد كبير في العراق,
إلى القبول على مضض بوصف
الحكومة المتمردين على أنهم
إرهابيين. تقول ربة بيت مسيحية
في دمشق :"إننا جميعا مع
الثورة طالما أن الاحتجاجات
سلمية, و لكن كيف يمكن لنا أن
ندعم حركة إرهابية مسلحة؟". لأسباب
طبقية, فإن العديد من السنة و
خصوصا طبقة نخبة رجال الأعمال و
التي حققت فوائد كبيرة تحت حكم
عائلة الأسد, تخشى أيضا من
الثوار. الطبقة السورية
المتوسطة, تكون عادة أكثر قلقا
من الصعوبات الاقتصادية
المتزايدة و ليس من الحكم
القمعي. حتى الأقلية الكردية
المضطهدة و التي تشكل 15% من
مجموع السكان و التي تنتمي
بغالبيتها إلى الطائفة السنية,
لم تدخل في الانتفاضة كما يجب.
يقول محلل سوري "إنهم يحوطون
رهاناتهم, إن ما يريدونه هو
التأكد من الحصول على الحقوق
الكردية الوطنية, و طالما أن
المعارضة لا يمكن أن تقدم هذه
الأمور, فإنهم يأملون
في أن بشار سوف يكافئهم بسبب
بقائهم هادئين". المعارضة
المنقسمة: لقد
عرقلت الانقسامات داخل المجتمع
السوري الجهود لتنظيم المعارضة.
عندما نجح السيد الأسد في خلافة
والده قبل 12 سنة, سادت حالة من
التفاؤل المثقفين و دعتهم
للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية
في الحركة التي سميت وقتها
بربيع دمشق. إن معظم هؤلاء
الأشخاص قد تعرضوا إما للاعتقال
أو للنفي و قد فقدوا المصداقية.
و لكن حتى مع الاقتناع من القوى
الغربية فإن نتائج الثورة مثل
المجلس الوطني السوري و هيئة
التنسيق لم يحظوا بالكثير من
الأرضية. كما أنه لم يكن لهم ذلك
التأثير في سوريا, حيث تقوم
اللجان المحلية بتنسيق عمليات
المقاومة. لقد احتدم الجدل ما
بين الجماعتين الرئيسيتين حول
الإستراتيجية, حيث أن هيئة
التنسيق دعت إلى الحوار مع
الدولة بينما دعم المجلس الوطني
السوري التدخل الأجنبي. في
الواقع, فقد ثبت أن أي من
الطريقين ليس له أي نتائج مثمرة.
يعتقد بعض السوريين أن جماعة
الإخوان المسلمين تحظى بحضور
قوي داخل المجلس الوطني السوري,
بينما يقول آخرون أن هذا المجلس
ما هو إلا أداة بيد الأمريكان.
حتى قائد الجيش السوري الحر
اشتكى من أن الجماعات المعارضة
في الخارج يسيطر عليها من قبل
المتآمرين و الخونة. كل هذه
الأمور أشعرت الأسد بالراحة,
مما جعله يظهر و كأنه ليس معزولا
بتلك الطريقة التي يعتقدها
البعض. إن هناك 19 دولة من أصل 22
دولة أعضاء في الجامعة العربية
قد أدانوه, إضافة إلى الغرب و
حتى دول مثل الهند و البرازيل و
جنوب أفريقيا. و حماس, و التي
كانت تحظى بدعم من قبل سوريا,
تخلت عن مقر قيادتها في دمشق.
ولكن هناك جارين مهمين, العراق و
لبنان, و التي يسيطر عليهم
سياسيا من قبل أحزاب شيعية لا
يكنان أي محبة لخصوم الأسد. حزب
الله, الحزب الشيعي القوي في
لبنان يعتبر صديقا حميما. إن
شائعات قوية تفيد بأن رئيس
وزراء العراق نوري المالكي, قد
قام بتقديم أموال إلى جاره
المحاصر. و إيران, القوة الشيعية
الكبرى و الحليف الموالي ترى أن
نظام الأسد هو أهم حليف
استراتيجي لها. في هذه
الأثناء فإن هناك جاريين لسوريا,
قد لا يكون لديهما مصالح كبيرة
في رؤية أي تغيير جذري. إسرائيل
تحب أن ترى المحور الذي يربط
إيران مع حزب الله مكسورا. فعلى
الرغم من اللهجة الخطابية
القوية لسوريا حول تحرير
مرتفعات الجولان, و التي احتلت
من قبل إسرائيل عام 1967, إلا أن
الحدود السورية كانت في واقع
الأمر من أكثر الحدود
الإسرائيلية هدوء لأربعين سنة
خلت. إن الخوف من أن مخزون
سوريا من الصواريخ و الأسلحة
الكيماوية يمكن أن يقع في يد أقل
حرصا, يدفع إسرائيل إلى أن ترى
أن الحفاظ على نظام الأسد
الضعيف و غير الشرعي يصب في
مصلحتها. و على الرغم من تاريخ
العلاقات العائلية المتوترة مع
سوريا, إلا أن الملك عبدالله ملك
الأردن قد يفضل هو الآخر
الشيطان الذي يعرفه على وجود
جمهورية إسلامية بجواره, و ذلك
بالرغم من أنه دعا الأسد علانية
إلى التنحي. بالنسبة
لروسيا, فإنه يبدو أن الأسد
يعتقد بأن الكثير من الأمور
بقيت كما هي في عهد والده,
عندما كانت سوريا عميلة لدى
الاتحاد السوفيتي, و أن
الكرملين سوف يكون قادرا دائما
على دفع ثمن دبلوماسي كبير من
أجل إنقاذه. إن سوريا بالتأكيد
هي زبون متعطش لشراء الأسلحة
الروسية , سواء أكان لديها نقود
لتنفقها في المستقبل على أمور
أخرى أو لا. لقد قامت سوريا
بتشجيع روسيا على إصلاح قاعدة
عسكرية قديمة تمثل القاعدة
العسكرية الوحيدة خارج الاتحاد
السوفيتي القديم. و على
جميع هذه الصعد, فإن الأسد قد لا
يحسب الأمور بشكل جيد. إن دوافع
روسيا أقل من أوهام الحنين إلى
حسابات الحرب الباردة. لربما
كانت تعتقد أن الأمور كما هو
الحال في الشيشان بحيث أن سياسة
الأرض المحروقة يمكن أن ترسخ
سلاما قاتلا. كما هو الحال في
إسرائيل, فإنها قد تفضل أن ترى
حدودها الشمالية محكومة من قبل
دول مستقطبة و ضعيفة, عوضا عن
نشوء كتلة سنية إسلامية يسيطر
عليها من قبل تركيا الصاعدة. و
قد تكون روسيا سعيدة في مواجهة
القوى الغربية التي ترى أنها
تتلاعب بنفاق في الرأي العام,
خصوصا على أعتاب الانتخابات
الرئاسية التي سوف تجري الشهر
القادم. و خصوصا إذا كان السعر
مناسبا.
النظام
الغائب: الثمن
قد يرتفع قريبا, و بشكل سريع. إن
معظم المراقبين المستقلين في
دمشق يعتقدون أنه في واقع الأمر,
و على المدى القصير, فإن القمع
الوحشي القاسي قد ينجح في
احتواء معظم أشكال المقاومة
المسلحة. و لكن إذا كانت درعا
تشير إلى شيء, فإنه ليس لدى
الأسد أدنى فرصة للحكم على
المدى الطويل. كما هو الحال في
فيلم مصاصي الدماء, فإن
المواطنين يتحركون بصورة
طبيعية في الحياة, وهم مملوؤن
خوفا من الاتصال مع المسئولين.
في عيون معظمهم, فإن الحكومة
فقدت مصداقيتها بشكل تام, وفي
أحسن الأحوال ما هو إلا شر
يعانون منه. إن الغضب البارد
الذي يموج في معظم البيوت, يرتبط
الآن في قلوب العديد منهم
بالحماس الديني, و الذي قد يندلع
في أي وقت من الأوقات. حتى مع
ذروة هجوم الجيش, فإن
الاحتجاجات الطيارة غالبا ما
تندلع في أنحاء مختلفة من سوريا,
بما فيها قلب دمشق المسيطر عليه
أمنيا. في نهاية الأسبوع الماضي
خرج ما يقرب من 400 نقطة تظاهر
مختلفة في أنحاء البلاد. رئيس
الاستخبارات العسكرية
الإسرائيلية ذكر في تقرير مختصر
له أن ثلث الجنود الاحتياطيين
فقط أجابوا الدعوة التي أطلقها
الجيش للعودة إلى الخدمة
الإجبارية في الجيش السوري. كما
أشار إلى الصدع الحاصل في بنية
القيادة في سوريا, مع حديث
العديد من الضباط عن الحاجة إلى
تغيير الأسد و عائلته. قد
يكون هذا الحديث مجرد تضليل من
أجل إثارة استياء عدو إسرائيل
المتمثل في إيران. و لكن على
الصعيد الاقتصادي فإن سوريا
تتجه إلى أزمة عميقة. يعتقد أن
احتياطيات البنك المركزي قد
تجاوزت 20 مليار دولار قبل
الانتفاضة. و منذ الانتفاضة
يعتقد أن هذه الاحتياطيات قد
نقصت ما لا يقل عن الثلثين. إن
قيمة الليرة السورية انخفضت بما
يقرب من 50% في
الأسابيع القليلة الأخيرة, مما
زاد معدل التضخم المتزايد بشكل
كبير. إن انقطاع الكهرباء و نقص
الوقود أصبح أمرا شائعا, كما أن
العديد من المصانع في البلاد قد
أغلقت أبوابها. قطاع السياحة قد
انعدم تماما. كما أن صادرات
النفط المتواضعة, و التي تعتبر
من عناصر الدخل الأساسية
الثابتة للحكومة قد جفت تماما. إن
العديد من السوريين مقتنعون أنه
في النهاية فإن الأسد سوف يتنحى.
و لكن ما يقلقهم هو كيف.
لا أحد يتوقع أن تبتلع
المعارضة الطعم الروسي و أن
تدخل في حوار مع النظام. كما
أنهم لا يرون أن الأسد سوف يتخلى
عن منصبه بسهولة. من ناحية أخرى,
فإنه لا أحد يتوقع الكثير من
المساعدة من العالم الخارجي
أيضا. إن أولئك الذين يستطيعون
تركوا البلاد. و أولئك الذين لا
يستطيعون ينتظرون, بانتظار
مصيرهم المحتوم.
خريطة حمص *
المفتاح الأول : أحياء علوية (اللون
الأخضر) *
المفتاح الثاني: مناطق فيها
احتجاجات و اشتباكات (اللون
الرمادي) *
المفتاح الثالث: مناطق تتعرض
لهجوم مكثف. (اللون البني) The long
road to There are
signs that the Syrian regime may become still more
violent Feb 11th
2012 | DAMASCUS AND DERAA | from the print edition SECURITY
men, most in plain clothes, speckle the main market It was in
Deraa that The
poison in Meanwhile,
the world looks on impotently. At the UN Security
Council on February 4th, Sergei
Lavrov, the Russian foreign minister, accompanied by the
overseas intelligence chief, Mikhail Fradkov, flew to Diplomats
now speak of further options to press Mr Assad’s
regime, such as tabling a vote of condemnation at the UN
General Assembly, where no country wields a veto, and
forming a contact group together with neighbouring Even as
international diplomacy has degenerated into a power
tussle reminiscent of the cold war, Syrians are
confronted with scenes of bloody wreckage in their own
cities. Since the uprising began 11 months ago, the
pattern has been for government forces to single out one
rebellious village or urban district at a time for
punishment. Some 7,000 civilians have perished as a
result of such tactics. Since December frequent protests
have taken place even in the heavily populated suburbs
ringing More
recently, the state-owned press has spoken ominously of
the need to shift away from what it terms
“restraint”. A new security plan does indeed seem to
have been launched on February 3rd, a day seared in
Syrian memories as the anniversary of a merciless 1982
artillery assault on the then-rebellious city of Since
that date, Bashar Assad’s troops have mounted an
unprecedentedly brutal show of force. They have showered
artillery and rocket fire on Baba Amr and Khaldiyeh, two
rebel-held districts of With up
to several hundred projectiles raining into Mr
Assad’s government seems to believe that such tactics
will succeed in stanching the revolt. A Syrian
businessman recounts that in a chance meeting with a
senior security official at a posh gym he was told
confidently that the current offensive would be
decisive. It would in effect “decapitate” the Free
Syrian Army, the official boasted. There are
nearby precedents for such success. Saddam Hussein, the
former Iraqi dictator, ruled for more than a decade
following his brutal suppression of an uprising in the
country’s south after the first Gulf war. There are
other reasons why Mr Assad might feel he will prevail.
The centre of Despite
the rotting of state institutions under one-party rule,
Mr Assad’s army and security forces have, to general
surprise, so far suffered relatively few defections.
Conscripts typically serve far from their hometowns, and
the army is believed to have culled potentially disloyal
soldiers from active units. Nor has Perhaps
more importantly, Mr Assad still enjoys at least tacit
backing from a fair proportion of Syrians. The very
brutality of his crackdown has, ironically but perhaps
deliberately, bolstered loyalty among minorities that
together make up a third of Sectarian
quicksands Other
minority sects, including half a dozen Christian groups
as well as Shias and Druze, are less privileged by or
attached to the state. Yet they have benefited from the
regime’s secularist doctrine, which has maintained a
degree of religious freedom unique in the region.
Although It is no
accident that the areas which have fallen under rebel
control are almost entirely Sunni. In line with much of
the region, Such
talk, seemingly reflecting a Sunni rage that has long
simmered under the surface, frightens other
Syrians—and with good reason. Alawites recall that
what prompted the atrocity in For
reasons of class, many Sunnis, particularly among the
privileged business elite that has profited under the
Assads, also fear the revolutionaries. Middle-class
Syrians, too, are often warier of growing economic
hardship than of oppressive rule. Even the country’s
long-repressed 15% Kurdish minority, which is mostly
Sunni Muslim, has only tepidly embraced the uprising.
“They are hedging bets,” says a Syrian analyst.
“What they want is guarantees of Kurdish national
rights, and so long as the opposition cannot give these,
they can hope Bashar will reward them for staying quiet.” Divided
opposition The
fissures within Syrian society have stymied efforts to
organise opposition to the regime. When Mr Assad
succeeded his father 12 years ago, a flush of optimism
emboldened intellectuals to demand democratic reforms in
a movement known as the All this
has comforted Mr Assad, who appears to reckon that he is
not as isolated as some think. True, 19 of the Arab
League’s 22 member states now shun him, along with the
West and even countries such as Two of As for Yet on
all these scores, Mr Assad could be overplaying his
hand. The
zombie regime That
price could soon rise, dramatically. Most independent
observers in Even with
the army’s offensive at its peak, flash protests are
frequently breaking out across This may
be disinformation, designed to dismay Many
Syrians are convinced that, eventually, Mr Assad will
go. What worries them is how. Few expect the opposition
to seize http://www.economist.com/node/21547305?fsrc= nlw%7Cnewe%7C2-9-2012%7Cpolitics_this_week ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |