ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الأزمة
السورية بقراءة إسرائيلية: ''على
المعارضة السورية أن تبني نفسها
كبديل ذي مصداقية'' بعد
مرور عام على الأزمة السورية
وصلت سوريا اليوم إلى طريق
مسدود، فالمعارضة غير قادرة على
الإطاحة بنظام الرئيس بشار
الأسد وقوات الأسد غير قادرة
على سحق المعارضة. السفير
الإسرائيلي الأسبق لدى
الولايات المتحدة ايتيمار
رابينوفيتش في قراءة للموقف في
سوريا. ايتيمار
رابينوفيتش حقوق
النشر: بروجيكت سينديكيت 2012 نقلا
عن موقع قنطرة 22-05-2012 إن
هناك تصميما في مواقف كلا
الطرفين فالمعارضة مصممة على
الإطاحة بنظام ترى أنه غير شرعي
وطائفي ومستبد وملطخ بالدماء،
بينما ترى العناصر الأساسية
المتشددة في النظام أنه
بالمحافظة على النظام، فإن هذا
النظام سوف يتمكن في نهاية
المطاف من اسكات المعارضة وبإن
اي تنازل سوف يهدد بقاءه . يعتقد
هولاء ان سقوط النظام يعني زوال
ومصرع قيادة النظام وجزء كبير
من الاقلية العلوية والتي ينتمي
اليها معظم عناصر النظام . إن
الأسد وجماعته يستمدون القوة من
فشل العالم في الاستجابة بشكل
فعال إلى قمعهم الوحشي للثورة
في حمص حيث قاموا بمعاقبة
الناجين منها بشكل وحشي كتحذير
للمعارضين في أماكن أخرى . إن
هذا يمكن أن يروع بعض المدنيين
في سوريا على المدى القصير
ولكنه سوف يؤدي الى زيادة الغضب
الشعبي مما سيؤدي الى زيادة
احتمالية المحاسبة الدموية
للاسد والمقربين منه في
المستقبل. الحلقة
المفرغة هل
ستنجح خطة أنان في إخراج سوريا
من الأزمة؟ أما
اليوم فإن من المرجح ان يستمر
هذا الطريق المسدود الوحشي لبعض
الوقت . إن المهام الدبلوماسية
والإنسانية التي يقودها الامين
العام السابق للأمم المتحدة
كوفي انان ووكيلة الامم المتحدة
للشؤون الانسانية فاليري اموس
تبدو غير فعالة مما يتشابه مع
الجهود التي قادها المجتمع
الدولي والجامعة العربية
للتخفيف من الصراع أو تسهيل
التوصل لحل سياسي. لقد
عانت السلطات من بعض الانشقاقات
اهمها تلك التي جاءت بعد وقت
قريب من وصول العنف في حمص
لذروته والمتمثلة في استقالة
نائب وزير الطاقة وانضمامه
للمعارضة. لكن بالرغم من انشقاق
بعض الضباط ايضا فإن النظام
تمكن من المحافظة على تماسكه
الاساسي. ان
الجيش والاجهزة الامنية
والطائفة العلوية ما تزال تقف
بقوة مع النظام وجزء كبير من
الشعب السوري- الطبقة الوسطى في
دمشق وحلب والمسيحيون وغيرهم من
الاقليات – يتخذون موقفا سلبيا
او يقفون على الحياد نظرا لأنهم
يشعرون بالقلق ان البديل للوضع
الراهن هو الفوضى والحرب
الاهلية وربما سيطرة
الراديكالين الاسلاميين بينما
تستمر روسيا والصين في توفير
الغطاء الدبلوماسي وتستمر
ايران في ارسال الدعم المادي. ان
الحياة في دمشق بالرغم من
ازدياد النواقص تبدو طبيعية
تقريبا. الموقف
الدولي أما
على الجانب الاخر فإنه يبدو ان
القتل لا يخيف اعداء النظام
والذين يستمرون في تنظيم
الاحتجاجات في طول البلاد
وعرضها . ان المعارضة المسلحة
تنتشر وان كان بشكل بطيء. ان
الدول الغربية وتركيا ومعظم
العالم العربي يشعرون بالغضب
الشديد من القتل الوحشي والدمار
حيث يزداد الضغط من اجل التدخل
وتشديد العقوبات الدولية .لكن
الضغط الاقليمي والدولي على
الاسد لم يكن فعالا وبينما بدا
وكأن الجامعة العربية تصرفت
بشكل حاسم في نوفمبر الماضي
عندما قامت بتعليق عضوية سوريا
فإن بعثة المراقبين العسكريين
التي ارسلتها الى سوريا كانت
عبارة عن مهزلة. لقد فقدت
مبادرات تركيا الكثير من زخمها
والولايات المتحدة الامريكية
وحلفاءها الاوروبيون تكتفي فقط
بتقديم الاقتراحات الدبلوماسية
اي من الناحية العملية فإن تلك
الجهود لم يكن لها تأثير كبير
على النظام. تدعي
امريكا والغرب انه ليس بامكانها
التصرف بشكل فعال بدون تفويض من
الامم المتحدة والذي من الصعوبة
بمكان الحصول عليه بسبب استخدام
روسيا والصين حق النقض الفيتو
ضد القرارات المعادية لسوريا في
مجلس الامن. لكن في واقع الامر
فإن الحكومات في واشنطن ولندن
وباريس وغيرها بامكانها عمل
اكثر من ذلك بكثير بدون قرار
صادر عن مجلس الامن. ربما ما
يلفت النظر بشكل اكبر انه بينما
قامت بعض الحكومات باغلاق
سفاراتها في دمشق (بسبب
الاعتبارات الامنية على حد
قولها ) لم يحدث قطع منهجي
للعلاقات الدبلوماسية مع سوريا
كما لم يحدث وقف للرحلات الجوية
من والى وسوريا او اية اجراءات
اخرى يمكن ان تجعل الناس في دمشق
وحلب ينقلبون على النظام وتنهي
الازمة. ان هذا
التناقض يمكن تفسيره الى حد
كبير بالقلق الغربي والعربي من
ضعف وغموض القيادة السياسية
للمعارضة السورية . ان هناك
تناقض دراماتيكي بين شجاعة
وصلابة المتظاهرين والمقاتلين
في حمص وادلب ودرعا والجبهة
الوطنية السورية والتي فشل
اعضاءها وفصائلها في تشكيل
برنامج سياسي متماسك وبناء هوية
واسم والحصول على الاعتراف . ان
صناع السياسة في الغرب وفي
الخليج يسألون انفسهم كيف ستبدو
سوريا في اليوم الذي يلي
الاطاحة بالاسد . لقد كان ذلك
واضحا بشكل كبير في الاسبوع
الثاني من شهر مارس عندما عبر
بعض المسؤولين من وزارة الدفاع
الامريكية عن احباطهم من
المعارضة السورية في العديد من
اللقاءات الصحفية. لقد
كان النظام فعالا في استغلال
الغموض وذلك عن طريق نشر الخوف
من السيناريو المصري والمتمثل
في ان ضعف الناشطين العلمانيين
سوف يؤدي الى سيطرة الاخوان
المسلمين والجهاديين وفي واقع
الامر فإن من الصعب فصل السبب عن
التأثير . ان الاعتراف
بالمعارضة كحكومة شرعية لسوريا
كما كان الحال في ليبيا سوف يعطي
اعداء الاسد دعما معنويا ولكن
ولغاية الان فهم يفتقدون
للاهمية والوزن اللازمين لمثل
هكذا خطوة جريئة . إن المعارضة
يجب ان تبني نفسها كبديل ذي
مصداقية وكبديل جذاب لنظام
الاسد ويجب ان يقوم منتقدو
النظام الدوليين والاقليميين
بالمساعدة في ذلك . ان النظام
محكوم عليه بالفشل فهو يفتقد
للشرعية وسوف يكون مصيره السقوط
ولكن هذا يمكن ان يأخذ وقتا
طويلا ويكون الثمن باهظا . ان
البديل هو معارضة فعالة تتمتع
بدعم لا لبس فيه من اللاعبين
الأساسيين الإقليميين
والدوليين. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |