ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيا بقلم:
فولكر بيرثس /نيويورك تايمز 19/6/2012 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي سوريا, البلد التي عشت فيها قبل ربع قرن من
الزمان من أجل إجراء بحث حول
الاقتصاد السياسي للبلاد, يبدو
أنها تتجه للانهيار و يعود ذلك
بسبب رئيس إلى أن الهياكل
السياسية التي درستها في ذلك
الوقت لم تتغير بشكل حقيقي أبدا.
بشار الأسد, و بعد أن ورث السلطة عن والده
قبل 12 عاما مضت, يريد فقط أن يقوم
بتحديث النظام, و ليس إصلاحه
أبدا. إن
أمن النظام لا زال يحتل
الأولوية القصوى: و السلطة
محصورة في يد الرئيس و المقربين
منه, و هم يمارسونها بشكل محدد
من أشكال الاستبداد التي تعتمد
على العلاقات الطائفية و
التوظيف الانتقائي من خلال
الفساد و المحسوبية, و القمع
العنيف للمعارضة. عوضا عن بناء مجتمع يقوم على المواطنة و
الاعتراف بالتنوع الغني
للهويات الاجتماعية و الدينية و
الإثنية و الإقليمية و السياسية
في سوريا, فإن النظام و لعقود
طويلة قام بفرض قيود على الفضاء
السياسي و جعل الحوار السياسي
خاصا و محصورا إضافة إلى توليد
العداوات الطائفية. من خلال اتخاذ القرار بمواجهة الثورة
السلمية أصلا بالقوة الوحشية –
الحل العسكري أو الأمني بلغة
النظام- فإن الرئيس الأسد بنفسه
قد عرض البلاد إلى تهديد حقيقي
بالسقوط في حرب طائفية و أعمال
متوقعة للانتقام الطائفي ضد
طائفته العلوية و ذلك إذا أو
عندما يسقط النظام. لقد اقتنعت قيادة النظام أن بإمكانها
تحقيق النصر عسكريا و بذلك فهي
لم تقم بأي جهد من أجل تطبيق خطة
سلام كوفي عنان. فهي لم تسحب
الأسلحة الثقيلة؛ كما أن معظم
المعتقلين لم يطلق سراحهم؛ و
عمليات قصف المناطق السكنية لا
زالت مستمرة. في نفس الوقت, فإن
الاحتجاجات أصبحت أكثر
استنزافا و أكثر عسكرية, وهي من
غير المحتمل أن تحقق نصرا
عسكريا, ولكنها قوية بما يكفي
لكي تستمر. إن لدى مراقبي الأمم المتحدة تفويض
بالمراقبة فقط, و ليس بالتدخل
للحماية, و لكنهم لم يكونوا
قادرين على أداء مهمتهم
المحدودة حتى بسبب العنف و
العرقلة. لا الأمم المتحدة و لا الجامعة العربية و
الولايات المتحدة أو الاتحاد
الأوروبي لديه خطة بديلة و لكن
كل مذبحة جديدة تثير دعوات لبعض
أشكال التدخل العسكري. إن الغضب الأخلاقي و بكل الأحوال لا يعطي
أي توجه استراتيجي. إن الهدف
الرئيس الآن يجب أن يصب في وقف
العنف و فتح الطريق لشكل من
أشكال التوسط للتحول السياسي, و
هو جوهر خطة عنان. إن أي شخص يصر على أنه لا يجب استبعاد أي
خيار يجب أن يزن الخيارات بشكل
حذر. التدخل العسكري المحدود, و
ذلك على شكل سلسلة من الضربات
الجوية على المطارات العسكرية
أو خطوط الدبابات, سوف يعطي بعض
التوازن فقط للحرب الأهلية, و لن
يشكل نهاية لها. و المنطقة
الآمنة على الحدود التركية أو
الأردنية يجب أن تكون فقط لمن
يقع ضمنها. إن من شأن حملة عسكرية واسعة النطاق,
كحملة القصف في ليبيا أو غزو
بقيادة الناتو, أن يؤدي إلى أن
يتحمل التحالف مسئولية مستقبل
البلاد. كما أن التأمل و بكل
بساطة أن تقوم الأمم المتحدة
برعاية السلام الأهلي و
المصالحة و إعادة البناء
السياسي, سوف يكون أمرا غير
مسئول تماما. و بالطبع, فإنه لن يكون هناك أي شرعية
إقليمية أو دولية لهذا الشكل من
التدخل ما لم تستنفد جميع
الوسائل الدبلوماسية. على اللاعبين الدوليين المرتبطين
بالموضوع أن يستمروا في
محاولتهم إيجاد حل سياسي. إن
أفضل سيناريو معقول سوف يكون في
الدخول في عملية انتقال سياسي
مؤقت لنائب الرئيس و القيام
بنفي الأسد و المقربين منه من
أجل السماح بوساطة حقيقية من
قبل الأمم المتحدة و الجامعة
العربية للدخول في حوار وطني
حول المستقبل السياسي للبلاد.
إن مثل هذا الحل على الطريقة اليمنية سوف
يترك الكثير من الرغبات غير
المحققة, خصوصا أنها سوف تمنح
الحصانة للأسد. و لكنها سوف تكون
قادرة على وقف إراقة الدماء. ليس هناك أي ضمانات أن مثل هذه النتيجة
يمكن الوصول إليها. لجعل الأمر
ممكنا, فإن على الأسد و زمرته أن
يدركوا أنه لن يكون بوسعهم
تحقيق النصر عسكريا, و أن الحرب
الأهلية طويلة الأمد يمكن أن
تهدد مستقبل مجتمعه الخاص.
ولكنه و عائلته و كبار مساعديه
سوف يكونون بحاجة أيضا إلى
معرفة أن هناك طريقا آمنا لهم,
أي أن هناك بديل عن القتال حتى
النهاية. و لهذا فإنه ليس من الخطأ, وضع التهديد
العسكري أمامهم. ومن المهم هو
فرض حظر اقتصادي شديد على
البلاد من أجل فرض مزيد من
العزلة السياسية على النظام. و
هذا لا يعني أن يكون هناك نهاية
للاتصال مع النظام: حتى الحل
اليمني الأصلي كان يجب أن يتم
التفاوض عليه مع الرئيس. و على
طرف ما أن يقوم بنفس الأمر مع
الأسد. إن لروسيا دورا مركزيا هنا, و لا يعود هذا
إلى امتلاكها للفيتو في مجلس
الأمن. إن دمشق لا زالت تستمع
إلى الممثلين الروس؛ و إذا سمع
الرئيس الأسد من روسيا فقط أن
اللعبة انتهت فإنه سوف يشعر حقا
بالعزلة. كما أن بإمكان روسيا أن تعطي ضمانات
لعائلة الأسد, بما فيها تقديم
عرض بتوفير ملاذ آمن لنقل في
سوتشي مثلا. إن المطلعين في
موسكو لا يعتقدون أن نظام الأسد
سوف ينجو, و لكن هناك قلقا من أن
سقوطه سوف يشكل خسارة
إستراتيجية لروسيا. و لكن هذا
الأمر لن يتم إذا كان لروسيا دور
قيادي في الجهود الدولية لإنقاذ
سوريا. إن المؤتمر الدولي في
موسكو و الذي سيركز على وضع
نهاية لإراقة الدماء, و آليات
انتقال السلطة و الدعم الدولي
من أجل حفظ السلام بعد عملية
الانتقال قد يكون أفضل خيار
متوفر اليوم. إن إنقاذ سوريا لا يتعلق بمصالح الأطراف
الخارجية في المقام الأول. إن
علينا أن لا نتجاهل أن حوالي 20%
أو أكثر من السكان هم من
الداعمين الحقيقيين للنظام, و
هناك نسبة لا بأس بها تشعر
بالخوف من البدائل الممكنة
لنظام الأسد, و من الفوضى التي
سوف تلي نهايته, أو من خطر
انقسام البلاد. فقط إذا شعرت الأقليات و الجماعات الأخرى
التي كان يعتمد عليها
النظام لعقود طويلة بأنه
سوف يكون لهم مستقبل في سوريا ما
بعد الأسد فإنه من الممكن تجنب
الحرب الأهلية بعد سقوط النظام,
وهي الحرب التي من الممكن أن
تكون من أطول الحروب و أكثرها
دموية لحد الآن. OP-ED
CONTRIBUTOR The
Solution in By
VOLKER PERTHES Published:
June 19, 2012 Bashar
al-Assad, after inheriting power from his father 12
years ago, only wanted to modernize the system, never
reform it. Regime security remains the highest priority:
Power is concentrated in the hands of the president and
his entourage, and is exercised in a specific form of
authoritarianism that relies on confessional ties,
selective inclusion through patronage and corruption,
and heavy repression of dissent. Rather
than build a community that is based on citizenship and
acknowledges the rich diversity of social, religious,
ethnic, regional and political identities in By
deciding to meet the originally peaceful uprising with
brutal force — the military or “security” solution
in regime parlance — President Assad has himself
brought upon the country the real threat of all-out
sectarian war and potential acts of sectarian revenge
against his own Alawite community if and when the regime
collapses. The
regime leadership has been convinced that it can win
militarily and has consequently done nothing to
implement Kofi Annan’s peace plan. It has not
withdrawn heavy weapons; most prisoners have not been
released; the bombardment of residential areas has
continued. At the same time, the protests have become a
veritable uprising of attrition — increasingly
militarized, unlikely to win militarily, but strong
enough to prevail. United
Nations observers have a mandate only to observe, not to
intervene and protect, but they have not been able to
fulfill even their limited mission due to violence and
obstruction. Neither
the United Nations, nor the Arab League, the United
States or the European Union have a “Plan B,” but
each new massacre raises new calls for some form of
military intervention. Moral
outrage, however, does not give strategic guidance. The
prime goal now should be to stop the violence and
thereby open the way for a mediated form of political
transition — in essence what Annan’s plan was about. Any
one who rightly insists that no option should be
excluded should weigh the options very carefully.
Limited military action, such as a series of air strikes
on military airports or tank columns, would most
probably only bring some balance into the civil war, not
end it. A protection zone on the Turkish or the
Jordanian border would only protect those who are in it. A
more massive military operation, such as a Libya-type
bombing campaign or a NATO-led invasion, would also
oblige the intervening coalition to assume
responsibility for the future of the country: Simply to
hope that the United Nations would somehow take care of
restoring domestic peace, reconciliation and political
reconstruction, would be utterly irresponsible. And,
of course, there would not be any regional or
international legitimacy for such an intervention unless
all diplomatic means had been exhausted. Relevant
international actors must therefore continue trying to
find a political solution. The best plausible scenario
would involve the temporary transfer of power to a
deputy of the president and the exile of Assad and his
entourage so as to allow a real, U.N.- and Arab
League-meditated national dialogue on the political
future of the country. Such
a “Yemen-style” solution leaves much to be desired,
particularly because it would grant impunity to Assad.
But it could stop the bloodshed. There
are no guarantees that such an outcome can be achieved.
To make it possible, Assad and his cohorts would have to
realize that they cannot win militarily, and that a
long-drawn civil war could threaten the future of his
community. But he, his family and his top aides would
also need to know that there is a safe way out for them
— i.e. that there is an alternative to fighting to the
end. It
is not wrong, therefore, to build up a military threat.
It is even more important to impose a strict economic
embargo on the country and increase the political
isolation of the regime. This does not mean an end to
all communication with the regime: Even the original
“Yemeni solution” had to be negotiated with the
incumbent. Someone will have to do the same with Assad. Rescuing
Only
if the minorities and other groups that the regime has
relied on for decades feel assured that they, too, have
a future in post-Assad Syria will it be possible to
avert a civil war after the fall of the regime, one that
could be even longer and bloodier than the one now
underway. Volker
Perthes is director of the German Institute for
International and Security Affairs (SWP), http://www.nytimes.com/2012/06/20/opinion/th e-solution-in-syria-must-be-political.html?_r=1 ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |