ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سوريا: وقت العمل بقلم:
جايمس تراوب/فورين بوليسي 31/8/2012 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي منذ الوقت الذي تحولت فيه المظاهرات
السلمية في سوريا إلى انتفاضة
مسلحة, فإنه كان من المعقول
القول بأن أي تدخل خارجي متصور
سوف تكون مضاره أكثر من منافعه.
لقد دعمت هذه الفكرة أنا شخصيا.
و لكن الوضع على الأرض قد تغير,
كما أن حسابات الجهات الخارجية
يجب أن تتغير أيضا. إن على إدارة
الرئيس الأمريكي باراك أوباما
أن تقبل بأن النتيجة الوحيدة
المرغوب بها هي انتصار
المتمردين و عليها أن تعمل
بصورة أكثر نشاطا مما كانت عليه
من أجل تسريع الوصول إلى ذلك
النصر و من أجل تجنب تصفيات
الحسابات الرهيبة التي يمكن أن
تنتج عن مثل هذه النتيجة. صحيح أن القوات السورية قد ارتكبت فظائع
مرعبة في الأسابيع الأخيرة, و
ذلك سواء بالدخول إلى البيوت
بيتا بيتا كما حدث في مدينة
داريا في دمشق أو من خلال القصف
عن بعد ضد طوابير المدنيين
الذين ينتظرون الحصول على الخبز
في مدينة حلب الشمالية, و هي
أمور تم توثيقها في مشاهد فيديو
تم بثها مؤخرا من قبل هيومان
رايتس ووتش. و لكن الموضوع
الأخلاقي للتدخل كان لا جدال
فيه قبل مقتل عشرات الآلاف من
السوريين. و لكن ما تغير هو
الموضوع العملي. العديد من الأشخاص الذين دعموا التدخل في
ليبيا, بمن فيهم مسئولون من
البيت الأبيض, عارضوا عملا
مماثلا في سوريا خوفا من أن
تزايد العداوات يمكن أن يحول
التمرد إلى حالة حرب أهلية
شاملة, مما سوف يثير كراهية
طائفية و يهدد دول الجوار بتدفق
أعداد كبيرة من اللاجئين إضافة
إلى خلق توتر إثني و ديني. و لكن
كل هذه الأمور أصبحت أمورا
ممكنة ببساطة نتيجة لإطلاق
العنان لبشار الأسد. إن الصراع قد تسارع مسبقا إلى مستويات لم
تكن متصورة. إن النظام السوري
منخرط الآن في
عمل إستراتيجي لمواجهة
التمرد من خلال استخدام الطريقة
المتوحشة التي استخدمت بفعالية
من قبل السودان ضد شعبها في
الجنوب و في دارفور, و ذلك بقتل
أعداد كبيرة من المدنيين من أجل
تحطيم إرادة المعارضة. لقد قام
الأسد بزرع بذور الكراهية
الطائفية من خلال إطلاق العنان
للقوات العلوية ضد المدنيين
السنة, و في المقابل تحويل سوريا
إلى ساحة جديدة للمتطرفين السنة,
الذين يعبر عدد كبير منهم
الحدود من العراق. كما أنه قام
بتصدير الصراع خارج حدود سوريا,
مع تصارع السنة و العلويين في
شوارع طرابلس, و هي ثاني أكبر
مدينة في لبنان. إن الخطر الأكبر
الذي يتهدد سوريا والمنطقة الآن
قادم من السماح للحرب الأهلية
السورية بالاستمرار دون توقف. إذا تغيرت حسابات الضرر, فإن حسابات
المنافع سوف تتغير أيضا. إن
منطقة حظر الطيران لن تكون
مفيدة في وقف الشبيحة و الجنود
الذين ارتكبوا المذابح في داريا.
النظام, على كل حال, ليس لديه ما
يكفي من القوات من أجل قمع
التمرد في كل مكان في نفس الوقت.
إن الأسد يقوم بنشر المروحيات
العسكرية و الطيران الحربي في
حلب و إدلب و في أماكن أخرى في
الشمال ليس من أجل ترهيب
المدنيين فقط و لكن من أجل منع
الثوار من فرض سيطرتهم على
مساحات كبيرة من الأراضي, كما
فعلت المعارضة الليبية في
بنغازي. لقد بدأ المتمردون في
إسقاط بعض المروحيات و الطائرات
العسكرية الحكومية, و لكن الأسد
لا زال يعول على الترهيب الجوي
من أجل السيطرة على المنطقة. أن
منطقة حظر الطيران قد لا توقف
القتل, و لكنها يمكن أن تقدم
للمتمردين موطئ قدم هم بأمس
الحاجة إليه. و على خلاف ليبيا, حيث كان من الواضح من
الخارج بأن طائرات الناتو سوف
تقصف دبابات معمر القذافي و
ناقلات الجنود و المدرعات, ولكن
منطقة حظر طيران تمتد مسافة 75
ميل جنوب الحدود التركية
السورية يمكن أن تغير الأمور في
سوريا. إن منطقة حظر الطيران أصبحت فكرة معقولة
الآن. لربما لو لم يتم التدخل
العسكري في ليبيا, فإن القوى
الغربية و الإقليمية لربما كان
من الممكن أن تحضر لمثل هذه
المهمة. و لكن ليبيا استنزفت
مصادر الناتو و أغضبت روسا
والصين و دول أخرى قالت بأنها
صوتت فقط من أجل منطقة حظر طيران
محدودة. إن كلا من روسيا والصين
ترى أن مجلس الأمن لن يوافق أبدا
على أي قرار يشرع لمثل هذا
الهجوم. كما أن هناك القليل من
الدلائل تشير إلى أن أي من
المشاركين في الجهود الجديدة –
الولايات المتحدة و تركيا و
السعودية- لديها أي طموح للدخول
في عمل عسكري في سوريا, خصوصا في
غياب موافقة مجلس الأمن. لقد طلب وزير الخارجية التركي أحمد داوود
أوغلو من الأمم المتحدة أن تنشئ
ملاذا آمنا, و لكن الأتراك
يدركون تماما أن روسيا و الصين
سوف تعارضان مثل هذا القرار.
الأتراك, يشعرون بقلق عميق حول
أثر زعزعة الاستقرار جراء تدفق
أعداد كبيرة من اللاجئين
السوريين, على الرغم من أن الرقم
الذي قد يفوق 250000, يمكن أن يؤدي
إلى أن تخلق تركيا منطقة عازلة
خاصة بها, إلا أنها على ما يبدو
ليس لديها أي نية لفعل هذا الأمر.
و بينما قالت وزيرة الخارجية
الأمريكية هيلاري كلينتون في
تركيا في منتصف أغسطس بأن
الولايات المتحدة و تركيا
تعملان على خلق مجموعة عمل من
أجل دراسة إنشاء منطقة حظر
طيران و خيارات أخرى. و لكن
مسئول من المخابرات الأمريكية
تكلمت إليه قال بأنه لا يوجد أي
تخطيط عسكري جدي من أجل منطقة
حظر جوي يجري الإعداد له في
الوقت الحالي. إن مسئولي الإدارة يقولون بأنه لا يمكن
لهم أن يتحركوا دون تركيا, ولكن
هناك شكوى من أن الزعماء و
الدبلوماسيين و الأتراك بالكاد
يتحدثون مع الجيش التركي, و الذي
لا يبدي أي اهتمام بالعمل
العسكري. قد يكون هذا الأمر
صحيحا, و لكن مسئولي الولايات
المتحدة يبدون في حالة من الرضا
لاستخدام تركيا بالطريقة التي
تقوم فيها تركيا باستخدام
الولايات المتحدة: وهي تجنب
اللوم بسبب الفشل في اتخاذ أي
خطوة. مع محاولة الرئيس
الأمريكي إعادة انتخابه من قبل
الأمريكان فإنه لا يعير الكثير
من الاهتمام للعالم خارج الحدود
الأمريكية, إن البيت الأبيض لا
يريد أن يستدرج إلى حملة أجنبية
يمكن أن تتحول إلى مهمة بشعة. في
الواقع, فقد رفضت المتحدثة باسم
الخارجية الأمريكية فيكتوريا
نولاند طرح داوود أوغلو فيما
يخص المنطقة العازلة, قائلة بأن
الولايات المتحدة تريد مساعدة
اللاجئين في تركيا و ليس حماية
من هم داخل سوريا. لقد قال لي أحد مسئولي الإدارة بأنه و
بسبب أن المتمردين يحققون
انتصارات الآن, فإن التدخل
الخارجي أصبح أمرا غير ضروري.
ولكن هذا الأمر يبدو و كأنه
ذريعة مريحة لعدم القيام بأي
شيء. إن الأسد قد يخسر في
النهاية المعركة مع المتمردين,
و لكن مئات آلاف السوريين سوف
يقتلون قبل حدوث هذا الأمر, كما
أن الأجواء سوف تصبح أكثر فتكا.
و بسبب أنه من الواضح أن الأسد
لن يتخلى عن منصبه إلا إذا شعر
بالخوف من الموت أو الهزيمة
الساحقة, فإن النهاية سوف تكون
نصرا للمتمردين. و إذا أرادت
الولايات المتحدة أن ينتصر
المتمردون فإن عليها أن تقوم
بكل ما يمكن فعله لمساعدتهم على
النصر, و النصر بطريقة تمنع
سوريا ما بعد الأسد من التحول
إلى عراق آخر. كما أنه لا يجب
عليك أن تكون جون ماكين لتعتقد
أن الولايات المتحدة بحاجة إلى
أن تضع نفسها في المكان الصحيح
من التاريخ. هل هناك أي بديل؟ إن البديل الأكثر وضوحا
هو تزويد المعارضة بالمعدات
العسكرية التي يتوسلون من أجل
الحصول عليها. لحد الآن, فقد
قامت إدارة أوباما بتقديم
المعدات غير القاتلة فقط, و
معظمها معدات اتصال. و لكن بحسب
نيويورك تايمز, فإن مسئولي
الولايات المتحدة قاموا بمنح
رخصة تصدير للمجموعات السورية
المعارضة التي تبحث عن تقديم
السلاح للمتمردين. و لكن لماذا
لا تقوم واشنطن بهذا الأمر بشكل
مباشر عوضا عن القيام به بشكل
غير مباشر؟ أحد مسئولي الولايات
المتحدة السابقين على معرفة
وثيقة بالشأن السوري أوحى لنا
بالبديل :"فقط خصص 50 أو 100
مليون دولار كمساعدات سرية, و
أرسل رجالا بحقائب المال إلى
المنطقة". بطبيعة الحال, فإن الأحداث تستدعي ذكريات
أفغانستان في الثمانينات, و ذلك
عندما قامت السي آي أيه بتزويد
المجاهدين المعادين للسوفييت
بصواريخ ستنغر و التي سقطت في
نهاية المطاف في أيدي القاعدة.
هذه ليست سابقة مشجعة. و لكن
وردت تقارير بأن مسئولي السي آي
أيه موجودون على الأرض في سوريا
و تركيا و يساعدون في توجيه
المساعدات لقادة المتمردين
الذين تعتقد الولايات المتحدة
بأن بإمكانها العمل معهم. و إن
كانت هذه المساعدة غير كافية
إلى حد بعيد, و يعود ذلك جزئيا
إلى أن السعودية و قطر لم تقوما
بتقديم السلاح كما وعدتا من قبل.
لقد تم إجبار المتمردين مرة بعد
مرة إلى الانسحاب من معارك
كانوا قد يفوزون بها بسبب نقص
الذخيرة و القوة النارية. مع
امتلاك قدرات لصواريخ مضادة
للطائرات, فإن المتمردين قد
يستطيعون خلق منطقة آمنة خاصة
بهم. و مع وجود مضادات للدبابات,
فإنهم قد يغيرون مجرى الأمور في
مناطق أخرى متنازع عليها. إن لدى الولايات المتحدة مصلحة عميقة ليس
فقط في وقف المذبحة في سوريا, و
لكن في امتلاك حضور قوي على
الأرض عندما يحدث ذلك , كما فعلت
في ليبيا و الفضل في ذلك للحملة
الجوية للناتو. لن يكون من السهل,
تحت أي ظرف من الظروف, منع
انحدار سوريا إلى المواجهات
الإثنية و الدينية أو إلى حرب
شاملة يحارب فيها الكل ضد الكل.
و لكن إذا بقيت واشنطن على
الخطوط الجانبية, كما هو الحال
الآن, فإنه سوف يكون لها نفوذ
محدود مع أولئك الذين سوف
ينتصرون في النهاية, و هكذا فإنه
سوف يكون لها قدرة قليلة على
المساعدة في تشكيل مشهد سوريا
ما بعد الأسد. قد يقرر أوباما تأجيل القرار حتى ما بعد
الانتخابات, و لكن هذا الأمر سوف
يكون مثارا كبيرا للسخرية. إن
عليه أن يتحرك الآن, قبل أن يفوت
الأوان. The
Time for Action BY
JAMES TRAUB | AUGUST 31, 2012 From
the time that the peaceful protests in It
is true that Syrian forces have committed terrible
atrocities in recent weeks, both in the house-to-house
killings in the Many
people who supported the intervention in Libya,
including officials in the White House, have opposed
comparable action in Syria out of concern that
escalating hostilities could turn an insurgency into a
full-blown civil war, inflaming sectarian hatred and
threatening neighbors with massive refugee flows and
ethnic and religious tension. But almost all those
things have come to pass simply as a result of the
demons Syrian President Bashar al-Assad has unleashed. The
war has already escalated to previously unimaginable
levels. The Syrian regime is now engaging in the
strategy of counterinsurgency-by-atrocity used so
effectively by If
the calculus of potential harm has changed, so too has
the calculus of potential good. A no-fly zone would have
done nothing to stop the thugs and soldiers who carried
out the massacres in Daraya. The regime, however,
doesn't have enough troops to repress the rebellion
everywhere at once. Assad has been deploying helicopters
and jets in And
unlike in A
no-fly zone now makes sense. Perhaps if the Administration
officials say that they cannot act without One
administration official said to me that because the
rebels are now winning, outside intervention has become
unnecessary. But that, too, sounds like a mighty
convenient excuse for inaction. Assad may eventually
lose his battle with the rebels, but many more thousands
of Syrians are likely to die before he does, and an
already poisonous atmosphere will become yet more
lethal. Because it is now beyond obvious that Assad will
leave only if he fears death or imminent defeat, the end
must come with a rebel victory. And if the Is
there an alternative? The obvious one is to give the
rebels the military equipment they have been begging
for. Until now, the Obama administration has provided
only nonlethal equipment, mostly communications gear.
But according to the New York Times, Of
course, that conjures up memories of The
United States has a profound interest not only in
bringing the slaughter in Syria to an end, but in having
a meaningful presence on the ground when that happens --
as it did in Libya thanks to the NATO air campaign. It
will not be easy, under any circumstances, to prevent Obama
might decide to postpone the decision until after the
election, but that would be an act of consummate
cynicism. He should act now, before it's too late. http://www.foreignpolicy.com/articles/2012/08/ 31/syria_the_time_for_action?page=0,0 ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |