ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
كيف ستتعامل روسيا مع الهزيمة في سوريا؟ بقلم:
ريتشارد غوان/وورلد بوليتيكس
ريفيو 17/12/2012 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي تعتبر
عملية إدارة الهزيمة بشكل جيد
من أعظم المهارات التي يمكن لأي
دبلوماسي أن يمتلكها. للمؤرخين
إعجاب خاص برجل الدولة الذي
يستطيع إخراج بلادهم من الحروب
الفاشلة. من هؤلاء الدبلوماسيين
الأبطال "تاليراند" الذي
دافع بذكاء عن المصالح الفرنسية
بعد هزيمة نابليون, و هنري كسنجر,
الذي نصح بخروج الولايات
المتحدة من فيتنام. و مع انعكاس
التحديات القادمة على عام 2013,
فإن سيرجي لافروف قد يتساءل ما
إذا كان قادرا على إدارة تبعات
حرب خاسرة. بالنسبة
للافروف, فإن الحرب الخاسرة
تتمثل في الصراع السوري. على
الرغم من وجود ما يزيد على 40000
قتيل, فإن الصراع السوري بالكاد
يشابه سواء بالحجم أو بالأهمية
الحروب التي ساعد تاليراند و
كسنجر على وقفها. و لكن خلال
العام الماضي, فقد أصبح لدى
روسيا اختبار في أن تدعي أنها
قوة عظمى. لافروف و المسئولين
الروس في الأمم المتحدة دافعوا
بقوة عن النظام السوري في
مواجهة الضغط الغربي, و ذلك
باستخدام أساليب دبلوماسية
بارعة لتأخير و تعطيل و إنكار
الجهود الأمريكية و الأوروبية
المتكررة لحل الأزمة. إن
الدبلوماسيين الغربيين مؤمنون
أن لافروف يسير بطريق مضاد
للأجندة الغربية و هذا الطريق
تم وضعه من قبل الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين, الذي بدا انه
وضع سياسات روسيا في التعامل مع
سوريا قبل أن يستعيد منصب
الرئاسة هذا الصيف. على الرغم من
مناورات لافروف الماهرة, فإنه و
بوتين يواجهان الآن احتمال
هزيمة دبلوماسية كبيرة.
وقد حذر دبلوماسي روسي رفيع
المستوى الأسبوع الماضي ان
الحكومة السورية "تفقد
السيطرة بشكل سريع" على
البلاد. و كما لاحظت في هذه
الصفحة, فإن السؤال الحقيقي
الآن هو ما إذا كان السقوط
النهائي للنظام سوف يتبعه تسوية
سياسية أو حالة من الفوضى. موسكو
مصرة على ان الحل الوحيد للصراع
يكمن في الحوار
الذي يتضمن الحكومة الفاشلة في
دمشق. وعلى الرغم من أن لافروف
يمتلك المهارة الكافية لإعادة
تفسير أو إسقاط هذا الالتزام
عندما تتكشف نهاية الصراع, فإن
هنالك الآن فرصة كبيرة لكي يتم
تهميش روسيا مع قيام المتمردين
بشق طريقهم نحو النصر. هذا
الأمر سوف يكون بمثابة كارثة
بالنسبة لروسيا على عدة مستويات.
إن هنالك ما يقرب من 30000 مواطن
روسي في سوريا, من ضمنهم عدد من
المستشارين العسكريين, و هؤلاء
سوف تكون حياتهم في خطر. كما أن
بوتين و مستشاريه قلقون من
العلاقة ما بين الجماعات
الإسلامية المتطرفة في سوريا و
تلك الموجودة في القوقاز. إن
الفشل في حماية الرئيس بشار
الأسد سوف يؤدي إلى تقويض نفوذ
روسيا المتبقي على القوى الأخرى
الموجودة في الشرق الأوسط, و
أهمها إيران. كما أن الصين التي
تدعم روسيا في مجلس الأمن, لن
تكون سعيدة هي الأخرى. هذه
التداعيات المحتملة لا تشكل
مصدر قلق لصانعي القرار الروس
فقط. منذ بداية الأزمة السورية,
أمل مسئولو الولايات المتحدة أن
يجدوا حلا يمكن أن يرضي موسكو.
لقد اشتركوا مع موسكو في
مخاوفها حول بعض الفصائل
الإسلامية التي تعمل في سوريا, و
هم لا يريدون تعقيد التعاون
الدبلوماسي المعقد أصلا حول
إيران. و بينما تبادل
الدبلوماسيون الروس و
الأمريكان الانتقادات اللاذعة
علنا في الأمم المتحدة, فإن
الولايات المتحدة كانت تبحث بجد
عن أرضية مشتركة سرا. في بعض
الأوقات, لربما كانت موسكو تفسر
هذه الاستراتيجية على أنها ضعف
من جانب الأمريكان. و الان
فإنه سوف يكون من الصعب بالنسبة
للروس ان يعكسوا الأمور و أن
يجدوا طريقة جديدة للعمل في
سوريا قبل سقوط الأسد. إن التخلي
عن صديق حميم سوف يؤدي إلى مزيد
من الضرر لمصداقية الدبلوماسية
الروسية. و على الرغم من أن قادة
المعارضة السورية قد قاموا
بزيارة موسكو, فليس هناك أي شكل
واضح لدور رجل روسيا في سوريا ما
بعد الأسد. إن أي شخصية سياسية
مرتبطة مع روسيا قد لا يطول
بقاؤها طويلا في دمشق. ومع ذلك
فإن الروس بحاجة إلى استراتيجية
لتقليل الضرر على مصالحهم حالما
يذهب الأسد. و كما قلت سابقا, فإن
روسيا يمكن أن تحاول الحفاظ على
وجودها في سوريا من خلال
مساهمتها في تقديم قوات لقوات
حفظ السلام الدولية. و لكن هذه
القوات قد تتحول بسرعة إلى
أهداف بحد ذاتها. إن أفضل طريقة
لضمان أمن المواطنين الروس في
سوريا قد يكون من خلال كسب بعض
داعمي المعارضة الرئيسيين, مثل
فرنسا و بريطانيا وتركيا, و ذلك
من أجل إقناع المتمردين بعدم
استهدافهم. و إذا كان القلق
الحقيقي للكرملين هو ضمان أن
الإسلاميين السوريين لا يقومون
بمساعدة حلفائهم في روسيا نفسها,
فإنه من المحتمل عمل ترتيب ما مع
الولايات المتحدة و القوى
القلقة الأخرى للتعامل مع هذا
التهديد. و أبعد
من عمليات التدرب على السيطرة
على الضرر, فإن على لافروف و
بوتين أن يدرسا بشكل أكبر كيفية
الدفاع عن ادعاء روسيا أنها قوة
عظمة حالما يتعرض عميلها السوري
للهزيمة. إن هناك خطورة من أن
بوتين قد يلقي باللوم في عملية
سقوط الأسد على مؤامرة غربية من
أجل إضعاف روسيا و بهذا قد يصبح
أكثر استجابة للمواجهة. إن لديه
العديد من الطرق لإظهار استيائه,
و هذه الطرق تتراوح من تخفيض
التعاون مع الناتو في أفغانستان
إلى استخدام قمة مجموعة العشرين
التي ستجري في روسيا عام 2013
لانتقاد نظرائه الغربيين في
العلن. إن
هنالك أسلوبا مطروحا أفضل للعمل,
و ذلك نظريا على الأقل. بعد
خسارة الرهان على ناتج الصراع
السوري, فإنه لا زال لدى روسيا
فرصة لتفرض نفسها على أنها لاعب
دبلوماسي لديه ثقل كبير في
جبهات أخرى. و تتضمن هذه الجبهات,
الخطط الأخيرة للاستقرار في
أفغانستان بعد خروج الناتو عام
2014. إضافة إلى التفاوض على
اتفاقية خفض
التسلح النووي مع إدارة أوباما
و ذلك للبناء على اتفاقية ستارت
الجديدة التي وقعت عام 2010 و
محاولة العمل على الحفاظ
على الدبلوماسية متعددة
الأطراف مع إيران. إن
دبلوماسيا مخضرما مثل لافروف
يمكن أن يرى بكل تأكيد كيف يمكن
لمثل هذه المبادرات مجتمعة أن
تكون مؤشرا على استمرارية أهمية
روسيا. إن إدارة أوباما التي
استثمرت بشكل كبير في في إعادة
التعامل مع روسيا قبل هذا العام,
يمكن بالمثل أن تقدم مجموعة من
الأفكار للتعاون مع موسكو
للخروج من لدغة الهزيمة في
سوريا. و لكن من غير الواضح ما
إذا كان بوتين سوف يقوم بأداء
هذه اللعبة. إن المواقف
المعادية للغرب قد تكون أسهل
بالنسبة له. إذا كان الأمر كذلك,
فإن الأمر قد ينتهي بروسيا في
التعامل مع هزيمتها القادمة في
سوريا بالسوء الذي تعاملت فيه
مع الحرب نفسها. How
Will Russia Manage Defeat Over By Richard
Gowan,
on 17
Dec 2012 Managing
defeat well is one of the greatest skills a diplomat can
have. Historians have a special admiration for statesmen
who have extracted their countries from failed wars.
These diplomatic heroes include Talleyrand, who
brilliantly defended French interests after the fall of
Napoleon, and Henry Kissinger, who devised
Beyond
exercises in damage-control, Lavrov and Putin also need
to consider more broadly how to defend
continentalist-how-will-russia-manage-defeat-over-syria ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |