ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشتاء ونقص الغذاء يهبط على لاجئي سوريا دايلي
بيست- نيوزويك 9/1/2013 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي أبو فريد كان نائما في خيمته عندما بدأ
جاره الجديد بالصراخ. فخرج
مسرعا ليرى أن الخيمة القريبة
منه – و هي واحدة من أكثر من 1000
خيمة أقيمت في مخيم مؤقت
للاجئين في أطمة قرب الحدود
السورية- قد التهمتها النيران.
لقد كانت النيران قوية جدا بحيث
أنها كانت تلمع في السماء. لكن و
خلال ثوان قليلة , تحولت الخيمة
إلى رماد. و قد قال أبو فريد :"لقد
رأيت النيران, دقيقة, دقيقة,
جميعها اندلعت مرة واحدة".
وقد كان جيران أبو فريد يبكون
على رماد الخيمة وقد قام هو و
رجال آخرين بالبحث بشكل سريع
خلال الرماد عن الأطفال,
مستخدمين أضواء خافتة كانت
موجودة على أعقاب قداحاتهم من
أجل إيجاد الطريق. لقد بدأت النار عن طريق الخطأ, و العائلة
المكونة من 9 أفراد كانت في
الخيمة و قد كانوا يستخدمون
الشموع للإنارة, بسبب انقطاع
الكهرباء عن أطمة. إحدى هذه
الشموع أشعلت نسيج الخيمة
المصنوع من النايلون القابل
للاشتعال, حيث أن النايلون يوفر
دفئا إضافيا من البرد, و قد
احترقت جميع الأشياء داخل
الخيمة. يوم الثلاثاء, بدا أن
أبو فريد (الذي استخدم اسما
حركيا من أجل أمنه الشخصي)
يتعافى من الصدمة التي
تسبب بها الحريق. و قد أعاد
الرواية برعب كيف أن لحم
الأطفال قد انفصل عن عظامهم مع
سحبهم من تحت الرماد المشتعل.
وقد قال لقد احترقوا و هم يرتدون
ملابسهم من السترات و البطانيات".
واقفا جوار رقعة من الطين حيث كانت الخيمة
الصغيرة مبنية, أعاد محمود عارف
حيدر سرد أسماء أحفاده الستة
الذين ماتوا جميعهم في الحريق.
فقط الأم و أحد الأبناء نجحوا في
الخروج من الخيمة. قرب محمد كان
يقف أطفال الجيران و هم يرتعدون
بينما كان يحاول بعض السكان
مواجهة برد الشتاء القارص عن
طريق إشعال النار وتغذيتها
بزجاجات البلاستيك و المخلفات
الأخرى. و قد قال الجد حول
المأساة :"إنه أمر الله, إنه
القدر". في خضم موسم الشتاء القارص, فإن الصراع في
سوريا مستمر في الاشتعال, و عدد
اللاجئين مستمر في الصعود.
متعبون من المحنة المروعة التي
تعصف بديارهم, و غالبا ما
يفتقرون إلى المصادر الأساسية,
فإن حياة اللاجئين هي عبارة عن
مسابقات ماراثون للتحمل, حتى
خلال أيام الصيف الدافئة. الآن’
و في عمق شهر يناير, فإن وجودهم
برمته مهدد. في مخيم لبناني هذا
الشهر على سبيل المثال, ضربت
عاصفة معظم خيم العائلات التي
تقطن هناك, بينما في مخيم آخر في
الأردن, أدى طوفان الشتاء إلى
هدم و غمر الخيام بالمياه خلال
الليل, مما أدى إلى أن يقوم
السكان اليائسون بأعمال شغب أدت
إلى إصابة عدد من عمال الإغاثة
الدوليين الذين كانوا يعملون
على توزيع الخبز. في هذه الأثناء, في هذا الأسبوع, أعلن
برنامج الأغذية العالمي التابع
للأمم المتحدة بأنه لن يكون
قادرا على إطعام مليون جائع في
مناطق القتال داخل سوريا, بينما
زادت الأمم المتحدة تقديراتها
لعدد اللاجئين السوريين ليصل
إلى ما يزيد عن 600000. و يعتقد أن
أكثر من 2.5 مليون سوري هم لاجئون
داخل سوريا بسبب القتال المستمر
ما بين المتمردين و قوات الرئيس
بشار الأسد. منذ بداية القتال,
فإن أكثر من 150000 سوريا هربوا إلى
مخيمات في تركيا, التي تقدر أن
ما يقرب من 50000 سوري دخلوا إلى
مدنها وبلداتها. و مع مسارعتها
لبناء مخيمات أكثر تنظيما, فقد
قالت تركيا بأن مخيماتها لا
يمكن أن تستوعب القادمين الجدد
– و لكن طوفان اللاجئين لم يفتر
أو يقل أبدا. في البداية, علق اللاجئون في الجانب
السوري من الحدود و تجمعوا في
أماكن مثل أطمة, بالقرب من
الحدود مع تركيا و جميع هذه
المناطق تقع تحت أبراج حراسة
طويلة. إنهم يعيشون تحت صفوف من
أشجار الزيتون, و هم يتوقعون أن
يكونوا في مخيمات في تركيا خلال
أيام. و لكن مع تحول الأيام إلى
أسابيع و أشهر, فإن العديد منهم
قد استسلموا لحقيقة أنهم سوف
يرغمون على الانتظار باقي أيام
الشتاء القارص هنا, و لربما
لفترة أطول حتى. يقول أبو ليث و
هو متمرد ساعد في إقامة الخيام
في أطمة و هو الآن يدير الأمن
هناك :"إنهم لم يعتقدوا أنهم
سوف يبقون كل هذه الفترة, و لهذا
فهم لم يفكروا بالخيم". إن
العديد من القاطنين هناك يدركون
أن أطمة قد تكون مقرهم في
النهاية. ويضيف أبو ليث :" إن
هذا الأمر دائم". من جهتها, تقول تركيا أنه لا يمكن لها أن
تبني مخيمات جديدة بالسرعة
الكافية للتعامل مع تدفق
اللاجئين. سيلكك أونال المتحدث
باسم وزارة الخارجية التركية,
قال بأن ارتفاع حدة القتال داخل
سوريا يمكن أن يؤدي إلى إرسال ما
يكفي عدد من اللاجئين إلى
الحدود في يوم واحد يمكن أن يشغل
جميع الأسرة في مخيم جديد يمكن
أن يستغرق بناؤه أسابيع.
وقد ذكر بأن الحكومة
التركية تؤمن بأن هناك ما لا يقل
عن 40000 لاجئ موجودون فعلا حاليا
على الحدود بانتظار الدخول – و
هي تقديرات وصفها بالمتحفظة- و
أضاف بأن الحكومة تصارع من أجل
معرفة كيف يمكن أن تساعد
العائلات المتعبة. لقد بدأت
تركيا بإيصال المساعدات
للاجئين في ما وصفه أونال بأنها
"نقطة الصفر" في أطمة, حيث
على سبيل المثال, فإنها تقوم
يوميا بتقديم إفطار يومي و قد
كانت مسئولة عن تقديم معظم
الخيام في المخيم. كما وصلت
منظمات الإغاثة إلى أطمة في
محاولة منها للتخفيف من افتقار
المخيم إلى الحاجات الأساسية
مثل الطعام والدواء.
في بعض الأحيان, تسمح الحكومة التركية
للاجئين بالدخول إلى مخيم افتتح
حديثا, ولكنه بالكاد يسمح
بتخفيف الضغط الكبير عن الجانب
الآخر. أبو اصطيف وهو قائد
للمتمردين مسئول عن المخيم يقدر
بأنه هناك ما يقرب من 15000 لاجئ,
موجودون في عدد قليل من الخيم. و
كما يقول أبو اصطيف فإن
اللاجئين مستمرون في الوصول. خلال اليوم, فإن بإمكان الأطفال الالتحاق
بخيمة مدرسة مؤقتة, على الرغم من
أن الكثير منهم يقضون وقتهم
يتجولون حول الوحل السميك الذي
يحيط كل شيء في المخيم. في أحد
الأيام مؤخرا, وقفت فتاة اسمها
سلام تبلغ من العمر 4 سنوات على
الطين قرب خيمة أسرتها, و هي
تنظر و كأنها بطة حزينة. و قد
كانت ترتدي قبعة صوف صفراء و
بنطالا أخضر و حذاء مطاطيا, و
كانت يديها مختبئة داخل أكمامها
الخضراء الخارجة من بلوزتها
الرقيقة. وقد تجمدت لأنها كانت
تقف في مواجهة الرياح. في مكان آخر من المخيم سمع صوت امرأة تصرخ
:" أنظروا إلى يدي" حيث كانت
تغلي الماء في أواني معدنية فوق
النار, و كانت تغذيها بزجاجات
بلاستيكية, بينما كانت ابنتها
الصغيرة تقف بجانبها, و يديها في
جيب معطف أمها. حينها صرخت
المرأة "أنظروا إلى أصابعي
إنها متجمدة لا أستطيع أن
أشعر بها". تقول أمينة الشيخ و هي طبيبة في عيادة
المخيم بأن الأدوات غير النظيفة
– حيث يقوم الأطفال بالمرور عبر
حفر القاذورات و المجاري
المفتوحة في المخيم – قد تسببت
بالعديد من المشاكل الصحية منذ
البداية, و أن الوضع قد أصبح
أكثر ظهورا فقط بسبب زيادة
البرد. المبنى الطبي, مبني من
الكتل الخرسانية وهو يقع على
أطراف المخيم. في الداخل, إشارة
داخلها صورة بندقية عليها خط
أحمر مكتوب عليها الأسلحة
ممنوعة. خلف هذه الإشارة وقف
شباب مع رشاشات على أكتافهم,
بينما كانت النساء يحاولن
الوصول لرؤية الدكتورة الشيخ. كباقي أنحاء المخيم, فإن العيادة تفتقر
إلى الكهرباء, و الدكتورة الشيخ
تجلس في غرفة مظلمة و هي ترتدي
عباءة و قد كانت عيناها تشع من
شق من خلال حجابها. على الطاولة
أمامها كان
هناك سماعة الطبيب و مفكرة و
ضوء صغير. و قد قالت الدكتورة
الشيخ بأن هناك القليل من
الأدوية لا يكفي لعلاج تطور
المرض في المخيم و خصوصا ما بين
الأطفال. إن الأمراض تنتشر
بسرعة كبيرة, بسبب انعدام
النظافة و بسبب أن الأسر تنام
فوق بعضها البعض. مؤخرا, عانى
المخيم من تفشي التهاب الكبد
الوبائي من نوع أي بحسب تخمينات
الدكتورة . إن الدكتورة الشيخ
ليس لديها فحص للدم أو البول من
أجل التأكد من التشخيص, و لكن
المرضى وصلوا إلى عيادتها و
جلودهم صفراء و هناك أعراض
لليرقان في عيونهم. على الرغم من المصاعب الموجودة في أطمة,
فإن العديد من الساكنين يبدون
مستسلمين لحقيقة أنه ليس لديهم
أي مكان آخر ليذهبوا إليه. حيدر
جد العائلة التي فقدت ست بنات في
الحريق, يقول بأن ابنه قرر أن
ينقل عائلته إلى أطمة بشكل
متدرج, خوفا عليهم بعد أن تم قصف
قريتهم بشكل متكرر. في الصباح
الباكر, قام بنقل زوجته و سبعة
من أطفاله إلى مخيم أطمة و وضعهم
في خيمة, قبل أن يعود إلى لبنان,
حيث يعمل هناك كعامل مياومة. و
قد بدا أنه متردد في الرحيل, وقد
تذكر جاره أبو فريد و طلب من
الرجال الآخرين في المخيم بأن
يعتنوا بأسرته في غيابه. حادثة الموت الأخيرة كانت الحادثة
الثالثة لأناس ماتوا في حريق
خيمة في أطمة, حيث يقول السكان
أنه وبعد الحريق الأخير, فإن
العديد من السكان قاموا بربط
بطانيات النايلون في خيمهم خوفا
من تكرار الحادثة , على الرغم من
أن هذا الأمر قد جعلهم أكثر عرضة
للبرد. جالسة داخل خيمتها قرب كومة من البطانيات,
قالت زوجة أبو فريد بأنها و بعد
أن ساعد زوجها في سحب جثث
الأطفال المتفحمة من داخل
الخيمة المحترقة قربهم, عادت
إلى خيمتها و أزالت جميع
النايلون من جدرانها. و من ثم
قامت بإطفاء كل الشموع و جلست
مستيقظة طيلة تلك الليلة, تنظر
إلى عائلتها في الظلام. Winter,
Food Shortages, Descend on Jan
9, 2013 4:45 AM EST Abu
Farid was asleep in his tent when his new neighbor
started to scream. He rushed outside to see that her
nearby tent—one of more than 1,000 erected in the
makeshift refugee camp of Atima at The
fire had started accidentally—the family of nine, all
crammed into one tent, had been using candles for light,
since Atima has no electricity. One of the candles
ignited the tent’s flammable nylon fabric lining,
which provides an extra barrier against the cold, and
the whole thing quickly burned. On Tuesday, Abu Farid
(who gave a nickname out of safety concerns) seemed to
still be recovering from the shock of the recent fire.
He recounted with horror how the children’s flesh had
separated from their bones as he dragged them from the
smoldering ash. “They were burned wearing their
clothes—jackets, blankets,” he said. Standing
beside a patch of mud where the small tent once sat, a
grieving Mahmoud Aref Hayder ticked off the names of his
six granddaughters, who all died in the blaze. Only the
mother and a son had managed to escape from the tent
alive. Around Hayder, neighbors’ children pattered
around, shivering, while some residents tried to fight
the winter’s relentless cold by building fires fueled
by plastic bottles and other waste. “It’s something
from God,” he said of the tragedy. “It’s fate.” In the midst of a
bitter winter season, the conflict in Meanwhile,
this week, the United Nations’ World Food Programme announced that it would be unable to
feed a million hungry residents in combat zones inside At
first, the refugees stuck on the Syrian side of the
border gathered at places like Atima, pressed so close
to the border with For
its part, Occasionally, the Turkish government lets refugees into newly opened camp spots, but it’s barely enough to relieve the pressure pilling up exponentially on the other side. Abu Steif, the rebel commander in charge of the camp, estimates that it has 15,000 residents, though based on the number of tents, the number seemed to be lower. More refugees regularly arrive, Abu Steif said. During
the day, children can attend a makeshift tent school,
though many spend their time wandering around in the
thick mud that cakes everything in the camp. On a recent
day, one 4-year-old girl named Salam stood in the mud
near her family’s tent, looking like an unhappy duck.
She wore a yellow wool cap, green sweatpants and rubber
boots, and her hands were hidden up the green sleeves of
her thin sweatshirt. She shivered as she scowled against
the wind. Elsewhere in the camp, a woman shouted out: “Look at my hands!” She was boiling water in metal buckets over a fire, which she fed with plastic bottles, while her young daughter stood pressed against her, with her own hands stuffed into the pockets of her mother’s overcoat. “Suffering! Suffering!” The woman yelled. “Look at my fingers! Freezing! I can’t feel my hands!” The
tight and unsanitary quarters—children dashed across
open sewage from one of the scant outhouses at the
camp—have caused health problems from the start, said
Amina al-Sheikh, a doctor at the camp’s medical
clinic, and the situation has only been amplified by the
biting cold. The medical building, constructed from
concrete blocks, stood at one edge of the camp. Inside,
it had a sign showing a machine gun in the center of a
circle, with a red line crossed through it: No Guns
Allowed. Beneath the sign, young men stood with machine
guns slung over their shoulders, while female residents
queued to see Dr. Sheikh. Like
the rest of the camp, the clinic lacks electricity, and
Dr. Sheikh sat in a pitch black room, covered in a black
abaya, with her intense eyes shining through the part in
her veil. On a table in front of her sat a stethoscope,
a notepad and a small flashlight. Dr. Sheikh said that
there was little in the way of enough medicine to treat
all the sickness developing in the camp, especially
among the children. Disease spreads quickly, due to the
lack of sanitation, and to the fact that families sleep
practically on top of each other. Recently, the camp has
suffered from an outbreak of hepatitis A—or at least,
that’s what Dr. Sheikh suspects it is. She has no
blood or urine tests available to confirm the diagnosis,
but patients have been arriving at her clinic with
yellow skin and jaundiced eyes. Despite
the hardship at Atima, many residents seemed resigned to
the fact that they had nowhere else to go. Hayder, the
grandfather of the family who lost six girls in a fire,
said that his son had decided to move his family to
Atima only grudgingly, fearing for their safety after
their village had been repeatedly shelled. The very
morning of the fire, he’d moved his wife and seven
children to the Atima camp and set them up in their
tent, before leaving to make his way back to The recent deaths marked the third time people have died in a tent fire in Atima, residents said. After the latest blaze, many residents ripped the nylon linings from their tents in fear, even though it made them more vulnerable to the cold. Sitting
inside her tent beside a stack of blankets, Abu
Farid’s wife said that after her husband helped pull
her neighbor’s charred children from the burned tent
next door, she came back home and cut all the fabric
from her walls. Then she extinguished her candles and
sat wide awake through the night, watching over her
family in the dark. http://www.thedailybeast.com/articles/2013/01/09 /winter-food-shortages-descend-on-syria-s-refugees.html ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |