ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حلب في المعركة: الحياة اليومية في نطاق الموت بقلم:
كورت بيلدا – من حلب/دير شبيغل 5/3/2013 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي في كل
موطئ قدم في حلب يعم الدمار.
الشوارع هناك مليئة بالركام و
الزجاج المكسور من المباني
المدمرة و النوافذ المحطمة. هذا
هو الجو الذي يميز التجوال في
هذه المدينة السورية التي
تمزقها الحرب عن أي مدينة أخرى
في العالم. أبو
جمال مقاتل موجود في حي بستان
الباشا وهو أحد الأحياء الذي
دمرته القنابل و القصف. بالكاد
ترى أي مدني يعيش هنا. بعض
المقاتلين دعوه لتناول الشاي
معهم أمام مبنى كان يستخدم كبنك
في السابق. جلست أنا أيضا على
كرسي على جانب الطريق. و لكن أبو
جمال قال لي محذرا بينما كان
يشير إلى نافذة كبيرة في الطابق
الأول :"هذا المكان غير مناسب
للجلوس, قد يؤدي القصف إلى كسر
النافذة. وقد تؤدي قطع الزجاج
المتناثر إلى قتلك". بالتأكيد,
فعندما عبرنا من نفس النقطة في
اليوم التالي, كانت النافذة قد
انكسرت, و انتشر زجاجها على جانب
الطريق. القطع
المعدنية متناثرة في كل مكان.
الشظايا تأتي من القذائف التي
تنفجر و القنابل القادمة من
الجو التي تهدف بشكل أساسي
للقتل. الانفجارات تدفع بهذه
الشظايا عبر الهواء. إنها تمزق
الناس إربا وتخترق جماجمهم. هذه
الشظايا لا تميز بين المقاتلين
و المدنيين أو الرجال و النساء
أو المسنين و الأطفال. بعد
سقوطها على الأرض, تتحول إلى
أشكال مختلفة ذات حرارة عالية
بلون أحمر يمكنها أن تحرق أصبعك
عندما تلمسها – وبالمناسبة
أطفال حلب تعلموا هذا الدرس. سحب
الأجساد من تحت الأنقاض: إذا
كنت تريد النجاة في هذه المدينة
المقلوبة رأسا على عقب احترس من
المعادن والأنقاض المتطايرة.
إذا سقطت قنبلة من الجو في
المنطقة, يبقى الناس تحت
الملاجئ لمدة 10 ثواني على الأقل
بعدها, وهي المدة التي يستغرقها
انتشار الحطام في الهواء و من ثم
عودته إلى الأرض, و غاليا ما
ينتشر على بعد مئات الأمتار من
مكان سقوط القنبلة, مع قوة مميتة.
و لكن
الرماد الناتج عن القصف يستغرق
وقتا أكبر ليسكن. و هذا الرماد
يأتي عادة من المباني المحطمة.
ضحايا الهجمات الجوية عادة ما
يكونون مغطين بالرماد من رأسهم
إلى أخمص أقدامهم. وهو ما يجعلهم
يبدون و كأنهم رماد حتى قبل أن
يتسرب لون الحياة من وجوههم. القصف
المدفعي و الجوي الذي أصبح أمرا
معتادا كل يوم في حلب الآن لا
يمنع الناس من ممارسة حياتهم
اليومية – هذا عندما يكون القصف
بعيدا و لكن عندما تسقط القنابل
قريبا تشيع حالة من الغضب و
الفوضى على الرئيس بشار الأسد
وقواته, وعلى المتمردين أيضا,
الذين أدى وجودهم إلى أن يقوم
الأسد بالانتقام من المدنيين.
حالما تبتعد الطائرات المقاتلة,
يتواصل احتراق المغنيسيوم في
السماء مثيرا الدخان الأبيض.
الهدف من المغنيسيوم هو إبعاد
الصواريخ الحرارية التي تستهدف
الطائرات. في
الشارع, ينتشر الشباب و الرجال
للبحث عن الضحايا و المصابين في
المباني التي تعرضت للقصف و
انهارت جزئيا. المشهد يبدو وكأن
زلزالا ضرب المكان. الطوابق
تبدو مضغوطة مع بعضها البعض مثل
ألأكورديون. ولكن الطوابق
الإسمنتية ثقيلة جدا على
المنقذين ليستطيعوا رفعها. و
بالتالي يأتي البلدوزر. و ذلك
لمحاولة رفع القطع الكبيرة من
الحطام باستخدام سلك معدني ضخم.
و لكن السلك ينقطع. في
مكان آخر, صبي يبلغ من العمر
حوالي 12 عاما, يعمل على سحب جثة
من تحت الركام كما لو أنه يمارس
أكثر الأمور طبيعية في العالم.
ومن ثم يعمل على تغطية الجثة
المغبرة بغطاء صوفي. سألني :"
هل تريد رؤيته؟" فأجبت بالرفض.
على أي حال ليس هناك أي شئ متبقي
يمكن تحديده. سلاح
الجو يحول تركيزه عن حلب: أولئك
القادرين على التوجه إلى طوابق
سفلية أو تسويات أرضية
موجودون داخل المباني التي
تتكون من 6 طوابق على الأقل.
الهجمات الجوية عادة ما تدمر
أعلى أربعة أو خمسة طوابق. أي
مكان تحت مستوى هذه الأماكن
يقدم فرصا أكبر للنجاة, ما لم
يتم استهداف المبنى بصاروخ
بالستي موجه, و هو السلاح الذي
بدأ الأسد باستخدامه مؤخرا في
حلب. الرؤوس الحربية لهذه
الصواريخ – تبعا لنوعها- يمكن
أن تحمل ما بين 600 إلى 1000 كغم وهو
ما يعد أثقل وزنا من أي قنابل
تلقى على حلب من قبل سلاح الجو
السوري. هذا الصاروخ الذي قد
يبلغ طوله حوالي 11 متر يمكن أن
يسوي صفا كاملا من البيوت
بالأرض وصولا إلى أساساتها,
مخلفا وراءه الدمار و الموت.
في
تناقض واضح مع المدن السورية
الغربية البعيدة, التي لا زالت
تحت سيطرة حكومة الأسد, فإن حلب
تتحول ببطء و لكن بخطى أكيدة إلى
ركام. في الأسابيع الأخيرة,
انخفضت كثافة القصف على المدينة.
فسلاح الجو يركز على عدد من
القواعد العسكرية المحاصرة في
أنحاء البلاد المختلفة. إن سلاح
الجو ببساطة لا يملك ما يكفي من
الرجال أو المعدات للاستمرار في
الهجوم على حلب. لربما
كان هذا هو السبب الكامن خلف
عودة العديد من اللاجئين إلى
هنا. الشوارع و الأسواق عادت
لتعج بالناس مرة أخرى, و
الاقتصاد يعمل على التأقلم مع
الظروف الجديدة. الحرب إلى جانب
انقطاع التيار الكهربائي بشكل
متقطع, أدت إلى وقوف شبه تام
للمصانع. و غالبا تم سرقة
المصانع و بيعت كقطع في تركيا.
أحد مصانع السجائر تم تفكيكه
بشكل تام و نقله إلى مكان آخر. لم
يترك اللصوص خلفهم سوى أطنان من
التبغ, لربما إشارة منهم إلى
أنهم ينتمون إلى الحركة السلفية
المتشددة التي تحرم التدخين. انقطاع
الكهرباء خلق سوقا سوداء للوقود:
أبو
أحمد يمتلك متجرا للملابس.
المتجر لا زال هنا, و هو يقع على
زاوية شارع ولا يزال فيه بعض
المعاطف الجلدية معلقة على
الجدران. و لكن المالك صفى
أعماله ليتحول إلى أعمال أكثر
نفعا مثل وقود التدفئة و الديزل
و الغاز. الوقود منخفض الجودة
يصل إلى حلب من السوق السوداء من
العراق. العمل
جيد, لأن انقطاع الكهرباء جعل من
أزيز مولدات الكهرباء يعج في كل
مكان في المدينة. يقول أبو أحمد
" الطلب قوي جدا, و هناك سبب
آخر لهذا و هو المتمردون و
شاحناتهم. بإمكاني الاعتناء
بعائلتي بشكل جيد مرة أخرى. و
لكن ظروف الحياة صعبة. يجب أن
أبقى في حالة تيقظ ليلا و نهارا,
و ليس لدينا كهرباء ولا ماء و
غاز للطبخ أو التدفئة في البيت".
على
رأس كل تقاطع, تمتلئ الشوارع
بالبائعين المتجولين الذين
يبيعون مولدات كتب عليها "صنع
في كوريا", إضافة إلى أنه لا
يوجد مؤشرات على نقصان العرض من
اللحم والخضار, حتى مع عدم قدرة
الكثير من الأشخاص على الحصول
على هذه الأمور. و لكن البائعين
المتجولين أدركوا أنهم لا يمكن
أن يعملوا كما كان عليه الأمر من
قبل, حيث كانوا يركزون جل عملهم
في منطقة سوق واحدة. الأسواق و
المستشفيات و المخابر وهي
جميعها أهداف لمدفعية الأسد و
هجماته الصاروخية, منتشرة في
جميع أنحاء حلب, و لكن بصورة أقل
مركزية مما كانت عليه من قبل.
حتى في السوق القديم في حلب, و
الذي تخترقه خطوط المواجهة
الأمامية و الذي احترق ودمر جزء
منه, تقوم مخابز مخفية بإنتاج
دفعات من الخبز. على مشارف
المدينة, يقوم الجزارون بذبح
المواشي للحصول على اللحم, ما
يخلق نهرا من الدم القاني وصولا
إلى أقرب شارع ليصب فيه. علامات
الحرب تترك آثار على امتداد
المدينة: في كل
مكان تذهب إليه في حلب, تشاهد
أكواما من القمامة. و ترى
الأطفال يصعدون عليها للبحث عن
مواد يمكن إعادة تدوريها. في
حدائق المدينة, يقوم الشبان
بقطع القليل مما تبقى من
الأشجار, ليبيعوه كحطب للتدفئة
للسكان القادرين على دفع أي ثمن
للبقاء دافئين. قرب الخطوط
الأمامية للمعركة, تنتشر رسائل
مكتوبة على الجدران تحذر من
وجود القناصة. في بعض أكثر
الأماكن خطورة, كباب النصر الذي
يقود إلى الجزء القديم من
المدينة, يقوم المتمردون بوضع
الشاحنات كدرع لهم لمواجهة
كمائن الرصاص. كما تم
تعليق قطعة قماش كبيرة لكي تمنع
الرؤية عن القناصة. على طول
الطريق السريع الذي يقود إلى
خارج المدينة, قامت الحفارات
ببناء سواتر ترابية أطول من
قامة الشخص كدرع واق من الرصاص
أيضا, و ذلك لوجود قاعدة هنانو
العسكرية على بعد 1.7 كم من
الطريق. يقول أبو جمال الذي
أعطاه عمله كقناص بعض الخبرة في
هذا الشأن :"على خلافنا, قوات
الأسد لديها بنادق من عيار ثقيل
تمكنها من التصويب على بعد 2 كم".
العديد من المركبات و المدنيين
تعرضوا لإطلاق الرصاص بينما
كانوا يحاولون عبور هذا الطريق. جسر
المشاة الذي يمر عبر الطريق
السريع في هذه النقطة أغلق بسبب
تعرضه لإطلاق الرصاص من قبل
القاعدة العسكرية. الأمان موجود
فقط وراء التلة. فقط على بعد
بضعة أمتار لليمين أو اليسار من
الجسر, يبدأ نطاق الموت. By Kurt
Pelda in In Abu Jamal
is stationed in Bustan al-Basha, a district devastated
by bombs and shells. Hardly any civilians live here
anymore. A few fighters invite him to take tea with them
in front of an office building that used to house a
bank. I too sit on a stool on the sidewalk. Abu Jamal
warns me. "That's not a good place to sit," he
says, pointing to a big window on the first floor.
"The shockwave of explosions can burst the window
pane. The falling bits of glass could kill you."
Sure enough, when we pass the same spot the next day,
the window is broken, its glass strewn across the
sidewalk and the street. There are
rusting bits of metal everywhere. The shrapnel comes
from exploding artillery shells and aerial bombs whose
sole purpose is to kill. The explosions send them
hurtling through the air. They tear people to pieces and
slice gaping holes in skulls. The shrapnel doesn't
distinguish between fighters and civilians, men and
women, old people and children. After impact with the
ground, the pieces, often twisted into bizarre shapes,
are red hot. You can burn your fingers on them -- Pulling
Body Parts From the Rubble
If you
want to survive in this city gone mad you watch out for
flying metal and rubble. If an aerial bomb explodes in
the area, people stay under shelter for at least 10
seconds afterwards -- that's how long it takes for the
debris hurled into the air from the crater to come
raining down, often over a distance of hundreds of
meters, with deadly force.
It takes
longer for the grey dust from the explosions to settle.
It comes from pulverized buildings. The victims of
aerial attacks are often coated in fine dust from head
to foot. It leaves them looking ashen even before the
color of life has seeped from their faces. Shelling
by artillery and bombings from aircraft are such common
everyday occurrences in In the
streets, meanwhile, men and youths set about looking for
dead and wounded people in a building that has taken a
hit and been partly destroyed. It looks like an
earthquake has struck the place. The floors are pressed
together tight like an accordion. The concrete floors
are too heavy for the rescuers to shift. A bulldozer is
brought in. It tries to tear apart the giant bits of
debris with a steel cable. But the cable breaks.
Elsewhere,
a boy aged 12 or so pulls body parts from the rubble as
if it's the most normal thing in the world. He neatly
wraps the dusty, bloody limbs in a woollen blanket.
"Do you want to see?" he asks. I decline.
There's nothing left to identify anyway.
Air Force
Shifting Focus from Those who
are able to move into the lowest floor or the basement
of buildings that are at least six stories high. Bomb
attacks usually only destroy the top four or five
floors. Anywhere below that point offers better chances
of survival, unless the building is hit by a ballistic
guided missile, which Assad recently began firing on In stark
contrast to the largely untouched cities in western That may
be a reason why many refugees have returned here. The
streets and markets are full again, and the economy is
adjusting to the new circumstances. The war, coupled
with increasingly frequent power outages, has brought
virtually all factories to a standstill. Machinery is
often plundered and sold for parts in Blackouts
Create Market for Smuggled Fuel
Abu Ahmed
used to own a clothing shop. The store is still there,
located on a street corner with a few unsold leather
jackets hanging on the walls. But the owner has switched
his business to selling more profitable goods: heating
oil, diesel and gas. Low-quality fuel reaches Business
is good, since the power outages have made the hum of
gas-fuelled generators ubiquitous in the city.
"Demand is strong," Abu Ahmed says, "also
because of the rebels and their pickup trucks. I can
look after my family pretty well again. Still, the
living conditions are hard. I have to be on guard day
and night, and we have no electricity at home, no
running water, no cooking gas and no heating." On every
third intersection, resourceful street vendors sell
generators labeled "Made in Urban
Warfare Leaves Signs Across City
Everywhere
you go in Large
sheets hung above the alleys keep people out of sight
from snipers. Along the large highway leading out of the
city, diggers have raised up a mound of earth taller
than a person. This wall also serves as a shield from
bullets, since the Hanano military base is only about
1.7 kilometers (1 mile) away. "Unlike us, Assad's
troops have large-caliber rifles that they can fire on
us from 2 kilometers away," says Abu Jamal, whose
work as a sniper gives him some expertise in the matter.
Numerous vehicles and civilians have been fired on while
trying to cross the multi-lane road. The
pedestrian bridge that goes over the highway at this
point has long been closed due to shots fired from the
military base. Safety is found only behind the mound.
Just a few meters to the left or right of it, the death
zone begins. http://www.spiegel.de/international/world /civil-war-makes-life-a-struggle-in-alepp o-in-northern-syria-a-887265.html ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |