ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سوريا و البوسنة و الأخطاء القديمة بقلم:
ليون ويسلتير/نيو ريبابلك 12/3/2013 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي "لا يمكن للمرء أن يفترض أنه وبعد مروره
بكل هذه التجارب, و بعد أن
تتلمذن على يد الشكوك في عصرنا,
فإنه لا زال لدينا الكثير في
أرواحنا ليدمر" . هذه الكلمات
كتبها الكسندر هيرزن عام 1848, بعد
أن شهد القمع الوحشي لتمرد
العمال في باريس. نظرا لتحرره من
أي أوهام تتعلق باحتمالية تحقق
العدالة, كان هذا الرجل العظيم
متفاجأ أنه لم يتحرر بالكامل,
الإيمان في تحسن الشئون
الإنسانية وفقا للخبرة كان لا
يزال ممكنا؛ ما خرج به من
المثالية كان قلبه المكسور فقط.
في عام 1995, شهدت تشاؤم هيرزن
المتفائل, أو تفاؤله المتشائم,
في مقالة غاضبة حول البوسنة و
الفشل الغربي هناك, كانت
الكلمات المعذبة كما يلي :"لم
يفترضوا أن لديهم الكثير في
أرواحهم ليدمر! أي مرارة تتركها
هذه الكلمات في أنفسنا, من شهد
الفظائع التي حلم بها الناس في
القرن التاسع عشر فقط, و من شهد
المجازر القمعية التي فسحت
الطريق لمذابح ما بعد القمع , و
الحروب العرقية والقبلية في
الإمبراطورية التي أفسحت
الطريق أمام الحروب العرقية
والقبلية لما بعد مرحلة
الإمبراطورية؟ ولكن المرارة
تتجدد دائما..." سامحوني على
الاقتباس من نفسي, و لكن كنت
أقرأ في مواد قديمة حول البوسنة,
في مقالات صحفيين و مثقفين
حشدوا لدفع أمريكا للتدخل لوقف
عمليات التطهير العرقي. عدت
للقراءة لأن مرارات ما حصل في
البوسنة تجددت لدي في سوريا. لقد وجدت تشابها صادما: الرئيس الذي اقتنع
أن يكون مثل أي عابر سبيل آخر, و
الحيل التي أداها بروح معنوية
عالية, و التخفيف من السلبية
الأمريكية عن طريق الحديث عن
التعقيدات التي لا يمكن تجاوزها
على الأرض, و الانقسام العرقي و
الديني العميق و القديم الذي لا
يمكن تجاوزه بأي فن من فنون
الحكم, و التحذيرات القاتمة حول
العواقب التي لا يمكن توقعها,
كما لو أن العواقب برمتها يمكن
توقعها أصلا, و حظر السلاح ضد
الناس الذين هم بأمس الحاجة له,
و الذين هم ضحايا لسلطة الدولة,
و استخدام الاغتصاب و التعذيب و
القتل ضد المدنيين كأداة مفتوحة
في الحرب, و الاعتراف الدولي
بالجرائم المرتكبة ضد
الإنسانية و فشل هذا الاعتراف
بالتأثير على إرادة صانعي
القرار, و الفظائع اليومية
المرتكبة التي تستمر دون أي
مانع لها, و المدة الطويلة التي
قضيناها في العار دون أن نفعل أي
شئ. المتشابهات ليست متطابقة
بالطبع, الناس الذين قتلوا في
سوريا لا زالوا 700000, فلماذا
العجلة إذا؟ استراتيجيا, فإن
ضرورة التدخل في سوريا أعلى
بكثير مما كانت عليه في البوسنة.
الأسد عميل إيران و راع لحزب
الله, و تدميره حلم أمريكي. ولكن
استبداله بالقاعدة كابوس
أمريكي, ورفضنا غير المفهوم
لتسليح المتمردين السورين
الذين يعارضون القاعدة حتى مع
معارضة الأخيرة للأسد سوف يكون
له الأثر الكبير في تحقق هذا
الكابوس في الواقع. يبدو أن وزير
الخارجية كيري راغب في وضع
سياسة جديدة تجاه سوريا, ولكنه
منشغل حاليا في تحديد جانبنا في
الصراع – هذا إن كان لدينا أي
جانب عندما تنتهي هذه الحرب. علينا أن تحتفل بالذكرى. فقد مضى عامان
على قيام أطفال درعا بالكتابة
على جدران مدرستهم :"الشعب
يريد إسقاط النظام", حينها
اعتقلوا و عذبوا عقابا لهم على
تهورهم. الاحتجاجات اجتاحت درعا,
و المنطقة المقابلة للمسجد التي
جرت فيها تلك الاحتجاجات أطلق
عليها ساحة الكرامة, كانت تمردا
ديمقراطيا, و انتشرت بسرعة
ساحقة. في درعا ووجهت هذه
الاحتجاجات بالقمع وثقت فظاعته
في تقارير تقشعر لها الأبدان لا
يمكن نسيانها
و ذلك من خلال هيومان رايتس
ووتش بعد أشهر قليلة على ذلك. و
الآن حان دور الخراب ليحل على
حلب, حيث يقصف الدكتاتور شعبه
هناك بالصواريخ البالستية.
عامان مرا و كأن حكومة أوباما
غير موجودة. و مع ذلك و خلال
عامين من التطهير العرقي في
البوسنة كان بيل كلنتون لا زال
على بعد عام من استثارة نفسه
أخلاقيا و عسكريا, فلماذا
العجلة إذا؟ كلينتون تحرك بعد
مجزرة سربرينتشا. ولكن لدى
سوريا سربرينتشا الخاصة بها, و
لا زال أوباما في مكانه لا يتحرك.
كما أنه يشعر بالقلق من رد روسيا
على أي تحرك أمريكي, و لكن عمليا
فإن إعاقة بوتين للأمور تناسب
تماما اختيار أوباما القاضي
بالتقاعس عن العمل. أشخاص
مقربون من البيت الأبيض أخبروني
أن سوريا تشكل ألما له. ماذا إذا
؟ من الصعب أن نشعر بالإعجاب
بعذاب عابر سبيل, خصوصا إذا كان
لدى عابر السبيل هذا القدرة على
مواجهة الرعب. يحب أوباما أن
يتقمص لغة لنكولن, ولهذا فإن
عليه أن يتأمل هذه الكلمات
المقتبسة من الرسالة السنوية
للكونغرس عام 1862 :"نحن من يمثل
السلطة هنا, و نحن من يتحمل
المسئولية". أوباما يريد
السلطة و لا يريد تحمل
المسئولية. لسوء حظه, فإن واحدة
تجلب الأخرى.
حتى قدوم أوباما لا يمكن أن يلغي ما
تعلمته في البوسنة في المراحل
الأخيرة من القرن العشرين و
خلاصته أنه في حالات الطوارئ
الأخلاقية, فإن أولئك الذين
يملكون القدرة على العمل
يتحملون واجب العمل؛ حتى لو كان
العمل المبرر محاطا بحالة من
عدم اليقين, فالقوة العسكرية
يمكن أن تقوم بما هو حسن و ما هو
سيئ, و أن الحرب ليست الشر
الوحيد أو الأسوأ و أن انسحاب
الولايات المتحدة من مسرح
الأحداث العالمي ما هو إلا دعوة
للقمع و الوحشية, و أن سياسة
أمريكا الخارجية يجب أن ترسم
وفق المبادئ و الحكمة, على الرغم
من عدم وجود أي تهور أو تعجرف
تاريخيا في أن يصطف الإنسان إلى
جانب الفضيلة و الديمقراطية.
لقد قال أوباما مؤخرا لهذه
الصحيفة كمثال قدمه على الكيفية
التي يصارع فيها المشاكل :"
كيف يمكن أن تزن ما بين عشرات
آلاف القتلى في سوريا أمام
عشرات آلاف القتلى الذي قتلوا
مؤخرا في الكونغو؟". لا تكن
غبيا. إنها ليست مصارعة. إنها
محاولة للتحذلق. فهو ليس لديه أي
نية لمساعدة الكونغو أيضا,
أوباما بقدر ما هو قوي قوميا
بقدر ما هو ضعيف دوليا. وهو كذلك,
مع ميله لعدم التدخل و ثقته
بحنكته الداخلية, يورطنا في
فضيحة كبيرة, حتى و نحن هنا.
MARCH
12, 2013 BY
LEON WIESELTIER one
could never have supposed that, after passing through so
many trials, after being schooled by the skepticism of
our times, we had so much left in our souls to be
destroyed.” Alexander Herzen wrote those words in 1848, http://en.wikipedia.org/wiki/French_Revolution_of_1848 after
he witnessed the savage crackdown on the workers’
rebellion in I
am finding crushing parallels: a president who is
satisfied to be a bystander, and ornaments his
prevarications with high moral pronouncements; an
extenuation of American passivity by appeals to
insurmountable complexities and obscurities on the
ground, and to ethnic and religious divisions too deep
and too old to be modified by statecraft, and to ominous
warnings of unanticipated consequences, as if
consequences are ever all anticipated; an arms embargo
against the people who require arms most, who are the
victims of state power; the use of rape and torture and
murder against civilians as open instruments of war; the
universal knowledge of crimes against humanity and the
failure of that knowledge to affect the policy-making
will; the dailiness of the atrocity, its unimpeded
progress, the long duration of our shame in doing
nothing about it. The parallels are not perfect, of
course. Only 70,000 people have been killed in We
must mark an anniversary. It has been two years since
fifteen teenagers in the town of http://news.bbc.co.uk/onthisday/hi/dates/stori es/january/2/newsid_2547000/2547285.stm from
bestirring himself morally and militarily, so what’s
the rush? Not
even the advent of Barack Obama can abrogate what was
learned in Bosnia in the antiquity of the twentieth
century: that in the case of moral emergencies, those
with the ability to act have the duty to act; that even
justified action is attended by uncertainty; that
military force can do good as well as evil, and that war
is not the only, or the worst, evil; that the withdrawal
of the United States from global leadership is an
invitation to tyranny and inhumanity; that American
foreign policy must be animated by principle as well by
prudence, though there is nothing historically imprudent
about setting oneself resolutely on the side of decency
and democracy. “How do I weigh tens of thousands
who’ve been killed in http://www.newrepublic.com/article/112 190/obama-interview-2013-sit-down-president as
an example of how he “wrestle[s]” with the problem.
Do not be fooled. It is not wrestling. It is casuistry.
He has no intention of coming to the assistance of http://www.newrepublic.com/article/112605/syria-bosnia-and-old-mistakes# ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |