ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 06/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

تناقضات الثقة في الشرق الأوسط

بقلم: دومينيك مويسي*

دايلي ستار 29/8/2007

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

أن الثقة عنصر حيوي و مهم بالنسبة لحياة الأمم و الحضارات كما هو الحال بالنسبة للأفراد. ان الثقة هي عنصر الأمل . فالثقة تسمح لك بالتفكير في المستقبل و تسمح لك بتحقيق ما تريد أو حتى قد تسمح لك بتعدي ذلك. ان الثقة تأتي من الداخل, و لكنها من الممكن أن تعزز أو تضعف بالطريقة التي يراك الآخرون بها. و لكن الثقة كضغط الدم يجب أن تكون متوازنة: ان المشكلة تبدأ عندما يكون لديك الكثير أو القليل منها. ان الثقة الزائدة ممكن أن تؤدي إلى عدم الاستقرار ونقصها قد يفعل ذلك أيضاً.  

و لنأخذ على سبيل المثال الوضع الأمريكي في العراق. ان ثقة إدارة بوش  الزائدة بصلاحية أهدافها – وهي دمقرطة الشرق الأوسط- علاوة على الفشل في تطبيقها  كانت العنصر الأساسي وراء الكارثة التي تجري حالياً هناك . 

لقد قمت مؤخراً بمناقشة أحد المفكرين الرئيسيين ممن وقفوا خلف قرار " تحرير" العراق من صدام حسين. و قد بدا لي  المحافظ الجديد البارز بلشفياُ ديمقراطياً بعض الشئ,  و ذلك بسبب ثقته الثابتة بصلاحية رؤيته .   

وحسب كلامه فان الوضع في الشرق الأوسط كان خطيراً وغير مقبول. وان الديمقراطية في العراق لن تجلب السلام إلى إسرائيل فقط,  بل إنها ستؤدي الى إيجاد توازن جديد و أكثر أمناً داخل الوطن العربي. و لأن الولايات هي أقوى و أحكم دولة فقد كان لها دور مميز لتؤديه و يجب على العالم أن يسير خلفها من أجل معالجة هذا التحدي.    

بكلمات أخرى, فانه وحتى البدايات المبكرة لصيف 2007, فقد كان كحال إدارة بوش في وضع من الإنكار. بالنسبة له,فان الأمور تجري بشكل جيد في العراق  و أن توازناً جديداً للقوى قد تم إنشاؤه, وهذا التوازن ستستفيد منه الأغلبية الشيعية في العراق و ليس بالضرورة أن تستفيد منه إيران. ان شجاعة وجرأة الحكومة و الجيش الأمريكي قد حققا الهدف. و لا يجب السماح للعنف اليومي أن يغطي على الوقائع الإستراتيجية الأعمق: ان النصر بمتناول اليد, و قريباً جداً فان العالم – و على الرغم من كل الدعاية المعادية لبوش- سوف يدرك ذلك.

عند مثل هذا المستوى, فان الثقة الزائدة بشكل عام هي نتاج للتقويم  المفرط لإمكانيات الشخص وفشل في تقدير قدرات الخصم. وكلاهما نتاج قراءة ايديلوجية للعالم ليس لها أي صلة بالواقع. ففي غزو روسيا عام 1941 قام أدولف هتلر مثل نابليون بونابرت باستعراض ثقته العسكرية الزائدة مما أسفر له عن كارثة . و صدام حسين نفسه بالغ في اللعب في أوراقه, وكان مقتنعاً بأن أمريكا لن تجسر على مهاجمته.

وفي نفس الوقت فان عدم الثقة أو نقصها فيما يتعلق بالبلد ثقافة أو حضارة قد يكون له نفس الخطورة. ان الاقتناع العميق بأن الإصلاح يؤدي الى حدوث ثورة و نتائج فوضوية, فيه تسفيه للواقع وممكن أن يؤدي ذلك الى الجمود و اليأس. 

مثلاً في مصر, و التي تمثل بشكل عال الحالة السياسية المنتشرة في الشرق الوسط, فان الوضع الذي يجري حالياً هناك هو نتاج لانعدام ثقة النظام بقدرته على الانفتاح و الإصلاح. و انعدام الثقة هذا هو نفسه من يقف وراء الأوضاع المتفجرة في الجزائر وتونس و حتى في المغرب. و لكون شرعية هذه الأنظمة غير مستمدة من الدعم الشعبي, فان هذه الأنظمة غير الديمقراطية تعتبر تكلفة انفتاحها أعلى بكثير من تكلفة الإبقاء على الوضع الراهن. 

و بالطبع فان الثقة و الشك في النفس أمران غير متعارضين. ان بلداً مثل إسرائيل زاخرة بالثقة الاقتصادية, و لكنها تمتلئ بالشك بالذات عندما يتعلق الأمر بالاعتبارات السياسية و الإستراتيجية.  

ترى هل يمكن أن يتم غرس المقدار الصحيح من الثقة في البلدان أو المجموعات التي تحتاجها بشدة؟ و إذا كانت الثقة الزائدة خطيرة جداً,  فهل من الممكن أن يتم تعليم ضبط النفس و التواضع لمن لا يملكهما؟  

 بشكل غريب, فانه قد يكون امتلاك الثقة أسهل من كبحها. ان الثقة تنبع من ثلاثة أشياء: الأمل و الفخر و التقدم. ان النجاح يولد الثقة و الثقة تنتج التقدم. ان الصينيين و الهنود مقتنعون تماماً بأنهم يحققون النجاح. إنهم يرون في الغرب خليطاً من احترام لمنجزاتهم  و خوف من التحدي الذي يفرضونه, و هذا الأمر يملؤهم فخراً واعتزازاً.  

ان محاولة فرض الديمقراطية على الآخرين  أمر في غاية الغطرسة والتكبر. و لكن الديمقراطية هي أيضا العلاج الأنجع للثقة الزائدة, لأنها تسمح للناس العاديين بالتقرير ما إذا كان قادتهم يتصرفون بتبجح أو بمسئولية. ان آليات التصحيح الذاتي للأنظمة الديمقراطية الحقيقة هي فقط من بإمكانها ان تضمن التوازن  الصحيح.

*مؤسس ومستشار للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية. وهو حالياً أستاذ في وارسو.

The contradictions of confidence in the Middle East

By Dominique Moisi

Commentary by

Confidence is a vital element of life, for nations and civilizations as well as for individuals. Confidence is the ingredient of hope. It allows you to project yourself into the future, to fulfill or even transcend your capabilities. It comes from within, but can be reinforced or weakened by the way others perceive you. But confidence, like blood pressure, must be balanced: the problem starts when you have too much or too little of it. Overconfidence tends to be as destabilizing as a lack of it.

Consider, for example, America in Iraq. The Bush administration's overconfidence in the validity of its objectives - democratizing the Middle East - much more than implementation failures, was the key factor behind the unfolding catastrophe there.

I recently debated one of the key thinkers behind the decision to "liberate" Iraq from Saddam Hussein. A prominent neoconservative, he seemed to me something of a Bolshevik of democracy, owing to his unshakeable confidence in the validity of his vision.

According to him, the status quo in the Middle East was untenable and dangerous. Democracy in Iraq would not only bring peace in Israel, but also a new, safer, and better equilibrium in the entire Arab world. Because the United States was the most powerful and wisest of nations, it had a unique role to play, and the world should rally behind it in courageously tackling this challenge.

In other words, even as late as the early summer of 2007, he was, like the Bush administration, in a state of denial. For him, things were going well in Iraq, and a new balance of forces was being established - one that would benefit Iraq's Shiite majority, but not necessarily Iran. The courage and audacity of the US government and its army was finally "paying off." Daily violence should not be allowed to hide deeper strategic realities: victory was around the corner, and soon, the world - despite all the anti-Bush propaganda - would recognize it.

At such a level, overconfidence is generally the product of an excessive assessment of one's capabilities and an insufficient appreciation of the capabilities of one's adversary. Both are the product of an ideological reading of the world that bears little connection with reality. In invading Russia in 1941, Adolph Hitler, like Napoleon Bonaparte, demonstrated a military overconfidence that resulted in catastrophe. Saddam Hussein himself fatally overplayed his cards, convinced as he was that America would not dare to attack him.

At the same time, lack of confidence on the part of a country, a culture, or a civilization can be just as dangerous. The deep conviction that reform can only lead to revolution and chaos results in a stultification of reality that can lead to immobility and despair - and thus become a dangerous and self-fulfilling prophecy.

For example, in Egypt, which is highly representative of the prevailing political situation in the Middle East, the status quo is the result of the regime's absolute lack of confidence in its ability to open up and reform. This same lack of confidence is behind the potentially explosive situations in Algeria, Tunisia, and even Morocco. Because their legitimacy does not rest upon the support of their people, these undemocratic regimes consider the risk of opening themselves greater than the cost of maintaining the status quo.

Of course, confidence and self-doubt are not mutually exclusive. A country like Israel booms with economic confidence, but is full of self-doubt when it comes to strategic and political considerations.

Can the right amount of confidence be instilled in countries or groups that badly need it? And if overconfidence is so dangerous, can restraint and modesty be taught to those who do not have it?

Strangely, it may be easier to gain confidence than to restrain it. Confidence can come from three things: hope, pride and progress. Success breeds confidence, and confidence brings progress. Today's Chinese and Indians are now convinced that they are succeeding. They see in the West a mixture of respect for their achievements and apprehension for the challenge they now pose, and that fills them with pride.

Attempting to impose democracy on others is an act of unbounded arrogance. But democracy is also the best remedy against overconfidence, because it allows ordinary people to decide whether their leaders are behaving arrogantly or responsibly. Only the self-correcting mechanisms of truly democratic regimes can ensure the right balance.

Dominique Moisi, a founder and senior adviser at the French Institute for International Relations, is currently a professor at the College of Europe in Natolin, Warsaw. THE DAILY STAR publishes this commentary in collaboration with Project Syndicate (c) (www.project-syndicate.org).

http://www.dailystar.com.lb/article.asp?edition_id=1&categ_id=5&article_id=84846

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ