ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 12/09/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

يمكن للديمقراطية أن تصنع الديمقراطيين

سري مورنياتي

أثينز – السؤال الرئيسي الذي يكمن في الحوار حول الأحزاب الإسلامية والديمقراطية في إندونيسيا هو ما إذا كانت الأحزاب الإسلامية، بالتزامها الذي يبدو محدداً إلى أبعد الحدود بالديمقراطية، تستطيع المساهمة بالعملية المستمرة لإدخال الديمقراطية.

 

قد يبدو الالتزام الخطي من قبل بعض الأحزاب الإسلامية بتطبيق الشريعة أنه يدعم فكرة أن هذه الأحزاب لن تتمكن من المساهمة في العملية الديمقراطية. إلا أن مجرد الاعتماد على القناعات الأيديولوجية للحزب لتقييم قدرته على المساهمة في الديمقراطية قد يثبت أنه غير مناسب.

 

تظهر بعض الدراسات للأحزاب السياسية، مثل الدراسة التي أجراها ستاثيس ن. كاليفاس من جامعة شيكاغو عام 2003 أن الممثلين السياسيين الذين ألهمهم الدين ليسوا مقيدين أو محصورين بالقناعات الأيديولوجية فقط، وإنما كذلك بحسابات الكلفة مقابل الفائدة للحصول على السلطة وضمانها. وحتى يتسنى الفوز بالدعم الشعبي مع الإبقاء على شخصيتها المميزة كأحزاب دينية، تبدأ هذه الأحزاب بتعديل مواقفها السياسية. وفي اللحظة التي يصبح فيها حزب ديني معتدلاً، يصبح بإمكانه المساهمة في الديمقراطية.

 

أحد الأمثلة على ذلك تجربة الأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا. وقد يبدو استخدام أمثلتهم للمقارنة في البداية أمراً منافياً للعقل والمنطق. ولا تختلف الأحزاب الديمقراطية المسيحية الأوروبية مثل حزب الاتحاد الألماني الديمقراطي المسيحي، الاتحاد الاشتراكي المسيحي في ألمانيا (الذي فاز بمنصب المستشار عام 2005) أو الحزب الديمقراطي المسيحي في بلجيكا (الذي فاز بأكبر عدد من الأصوات عام 2007) عن نظرائها من الأحزاب الاشتراكية أو الليبرالية. وهي تبدو أنها جزءً لا يتجزأ من النظام الديمقراطي الليبرالي في دولها.

 

إلا أننا لو تقصّينا جذور هذه الأحزاب يتضح أنها نشأت من حركات كاثوليكية بهدف جعل الكاثوليكية أكثر ظهوراً في الحياة العامة. وهي جزء من ردة فعل الكنيسة لموجة الليبرالية التي لوّنت عملية الدمج الديمقراطي في أوروبا. وما زالت هذه الأحزاب تحافظ بصراحة ووضوح على التزامها بالقيم المسيحية في وثائقها الرئيسية، وما زالت مواقفها حول قضايا مثل الإجهاض تعتبر أنها تمثل إلى حد ما وجهة نظر الكنيسة.

 

رغم ذلك كله، لا يُنظَر إلى الأوروبيين الديمقراطيين المسيحيين كتهديد للديمقراطية، بل بالتأكيد، يعتبرون مساهمين هامين في عملية إدخال الديمقراطية في بلادهم. السؤال الذي تتوجب الإجابة عليه إذن هو كيف يمكن شمل هذه الأحزاب الدينية في أنظمة بلادها الديمقراطية.

 

ويظهر كاليفاس أن الإجابة تكمن في قدرة هذه الأحزاب وقابليتها لأن تصبح أكثر اعتدالاً. ويظهر هذا الاستعداد، على سبيل المثال، في توقها إلى بناء تحالفات مع أحزاب علمانية، الأمر الذي يتطلب منها إعادة تحديد هويتها السياسية وتعديل أجندتها الدينية.

 

وفي إندونيسيا أثارت مشاركة حزب العدالة والازدهار في الانتخابات القلق والخوف. صحيح أن هذا الحزب يسعى إلى تطبيق الشريعة في المجتمع الإندونيسي، إلا أنه خلال فترة مشاركته في السياسة الإندونيسية أظهر استعداداً للالتزام بالإجراءات الديمقراطية وتعديل تطلعاته الدينية.

 

على سبيل المثال، لم يخض حزب العدالة والازدهار، الذي كان يومها اسمه حزب العدالة، الانتخابات على أساس جملة وردت في إعلان جاكرتا: "مع التزام بتحقيق تطبيق الشريعة من قبل أتباع الحزب"، في عملية تعديل دستور عام 1945 في عام 2000. هذه الكلمات أزيلت في اليوم الثاني لاستقلال إندونيسيا، إلا أن العديد من المجموعات الإسلامية في إندونيسيا مستمرة في النضال من أجل إعادة إضافة هذه الكلمات.

 

وكما يشير جوزيف واناندي، الزميل الرئيس في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، لم يقم حزب العدالة والازدهار بتطبيق الشريعة حال فوزه في الانتخابات المحلية في ديبوك وبيكازي، وهما مدينتان في جاوا الغربية. يجب النظر إلى هذا التأخير على أنه مؤشر إيجابي بأن حزب العدالة والازدهار لا ينوي تطبيق تفهم ضيق مؤسَّس للشريعة وإنما يرى الشريعة كنظام مفتوح للتفسيرات المستمرة.

 

ولكن كاليفاس يشير إلى أن استعداد الحزب الديني للتحول إلى الاعتدال ليس مناسباً لضمان شمله في النظام الديمقراطي. يجب أن تكون هناك كذلك "قدرة" لهم ليفعلوا ذلك. ومما يثير الاهتمام أن "القدرة على الاعتدال" تكمن في استعداد منافسيهم للسماح لهم بأن يكونوا جزءا من النظام. ويعتقد كاليفاس أن أحد العوامل التي أدت إلى فشل جبهة الخلاص الإسلامية في المساهمة في إدخال الديمقراطية إلى الجزائر كانت انعدام المواقف التعاونية من نظرائها العلمانيين الذين يسيطرون على الجيش.

 

من المستبعد جداً أن تلجأ المجموعات العلمانية الإندونيسية إلى أساليب استثنائية. وكما يظهر مثال جبهة الخلاص الإسلامية، فإن مضيافية المجموعات العلمانية، بما فيها استعدادها لأن تثق بأن عملية إدخال الديمقراطية تستطيع أن تؤدي تدريجياً بالأحزاب الإسلامية لأن تصبح معتدلة بشكل متزايد، يجعل مساهمة الأحزاب الإسلامية في الديمقراطية أمراً ممكناً.

 

نتيجة لذلك، يجب ألا يكون اهتمامنا الرئيسي الشك في ومساءلة الالتزام الديمقراطي لهؤلاء المشاركين في العملية السياسية، وإنما تطوير وحماية مؤسسات ونظم ديمقراطية تستطيع رعاية عملية تحديث حتى من قبل ممثلين غير ديمقراطيين. لا يتم لم شمل الديمقراطية وتعزيزها دائماً بوجود الديمقراطيين، إلا أن باستطاعة الديمقراطية أن تصنع الديمقراطيين.

ـــــــــــــــــــــــــ

*سري مورنياتي طالبة علوم سياسية في جامعة أوهايو في أثينز. يمكن الاتصال بها على البريد الإلكتروني chat_unie@yahoo.com

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 4 أيلول/سبتمبر 2007

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ