وقوفاً
من أجل السلام
سكوت
بليكمان ودين عبيد الله*
مدينة نيويورك –
ركب ممثل هزلي يهودي أميركي
وآخر فلسطيني أميركي حافلة عبر
مانهاتن في حزيران/يونيو 2002.
أثناء عبور الحافلة من الجهة
الشرقية إلى الغربية من الجزيرة
كانت تمثيلية كوميدية عنوانها
"وقوفاً من أجل السلام" قد
وُلدت. ما بدأ كسلسلة من عروض
لصالح "جذور السلام"، وهو
مخيم صيفي في ولاية مين يجمع
مراهقين إسرائيلين وفلسطينين،
نما ليصبح أكثر من 75 عرضاً في
الجامعات والمسارح ومراكز
المجتمع اليهودية والعربية
ودور العبادة عبر الولايات
المتحدة.
كان هدفنا الأساسي
جمع العرب واليهود الأميركيين
معاً ليضحكوا، وتشجيع حوار
دعماً لحل سلمي سياسي للنزاع
الإسرائيلي الفلسطيني. نأمل أن
تتمكن عروضنا الفكاهية من جَسر
الفجوات بين العرب واليهود وأن
تساعد على رعاية التفاهم. خلال
السنوات الخمس الماضية أثبتت
عروضنا كونها أسلوباً فاعلاً
جداً لجمع الجاليات وطلاب
الجامعات معاً. بعض هذه الوحدة
يجري تحقيقها حتى قبل أن نصعد
إلى خشبة المسرح. جميع عروضنا
تقريباً تجري برعاية مشتركة من
قبل عرب ويهود ومسلمين في حرم
الجامعات أو المنظمات التابعة
للجاليات، ونجتمع عادة لتناول
طعام العشاء قبل العرض، ونستمر
في التواصل بعد العرض كذلك. في
حرم الجامعات تكون المنظمات
الراعية أحياناً تلتقي وتتعاون
للمرة الأولى عند رعاية عرضنا
"وقوفاً للسلام" إضافة إلى
لقاء طلبة وأفراد جاليات
يتمتعون بالحماسة والمثالية
والمشاركة، توفر لنا لقاءات قبل
العرض معلومات محددة حول
الجامعة أو الجالية نضمها بشكل
فكاهي إلى عرضنا.
ورغم أنه قد يعتقد
البعض أن فكاهتنا الليبرالية
سياسياً قد لا تنجح إلا فيما
يسمى بالولايات الزرقاء إلا
أننا تلقينا تجاوباً حماسياً في
ولايات تعتبر حصوناً منيعة
للجمهوريين إضافة إلى بعض
المناطق التقدمية .
لقد مررنا بتجارب
جميلة جداً خلال عروض قدمناها
في أوكلاهوما ومسيسيبي وتنيسي
ونورث كارولاينا وإنديانا
وولايات غيرها تعتبر أكثر
محافظة، وهو أمر منطقي حيث أن
الرغبة في إيجاد حل سلمي سياسي
لنزاع الشرق الأوسط لا يجب أن
يفرق بين الليبراليين
والمحافظين والديمقراطيين
والجمهوريين هنا في الولايات
المتحدة. في فترة طرح الأسئلة
بعد عرضنا، نؤكد أن العرض لا
علاقة له بأي حزب. بوجود بعض
الاستثناءات (جهود بيل كلنتون
المصممة عام 2000 على سبيل المثال)
يفتقر الديمقراطيون
والجمهوريون على حد سواء إلى
تقديم حلول بناءة للسلام.
ورغم أننا نرحب
بفرصة إحضار عرض "وقوفاً من
أجل السلام" إلى الشرق الأوسط
وحول العالم، إلا أن تركيزنا
الأولي هو نشر الوعي حول القضية
الإسرائيلية الفلسطينية أمام
جماهير في الولايات المتحدة
لديها معرفة سطحية بالقضية أو
حتى انعدام وجود أي اتصال
أحياناً بالمرة. وبما أن إضفاء
صفة الشيطانية على الشعبين كان
عائقاً كبيراً أمام السلام
فإننا نأمل أنه من خلال إعطاء
وجه إنساني (وفكاهي!) للنزاع
فسوف يرى الناس ذلك، تماماً مثل
وضع كلٍ منا، لدى اليهود
والفلسطينيين أموراً مشتركة
كثيرة أكثر مما لديهم من
الخلافات. ورغم أنه لا يمكننا
إلا الحديث عن أنفسنا كيهود
وفلسطينيين أميركيين فإن هذه
الأمور المشتركة تنطبق على
الإسرائيليين والفلسطينيين
كذلك، الذين كانوا شاكرين لتوفر
فرصة لهم لقضاء أمسية من الضحك
معاً، ولأن يخرجوا من العرض
بأمل متجدد بمستقبل أفضل.
"الأمل" هي
الكلمة الرئيسية هنا. وهي كلمة
قصّر القادة على جميع الجهات في
تقديمها. "الكلام" هي
الكلمة الحيوية الأخرى. نلقي
النكات على الذين يقولون "حاولنا
التكلم ولكن ذلك لم ينجح". ذلك
يشبه القول "حاولت التنفس،
ولكنني لم اهتم بذلك".
الانخراط في حوار بنّاء عن
السلام هو الطريقة الوحيدة
لتحقيق السلام. أمر آخر نشجعه هو
نقاش نشط هنا في الولايات
المتحدة حول سياسة الشرق الأوسط
غير الفاعلة وغير المهتمة. نحث
الطلبة والراشدين بالمثل على
المشاركة والعمل مع المنظمات
المساندة للسلام، وأن يطلبوا من
المسؤولين المنتخبين أن يخرجوا
من الوضع السائد بقبول الوضع
الذي لا يمكن قبوله الذي أعطى
الفلسطينيين والإسرائيليين على
حد سواء مستقبلا قاتما.
"وقوفاً من أجل
السلام" هو بالدرجة الأولى
عرض فكاهي يقدم هزلاً ذكياً
مفكراً عن عائلاتنا وخلفياتنا
العرقية والدينية إضافة إلى
هزلنا السياسي التقدمي. والأهم
من ذلك كله يقدم هذا النوع من
الفكاهة الأمل، لأنه لو تسنى لك
سماع صوت السلام فسوف تسمع
ضحكاً.
ــــــــــــــــــــــــــ
*إعرف
المزيد عن سكوت بليكمان ودين
عبيد الله وعرضهما "وقوفاً من
أجل السلام: حل ممثلين كوميديين
للسلام في الشرق الأوسط" على
الموقع
www.standupforpeace.com
مصدر
المقال: خدمة Common
Ground
الإخبارية، 6 أيلول/سبتمبر 2007
www.commongroundnews.org
تم
الحصول على حقوق نشر هذا المقال.
-----------------
نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|