ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 22/10/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل تتهيأ (إسرائيل) لحرب جديدة؟

بقلم: يوري أفنيري

ترجمـة: رندة القاسم

عندما رفض (إيهود أولمرت) الاستجابة لمبادرة الرئيس السوري ألمح إلى أن الرئيس (جورج بوش) يمنعه من أي اتصال مع السوريين، والسنة الماضية دفعت أمريكا (إسرائيل) إلى حرب في لبنان، وأعاقت وقفاً مبكراً للنيران، وبذلك بدت مهتمة بنشر أخبار الحرب إلى سورية؛ كل يوم تقريباً يُعلن رئيس الوزراء ورئيس الدفاع وأتباعهم أنهم غير راغبين على الإطلاق بالحرب.

وهنا يُذكر تعليق (هاملت) حول أمه غير المخلصة إذ يقول: "السيدة تؤكد براءتها زيادة عن اللزوم كما يبدو لي". وهو يُشـبـه كثيراً (إيهود باراك) الذي كان يتحدث عن إيمانه بالسـلام بينما يقف على مرتفعات الجولان المحتلـة وخلفـه الدبابات ذات الضجيج تتقدم بشـكل يُشـبـه المناورة الحربيـة.

وقد ذكر مسؤولو الاستخبارات في الجيش (الإسرائيلي) أن سورية، وحسب تقديرهم، لا تنوي البدء بالحرب، فبالنسبة لهم الحرب لا تخدم مصالح سورية في هذا الوقت.

ولإتمام الحلقة صرَّح حسن نصر الله في حشد بيروت الكبير أن حزب الله أيضاً لا يرغب بالحرب.

ومن (الأسفل) لا يوجد ضغط للقيام بالحرب، فالشعب (الإسرائيلي) خائف منها. إذاً من أين أتى هذا الكلام اليومي عن الحرب؟ وإذا لم يكن أحد يُريدها، فلمَ كل هذا الحديث عنها؟ لماذا تقوم وسائل الإعلام في (إسرائيل) وعبر العالم بالحديث عن (التوتر على الحدود الشمالية لإسرائيل؟) لماذا يقوم الجيش الإسرائيلي وبشكل مسعور بمناورات في الجولان؟ ولماذا توجد تقارير حول الزيادة السريعة للتسلح السوري والبناء المحموم لتحصينات ضد إسرائيل؟ لماذا تُقدم الحكومة التركية واسطة طارئة بين (إسرائيل) وسورية؟ كل هذا غامض جداً. ويبدو أن مفتاح هذا الغموض ليس موجود في القدس أو دمشق ولكن في واشنطن.

عندما رفض (إيهود أولمرت) الاستجابة لمبادرة الرئيس السوري ألمح إلى أن الرئيس (جورج بوش) يمنعه من أي إتصال مع السوريين، والسنة الماضية دفعت أميركا (إسرائيل) إلى حرب في لبنان، وأعاقت وقفاً مبكراً للنيران وبذلك بدت مهتمة بنشر أخبار الحرب إلى سورية.

وسورية تنتمي بالطبع إلى "محور الشر" الموجود في رأس (بوش)، والمنطق يقول إن من مصلحة الولايات المتحدة إقامة علاقات بين (إسرائيل) وسورية ولكن (بوش) لا يصغي.

وربما أنه يدفع (أولمرت) باتجاه حرب مع سورية لأجل إبعاد الأنظار عن هزيمته في العراق والتي تزداد سوءاً بشكل يومي، أو أنه فقط معني بتوترات زائفة لأجل الوصول إلى الحرب على سورية.

السؤال هو: لماذا تُشارك (إسرائيل) في هذه اللعبة؟

الشخصية المركزية في هذه اللعبة هي (إيهود باراك)، فعلاقته بسورية لم تبدأ بالأمس، فقبل ثماني سنوات وخلال فترة حكمه القصيرة والمفجعة كرئيس وزراء لعب بفكرة "صنع سلام مع سورية"، لقد تفاوض مع الرئيس حافظ الأسد وللمفاجأة أن الفريقين وصلا إلى عتبة إتفاقية سلام تاريخية، فالجولان ستعود إلى سورية وستُنزع المستوطنات، و"دولة عربية هامة أخرى ستعيش بسلام مع (إسرائيل)" وبعد ذلك إنهار كل شيء، الحجة كانت بأن الأسد أراد غمس قدميه في مياه بحيرة طبرية عوضاً عن الوقوف على بعد مئات الياردات بعيداً عنها، ولكن السبب الحقيقي متعلق بقدمي (باراك) نفسه، إذ إنهما أصبحتا باردتين، لقد هرب عند اللحظة الأخيرة وبدأ مغامرته غير المسؤولة في (كامب ديفيد).

أطلقت عليه في ذلك الوقت "مجرم السلام"، إنه السياسي المنتهك للسلام بشكل متسلسل وبعد فشله في (كامب ديفيد) بسبب تعجرفه المفرط ومقته الواضح للعرب اخترع ديباجة: (لا نملك شريكاً)، إذن ليس هو الذي فشل ولا المداولات التي استهلها دون تحضير ملائم؟

وهكذا لن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين تماماً كما أنه لا يُمكن أن يتحقق السلام مع السوريين، وهنا تظهر العبارة الأبدية لليميني المتطرف جداً (إسحاق شامير) القائلة: "البحر هو ذات البحر والعرب هم ذات العرب".

(لا نملك شريكاً) إنها العبارة التي حطمت حركة السلام الإسرائيلية وسببت الأضرار التي لا يُمكن تصحيحها، لقد أبقى (إيهود أولمرت) (باراك) خارج اللعبة التي يدخلها الآن مع محمود عباس، وكانتقام لذلك، صرف (باراك) النظر عن فكرة السلام مع الفلسطينيين بتلويحة من يده، لقد صرَّح بأن فكرة السلام لا تملك بداية، لأن دولة فلسطين ستُمطر (إسرائيل) بالصواريخ، وهذا يعني أن السلام سيُقام فقط عندما تمتلك (إسرائيل) نظاماً يوفر دفاعاً قوياً ضد الصواريخ قصيرة المدى، متى سيحدث ذلك؟ في عدة سنين.

"ولكن عندها ربما يكون الفلسطينيون قد امتلكوا صواريخ أكثر تطوراً وعندها سنحتاج لأنظمة أكثر تطوراً".

هل سيكون السلام خلال ثلاث سنوات أم ثلاثين أم ثلاثمائة؟

في الوقت نفسه يتابع (أولمرت) لعبته، فتقريباً كل يوم يُحلق بالون جديد يحمل عبارات مثل "مقترحات سلام"، "مبادئ لأجل السلام" سيتطرق لها في وقت غير محدد، "معاهدة سلام نظرية" وكل هذه الخطط تشترك بشيء واحد: إنها لا تلامـس الواقع هنا والآن، إنها تنتمي لمسـتقبل مزهر بعيد بينما تحدث أمور سـيئـة جداً على أرض الواقع.

ومرة ثانية (بوش) هو الذي يدفع (أولمرت) في هذا الاتجاه، وبقدر ما يُريد توتراً بين (إسرائيل) وسورية بقدر ما يتمنى سماع أخبار إيجابية عن رؤيته حول عملية السلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين، دعوهم يُروجون لعملية سلام واقعية وليُناقشوا وثائق حتى زمن عودة المسيح، ليبتسموا لبعضهم البعض وليتعانقوا، كل ذلك ليُثبت أن (بوش) قد نجح، وأن رؤيته اتخذت شكلاً وهذا جيد لـ (بوش)، جيد لـ (أولمرت)، وجيد لعباس.

وهو غير جيد بالنسبة لمن؟ بالنسبة للفلسطينيين الذين ينهارون تحت نير الاحتلال، الشقاء في قطاع غزة يتعمق كل يوم مع الظهور للعيان وجود خطة تسعى لإنهيار كامل وفوضى وسقوط "حماس".

ووضع سكان الضفة الغربية ليس بالأفضل، المتاريس مازالت حيث كانت وكذلك المستوطنات ومراكز النقاط الحدودية، فقط شبكة الطرق تُصبح أفضل للإسرائيليين وبناء الجدار في تقدم كامل.

التجربة الأكثر إيلاماً في وضع الأراضي المحتلة هو القتل اليومي، فتقريباً لا يمر يوم دون جريمة جديدة.

طالب مدرسة دُهس بعربة، كانت جراحه خطيرة وأُبقي عند حاجز في الطريق إلى أن فارق الحياة، ونشر الجيش عبارة موجزة تقول: كان على قائمة أولئك المحرومين من دخول (إسرائيل).

ويُمكن توقع أن يجتاح الغضب البعض بسبب فراغ "لعبة عملية السلام"، فأي إنسان يُفكر يعلم أنه لو لم يُحرز عباس أي نتائج سياسية، فإن "حماس" ستُخرجه من الضفة الغربية وغزة، وهذا من المفترض أن يُرعب الإسرائيليين، ولكنهم غير خائفين، فماذا لو كانت الغلبة "لحماس"؟ العرب كلهم متشابهون.

وسورية تملك صواريخ يُمكن أن تصل إلى أية نقطة في (إسرائيل) بما فيها (تل أبيب) و(ديمونا)، فالحرب مع سورية ليست مجرد نزهة.

ماذا إذاً؟ لا تُصابوا بالإحباط، (باراك) يقول إنه لن تكون هناك حرب، ولكن ربما كانت هناك حرب، وعندها سيكون هذا سوء تقدير تافه.

المصدر: نشرة نضال الشعب - 21/09/2007

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ