ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
وجهات
نظر الشباب: مجلات
القصص المصورة تجسر الهوات
الثقافية مايكل
تشاو ويوسف مرشدي واشنطن
العاصمة/المعادي، مصر – يمكن
النظر إلى التوترات القائمة بين
العالم الإسلامي والغرب على
أنها "حرب أفكار"، يحاول كل
طرف فيها التأثير على "قلوب
وعقول" الطرف الآخر".
ويقترح هذا النموذج أن سوء
تفاهم وتصوير نمطي يكمنان في
جوهر هذا التوتر، عندما يعود
الأمر إلى ثقافة الآخر وقيمه
وعقيدته. يمكن الجدل إذن أن
مبادرات الدبلوماسية العامة
والابتكارية التي تخاطب هذه
الأسباب الجذرية قد تكون أساليب
فاعلة لتحسين العلاقات بين
المسلمين والغرب. لتحقيق
ذلك، تكرس الحكومات وغيرها من
المنظمات المزيد من الاهتمام
للنواحي الثقافية لجهودها
الدبلوماسية من خلال مبادرات
كالمهرجانات السينمائية
العالمية ومعارض الكتب التي
تعرّف السكان في الدول الأجنبية
على مختلف الثقافات والقيم. يتوجب
على أية علاقة جيدة بالطبع أن
تشكل طريقاً باتجاهين. يتطلب
جسر الفجوة بين ثقافتين أن
يتقبل الطرفان عملية التعلم عن
الطرف الآخر. الأهم من ذلك،
يتوجب على كلا الطرفين أن يتخذا
مبادرات في إيصال قيمهما لتعزيز
التفاهم عبر الثقافات. المثير
للدهشة أن بإمكان الاتصال
الفاعل وتبادل الآراء والقيم
ووجهات النظر بين المسلمين
والغرب أن يتم من خلال مجلات
القصص المصورة وأفلام الرسوم
المتحركة. خلال
العقد الماضي تطورت صناعات نشر
مجلات القصص المصورة وأفلام
الرسوم المتحركة لتصبح سوقاً
تبلغ قيمته مليارات الدولارات،
تسيطر عليه على ما يبدو المصانع
اليابانية. إلا أن تصاعد مجلات
القصص المصورة وأفلام الرسوم
المتحركة في اليابان هو ظاهرة
حديثة نسبياً. خلال السنوات
العشرين الماضية اكتسبت هذه
المجالات شعبية هائلة حول
العالم. من خلال كونها وبشكل
مخفي منتجات ثقافية يابانية،
يبدو منطقياً التفكير باحتمال
أنه بينما يبلغ أطفال الجيل
الحالي سن الرشد، قد يجري تهذيب
المشاعر المضادة لليابان
والبانية بإصرار منذ الحرب
العالمية الثانية وخاصة في دول
مثل الصين، من قبل هذه
التفاعلات الجديدة مع الثقافة
اليابانية. من
هذا المنطلق تبدو مجلاتالقصص
المصورة وأفلام الرسوم
المتحركةعلى أنها وسائل حميدة
يمكن من خلالها نقل القيم
المجتمعية إلى الأطفال. بالطبع
يبدو الأطفال على درجة معينة من
تقبل الخليط الابتكاري من
الوسائل البصرية وأصوات أفلام
الرسوم المتحركة، والتي يمكن
النقاش بأنها تعزز نوعية
الاتصالات كذلك. من خلال
استهداف الأطفال وهم قادة
الكوكب المستقبليين، يجري زرع
بذور التفاهم عبر الثقافات. يبدو،
بالنسبة للبالغين كذلك، أن
العناصر الثقافية والثقافية
المضادة في مجلات القصص المصورة
وأفلام الرسوم المتحركة نتج
عنها حشد المجتمعات العالمية من
خلال توجهها نحو الجماهير عبر
الوطنية. في عام 2006، شهد العالم
حشد المجتمعات الإسلامية بعد
نشر صور كرتونية تمثل النبي
محمد (ص) في صحيفة دنمركية. خلال
السنة نفسها قامت مؤسسة آسيا –
أوروبا بجمع فنانين كرتونيين
آسيويين وأوروبيين في سنغافورة
لإعداد وتطوير منشور مشترك.
تشكل ردود الفعل الجماعية هذه
أمثلة على القوة الخارقة للصور
وأفلام الرسوم المتحركة. نرى
من هذا المنظور أن من الغباء عدم
قيام الحكومات والمنظمات
الخاصة المهتمة بالفنون
والسياسة الثقافية ألا نستخدم
القوة الكامنة للصور وأفلام
الرسوم المتحركة المنشورة
كأسلوب ومسرب لنقل الثقافة. لقد
حققت كتب قصص مصورة مثل "الـ
99" الذي تصوره مؤسسة تشكيل
للمنشورات الكرتونية بداية
واعدة. تدور أحداث الكتاب، التي
تقع أثناء سقوط بغداد عام 1258
وسقوط غرناطة عام 1492، حول 99
بطلاً من 99 دولة مختلفة، يملك كل
منهم "حجر النور" الذي يهب
قوى مختلفة لكل من الـ 99 بطلاً. ويقول
الدكتور نايف المطوع مؤسس
مجموعة تشكيل للاتصالات
ورئيسها التنفيذي إن كتاب "الـ99"
يجمع بين التاريخ والرواية
ويعلم القيم الإنسانية
العالمية التي تكمن ضمنياً في
صفات الله تعالى الـ 99، وهي قيم
مثل الكرم والقوة والحكمة وبُعد
النظر وعشرات غيرها، والتي هي
لسوء الحظ غير مستخدمة لوصف
الإسلام في وسائل الإعلام اليوم.
لذا لا يتم إيصال 99 من القيم
فحسب وإنما 99 أسلوباً لحل
النزاعات كذلك". الواقع
أن السبب الرئيس لنجاح "الـ
99" وبالتالي فاعليته كوسط
للتبادل عبر الثقافات، كما
يبدو، هو غرس الكتاب لهذه القيم
الإسلامية بأسلوب غربي سائد من
الرسوم الكرتونية واللوحات.
يتعرض الجمهور المسلم للنواحي
الجمالية الغربية بينما يتم
تزويد الجمهور الغربي بدليل غير
رسمي ولكنه مثير للاهتمام لقيم
إسلامية محددة. كما
يمكن مجلات القصص المصورة
وأفلام الرسوم المتحركة في
مبادرات الدبلوماسية العامة
الابتكارية على مستوى أكثر
رسمية عبر الحكومات. قد تهدف
الدبلوماسية العامة إلى تيسير
التعاون بين الممثلين المهتمين
من الحكومات الإسلامية
والغربية لإنتاج مسلسل منتج
بشكل مشترك من مجلات القصص
المصورة وأفلام الرسوم
المتحركة الممنهجة يمكن من
خلالها إيصال القيم الثقافية. يتطلب
السلام والاستقرار العالميان،
أولاً وقبل كشيء تفهماً
واحتراماً لمختلف الثقافات
ووجهات النظر. تبدو مجلات القصص
المصورة وأفلام الرسوم
المتحركة، كوسائط لتبادل
الأفكار والمعايير الثقافية
التي تيسّر الفهم، أشكالاً
مناسبة لمبادرات دبلوماسية
عامة ابتكارية لها هذا الهدف. ـــــــــــــــــــــــــــ *يقدر
كل من مايكل تشاو ويوسف مرشدي
مجلات القصص المصورة وأفلام
الرسوم المترحكة ويحبانها. يعمل
مايكل تشاو على إتمام شهادة
مزدوجة في الطب والفنون في
جامعة ملبورن. يدرس يوسف
الصحافة والاتصال الجماهيري
وإدارة الأعمال في الجامعة
الأميركية بالقاهرة. وقد قاما
بالتشارك في كتابة هذا المقال
كجزء من برنامج سوليا للحوار
عبر الثقافات. مصدر
المقال: خدمة Common
Ground
الإخبارية، 23 تشرين الأول/أكتوبر
2007 تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |