ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الاسلام
و المسيحية: نحن
بحاجة الى نقاش حقيقي, وليس الى
مزيد من الحوار بقلم:
أدريان بابست هيرالد
تريبيون 13/11/2007 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي في الشهر الماضي, وجه 138 عالماً
مسلماً رسالة مفتوحة الى البابا
بينديكت السادس عشر و الى قادة
مسيحيين آخرين وقد دعوا فيها
الى فتح حوار جديد بين المسيحية
والإسلام يكون معتمداً على
النصوص المقدسة.
وقد عنونت هذه الرسالة بالعنوان
التالي: " كلمة سواء بيننا و
بينكم" وقد جاء فيها أن
مبادئ حب الإله الواحد
ومحبة الجار
المشتركة بين المسلمين
والمسيحيين تدعم إيجاد نوع من
الأرضية المشتركة بين
الديانتين الأمر الضروري
للاحترام و التسامح و الفهم
المتبادل. وقد تزامن نشر هذه الرسالة في
ذكرى الرسالة السابقة التي جاءت
رداً على كلمة البابا التي
ألقاها في ألمانيا في 12 سبتمبر
عام 2006 و التي ربط فيها ما بين
العنف في الدين و السلطة
المطلقة لله في الاسلام. وقد
كانت نقطته أنه وبحسب تعاليم
الاسلام , فان إرادة الله مبهمة
وغامضة تماماً ولهذا فان هناك
عجز إنساني عن فهمها مما يعطي
انطباعاً بأن الأوامر الإلهية
لا يمكن ان تفهم بشكل كامل ويجب
ان تتبع بطريقة عمياء. وفي مواجهة هذه الخلفية, جاءت
المبادرة التي طرحها العلماء
المسلمون كمحاولة لإبعاد
الحوار المشترك عن الجدل حول
العقل و الوحي في النصوص. وقد
جاء في الرسالة أن العلاقات
الإسلامية -المسيحية يمكن أن
تخدم بشكل أفضل من خلال
الانشغال في التفسيرات النصية و
التي تركز على الوصايا و
الاعتقادات المشتركة.
و لكن القول كما كتب الموقعون على
"كلمة سواء" بأن المسلمين و
المسيحيين متحدون بالوصايا
المشتركة بينهم و التي تشكل
ضرورة لإيمانهم و ممارساتهم –
حب الله و الجيران- هي أمر غامض
لاهوتياً و مشكوك فيه وخطير
سياسياً. لاهوتياً, فان هناك
اختلافاً بين
إله المسيحيين وإله المسلمين .
فالإله عند المسيحيين اله مجسد
و عقلاني. وعلاوة على ذلك فان
العهد الجديد و الكتابات
المسيحية الحديثة تتحدث عن اله
واحد بوجود ثلاثة أشخاص لهم صفة
لاهوتية مساوية له, هم- الأب و
الابن و الروح القدس. ان هذه النقطة ليست مجرد أمر عقدي
عابر, و لكن لها تأثيرات سياسية
و اجتماعية هامة جداً. ان
التساوي بين الأشخاص
اللاهوتيين الثلاثة هو أساس
للمساواة بين الجنس البشري, فكل
شخص خلق بصورة مشابهة للثالوث
الإلهي. وكنتيجة لذلك, فقد دعت المسيحية
الى مجتمع يتسم بالعدالة
المطلقة دون أي انقسامات أو نظر
للاعتبارات الطبقية أو للصنف.
ان الوعد بالعدالة و المساواة
العالمية و المغلفة بهذا
المفهوم للإله تزود المسيحيين
بطريقة للتساؤل و التحول ليس
فقط عن معايير الأوامر السياسية
السائدة و لكن عن التصرفات
الاجتماعية للكنيسة (التي
انحرفت بشكل متكرر).
وعلى النقيض من ذلك, فان اله
المسلمين غير مجسد وواحد مطلق:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وقد أوحى هذا الإله بشكل خاص
للنبي محمد صلى الله عليه وسلم,
عن طريق الوحي جبريل. كما أن
القرآن هو كلمة الله الحرفية و
الوحي الإلهي الأخير و التي
أعلن فيها لليهود أولاً ومن ثم
للنصارى. ومرة أخرى, فان هذا التعريف للإله
له نتائج وعواقب على العلاقات
السياسية و الاجتماعية. ان
الاسلام لا يفترض انقسامات
مطلقة ببساطة ما بين أولئك
الذين يخضعون لسلطته المركزية
ولأولئك الذين ينكرونها؛ كما
أنه يحتوي على إرشادات إلهية ضد
المرتدين و غير المؤمنين ( على
الرغم من حمايته للمؤمنين من
اليهود و المسيحيين) إضافة الى ذلك فان التوحيد في
الاسلام يميل الى دمج المجال
الديني و السياسي: إذ يمنح سلطة
توحيدية مطلقة على المؤسسات
الوسيطة كما أنه يعطي قيمة
كبيرة لغزو الأراضي و السيطرة,
وكل هذا تحت حكم و سيطرة الإله
الواحد. أن هذه الاختلافات (وغيرها) تشير
ببساطة الى أن المسيحيين
والمسلمين لا يعبدون أو يعتقدون
بنفس الإله؛ و بالتالي و من خلال
الديانتين فان حب الإله و حب
الجار مختلفان بشكل دائم. و بتجاهل هذه الاختلافات
الأساسية, فان كتاب هذه الرسالة
المفتوحة يعملون على إدامة
الأساطير حول ان المسيحيين و
المسلمين يصلون بشكل مختلف الى
نفس الإله. و الأسوأ من ذلك هو
أنهم يعرضون نظرية مبسطة
للتوحيد المطلق. وبهذه الطريقة, فإنهم يقعون في
قبضة متطرفين دينيين على كلا
الطرفين و الذين يدعون أن لديهم
معرفة مباشرة و كلية و حاسمة
للإرادة الإلهية عن طريق الدين . ان المشكلة بالتفسيرات النصية هي
أنها تأخذ وجهة نظر شخصية. دون
وجود مفاهيم عالمية أو معايير
موضوعية مثل الرشد أو العقلانية,
ان العلماء بالكاد
يختلفون عن المتطرفين بسبب
نواياهم الحسنة والصادقة. و لذلك فان الخطر السياسي
من التركيز في الحوار
المسيحي الإسلامي على القراءة
النصية هو انه يهمل الخصوصيات
اللاهوتية و الإيمانية و
التأثيرات الاجتماعية؛ ان هذا
الأسلوب يقوض الفهم المتبادل
الذي قد يكون مفيداً في التقديم
و لكنه يفشل في توصيل أي شيئ. لم يعد باستطاعة المسلمين و
المسيحيين ان يتجنبوا الفروقات
الأساسية التي تمايز بين
أديانهم. ان أفضل أمل للسلام
الدائم و التسامح بين المسيحية
والإسلام هو التوصل الى نقاش
لاهوتي مناسب حول حقيقة الله و
طبيعة السلام العدالة.
ما عدا ذلك, فان الحوار المتبادل
سوف لن يصل الى أبعد من
المجاملات المؤدبة للسياسيين
والدبلوماسيين. و باسم الالتزام
المتبادل بالحقيقة و الحكمة فان
على المسلمين و المسيحيين ان
ينشطوا النقاش ذو الشكل
اللاهوتي و الطابع السياسي
الصريح. وبالطبع, فان هذا الأمر لا يمنع
من التعاون البراغماتي بين
الأديان حول القضايا المشتركة
مثل العلمانية العدائية و
الإلحاد المسلح و الأهم من ذلك
العنف في الدين. و لكن المتطرفين على كلا
الجانبين سوف يهزموا ثقافياً و
يهمشوا سياسياً عن طريق
الاعتقاد المعقول
و الحوار الراشد – و ليس عن
طريق التفسير النصي الشخصي. *
أدريان بابست: أستاذ الدين
والسياسة في جامعة نوتنغهام و
باحث في معهد لوكسمبورغ
للدراسات الأوروبية و الدولية. We
need a real debate, not more dialogue Published:
Last
month, 138 Muslim scholars addressed an open letter to
Pope Benedict XVI and other Christian leaders in which
they call for a new dialogue between Christianity and
Islam based on sacred texts. Entitled
"A Common Word Between Us and You," the
document claims that the shared Muslim and Christian
principles of love of the One God and love of the
neighbor provide the sort of common ground between the
two faiths that is necessary for respect, tolerance and
mutual understanding. The
publication of this letter coincided with the
anniversary of a previous open letter in response to the
pope's controversial Against
this background, the latest initiative by Muslim
scholars marks an attempt to move interfaith dialogue
away from debates about reason and revelation towards
scriptural reading. Christian-Muslim relations, so their
argument goes, are best served by engaging in textual
interpretations that highlight shared commandments and
common beliefs. But
to suggest, as the authors of "A Common Word"
do, that Muslims and Christians are united by the same
two commandments which are most essential to their
respective faith and practice - love of God and love of
the neighbor - is theologically dubious and politically
dangerous. Theologically, this glosses over elementary
differences between the Christian God and the Muslim
God. The Christian God is a relational and incarnate
God. Moreover, the New Testament and early Christian
writings speak of God as a single Godhead with three
equally divine persons - Father, Son and Holy Spirit. This
is not merely a doctrinal point, but one that has
significant political and social implications. The
equality of the three divine persons is the basis for
equality among mankind - each and everyone is created in
the image and likeness of the triune God. As
a result, Christianity calls for a radically egalitarian
society beyond any divisions of race or class. The
promise of universal equality and justice that is
encapsulated in this conception of God thus provides
Christians with a way to question and transform not only
the norms of the prevailing political order but also the
(frequently perverted) social practices of the Church. By
contrast, the Muslim God is disembodied and absolutely
one: there is no god but God, He has no associate. This
God is revealed exclusively to Muhammed, the messenger
(or prophet), via the archangel Gabriel. As such, the
Koran is the literal word of God and the final divine
revelation first announced to the Hebrews and later to
the Christians. Again,
this account of God has important consequences for
politics and social relations. Islam does not simply
posit absolute divisions between those who submit to its
central creed and those who deny it; it also contains
divine injunctions against apostates and unbelievers
(though protecting the Jewish and Christian faithful). Moreover,
Islam's radical monotheism tends to fuse the religious
and the political sphere: It privileges absolute unitary
authority over intermediary institutions and also puts a
premium on territorial conquest and control, under the
direct rule of God. These
(and other) differences imply that Christians and
Muslims do not worship or believe in the same God; in
consequence, across the two faiths, love of God and love
of the neighbor invariably differ. By
ignoring these fundamental divergences, the authors of
the open letter perpetuate myths about Christians and
Muslims praying differently to the same God. Worse, they
exhibit a simplistic theology of absolute, unmediated
monotheism. In
this way, they unwittingly play into the hands of
religious extremists on both sides who claim to have
immediate, total and conclusive knowledge of divine will
by faith alone. The
problem with all textual interpretations is that they
are, by definition, particular and partly subjective.
Without universal concepts and objective standards such
as rationality, scholars differ from extremists merely
in terms of their honorable intentions. So
the political danger of focusing Christian-Muslim
dialogue on textual reading is that it neglects each
faith's theological specificities and the social
implications; as such, this approach undermines the
mutual understanding which it purports to offer but
fails to deliver. Christian
and Muslims can no longer eschew the fundamental
differences that distinguish their religions. The best
hope for genuine peace and tolerance between
Christianity and Islam is to have a proper theological
engagement about the essence of God and the nature of
peace and justice. Otherwise,
interfaith dialogue will amount to little more than the
polite platitudes of politicians and diplomats. In the
name of the shared commitment to truth and wisdom,
Christians and Muslims should have robust debates that
are theologically informed and politically frank. Of
course, this does not preclude pragmatic cooperation
between the faiths on issues of common concern such as
aggressive secularism, militant atheism and, most
importantly, violence in religion. But
the fundamentalists on both sides will only be
intellectually defeated and politically marginalized by
reasoned belief and rational argument - not by
subjective textual interpretation. Adrian
Pabst teaches religion and politics at the University of
Nottingham and is a research fellow at the Luxembourg
Institute for European and International Studies. http://www.iht.com/articles/2007/11/13/opinion/edpabst.php ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |