ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
عند
تأليف الموسيقى يصبح الإيمان
عرضياً آني
زونفيلد* لوس أنجيليس –
يتركز عملي كمؤلفة وملحنة
للأغاني على التأقلم والتكيف مع
أسلوب كل فنان. يخبرني ناشرون عن
شركات التسجيل والفنانين الذين
يبحثون عن أغانٍ لألبوماتهم
المقبلة، وبعد الحصول على تلك
المعلومات أجلس أمام جهاز
الحاسوب، المليء ببرمجيات
وبرامج الأصوات الموسيقية
لإعادة تشكيل ما أسمعه في داخلي.
خلال يوم واحد يكون عادة اللحن
والإيقاع قد اكتملا، وخلال
يومين إثنين تكون كلمات الأغنية
جاهزة بأكملها. ضمن عملية تعاونية
تشاركية، تكون البيئة
الابتكارية المثالية هي تلك
التي يتم تشكيل فكرة مقترحة بها
بصورة أفضل، مطلقة فكرة أخرى
يتم تحسينها بدورها، وهكذا.
ونظراً للقيود الزمنية
والخلفية الشخصية، نادراً ما
يتم بحث الإيمان أو السياسة. إذا
كان هناك رابط بين مؤلفي وملحني
الأغاني فهو نابع من الكيمياء
التي تطلقها الموسيقى. بمعنى
آخر، لا علاقة لعقيدة الإنسان
أوعمره أو لون بشرته أو جنسه من
حيث الذكورة والأنوثة. تشكل حقيقة أنني
امرأة مسلمة أمراً عرضياً فيما
يتعلق بهذه العملية. يتم الحكم
عليّ بناء على النجاح الذي
حققته كمؤلفة وملحنة أغاني،
وطبيعة العمل الذي أنجزته
والجوائز التي حصلت عليها. ورغم أن عقيدتي
تُعتبر خارجة عن مجال عملي،
يكتشف زملائي في العمل أحياناً
أنني مسلمة. وعندما يحصل ذلك،
هناك دائماً: "آه، دعوني أطرح
عليها تلك الأسئلة العديدة".
وتتراوح المواضيع بين الحجاب،
وزواج المسلم من أربع زوجات،
وآرائي حول السياسة في الشرق
الأوسط. يختلف تأليف وتلحين
الأغنية بوجود فنان في الغرفة
كثيراً عن القيام بذلك دون
وجوده. كمؤلفة وملحنة أغاني،
لدي أسلوبي الخاص في تأليف
اللحن والمزاوجة بين الموسيقى
والكلمات، وهكذا. لذا عندما
أعمل مع فنانين يتوجب علي جعلهم
"يعيشون" مع الأفكار التي
أساهم بها، أي إضفاء صفة شخصية
على فكرة موسيقية مع تفسيراتهم
الموسيقية. فنان اثنان أؤلف
وألحن الأغاني معهما هما كيب مو
وميليسا مانشستر. نبدأ عادة
بمتابعة أخبار بعضنا بعضاً
الشخصية، ونتبادل الملاحظات
حول صناعة الموسيقى بل وحتى
نبحث السياسة والدين أحياناً.
نوع الموسيقى الذي يتبعانه
يتطلب الكثير من العمق
والتفكير، وتساعد الروابط
الشخصية التي تطورت بيننا عبر
السنوات على إيجاد موسيقى ذات
معنى متعددة الطبقات. من أمثلة الدور
الذي تلعبه العقيدة في الأغنية
أغنية أشكرك على إيمانك بي،
التي ألفتها ولحنتها مع ميليسا
مانشستر. تشكر الأغنية الله
تعالى على ثقته بنا ولأنه لم
يفقد هذه الثقة. تأتي روحانيتنا
في هذه الحالة من نفس المساحة،
من عقيدتها اليهودية وعقيدتي
كمسلمة. تعود علاقتي مع كيب
مو، فنان البلوز المعاصر الذي
فاز بعدة جوائز غرامي، إلى خمسة
عشر عاماً عندما كان يسجل أجزاء
على الغيتار لأغان في الأستوديو.
علاقتنا المهنية ليست علاقة عمل
في الواقع لأنها تطورت لتصبح
علاقة احترام متبادل وصداقة
ترتكز على الإيمان المشترك في
"فعل الشئ الصحيح"، وهي
قيمة روحانية يعيش كيب مو وفقها.
في أحد الأيام دعاني إلى المسرح
في قاعة ديزني للحفلات
الموسيقية في لوس إنجيليس
لنتكلم عن عملية تأليف وتلحين
الأغاني، ثم أرسل لي بعد ذلك
وبشكل غير متوقع شيكاً ليشكرني
على جهودي. أعمال لطيفة نادرة
الحدوث. أشعر بالراحة عند
التكلم مع فنانين مثل كيب مو
وميليسا مانشستر عن حياتي غير
المهنية، وعملي الناشط
اجتماعياً كمسلمة، والإنصات
لوجهات نظرهما الدينية
والسياسية. قد يكون من المثير
للدهشة أن هذه الحوارات الشخصية
الواسعة وقبول تنوّع كل منا هي
التي تطلق أحياناً عنواناً أو
موضوعاً لأغنية. يرعى استعدادنا
الإنصات إلى طروحاتنا المتنوعة
عملية ابتكارية عضوية. ورغم أننا قد نكون
منشغلين في علاقة عمل إلا أننا
جميعاً في نهاية المطاف جزء من
الإنسانية. وأساس العلاقات
السلمية، بغض النظر عن طبيعتها،
هو احترامنا لبعضنا البعض وقبول
بعضنا على أسس من المساواة. ـــــــــــــــــــــــــــ *آني
زونفيلد مغنية/مؤلفة وملحنة
أغاني من لوس أنجيليس (www.a-n-i.net)،
ومؤسسة مشاركة ورئيسة المسلمون
من أجل قيم تقدمية (www.mpuusa.org)،
مصدر
المقال: خدمة Common
Ground
الإخبارية، 20 تشرين الثاني/نوفمبر
2007 تم
الحصول على حقوق نشر هذا المقال.
----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |