ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 28/11/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


أعطوا أطفال العراق طفولتهم

سيزار شلالا*

نيويورك – يُحتَفَل بيوم الطفل العالمي في كافة أنحاء العالم يوم 20 تشرين الثاني/نوفمبر. وتحدد الأمم المتحدة هذا اليوم "كيوم عالمي للتآخي والتفاهم بين الأطفال". العراق لن يحتفل لسوء الحظ بشكل واسع وبابتهاج، حيث أن الأطفال أصبحوا الأكثر عرضة من ضحايا حرب الكبار معدومة الضمير. نظرة واحدة لصور الأطفال العراقيين المشوهين في الحرب تلتصق بالذاكرة إلى الأبد.

 

يموت طفل كل خمس دقائق في العراق، ويشوَّه كثيرون آخرون مدى حياتهم. هناك مليون ونصف مليون طفل ضمن أربعة ملايين عراقي (وهو عدد يساوي سكان إيرلندا) الذين نزحوا داخل العراق وخارجه. معظم هؤلاء لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية الأساسية والتعليم والمأوى والمياه والصحة العامة.

 

ويفتقر سبعون بالمائة من السكان إلى سبل الوصول إلى موارد المياه المناسبة، ويفتقر ثمانون بالمائة إلى نظام فاعل من الصرف الصحي، وهي أوضاع تشكل أرضاً خصبة للالتهابات المعوية والتهابات الجهاز التنفسي التي تؤثر على الأطفال في الدرجة الأولى. "يموت الأطفال كل يوم نتيجة لفقدان الدعم الطبي الأساسي. لقد شكل نظام الصرف الصحي السيء وفقدان المياه النقية خاصة في الضواحي مشكلة خطرة قد تحتاج لسنوات قبل حلها"، كما يحذر أحمد عبيد، وهو مسؤول صحي عراقي.

 

ومن الأمور الأخرى المثيرة للقلق سوء التغذية التي تزداد معدلاتها بشكل مستمر: لقد تضاعفت حالات سوء التغذية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق، حيث تتساوى هذه المعدلات الآن مع بروندي، الدولة الإفريقية الوسطى التي تمزقها حرب أهلية وحشية، وهي كذلك أعلى من معدلها في هاييتي أفقر دول الأمريكتين.

 

كما ازداد معدل الأطفال المولودين بأوزان تحت المعدل عن فترة ما قبل الغزو، حسب تقرير نشرته أوكسفام وثمانون وكالة إغاثة أخرى. يحتاج حوالي ثمانية ملايين شخص – أي حوالي ثلث سكان العراق – لمعونة طارئة، ويعتمد أكثر من أربعة ملايين عراقي على المعونة الغذائية.

 

"يترك الأطفال المرضى أو المصابون، الذين يمكن في أحوال أخرى علاجهم بأساليب بسيطة، ليموتوا بالمئات، لأنهم لا يستطيعون الحصول على العلاجات الأساسية أو الموارد الأخرى. ويترك الأطفال الذين فقدوا أطرافهم دون تركيب أطراف صناعية، كما يترك الأطفال المصابون بصدمات نفسية شديدة دون علاج". تلك هي تقديرات أكثر من مائة طبيب بريطاني وعراقي.

 

وقد بدأت أنواع عديدة من الأمراض المزمنة المتعلقة بالوضع البيئي بالظهور بين الأطفال نتيجة لتعرضهم للملوثات. ويُعتقد أن حالات عديدة من التشوهات الخلقية والسرطان بين الأطفال هي من نتائج تعرضهم للكيماويات والمواد المشعة. أضف إلى ذلك ما يسمى بأسلوب ملطف "أضرار جانبية"، إشارة إلى الآف الأطفال الذين قتلوا بسبب القنابل إلى جانب الطرق والهجمات الانتحارية أو العمليات الأمنية أو العسكرية.

 

ومن الأمور المثيرة للقلق كذلك العدد المتنامي من الأطفال من الجنسين الذين يجري اختطافهم والاتجار بهم لأغراض جنسية. ويعود ذلك لازدياد أعداد المجموعات المسلّحة عبر البلاد.

 

يتوجب على المجتمع الدولي، في الغرب وإقليمياً على حد سواء، اتخاذ خطوات للانضمام معاً في جهد ينهي دوامة العنف في العراق لأهداف إنسانيتنا المشتركة. عندما نقرأ أو نسمع عن تقارير لا تنتهي حول أحداث عنفية في العراق، كم مرة نتوقف لنفكر كيف يؤثر حدث واحد على أجسام وعقول وقلوب ومستقبل الناس الذين يتعرضون له وحياتهم اليومية، بشكل مباشر أو غير مباشر؟

 

أنظر مرة أخرى إلى وجه طفل عراقي مجهول، صورة التقطها دان تشانغ لصحيفة الغارديان، وقد احترقت ملامحه بحيث يصعب التعرف عليه، تبدو عيناه الحزينتان وكأنهما تقولان "ما الذي فعلته لأستحق ذلك؟" هؤلاء هم الصغار الذين يحملون النتائج المأساوية للحرب على أكتافهم الضعيفة.

ـــــــــــــــــــــ

*سيزار شلالا، الذي يحمل شهادتي الطب والدكتوراة، فائز مشارك بجائزة نادي أمريكا للصحافة ما وراء البحار، هو مراسل كذلك للميدل إيست تايمز إنترناشيونال.

مصدر المقال: خدمة Common Ground الإخبارية، 20 تشرين الثاني/نوفمبر 2007

www.commongroundnews.org

تم الحصول على حق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ