ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 05/12/2007


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


هل ما زالت ديمقراطية؟

شالوميت ألوني*

تل أبيب – لا تمثل حكومة إسرائيل، مع الاحترام الواجب، كافة الشعب اليهودي وإنما مواطني دولة إسرائيل الذين انتخبوها. إسرائيل دولة ذات سيادة ما زالت تعتبر ديمقراطية. بمعنى آخر إنها دولة لكافة مواطنيها. لذلك يجب ألا تطالب الفلسطينيين بالاعتراف بها كدولة يهودية لأنها تكون بذلك تعلن أن أي مواطن ليست أمه يهودية أو لم يتحول إلى الدين اليهودي تحت إشراف حاخاماتنا المتشددين هو مواطن من الدرجة الثانية، لا ضمانة لحقوقه كإنسان وكمواطن.

 

اليهود شعب ولكنهم لا يشكلون أمة. إنهم مجموعة عرقية دينية تحترم كقبيلة. مواطنو بريطانيا اليهود، بمن فيهم الأرثوذكسيون، بريطانيون، وهذا هو المكتوب في جوازات سفرهم وفي السجل البريطاني للسكان.

 

الأمر نفسه ينطبق على فرنسا، فاليهود هناك فرنسيون. وهم كنديون في كندا وهولنديون في هولندا. وهم يحافظون على حياتهم كيهود في جالياتهم ومجتمعاتهم المحلية، حيث أن هناك حرية عبادة في الدول الديمقراطية وحرية من الدين. ولو قامت هذه الدول بتسجيل المواطنين اليهود كيهود تحت بند الجنسية لكنّا اتهمناهم باللاسامية.

 

هناك فرق بين الشعب والدين والمواطَنة، حيث أن المواطَنة تقررها الجنسية. شعب مقابل أمة، وبالتالي فإن الجنسية هي المواطَنة. ترتكز صلة المواطن بالدولة على الجنسية وليس على الدين. وهي لا تعتمد على القبيلة أو على الجينات المتصلة بالأم.

 

إذا كان هناك بين وزراء الدولة من يشعرون أنهم أكثر يهودية من الإسرائيليين فإن ذلك حق لهم، ويستطيعون الاحتفاظ بكافة المدركات الحسية الدينية وأن يصلوا جميع الصلوات. ولكن ذلك لا علاقة له بالروابط بين دولة إسرائيل وجيرانها.

 

هناك أناس بيننا يرغبون بتكرار أن هذه دولة يهودية وليست دولة لكافة مواطنيها. من الغرابة بمكان أن هذا المطلب رُفع إلى الفلسطينيين كشرط لإنهاء الاحتلال والاعتراف بدولة يحمل عشرون بالمائة من مواطنيها مكانة منتقصة.

 

في الماضي، كان من دواعي الابتهاج الشديد أن تكون إسرائيلياً. كانت إسرائيل أباً للشعوب الأخرى. لا ترد كلمة "يهودي" في أي من الصلوات. هناك عبارة : "وسوف أعكس وضع أسر وعبودية شعبي إسرائيل". وهناك شعب إسرائيل وأرض إسرائيل وتوراة إسرائيل ورب إسرائيل وابنة إسرائيل والتي هي مع اليهود شخص من الدرجة الثانية.

 

تأسست دولة إسرائيل كدولة مدنية وكدولة قانون وليس كدولة قانون ديني، من قبل "ممثلي رجال الدين اليهود والحركة الصهيونية". ليس من قبل اليهود المتدينيين المتطرفين الذين يجعل الوزراء أنفسهم عبيداً لهم والذين يطلقون جماهيرهم من الخدمة العسكرية ومن مجالات العمل ومن الرسوم الجامعية بل ويدفعون لهم رواتب شهرية.

 

تعد وثيقة تأسيس الدولة "بالمساواة الكاملة في حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن أصولهم وأعراقهم أو الجنس من حيث الذكورة والأنوثة". وهناك تذكير آخر: نشعل يوم الاستقلال إثني عشر نبراساً تمثل عدد قبائل إسرائيل.

 

دعوا الوزراء يشعرون بأنهم في وطنهم كيهود كما يريدون. دعوهم يرفعون أصواتهم في الصلاة، ودعوهم يضعون التعاويذ. ولكن عليهم أن يتذكروا أنهم يخدمون حكومات إسرائيل، التي ستمثل نفسها على أنها ديمقراطية. بمعنى آخر، إنهم يمثلون جميع مواطنيهم وهم مسؤولون عنهم.

 

لذا، من الأفضل مطالبة الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة ذات سيادة وليس إجبارهم بما يجبرنا عليه المواطنون – الدين والحاخامات.

 

كانت الترتيبات القائمة مناسبة لإسبانيا الكاثوليكية زمن إيزابيللا وفرديناند في نهايات القرن الخامس عشر. وقتها وقعت عملية الطرد من إسبانيا، حيث أن الجنسية الإسبانية أُعطيت للكاثوليك فقط، أو لهؤلاء الذين تحولوا إلى الكاثوليكية.

 

إذا كان من الأهمية أكثر أن تكون يهودياً من أن تكون إسرائيلياً، فلماذا نطالب يهود العالم أن يأتوا إلى هنا في وقت ينعمون فيه بالعيش في دولهم الديمقراطية التي يعيشون فيها كيهود؟

------------------

إسرائيل وجائزة إميل غرونزويغ لحقوق الإنسان من قبل جمعية حقوق الإنسان في إسرائيل. تقوم خدمةCommon Ground الإخبارية بتوزيع هذا المقال الذي يمكن الحصول عليه من الموقع www.commongroundnews.org.

مصدر المقال: هآارتس Ha'aretz، 15 تشرين الثاني/نوفمبر2007

www.haaretz.com

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ