ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ما
زال هناك وقت للتراجع عن شفير
الهاوية افتتاحية
الديلي تايمز لاهور
– تمر الباكستان بفترة توتر
شديد بين خيارين – تحول تعاوني
ولكن غير كامل نسبياً من الحكم
العسكري او مواجهة فظّة ولكن
غير فاعلة نسبياً في أية من
الحالتين. علينا في جميع
الحالات أن نترك الأحداث تأخذ
مجراها على أمل أنه عندما تنجلي
الأمور وتستقر الأوضاع، سوف
تسقط الباكستان واقفةً على
رجليها. قالت
بنازير بوتو في حديث لها مع السي
إن إن إنها ما زالت بإنتظار رد
الرئيس الجنرال مشرف، فقد طلبت
منه، خوفاً من الضغط الشعبي، أن
يخلع بزته العسكرية وأن ينهي
حالة الطوارئ ويعيد تنشيط هيئة
الانتخابات والحكومة المؤقتة
وأن يحرر الإعلام وأن يلغي
ترتيب الحكومة المحلية لتيسير
إنتخابات حرة عادلة في كانون
الثاني/ يناير. وإذا لم يوافق
فسوف يواجه على ما يبدو
إحتجاجاً جماهيرياً ومعارضة
جماعية ممكنة للانتخابات. ولكنه
إذا نجح في الصمود أمام توصيات
أمريكا الأخيرة التي أتى بها
إلى إسلام أباد نائب وزيرة
الخارجية جون نغروبونتي ، فما
هي احتمالات رده على بوتو؟ يقوم
الجنرال مشرف بتشذيب أشرعته
بشكل تدريجي للتكيف مع
الانتقادات، ولكنه متردد في عقد
الصفقة التي تحقق التحول الذي
ما زال يريده. لقد حدد يوم
الثامن من كانون الثاني/يناير
لإجراء الانتخابات، بعد أن قال
في البداية "قبل 15 شباط/فبراير"،
ثم "قبل 9 شباط/فبراير". وقد
بدأ عملية إلغاء المقاطعة
المفروضة على الإعلام بعد فرض
أحكام الطوارئ، وتقوم المؤسسة
الحاكمة بإصدار مؤشرات تصالحية
حول السماح لشبكتي التلفزة
الرئيستين استئناف عملهما. هناك
إمكانية ولو بعيدة باحتمال
تعليقه الحكومات المحلية كذلك.
ورغم أنه يبقى غامضاً حول موعد
إلغاء أحكام الطوارئ، لأنه يريد
أولاً أن يحصل على الموافقة على
فترة رئاسية ثانية مدتها خمس
سنوات، فإن هناك احتمالا بأنه
قد يلغي حالة الطوارئ قبل نهاية
الشهر، بعد أن يقوم أولاً
بتعديل الأمر الدستوري
الإقليمي لضمان سلامته من
المحاكمة. وإذا قام باتخاذ
القرارات الصائبة الآن فإنه سوف
يتعافى من الوضع إلى حد ما، وإلا
فإن قائمة مطالب المعارضة سوف
تنمو إلى أن تصبح وحدة واحدة
تشكل تحدياً يهدف إلى إخراجه من
الحكم. وتواجه
بوتو تحديات خاصة بها مع بقية
المعارضة في حركة جميع الأحزاب
الديمقراطية، فقوتها المضاعفة
مع الجنرال مشرف سوف تزيد بينما
تتفاوض على برنامج العمل
المستقبلي مع زعيم عصبة
المسلمين في الباكستان نواز
شريف وحلفائه من حركة جميع
الأحزاب الديمقراطية. ولكن حتى
يتسنى تحقيق تلك القوة المضاعفة
أمام الجنرال، يتوجب عليها أن
توافق على بعض مطالب نواز
الأساسية. أكبر
هذه المطالب من تحالف الأحزاب
الستة مقاطعة استطلاع كانون
الثاني/يناير. لن يأتي التحالف
إلى مؤتمر جميع الأحزاب الذي
نادت به بوتو ما لم توضح هي
موقفها حول المقاطعة المخطط لها.
وقد نودي بالمقاطعة عندما شعرت
حركة جميع الأحزاب الديمقراطية
أن بوتو كانت لا تزال تحاول جعل
الجنرال مشرف يوافق على ترتيب
"تشارك في السلطة"، لذا
يتوجب عليها أن تختار بسرعة بين
فكرة مقاطعة محتملة وفكرة
الاضطرار للذهاب إلى
الانتخابات في ساحة غير ممهدة. الجنرال
مشرف هو الذي يتوجب عليه أن "يعطي"،
وهو الذي لديه القدرة على أخذ
الخيارات الأخرى بالاعتبار
ورفض المواجهة. وإذا ظن الجنرال
مشرف أن باستطاعته الخروج من
المشاكل بسبب صدوع في المعارضة،
يتوجب عليه أن يلقي نظرة أخرى. من
الصعوبة بمكان رؤية الاتجاه
الذي تتدحرج الدولة نحوه بقوة،
رغم اعتماد الجنرال مشرف على
صور مؤسسة باكستان التلفزيونية
التي تظهر بوضوح ما الذي يحصل في
الشارع. يقوم حزب الشعب
الباكستاني بإثبات أن لديه
القدرة على ازعاج الحكومة
ومواجهتها للمتطرفين في حركة
جميع الأحزاب الديمقراطية، حيث
تزداد مطالبه تصلباً كل يوم،
بالتناغم مع مشاعر الشعب. ولكن
من خلال ضمان ألا تنحاز أصواته
نحو معارضيه الأكثر تطرفاً، فهو
كذلك يسحب بالتدريج البساط من
تحت أقدامه من حيث مفاوضاته مع
الرئيس مشرف. أصبح
الجيش أخيراً وجهاً لوجه مع
القاعدة في المناطق القبلية،
إلا أن هذه الحرب سوف تكون غاية
في الصعوبة من حيث التطبيق في
فراغ من الدعم السياسي، كما
اتضح في عمليات عسكرية سابقة.
فالقاعدة تسيطر على مساحات
واسعة من الأراضي حيث تقبل
السكان الآن إلى درجة ما حكمها،
وأصبحوا متفقين الآن ضد الجيش
الباكستاني كأنما هو جيش غزو
أجنبي. إذا اختار الجنرال مشرف
المواجهة فقد يضطر لخوض حربين
في الوقت نفسه: واحدة مع القاعدة
وثانية مع الشعب الباكستاني. إذا
حدث ذلك فإن النصر أو الهزيمة
سوف يفقد كل منهما معناه. إذا
فاز الشعب وذهب الجنرال مشرف
فسوف يضطر السياسيون الذين
يتسلمون الحكم لأن يتفاوضوا مع
القاعدة على فرضية جديدة بشكل
كامل. سوف يضطرون للدخول في
مفاوضات حسب شروط القاعدة، دون
دعم من الأحزاب الدينية. لذا،
ومن أجل الباكستان، يتوجب على
الجنرال مشرف فتح الطريق
لانتخابات حرة نزيهة حسب مطالب
المعارضة. ---------------------------- *
ظهر هذا المقال كافتتاحية يومية
للديلي تايمز في الباكستان. تقوم
خدمة Common Ground
الإخبارية بتوزيع هذا المقال
الذي يمكن الحصول عليه من
الموقع www.commongroundnews.org. مصدر
المقال: الديلي تايمز Daily
Times،
20
تشرين الأول/أكتوبر 2007 تم
الحصول على حقوق نشر هذا المقال.
----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |