ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
أنابوليس
وحلم الدولة الفلسطينية طارق
الحميّد* لندن
– هرعت بعض وسائل الإعلامية
العربية بعد انتهاء قمة
أنابوليس مباشرة لتسأل ما إذا
كان المؤتمر ناجحاً أم لا.
الحقيقة هي أن ما شهدناه هو مجرد
بداية العملية التفاوضية وليس
نهايتها، خاصة وأن المؤتمر كان
عملية يوم واحد. أهمية
قمة أنابوليس هي أنها تضمن
وثيقة فلسطينية إسرائيلية
مشتركة اتفق فيها الطرفان على
بداية المحادثات حول قضايا
أساسية، دون استثناءات، باتجاه
إنشاء دولة فلسطينية. من
النواحي الهامة كذلك أن القمة
تدعمها أربعون دولة، وتثبت
قناعة الرئيس الأميركي جورج
دبليو بوش وإلتزامه بحل النزاع
الفلسطيني الإسرائيلي. تحدث
الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن
أن رغبة الشعب الفلسطيني أكيدة
في إنشاء دولة فلسطينية، وأكد
أنه "قد لا تتكرر هذه الفرصة.
ولو تكررت فقد لا تتمتع بنفس
الإجماع وقوة الاندفاع". "نريد
مصير مدينة القدس أن يكون
مكوناً حاسماً في أية اتفاقية
سلام قد نتوصل إليها"، كما
قال الرئيس عباس، مضيفاً: "نحن
بحاجة للقدس الشرقية لأن تكون
عاصمتنا، ولأن نرسي قواعد
علاقات مفتوحة مع القدس الغربية". في هذه
الأثناء تحدث رئيس الوزراء
الإسرائيلي إيهود أولمرت عن
استعداد دولته لاتخاذ إجراءات
من أجل السلام. "نحن على
استعداد لإجراء تنازلات مؤلمة
مفعمة بالمخاطر حتى يتسنى لنا
تحقيق هذه التطلعات ]من أجل
السلام[. تلك
نقطة هامة، خاصة وأن رئيس
الوزراء الإسرائيلي أتبع ذلك
قائلاً "لن تحصل المفاوضات
بيننا هنا في أنابوليس وإنما في
وطننا وفي وطنك". وهذا يعني
ضمناً الاعتراف بدولة فلسطينية
مستقلة. تلك هي
بعض العبارات التي سمعناها في
أنابوليس. ما بقي هو المفاوضات
التي ستستمر سنة. إلا أن من
النواحي الأكثر خطورة وحسماً هو
أن الإعداد لسنة من المفاوضات
لن يكون مهمة سهلة للفلسطينيين،
خاصة وأن حملة التشاؤم بدأت قبل
موعد قمة أنابوليس وحتى قبل
الإعلان عن التفاصيل. وجاءت
الحملة الإعلامية السياسية ضد
المؤتمر على شكل رفع سقف
التوقعات أو عن طريق النتيجة
المحتملة للقمة، بينما ما نحن
بحاجة إليه اليوم هو دعم الموقف
الفلسطيني. إذا
كان حلمنا هو مشاهدة إنشاء دولة
فلسطينية مستقلة، فإنه يتوجب
علينا الأخذ بالاعتبار
المعوقات الرئيسية من طرفنا
بقدر ما ننظر إلى المعوقات من
الجانب الإسرائيلي. من
ناحيتنا، نحن نعاني من مأزق
الخلافات بين الفلسطينيين
أنفسهم. قبل إنشاء الدولة
الفلسطينية هناك السلطة
الفلسطينية التي يرأسها محمود
عباس وحركة حماس المعزولة في
قطاع غزة. إضافة
إلى ذلك هناك ما أعلنته إيران
بالأمس من دعوة للفصائل
الفلسطينية المعارضة لقمة
أنابوليس إلى مؤتمر في طهران،
الأمر الذي يعني المزيد من
الخلافات في الصفوف الفلسطينية. وكما
ذكر من قبل فإن خطر الماراثون
التفاوضي الذي سيجري خلال السنة
القادمة– باستثناء قيام
إسرائيل بإفشاله – يتجسد من
خلال الخلافات الفلسطينية وما
يزيد من حدتها. لقد
أعلن السيد إسماعيل هنية أن
المشاركة في مؤتمر أنابوليس
يشكل "تراجعاً خطيراً عن
الموقف الرافض". ولكن السؤال
هنا هو: ماذا عن هؤلاء الذين
تراجعوا عن تعهدهم في مكة
المكرمة؟ نواجه
حالياً فرصة تاريخية. هذا صحيح،
ولكن ما زال يتوجب علينا أن
نضاعف جهودنا نحو إيجاد الدولة
الفلسطينية. أكثر هذه الجهود
حسماً ستكون الجهود التصالحية
بين الفلسطينيين، وإيقاف هؤلاء
الذين يستغلون القضية
الفلسطينية. ---------------------------- *طارق
الحميد هو رئيس تحرير الشرق
الأوسط، وقد كانت له تجربة
حياتية مميزة كصحفي. يحمل السيد
الحميد شهادة البكالوريوس في
الدراسات الإعلامية من جامعة
الملك عبد العزيز في جدة، ويعمل
على الحصول على الماجستير من
جامعة جورج واشنطن في العاصمة
واشنطن، وهو يقيم حالياً في
لندن. تقوم
خدمة Common Ground
الإخبارية بتوزيع هذا المقال
الذي يمكن الحصول عليه من
الموقع الإلكتروني www.commongroundnews.org مصدر
المقال: الشرق الأوسط Asharq
Al-Awsat،
28
تشرين الثاني/نوفمبر 2007 http://www.asharqalawsat.com/english تم
الحصول على حق نشر هذا المقال. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |