ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المرأة
تأخذ زمام القيادة نحو السلام
في الشرق الأوسط كارلا
كوبيل* واشنطن
– رغم أنه من الأمور المشجعة أن
امرأتين هما كوندوليزا رايس
وزيرة الخارجية الأميركية
وتزيبي ليفني وزير الخارجية
الإسرائيلية كانتا لاعبتين
رئيسيتين في مؤتمر أنابوليس
الأسبوع الماضي، إلا أن الحقيقة
تبقى أن النساء يتبوأن موقعاً
مركزياً في المفاوضات لن يكون
لها وقع ما لم تتم هيكلة
المفاوضات اللاحقة بشكل يضمن
مساهمات المرأة في العملية
السلمية. إذا جرى فعل ذلك بصورة
صحيحة فإن اجتماعات اللجنة
التوجيهية هذه يمكنها أن تعطي
قوة مضاعفة لمواهب النساء
كصانعات للسلام. ورغم
أن النساء يشكلن بوجه عام أقلية
صغيرة جداً من المشاركين في
مفاوضات السلام إلا أن هناك
دلائل حاسمة على أن لهن قيمة
خاصة. ففي غواتيمالا وإيرلندا
الشمالية على سبيل المثال طالبت
النساء وبنجاح بإعطاء اهتمام
أوسع للقضايا الاجتماعية
والاقتصادية الرئيسية في
معاهدات السلام. كما لعبت
النساء كذلك دوراً هاماً في
ضمان أن يكون المفاوضون مسؤولين
أمام الملأ، وأن ترشح أبناء
المفاوضات إلى الوطن. وفي
ليبريا ضَمِنَت النساء من
المجتمع المدني بقاء المفاوضين
وراء طاولة المفاوضات إلى حين
التوصل إلى اتفاقية. وفي يوغندا
والسودان، أعمل مع نساء لضمان
إعلام السكان المحليين حول
المفاوضات المستمرة حتى تشعر
المجتمعات المحلية أنها مشاركة
في السلام ولها استثمارات فيه. لقد
شهدت بشكل مباشر كيف يمكن
للمرأة أن تكون براغماتية عملية
في العملية التفاوضية. وتيسّر
مبادرة الأمن الشمولي، برامج
تعمل النساء من خلالها على
تطوير منابر مشتركة تطالب بوضع
حد للنزاع. لم تفشل النساء
أبداً، حتى في أكثر مناطق
النزاع صعوبة كالعراق
وكولومبيا والسودان في تطوير
أجندة مشتركة. وتختلف هؤلاء
النساء في نواحٍ أكثر من تلك
التي يتشابهن فيها، إلا أنهن
يتوحدن حول أجندة لأنهن يؤمنّ
أن أهداف السلام والازدهار
المشتركة تأخذ الأولوية. ويدرك
بعض اللاعبين الرئيسيين في مجال
السلام والأمن الدوليين أهمية
مشاركة المرأة. فقد تبنت
الوزيرة رايس وباستمرار دور
المرأة في عملية بناء السلام،
وقد قالت في يوم المرأة العالمي
هذه السنة: "تمكين المرأة
مرتبط بشكل لا يمكن حله بأمن
العالم وسلامته وازدهاره.
فالمرأة عامل رئيسي أساسي في
تحقيق التغيير ومصدر يجري
التغاضي عنه أحياناً في الحفاظ
على الأمن البشري وفي التغلب
على الأخطار عبر الدول والأمم
وفي إدارة التهديدات الناتجة عن
الاستبداد والإتجار بالبشر
والفقر والمرض. ليس في الإمكان
دفع بحملة الديمقراطية
والازدهار والأمن في كافة أنحاء
العالم في غياب تمكين المرأة". في
حالة إسرائيل والسلطة الوطنية
الفلسطينية، من السهل العمل
بهذا الاعتراف والالتزام. من
خلال التعديل الرابع لقانون
مساواة النساء، قامت إسرائيل
بسنّ تشريع عام 2005 يضمن للمرأة
دوراً هاماً في كافة جهود بناء
السلام والتفاوض. وفي أيلول/سبتمبر
2005 أصدر رئيس السلطة الفلسطينية
محمود عباس تشريعاً مماثلاً:
"تدعم السلطة الوطنية
الفلسطينية ... بشكل كامل
المشاركة الكاملة والمتساوية
للمرأة في كافة الجهود المتنوعة
المتخذة لتشجيع السلام والأمن
والحفاظ عليهما ومحاولات
تطبيقها". في
الشرق الأوسط، هناك العديد من
القائدات المؤهلات ذوات
الثقافة الرفيعة في المجتمع
الحكومي والمدني. على سبيل
المثال، قام وفد من الفلسطيينين
والإسرائيليين البارزين بزيارة
الولايات المتحدة في فترة مبكرة
هذا الشهر للمشاركة في آرائهم
حول العملية السلمية المتجدددة.
وتضم لجنة المرأة الدولية من
أجل سلام فلسطيني إسرائيلي عادل
ومستدام أعضاء من الكنيست
الإسرائيلي والمجلس التشريعي
الفلسطيني إضافة إلى أكاديميين
بارزين وقادة غير حكوميين
يعملون معاً من أجل الدفع
باتجاه إيجاد حل للنزاع. هذه
اللجنة هي بالذات نوع المنظمة
التي يجب أن تشارك بشكل بناء
أساسي في حوارات ما بعد
أنابوليس. يتوجب
على كل من الإسرائيليين
والفلسطينيين، عند تنظيم
اجتماعات اللجان التوجيهية،
ضمان أن تشكل المرأة نسبة مئوية
هامة في أوساط المفاوضين في كل
جانب، فالنساء هن على الأرجح
صاحبات التأثير الأوسع عند
تواجدهن في مجموعات كبيرة. كما
يمكن من خلال العملية تحديد دور
للمجتمع المدني يبرز وجود
المرأة، الأمر الذي يضمن تمثيل
مجال نشط: من وجهات النظر
وانعكاسها على المحادثات. لدى
الإسرائيليين والفلسطينيين
فرصة تاريخية لإيجاد نموذج
عملية سلمية تعطي المرأة الصوت
والتأثير اللذين تستحقهما،
والسماح لهما في الوقت نفسه
بإثبات الفرق الذي تحققه مشاركة
المرأة. نأمل أن يتم استغلال هذه
الفرصة. -------------------------- *كارول
كوبل هي مدير مبادرة الأمن
الشمولي. مصدر
المقال: خدمة Common
Ground News
الإخبارية، 6 كانون الأول/ديسمبر
2007 تم
الحصول على حق نشر هذا المقال. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |