ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
القدس
قبل كل شيء؟ أبداً روث
ميزلز* القدس
– يبدو أن عيد الأنوار Hanukah
ومؤتمر أنابوليس قد تسببا ببعض
الهستيريا بين "حُماة"
القدس الذين قاموا بتعيين
أنفسهم. كان من شبه المستحيل في
الأسابيع الأخيرة الاستماع إلى
أي من المحطات الإذاعية في
إسرائيل دون سماع واحد من
إعلانين دعائيين، يسعى كلاهما
إلى تقوية الروابط بين الشعب
اليهودي الذي يقيم في أرض صهيون
وعاصمتهم. في أحد
الإعلانين تُناشَد الجماهير
اليهودية زيارة تلة الهيكل. "في
أيام عيد الأنوار، والتي تمت
خلالها تنقية المعبد وتطهيره من
قبل المكابيين، ماذا أنتِ يا
قدس: هل أنتِ مدينة الرب أم
مدينة عادية؟ وأين هو قلبك؟ هل
هو في جبعات رام وكيريا أو على
جبل مورايا؟" يتساءل المذيع
أفشالوم كور بصوت يشبه إلى حد
كبير اختبارات التوراة السنوية
والإعلانات الإذاعية ذات اللغة
الوطنية التي يبثها يومياً على
إذاعة الجيش. بعد ذلك يخبر
المذيع المستمعين أن "تلة
الهيكل مفتوحة لليهود تحت حماية
الشرطة" كل يوم، ويناشدهم
الحضور للزيارة "بعد
الانغماس في الحمام الشعائري
وعدم لبس أحذية جلدية". لا
يحتاج الجمهور المتديّن لهذا
الوعظ وهذه التعليمات، ولكن إذا
كانوا يغطون السلوك الديني
لمستمعين علمانيين، فمن العدل
إعلامهم بأن معظم الحاخامات
المعاصرين، بمن فيهم الأكثر
أهمية على اليمين المتدين،
مستمرون في منع اليهود من
الصعود إلى تلة الهيكل، "حتى
بعد تطهير أنفسهم في الحمام
الشعائري وعدم لبس أحذية جلدية". رغم أن
هذا الإعلان الدعائي يثير مخاوف
من مخاطر أمنية (أعداد كبيرة من
جماهير اليهود تقرر فجأة
الاستجابة للنداءات والتوجه
بسرعة إلى تلة الهيكل) فإن
الإعلان الثاني يثير نوعاً
مختلفاً من الشعور بعدم الراحة.
إنه جزء من حملة جديدة للقدس
يرأسها الوزير السابق ناتان
شرانسكي ويهيل ليتر المدير
السابق لمكتب بنيامين نتنياهو:
"لكل أمة عاصمة هي لهم وحدهم.
الفرنسيون لهم باريس
والبريطانيون لهم لندن، ونحن
لنا قدس موحدة محررة". هكذا
يهدر صوت المذيع كالرعد عدة
مرات في كل ساعة. "القدس تعلو
على جميع الأماكن. القدس تعلو
على كل خلاف. القدس تعلو على كل
الأجيال. حان الوقت للحضور
وأداء قسم الولاء والإخلاص
للقدس. حان وقت ربط شريط ذهبي
للارتباط بالقدس. لأن القدس فوق
كل شيء". يستحق
الأمر اختبار الادعاء الذي
يرتكز عليه هذا النداء وهذه
المطالبة. القدس فوق كل شيء؟
أبداً. بالتأكيد لا. ليس من وجهة
نظر دينية. تمجد
اليهودية قدسية الحياة. لذا فإن
القوانين الدينية تأمرنا بأن
ثلاثا من الوصايا فقط تشكل
قوانين يتوجب على الإنسان
التضحية بحياته قبل انتهاكها:
منع سفك الدماء وعبادة الأوثان
والعلاقات الجنسية المحرّمة. لا
تضم هذه الوصايا السيطرة على
القدس، وليس القدس أهم من
الالتزام بشعائر يوم السبت أو
تلك التي تفرض علينا رعاية
الأيتام والأرامل. الواقع أنه
لا توجد علاقة في التقاليد
الدينية بين السيادة والقداسة،
وبالتأكيد ليست هناك وصية تنص
على سيادة سياسية يهودية على
القدس. نعم:
القدس هي رمز. حسب التقاليد
الدينية، احتلها الملك داود
وحوّلها إلى عاصمته، وقام ابنه
سليمان ببناء المعبد هناك وكان
اليهود يحجّون إليه ثلاث مرات
في السنة. نعم، خلال السنوات
الألفين الماضية كان اليهود
يرنون إلى القدس وقاموا بذكرها
في صلواتهم. ولكنها كانت رمزاً
كما كانت موقعاً ثابتاً. تعريض
الحياة اليهودية للخطر من أجل
القدس بعيد كل البعد عن كونه "فوق
كل نزاع" حسب كلمات الإعلان
الدعائي، وخاصة من منظور ديني.
ليس محض صدفة أن زعماء الحزب
الديني الوطني بزعامة الوزير
موشيه حاييم شابيرا يومها،
كانوا من المعارضين البارزين
لحرب الأيام الستة ولدخول قوات
الجيش الإسرائيلي إلى القدس
الشرقية حتى أثناء احتدام
القتال. قدسية مدينة القدس بشكل
عام وقدسية تلة الهيكل بشكل خاص
لا تعتمد على من يملك السيادة
على المدينة. كذلك
لم نذكر كلمة واحدة هنا عن
انتهاك حقوق أمة أخرى أو أتباع
عقيدة أخرى، الذين يعتبرون
القدس وتلة الهيكل أماكن مقدسة
كذلك. القدس فوق كل شيء؟ أبداً. ------------ *تقوم
خدمة Common Ground
الإخبارية بتوزيع هذا المقال
الذي يمكن الحصول عليه من
الموقع www.commongroundnews.org.
مصدر
المقال: هآارتز Ha'aretz،
14
كانون الأول/ديسمبر2007 تم
الحصول على حقوق نشر هذا المقال.
----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |