ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ديناميكيات
ما بعد أنابوليس - عامل حماس العنوان
الأصلي: The
Post-Annapolis Dynamic – The Hamas Factor الكاتب:
أنات كورز Anat Kurz المصدر:
Strategic Insightsرقم
38 الصادرة عن مؤسسة دراسات
الأمن القومي الإسرائيلي The
Institute for National Security Studies
التاريخ:
4 كانون الأول/ ديسمبر 2007 ترجمة:
الزيتونة * * * يشرح
هذا المقال كيف يمكن لحماس أن
تعطل الجهود الهادفة إلى التوصل
إلى تسوية بين الإسرائيليين
والفلسطينيين في إطار العملية
السياسية التي انطلقت بعد لقاء
أنابوليس. * * * على
الرغم من أن حماس لم تكن ممثلة
في أنابوليس، فقد كان للحركة
دور أساسي في تمهيد الطريق أمام
لقاء الخريف. فسيطرة الحركة على
قطاع غزة كانت دليلاً قاطعاً
على القوة المتنامية
للتيار الإسلامي المسلح في
المعسكر الفلسطيني، حيث ينظر
إلى هذا الأمر على أنه تهديد.
إلا أن هذا التطور عمّق أيضاً
التمايز بين الفلسطينيين الذين
يقبلون بالحل القائم على إنشاء
دولتين، وبين المعارضة التي ما
زالت ملتزمة بإنجاز بالتحرير
التام من وادي الأردن وحتى
البحر الأبيض المتوسط، وهذا ما
ينظر إليه أيضاً على أنه فرصة.
إن العلمية السياسية التي أعيد
إطلاقها في أنابوليس تعبر عن
التطلع نحو احتواء التهديد
المذكور وتوسيع إمكانات
الاستفادة من الفرصة المتاحة.
لقد ترجم الانقسام في السلطة
الفلسطينية على أنه فرصة لعزل
حماس وتجديد التفاوض بين فتح
وإسرائيل، وتعزيز التفاهم
الإسرائيلي الفلسطيني، كهدفين
بحد ذاتهما، وكوسيلة لبناء قوة
مواجهة لخيار الدولة
الإسلامية،
وللعناصر التي تدفع باتجاه
عدم وجود دولة، والتي تعتبر
حركة حماس جزءاً منها. وهذه كانت
أهدافاً مشتركة بين الولايات
المتحدة وأعضاء آخرين في
الرباعية، تماماً كما كانت أحد
أهداف جامعة الدول العربية التي
رأت في إعادة إحياء الحوار
السياسي بين الإسرائيليين
والفلسطينيين وسيلة لدفع
المبادرة العربية قدماً. ولا
يقتصر دور حماس في إملاء
الأجندة الإسرائيلية
الفلسطينية والأجندة الإقليمية
على الدور الذي لعبته في الطريق
إلى أنابوليس، بل ينتظر من حماس
أن تقوم أيضاً بالإطاحة
بالمفاوضات حول القضايا
الأساسية، وربما يكون هذا لصالح
مناوئيها الذين يبحثون عن تسوية
سواء كانوا من الإسرائيليين أو
الفلسطينيين- وبالتالي فإنها
سوف تشكل تضرب الهدف من تحويل
روح أنابوليس إلى واقع
على الأرض، أي التوصل إلى
تسوية ملموسة، كما شرح الرئيس
الأمريكي جورج بوش في خطابه. إن
مواقف حركة حماس خلال الإعداد
لمؤتمر أنابوليس، وانتقادها
الحاد للخطابات التي ألقيت في
المؤتمر، تشهد بأن الحركة أدركت
التهديد الذي يحيط بدولتها
ومعتقداتها،
وأن هذا التهديد ينبع من
الإصرار الأمريكي على تعزيز
العملية السياسية ومن الدعم
الإقليمي الذي يحظى به هذا
الموقف الأمريكي، والذي انعكس
من خلال حجم المشاركة العربية
في المؤتمر. كما لا يمكن لقيادة
الحركة أن تتجاهل النوايا
الجادة لكل من رئيس الوزراء
الإٍسرائيلي أيهود أولمرت،
والرئيس الفلسطيني محمود عباس،
لإخراج العملية السياسية من
حالة الجمود التي غرقت فيها
طوال عدة سنوات. ومع إلغاء خطوة
أحادية أخرى من الأجندة
الإسرائيلية، تجدد الأمل بأن
تساعد العملية السياسية
إسرائيل على معالجة التهديدات
الأمنية الآنية والبعيدة
المدى، وعلى استيعاب التحديات
السياسية والديموغرافية. ففي
نهاية المؤتمر قال أولمرت: "إذا
ما أتى يوم انهار فيه الحل
القائم على إنشاء دولتين، فسوف
تنتهي دولة إسرائيل". فتح من
جهتها، كانت بحاجة إلى عملية
سياسية لتبقى على قيد الحياة.
وهذه العملية السياسية هي
الأساس الشرعي والسياسي
والشعبي الذي تبني عليه شرعية
قيادتها الوطنية وتمثيلها
للفلسطينيين. وقد قال عباس أمام
المشاركين في المؤتمر "هذه
الفرصة قد لا تتكرر"، ولكن
بدا وكأن هذه الكلمة كانت موجهة
إلى شعبه، وكأن الهدف منها
إيجاد الأرضية اللازمة لتقديم
التنازلات الضرورية من أجل
التوصل إلى تسوية ما. ما
الذي ستفعله حماس من أجل منع
أولمرت وعباس من التوصل إلى حل
للصراع؟ سوف تحاول أن تحول
التهديد إلى فرصة وأن تقوي
موقفها على حساب حركة فتح. لا
يمكن لحماس أن تطلق العنان
لانتفاضة مدنية في الأراضي
الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني
حالياً مرهق من الوضع القائم
لدرجة لا يستطيع معها القيام
بمثل هذه الانتفاضة. ولكن لديها
من الأدوات ما يسمح لها بأن تعيق
تحقيق أي اختراق سياسي، وذلك من
خلال تصعيد وتيرة المواجهة مع
إسرائيل كما مع حركة فتح. فمن
وجهة نظر حماس فإن هاتين
الجبهتين كانتا موحدتين حين
ذهبتا إلى أنابوليس. إن
تصعيد وتيرة العنف سوف يحرج فتح.
وكما في الماضي، فإن أي اعتداء
إرهابي سوف يكشف ضعف فتح ويضفي
المزيد من المصداقية على
التحذيرات التي أطلقتها
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية
ومفادها أن انعدام الأمن سوفي
يضرب أي تقدم مباشر باتجاه
التوصل إلى تسوية بين الطرفين.
ومن ناحية أخرى، فإن الاشتباكات
بين الناشطين في حركتي حماس
وفتح، سوف يتصاعد كلما تكثفت
الجهود السياسية، وسوف يحول دون
تطبيق الخطط التي يتم الاتفاق
عليها، ولكنه، أيضاً،
سوف يدفع الولايات المتحدة
وإسرائيل باتجاه إعادة ترتيب
وضع الأجهزة الأمنية
الفلسطينية التابعة لأبي مازن،
وزيادة قدرتها على مواجهة
العناصر المسلحة المعارضة. كما
أن التصعيد الأمني سوف يحرج
السعودية من خلال إظهار تناقض
النوايا السعودية من خلال سعيها
للدفع بالمبادرة العربية قدماً
من جهة، مع استمرارها بالدعم
التقليدي لحركة حماس. إن الصراع
العنيف الذي تقوده حماس، والذي
يعتمد على السلاح المهرب للحركة
عبر حدود غزة الجنوبية، سوف
يشجع أيضاً على استمرار أجواء
التوتر بين مصر وإسرائيل، على
الأجواء الإيجابية التي أشاعها
لقاء أنابوليس بين الطرفين. ومع
موجة الاعتداءات الإرهابية
التي ستستهدف إسرائيل، سوف تجد
الأخيرة أنه من الصعوبة بمكان
أن تنفذ على أرض الواقع نواياها
التي أعلنت عنها لجهة تخفيف
القيود عن كاهل سكان الأراضي
الفلسطينية، ومساعدة عباس على
حشد الدعم للعملية السياسية
التي يخوضها، بالإضافة إلى
مساعدته في مواجهة المعارضة
الإسلامية. ومع إحكام الطوق على
الأراضي الفلسطينية والاستمرار
في إقفال معابر تصدير البضائع،
ورفض إزالة الحواجز ونقاط
التفتيش في الضفة الغربية، كل
هذه الأمور سوف تعطي مصداقية
لمعارضي العملية السياسية،
وعلى رأسهم حركة حماس، حيث
سيثبت فعلاً أن إسرائيل ليست
ملتزمة حقيقة بالتوصل إلى اتفاق
مع الفلسطينيين، مما سيدفعهم
إلى التمسك بمواقفهم غير
القابلة للمساومة. وبالتالي،
فإن العملية السياسية سوف تعود
إلى المربع الأول الذي حاولت
الولايات المتحدة أن تخرجها منه
عبر مؤتمر أنابوليس، الذي حاول
فيه أعضاء جامعة الدول العربية
تحقيق اختراق من خلال دفع
الأطراف المجتمعة إلى المصادقة
على المبادرة العربية. أما
فيما يتعلق بالتفاهم الجديد بين
فتح وحماس، الذي ربما يؤدي إلى
حكومة وحدة وطنية جديدة، مثل
تلك التي حاولت كل من السعودية
ومصر إرساءها كجزء من جهودهم
لدفع المبادرة العربية قدماً.
إن سيطرة حماس على قطاع غزة
أسالت حمام دم بين الفريقين،
وبالتالي فإن فرص التوصل إلى
مصالحة بينهما تتراجع يوماً بعد
يوم. وحتى ولو كان الوضع يشهد
تخفيف بعض من التوتر بين
الفريقين، فليس بالضرورة أن
يكون هذا الأمر مؤشراً على تجدد
العملية السياسية بينهما. ففي
نهاية الأمر، اقتضى التوصل إلى
اتفاق مبادئ بين الطرفين في
الحكومة السابقة، أن يتنازل
محمود عباس عن مطالبته حماس
بقبول شروط الحوار التي فرضتها
الرباعية الدولية. وبالتالي،
فإن العملية السياسية سوف تكون
ضحية الصراع بين حماس وفتح، كما
أنها ستكون أيضاً، ضحية لأي
اتفاق يتم التوصل إليه بينهما.
وهذا ما يوصلنا إلى خلاصة
مفادها أن حماس مصرة على ضرب
العملية السياسية بالمعنى
السلبي للعبارة. ومن أجل الحؤول
دون حصول ذلك، فإن على فتح أن
تتصرف بقوة وبطش تجاه الحركة،
في حين يجب على إسرائيل أن تمارس
سياسة ضبط النفس حتى في مواجهة
أي موجة إرهاب ستندلع. ومن أجل
القيام بذلك يجب أن يكون لدى كل
من فتح وإسرائيل دوافع مشتركة
وقوية سياسية، وهما أمران يشك
في وجودهما شكاً عميقاً.
----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |