ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإسلام
و الديمقراطية : التطبيق و
النظرية الايكونومست
10/1/2008 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي "لقد ضربت تركيا
أروع مثال للأمم حول العالم في
إمكانية تعايش الديمقراطية مع
أديان عظيمة كالإسلام". بهذه
الكلمات رحب الرئيس بوش بالرئيس
التركي عبد الله غول في الزيارة
الأخيرة التي قام بها الأخير
الى واشنطن. في العقود الماضية
كان القادة الأتراك يستقبلون في
البيت الأبيض بملاحظات ودية حول
الازدهار المتزايد الذي تشهده
تركيا أو بمساهماتها مع حلف
الناتو. و لكن قد يبدو من الغريب
أن لا يذكر الدين عندما تستضيف
رئيس دولة سطرت للتو حادثة
فريدة خضعت للمراقبة بإعجاب من
قبل معظم الناشطين السياسيين
المسلمين في العالم. عندما أصبح
رئيساً أثبت السيد غول أنه من
الممكن لشخص مسلم متدين و زوجته
ترتدي الحجاب أن يصبح رئيساً
لدولة من خلال عملية ديمقراطية
بحتة وفي دولة فيها الجيش متيقظ
وعلى أعلى الدرجات ضد أي دولة
دينية. بالنسبة لأولئك المصرين (سواء
أكان جدلهم لاهوتياً
او تجريبياً
أو كلاهما) على أن
الديمقراطية الليبرالية و
الإسلام متوافقان فقد جاء
انتخاب السيد غول (ورد فعل السيد
بوش الغامر له) في وقت هناك حاجة
فيه لأي أمل في هذا السياق
في سنة شهدت نكسات كبيرة
تتعلق بهذه القضية. بالنسبة للمسئولين
الأمريكان فان الثقة في منظور
الديمقراطية في الدول المسلمة (وخصوصاً
العربية) شهدت العديد من
التقلبات في عهد إدارة بوش. فقد
وصلت الى أعلى نقاطها جدلياً في
منتصف عام 2005 عندما أعلنت وزيرة
الخارجية كونداليزا رايس في
القاهرة بأن الأيام السيئة
القديمة في تفضيل الاستقرار على
الديمقراطية قد انتهت , وبعد هذا
بدأت في الهبوط في يناير التالي
عندما نجحت حركة حماس الاسلامية
في تحقيق نصر ساحق في فلسطين.
بالنسبة لعلماء
السياسة و خصوصاً أولئك الذين
يدرسون ظاهرة "الديمقراطية
الاسلامية" و الذين يعتقدون
بأن القضية التركية يمكن أن
تشكل سابقة للآخرين, فان
الاضطراب الأخير و الذي تمثل في
اغتيال بناظير بوتو يشكل مأساة
كبيرة لهم في بلد محوري لديه
القدرة على تطوير مثال جديد في
العلاقة ما بين الإسلام و
السياسة المفتوحة. ويعلق الأستاذ والي
ناصر المدرس في جامعة تافتس
الأمريكية على موضوع "الديمقراطية
الاسلامية" كقوة جديدة و قوية
في الأجزاء غير العربية في
العالم الإسلامي. من وجهة نظره
فان التجربة الأخيرة في تركيا و
باكستان و بنغلاديش و ماليزيا و
اندونيسيا تشير جميعها الى
حقيقة واحدة و هي : أنه و في أي
مكان تعطى فيه الحرية للأحزاب
الاسلامية الديمقراطية (
المتجاوبة مع الرأي العام والتي
تزدهر في المنافسة السياسية
المفتوحة) فان بامكانها أن تغطي
على الاتجاهات المتصلبة و
الأكثر عنفاً في الإسلام
السياسي. ومن بين هذه الأحزاب
التي يحددها السيد ناصر على
أنها ديمقراطية إسلامية
الاتحاد الاسلامي في باكستان و
الذي سيطر على الحكم هناك حتى
الانقلاب العسكري عام 1999؛ و
الحزب القومي البنغالي (و الذي
سيطر على الحكم حتى انقلاب
العام الماضي)؛ و الحزب
الماليزي الحاكم, ومجموعة من
الأحزاب الاسلامية التي تتقاسم
الحكم في اندونيسيا. ويعرض
لتجربة حزب العدالة و التنمية
في تركيا و الذي فاز بطريقة
ديمقراطية بعد عقود من
المناوشات مع الجنرالات و
السياسيين الأتراك. وكما هو
الحال بالنسبة للأحزاب
الاسلامية الديمقراطية الأخرى
فقد عكس ارتفاع الحزب النمو
الاقتصادي وظهور الطبقة
المتوسطة المتدينة و غير
المتطرفة المستاءة من النخب
البيروقراطية القديمة من
جنرالات الجيش. و لكن ما هي الأرضية
الثقافية للديمقراطية
الاسلامية ؟ لقد كان على التفكير
الروماني الكاثوليكي أن يسلك
مسافة طويلة قبل أن تتصالح
معتقداته المتعلقة بالآثام
الإنسانية مع سيادة الشعب؛
وعلى هذا فقد كانت الديمقراطية
المسيحية القوة الرئيسة في
أوروبا ما بعد 1945 هي النتيجة
لذلك. أما عبد الحليم مراد
الباحث البريطاني المسلم يقول
بأن الديمقراطية الاسلامية
تمتلك طريقاً سهلاً للعبور بسبب
أن النظرة الاسلامية للطبيعة
الإنسانية أقل تشاؤماً. و لكن
هناك العديد من العوامل ساعدت
في أن يكون الجدل حول
الديمقراطية صعباً وغير حاسم.
معظم المدارس الفكرية
الاسلامية التي انبثقت خلال
القرن الماضي كانت مهتمة بشكل
كبير بالنظرية السياسية, كما
أنها ركزت بشكل كبير على
الأحداث السابقة التي جرت في
فجر العصر الاسلامي. و لكن
الحوادث التاريخية السابقة غير
واضحة: فبعض الخلفاء استلموا
سلطاتهم بالوراثة و البعض الآخر
من خلال الإجماع و آخرون
باستخدام القوة. وقد أشار خالد أبو
الفضل الأستاذ المصري المتخصص
في القانون الى نص قرآني يبدو
أنه يمنح البشر تفويضاً خاصاً
للاعتناء بشئونهم الخاصة. يقول الله تعالى في
سورة البقرة
" و اذ قال ربك للملائكة
إني جاعل في الأرض خليفة قالوا
أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك
الدماء ونحن نسبح بحمدك و نقدس
لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ..
". يقول السيد أبو الفضل
أن هذه الآية تشير الى
أنه لا يجب على البشر الجلوس
ليفعل الله لهم وعنهم كل شيئ بل
ان على البشر أن يقوموا بتنظيم
شئون مجتمعاتهم الخاصة. و القصة الأخرى ذات
العلاقة في الموضوع هي قصة
الإمام علي رابع الخلفاء
المسلمين , و الذي ووجهت قيادته
بمنافسة و تحد. فقد وافق الإمام
علي أن تخضع القضايا المتنازع
عليها للتحكيم البشري. و قد وجدت
الأجيال التالية أن الإمام علي
كان على حق و ان منافسيه كانوا
مخطئين و هذا يدل على أن
للمؤسسات الإنسانية مكاناً في
تسوية قضايا الدولة.
من
القاهرة الى كاليفورنيا بالنسبة لأي شخص ينظر
الى النصوص الاسلامية
التأسيسية على انها
المعيار النهائي للحقيقة
فان هذه تلميحات رنانة. و لكن
الحجج التي تساق في سبيل توافق
الاسلام مع الديمقراطية هي في
خطر دائم من أن يتم إغراقها عن
طريق خليط الأخبار المحبطة التي
تأتي من الأراضي الاسلامية و من
العقائديين المتحمسين في
كلا الطرفين و التي قد تشير الى
انقسام حضاري مرتقب. سواء أكانوا يتغاضون
عن العنف أم لا فان الكثير من
اشد المدافعين عن "الاسلام
السياسي" لا زالوا يستقون
أفكارهم من سيد قطب المفكر
المصري الذي تم إعدامه عام 1966 و
الذي رفض الديمقراطية
العلمانية (و جميع أشكال
الحكومات العلمانية الأخرى بما
فيها الاشتراكية) و اعتبرها
كفراً واضحاً. و في أماكن تتراوح
ما بين الجامعات البريطانية الى
السجون و غرف التعذيب في
أوزباكستان فان هناك العديد من
المتحمسين الدينيين الذين
يتبعون خط قطب الذي يؤمن بأن
جميع أشكال الوكالات و السلطات
الإنسانية تشكل انتهاكاً
لسيادة الله. ان هذه الحماسة
المعادية للديمقراطية من قبل
هؤلاء الناقمين تشكل و بشكل
متصاعد حجة محترمة لأولئك
الغربيين المتشككين في الاسلام
و الذين يقولون بأن العقيدة
الاسلامية و بحكم طبيعتها لا
يمكن إلا أن تكون ثيوقراطية. و
اذا كان ذلك صحيحاً فان دعم
النسخ المعتدلة من الاسلام
– بالحس السياسي- هي عبارة
عن هدر للوقت. في الولايات المتحدة
فان سوء الظن في الاسلام بكل
أشكاله يكتسب أرضية جديدة . و
إحدى هذه الإشارات على هذا
التوجه هو أنه
عندما أصبح كيث اليسون من
مينيسوتا أول عضو مسلم في
الكونغرس تم تحديه خلال أول
مقابلة تلفزيونية معه بأن يثبت
أنه لم يكن "يعمل لصالح أعداء
الولايات المتحدة". ولكن في النقاشات
الحرة التي تجري في أمريكا حيث
أن طيف وجهات النظر حول الاسلام
هو في الغالب أوسع منه في أي من
الأراضي الاسلامية أو حتى في
أوروبا فان هناك العديد من
الأصوات في الاتجاه الآخر.
فالسيد أبو الفضل يتحدث في قضية
توافق الاسلام مع الديمقراطية
في جامعة كاليفورنيا في لوس
أنجلوس بظروف قد تكون أكثر أمنا
من ظروف بلده الأصلي القاهرة. وفي هذه الأثناء فان
فراس أحمد الصحفي الذي يشارك في
تحرير مجلة "جلوسي مسلم"
الشهرية من بيته في بوسطن يقول
بأن الكثير من التاريخ الاسلامي
– إضافة الى مشاكل المسلمين في
العصر الحاضر- يجب أن تعاد
دراستها على ضوء الفصل القوي ما
بين الدين و الدولة, و التي (وفقاً
لقراءاته الشهر الماضي) حافظ
المسلمون عليها بشكل كبير. و في
أمريكا الحديثة يستطيع
المسلمون أن يقدموا مساهمات
كبيرة تتعلق بالجدل حول الجشع و
العدالة الاجتماعية في الوقت
الذي يحترمون فيه دستور البلاد
العلماني. و أفضل لحظات التاريخ
بالنسبة له هي تلك التي قام فيها
المؤمنون (الصوفيون الشجعان في
أغلب الأحيان) بقول الحقيقة
للقوة الحاكمة, و ليس تلك
الحالات التي يقوم فيها الرجال
المتذبذبون بالعمل لخدمة
السلطان.
و باختصار فان هناك
العديد من الأمور المثيرة التي
يمكن قولها حول الاسلام و
الديمقراطية. و لكنها و للأسف
تقال في معظم الأحيان في الغرب و
ليس في قلب أرض الاسلام. Islam and democracy The practice—and the
theory From
The Economist print edition Can
rule by the people be reconciled with the sovereignty of
Allah? “TURKEY sets a fantastic example for nations
around the world to see where it's possible to have a
democracy coexist with a great religion like Islam.”
Those were George Bush's words of welcome, this week, to
APIn
the name of God, let's throw the rascals out In
decades past, a Turkish leader might have been received
at the White House with cordial remarks about his
country's growing prosperity or its contribution to
NATO. But it would have been strange, perhaps, not to
mention religion when hosting a head of state who had
just set a precedent that was watched with fascination
by politically active Muslims in many parts of the
world. When he became president, Mr Gul proved that it
was possible for a pious Muslim with a headscarved wife
to be made head of state, by a perfectly democratic
procedure, in a country where the army is an
ever-vigilant guardian against theocracy. For those who
insist (whether their arguments are theological, or
empirical, or both) that Islam and liberal democracy are
quite compatible, Mr Gul's election (and Mr Bush's
exuberant reaction to it) was a badly needed nugget of
hope in a year when that cause has seen quite a lot of
setbacks. Among
American officialdom, confidence in the prospects for
democracy in Muslim (and in particular, Arab) lands has
fluctuated under the Bush administration. It reached a
high point, arguably, in mid-2005, when Condoleezza
Rice, the secretary of state, declared in Cairo that the
bad old days of favouring stability over democracy were
over—and then it plunged again the following January
when the Islamist Hamas movement swept to victory in
Palestine. For
political scientists, especially those who have studied
the phenomenon of “Muslim Democracy” in the belief
that the Turkish case could be a precedent for others,
the recent turmoil in Pakistan and the assassination of
Benazir Bhutto have been a great tragedy in a pivotal
country that had the potential to develop a new
concordat between Islam and open politics. Vali
Nasr, a professor at Among
the parties Mr Nasr identifies as Muslim Democratic are
the faction of the Pakistani Muslim League that held
sway until the military takeover in 1999; the Bangladesh
Nationalist Party (in power till last year's coup);
Malaysia's ruling UMNO party; and a cluster of mildly
Islamic parties that share power in Indonesia (see
article). Exhibit A for Muslim Democracy is But
what if any is the intellectual ground for Muslim
Democracy? Roman Catholic thinking had to tread a long
path before it reconciled its belief in human sinfulness
with popular sovereignty; Christian Democracy, an
important force in post -1945 Europe, was the result. Abdal-Hakim
Murad, a British Muslim scholar, argues that Muslim
Democrats have an easier road to travel because Islam's
view of human nature is a less pessimistic one. But
several factors have helped to make the Muslim debate
about democracy difficult and inconclusive. Most of the
schools of Muslim thought that have emerged over the
past century have been intensely interested in political
theory, and also intensely concerned with precedents set
at the dawn of the Muslim era. But the precedents are
not clear: some caliphs took power by inheritance,
others through consensus, others by force. Khaled
Abou El Fadl, an Egyptian-born law professor, has
pointed to a passage from the Koran which seems to endow
human beings with a special mandate to look after their
own affairs. When
your Lord said to the angels: “I have to place a
vice-regent on earth,” they said: “Will you place
one there who will create disorder and shed blood, while
we intone Your litanies and sanctify Your name?” And
God said: “I know what you do not know.” That
verse, Mr Fadl has argued, seems to imply that far from
sitting back and letting God do everything, human beings
must organise their own society.
Another
relevant text is the story of Ali, the fourth Muslim
caliph, whose leadership was challenged by a rival. To
the fury of his zealous supporters, Ali agreed that
conflicting claims should be submitted to arbitration.
Posterity found Ali right and his critics wrong: human
institutions do have a place in settling issues of state. From
For
anyone who looks to Islam's foundational texts as the
ultimate arbiter of truth, these are resonant allusions.
But arguments in favour of Islam's compatibility with
democracy are in perpetual danger of being drowned out
by a mixture of depressing news from Muslim lands and
zealous ideologues on both sides of a looming
civilisational divide. Whether
or not they condone violence, many of the most strident
advocates of “political Islam” still take their cue
from Sayyid Qutb, an Egyptian thinker, executed in 1966,
who regarded secular democracy (and all other secular
forms of government, including socialism) as blasphemy
pure and simple. In places ranging from British campuses
to the jails and torture chambers of In
the But
in Meanwhile
Firas Ahmad, a columnist who co-edits a glossy Muslim
monthly from his home in Boston, maintains that a lot of
Islamic history—as well as the dilemmas of modern
times—should be reconsidered in the light of the
robust separation between religion and state which (on
his reading, at least), Muslims have quite frequently,
and cheerfully, maintained. In modern There
are, in short, many interesting things to say about
Islam and democracy. The pity is that they are mostly
being said in the West, not in Islam's heartland. http://www.economist.com/world/international/displaystory.cfm?story_id=10499167 ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |