ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 05/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ما هو المرشح الموالي لإسرائيل

غيرشوم غورنبرغ*

أقولها على رؤوس الأشهاد: رودي جولياني يثير لدي الذعر والبغض الشديد، ولا أشعر بالارتياح إلا بسبب ضآلة احتمالات فوزه في الانتخابات الرئاسية. أقول ذلك لأن البعض يعتقدون أنه أكثر المرشحين تأييداً لإسرائيل. إذا كان هذا الأمر صحيحاً أقول "حمى الله إسرائيل من أصدقائها".

 

جولياني، بوجود نورمان بودهوريتز (الحرب العالميّة الرابعة) ودانيال بايبز بين مستشاريه للسياسة الخارجية، مهم فقط لأنه أكثر الأمثلة تطرفاً. يسعى كل مرشح رئاسي يحصل على أكثر من 3 بالمائة من الأصوات في انتخابات أولية في أي مكان للحصول على توصيف "مؤيد لإسرائيل"، المعرَّف بشكل غريب من قبل سياسات لا تتناغم مع الواقع السياسي الإسرائيلي. ألقى باراك أوباما خطاباً العام الماضي أمام منظمة AIPAC ملمحاً إلى أنه يدعم الأسلوب الذي حاكمت به إسرائيل حربها في لبنان عام 2006. (يمكن لتقرير عن تحقيق إسرائيلي حول عملية صنع القرار في تلك الحرب سيصدر قريباً أن يُنهي مستقبل رئيس الوزراء إيهود أولمرت). كما أشرت مسبقاً، تؤيد هيلاري كلينتون "قدساً غير مقسمة" كعاصمة لإسرائيل. (يصر أولمرت على التفاوض على مستقبل القدس، رغم أن ذلك كلفه للتو شريكا يمينيا في ائتلافه الحكومي).

 

السبب الرئيس لكون المرشحين الديمقراطيين أقل إخافة بالنسبة لإسرائيلي تقدمي قلق على مستقبل بلده، كما يذكرني أصدقائي التقدميين في واشنطن، هو احتمال كون الديمقراطيين يواربون. بمعنى آخر، ولأنهم منطقيون في الأوضاع العادية، نستطيع الافتراض بأنهم لا يعنون هذه الأمور. بل إنهم يخفون تلميحات صغيرة تنم عن الحداثة في طرحهم.

 

أرى أن الوقت قد حان للحديث عن ما يجب أن يعنيه "تأييد إسرائيل". ليس بسبب أن الحوار سيغير طرح الحملة: سوف يُبقي المرشحون على الكليشيهات. لكن بعد الانتخابات يتوجب على المرء أن يحكم ويدير. يحتاج أعضاء الكونغرس لأن يقرروا كيف يصوتون على القرارات الحادّة التي تدعمها منظمة AIPAC. وقد تعني الحوارات حول ماذا يعني تأييد إسرائيل اليوم أنه بعد مرور سنة من الآن، سيستطيع القادة المنتخبون الإشارة إلى أفكار معترف بها علناً لتبرير تصرفهم بأسلوب أكثر منطقية.

 

لنبدأ هنا: "أن تكون مؤيداً لإسرائيل لا يتطلب تأييد أكثر المواقف الإسرائيلية المحتملة ميلاً للقتال، تماماً مثل أن كونك مؤيداً لأمريكا لا يتطلب بالضرورة أن تؤيد حرب العراق. كونك "مؤيداً" يعني أن تدعم، أن تريد دولة ما أن تبقى وتزدهر. دعم حرب لم يتم التفكير بها جدياً (العراق، لبنان) هو مثل تشجيع صديق على القفز إلى شجار في حانة.

 

كونك مؤيدا لإسرائيل لا يعني بالتأكيد أن تعتمد سياستك الخارجية على نزاع مزعوم بين الحضارات: الغرب كله ضالع في قتال مع العالم الإسلامي. تترك وجهة النظر القائلة بأن الولايات المتحدة تخوض حرباً مع الإسلام، تترك إسرائيل معرضة بشكل خطير على الخطوط الأمامية. من صالح إسرائيل أن تكون على علاقة محتملة على الأقل مع أكبر عدد ممكن من جيرانها المسلمين.

 

السياسة المؤيدة لإسرائيل لا تعني رفض الحديث مع إيران. القنبلة الإيرانية تشكل بالتأكيد خطراً محدقاً بإسرائيل. رفض التفاوض مع إيران يعني التخلي المسبق عن أساليب الحد من التهديد. هناك محللون إستراتيجيون عنيدون في إسرائيل يدعمون تعويضاً دبلوماسياً مناسباً: قبول أمريكي بالنظام الإيراني مقابل إنهاء تخصيب اليورانيوم ودعم المجموعات الإرهابية. إذا لجأت أمريكا للأساليب العسكرية فإنها ستمعن في عدم استقرار الشرق الأوسط وتضاعف من الضرر الذي تتسبب به حرب العراق.

 

لا يعني كونك مؤيداً لإسرائيل بالطبع وقوفك في وجه مفاوضات السلام مع سوريا، كما فعلت إدارة الرئيس بوش باستمرار. قد لا تنجح المفاوضات، ولو نجحت فسوف ينتج عنها على الأرجح سلام بارد، وهو أفضل بكثير من الواقع الحالي للحرب الباردة التي تستخدم دمشق فيها حماس وحزب الله كبدائل بهدف استنزاف إسرائيل. (إذا قمنا باستقراء تصريح أوباما أمام AIPAC عن قرب، فقد قال "يجب ألا يشعر أي رئيس وزراء إسرائيلي أنه يُجَرّ إلى، أو يُمنَع من الوصول إلى طاولة المفاوضات من قبل الولايات المتحدة". أود أن أعتقد أن تعبير "يُمنَع من الوصول إلى " هو تلميح لإنهاء الفيتو على محادثات السلام مع سوريا).

 

أخطر ما في الأمر أن تأييد إسرائيل لا يعني دعم الاستيطان في الضفة الغربية أو لكامل أرض إسرائيل أو لاحتلال لا نهاية له. لطالما كانت الرؤية الصهيونية المتزنة للتيار الرئيس، وما زالت، دولة ديمقراطية ذات غالبية يهودية يتمتع جميع مواطنيها بحقوق متساوية، تعيش بسلام مع جميع جيرانها. (هذا ما يقوله إعلان استقلال دولة إسرائيل). حكم الفلسطينيين الأقل حظاً في الضفة الغربية يقوّض أركان الديمقراطية. يجعل كل مستوطن إضافي الانسحاب أكثر صعوبة.

 

أخذ العديد من الفلسطينيين المعتدلين الذين قاموا مؤخراً فقط بتأييد حل الدولتين يفقدون الأمل من احتمالات التقسيم وهم يتحدثون عن المطالبة بالحقوق السياسية في دولة واحدة تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الأردن. أحد أسباب فقدان الأمل الفلسطيني هو أن إدارة الرئيس بوش تتحدث عن دولتين ولكن لم تفعل سوى النذر اليسير لدفع هذا البرنامج. "حل" الدولة الواحدة يعني نهاية إسرائيل. سيبدو النزاع بين المجموعتين الوطنيتين داخل دولة واحدة على الأرجح مثل البوسنة في تسعينات القرن الماضي أكثر منه في بلجيكا اليوم.

 

أكثر مصالح إسرائيل الإستراتيجية أساسيّة تكمن في اتفاق سلام وانسحاب. تجنب وضع يكون سبيل الخروج الوحيد منه هو حل الدولة الواحدة هو أيضاً ليس في مصلحة الولايات المتحدة. اليوم، إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يمكن الاعتماد عليها بالبقاء مؤيدة لأمريكا. لن يكون هذا صحيحاً في دولة واحدة ذات أكثرية فلسطينية لا مناص منها ونزاع طائفي متأصل فيها. التصرف بنشاط أكثر للتوصل إلى اتفاقية الدولتين هو إذن مؤيد لإسرائيل وتعبير عن مصلحة الولايات المتحدة الذاتية.

 

إضافة إلى ذلك، تتطلب سياسة تأييد إسرائيل استخدام حوافز وضغوطات للتوصل إلى اتفاق. وكما أشار جنرال إسرائيلي سابق لي مؤخراً، أحياناً، يخدم الضغط الأمريكي حكومة إسرائيلية تحتاج لأن تغير توجهها. الآن، حسبما أشار، تحتاج إسرائيل لنمو اقتصادي في الضفة الغربية يساعد حكومة فتح المؤيدة لاتفاق هناك. يتطلب النمو إزالة الحواجز، وهي خطوة تنطوي على مخاطرات أمنية معينة وتجعل قيادات الجيش غير سعيدة. الوزن الأمريكي المضاد يسهّل على الحكومة أن تتحرك. تحتاج الحكومة لأن تزيل البؤر الاستيطانية غير القانونية، ولكنها تخاف من دفع الثمن المحلي بالمواجهة مع آلاف الشباب اليمينيين. الضغط الأميركي يساعد فعلياً الحكومة، من حيث أنه يُظهِر للجمهور أن لعدم التصرف ثمنا خاصا به. لا يملك الجمهور الإسرائيلي الآن فكرة عن ميزانية الاستيطان. إصرار أمريكا على الشفافية المالية كشرط على مستويات المعونة المالية سوف يخدم الديمقراطية الإسرائيلية ويعطي دفعة للدعم المحلي للانسحاب من جانب الحوافز. يمكن لعرض أمريكي بتمويل إعادة توطين المستوطنين داخل إسرائيل أن يزيد من الدعم السياسي. (رغم أن دفع أموال لإسرائيل لإصلاح أخطائها هو أمر مثير للغضب والسخط، فإن الهدف السياسي لاتفاقية سلام يشكل أهمية أكبر).

 

هل يمكن لأحد أن يضغط وأن يكون "مؤيداً" في الوقت نفسه؟ نعم. قامت إدارة الرئيس كارتر بدفع إسرائيل ومصر وسحبهما نحو اتفاقية سلام كاملة، وهي اتفاقية تمثّل أعظم مساهمة أميركية في أمن الدولتين. ويبرز هذا الأمر نقطة أخرى: أن تكون مؤيداً لإسرائيل لا يعني كونك معارضاً للعرب.

 

كون إدارة أميركية مساندة لإسرائيل لا يعني تبني السياسة الخارجية الرؤيوية لأتباع جون هاغي المسيحيين من أجل إسرائيل. (ألقى مايك هاكابي عظة ما قبل عيد الميلاد في كنيسة هاغي في سان أنطونيو). وهي لا تعني المزايدة على بوش في إيجاد مستشارين من المحافظين الجدد (أنظر جولياني مرة أخرى). وهي لا تعني سياسة مختلفة إلى درجة كبيرة عما طرحه الديمقراطيون حتى الآن. قد تكون السياسة مثمرة أكثر كذلك في كانون الثاني/ يناير المقبل إذا استطعنا تحديد "مؤيد" بصورة أكثر منطقية.

-----------------------------

*غيرشوم غورنبرغ مراسل رئيسي للأمريكان بروسبكت American Prospect. وهو مؤلف "الامبراطورية المفاجئة: إسرائيل وميلاد الاستيطان: 1967 – 1977" وكذلك "آخر الأيام: التطرف والصراع من أجل تلة الهيكل".

تقوم خدمة Common Ground الإخبارية بتوزيع هذا المقال الذي يمكن الحصول عليه من الموقع www.commongroundnews.org.

مصدر المقال: The American Prospect، 18 كانون الثاني/يناير 2008

www.prospect.org

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ