ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 06/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تشجيع الثقافة والأمل في غزة

سامي عبد الشافي*

مدينة غزة – تشكّل شجرة اليوكاليبتوس الضخمة أمام الساحة الواسعة للمركز الثقافي الفرنسي في غزة رمزاً كافياً. تقف تلك الشجرة، وهي واحدة من آخر مثيلاتها في غزة، لتشكل ذكرى حية لتقدير الفلسطينيين للثقافات الأجنبية، وشهادة على تسع عشرة سنة من الشراكة الثقافية الفرنسية الصادقة والتعاون مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

يبدو غريباً بشكل منعش أن المركز الثقافي الفرنسي لم يتوقف عن العمل، بل وقام بتوسيع نشاطاته خلال احتلال إسرائيل الفعلي لقطاع غزة، ومجيء السلطة الوطنية الفلسطينية وفترة الخلاف الفلسطيني العميق الحالية. ويبقى المركز الثقافي الفرنسي عاملاً بشكل كامل رغم الوضع المتدهور. وقد أرست الحكومة الفرنسية قواعد توجه منعش متجدد من خلال تأكيدها على أن الثقافة يجب ألا تعاني من ويلات السياسة حتى رغم أن موقفها الرسمي مخالف للحكومة المعزولة في غزة.

 

يجري حالياً التخطيط لإنشاء مبنى مساحته 1000 متر مربع عام 2008 على شارع شارل ديغول، وهو شارع رئيس في مدينة غزة. سوف يتم تشييد المبنى على قطعة أرض مساحتها ألفا متر مربع قدّمتها السلطة الوطنية الفلسطينية إلى المركز الثقافي الفرنسي، ويشكل المبنى الجديد رداً مباشراً على الطلب المتزايد والشعبية المتنامية لنشاطات المركز عبر السنين. سوف يضم المبنى كذلك المكاتب القنصلية لخدمات التأشيرات وجوازات السفر إضافة إلى أماكن لإقامة الضيوف والزوار والفنانين الذين يأتون للمشاركة في تخطيط برامج المركز وتنفيذها.

 

ولكن ذلك لم يكن وليد مصادفات.

 

يقول السيد غيتن بيلان، مدير المركز إن شعارهم كان دائماً الشعور الحساس بالثقافة الفلسطينية وتبادل صادق للآراء والأفكار. ويجري تطوير برامج المركز لتتواءم مع اهتمامات المجتمع المحلي باللغة والموسيقى والفن والأدب والسينما الفرنسية وغيرها من النشاطات الثقافية. لا يجري عمل من أعمال المركز دون تغذية راجعة مستمرة من زوار المركز وطلبة اللغة الفرنسية.

 

ويقدم المركز الثقافي الفرنسي برامج شهرية تضم العروض الفنية والحفلات الموسيقية وعروض الأفلام وغيرها من النشاطات. وعندما تسمح الأوضاع يجري دعوة فنانين فرنسيين لعرض أعمالهم الفنية، وأحياناً أكثر، فنانين فلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية للمشاركة في منافسات فنية. ويقوم المركز الثقافي الفرنسي بإنتاج كافة المواد الدعائية ورعاية المعارض في جميع فروعه في الضفة الغربية وغزة والقدس.

 

ومنذ تسلم مسؤوليته عن المركز الثقافي الفرنسي في غزة قبل سنتين، يفكر السيد بيلان دون كلل بطرق للوصول إلى طلبة محتملين ومتحمسين في مجال الثقافة الفرنسية، إضافة إلى جمعيات في المناطق الوسطى والجنوبية لقطاع غزة من الذين لا يستطيعون أحياناً تحمل مصاريف التنقل للوصول إلى المركز في مدينة غزة. يذكرني السيد بيلان، مشيراً إلى المواد الثقافية التي يمكن التشارك فيها مع جمعيات محتملة، بمدن فرنسا التي ارتبطت مع أو تمت توأمتها قبل سنوات عديدة مع مدن في قطاع غزة.

 

في الوقت الذي يشجع فيه الربط بين مدن دنكرك وغزة تعاوناً مألوفاً مستمراً، فإن الروابط بين مدن إيفري وخان يونس وسانت- دينيز ورفح يمكن أن تنتج المزيد من النشاط لو كان الفلسطينيون الذين يعيشون في هذه المدن يعانون من ضغط اقتصادي أقل حدة. وإذا أخذنا بالاعتبار معوقات الوضع الاقتصادي الخانق، يهدف المركز الفرنسي إلى إنعاش النشاط الثقافي والتبادل من خلال التعاون مع جمعيات محلية متنوعة في كافة أنحاء غزة لتوفير دعم لوجستي لتيسير حضور المناسبات والنشاطات في مدينة غزة. ويذكر السيد بيلان ببساطة، مشيراً إلى حدث أقيم مؤخراً حضره أربعة آلاف طفل من كافة أنحاء غزة، يذكر أهمية الأمر بالنسبة للمركز الثقافي الفرنسي عندما يتعرض الأطفال إلى أمور جديدة حتى يخوضوا تجربة الثقافة ويتمتعوا بطفولتهم تماماً كما يفعل الأطفال في فرنسا.

 

ويظهر نمو عدد الحضور في نشاطات ومعارض المعهد الثقافي الفرنسي، إضافة إلى عدد النشاطات التي جرى إقامتها، التقدير المتزايد للمركز من قبل مجتمع غزة المحلي. لقد تضاعفت المشاركة في النشاطات الثقافية (التي أقامها المركز وغيره من المنظمات) ثلاث مرات بين السنوات 2006 و2007، من ثلاثة آلاف إلى تسعة آلاف. إضافة إلى ذلك هناك المزيد من الخطط لزيادة عدد طلبة اللغة الفرنسية، الذي ارتفع من حوالي 393 عام 2006 إلى 458 طالباً وطالبة عام 2007.

 

وكجزء من برنامج التبادل الثقافي للمركز الثقافي الفرنسي في قطاع غزة، جرى إعداد برنامج إذاعي في أواخر عام 2006 على محطة المنار إف إم في مدينة غزة. ويستضيف السيد بيلان البرنامج ومدته ساعة باللغة الفرنسية مع ترجمة بالعربية. ويضم البرنامج مجالاً واسعاً من الأخبار والأحداث التي تقع في فرنسا، إضافة إلى معلومات حول نشاطات المركز وخطته في غزة.

 

ورغم وقوع غزة تحت الحصار ورغم تمزقها نتيجة لعدد لا يحصى من المآسي، فإن الوجود النشط للمركز الثقافي الفرنسي، بكل برامجه وأحداثه ومناسباته، إنما هو شهادة على التمدن والانفتاح المتأصلين عند الغزيين، وكافة الفلسطينيين، حيال جميع الثقافات. وهو كذلك شهادة مماثلة على الروح الصادقة التي يتمتع بها المركز لدفع الثقافة الفرنسية وفي الوقت نفسه الأمل الصادق بأن تحصل غزة على فرصة عادلة بحياة أفضل وأكثر انفتاحاً.

 

يصنع الفلسطينيون العاملون في البعثات الدبلوماسية الفلسطينية في كافة أنحاء العالم خيراً، وبهدف التشارك بأكثر بكثير من مجرد "الأخبار السيئة" من فلسطين، إذا قاموا بإيجاد مجالات مماثلة من التبادل الثقافي في المدن التي يعملون فيها.

------------------------

*سامي عبد الشافي هو المؤسس المشارك والشريك الرئيسي في مجموعة Emerge الاستشارية المساهمة، وهي مؤسسة استشارات إدارية في مدينة غزة.

تقوم خدمة Ground Common الإخبارية بتوزيع هذا المقال الذي يمكن الحصول عليه من الموقع www.commongroundnews.org

(مصدر المقال: معهد التفاهم في الشرق الأوسط Institute for Middle East Understanding، 15 كانون الثاني/يناير 2008)

www.imeu.net

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ