ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 11/02/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


محادثاتي مع حماس

درور زئيفي*

بئر السبع – أستطيع الآن أن أكشف ما يلي: قبل بضعة شهور شاركت في سلسلة من الاجتماعات في أوروبا ضمت مجموعة صغيرة من الشخصيات العامة الإسرائيلية والفلسطينية والأكاديميين بمن فيهم مجموعة من كبار أنصار حماس.

 

أوضحوا لنا خلال محادثاتنا أنه بالنسبة لهم ومقابل استعداد إسرائيل وقف القتال وفتح حدود غزة، تضمن حماس أن تسود فترة من الهدوء يقررها الطرفان. كما أعربوا عن استعدادهم التفاوض على فترة طويلة من الزمن – من 20 إلى 25 سنة.

 

لم يخفِ أنصار حماس حوافزهم: في هذا الوقت أصيبت منظمتهم بأضرار وهي تحارب بأسنان مطبقة بأحكام. وهي مهتمة باستخدام الهدنة بهدف إعادة التسليح وبناء قوتها على أمل أن تتمكن خلال جيل أو جيلين أن تهاجم بفعالية أكثر.

 

كان هناك أمر منعش، من وجهة نظري، في صدقهم. هؤلاء أناس لم يلجأوا إلى النفاق أو الرياء. أعربوا بانفتاح عن أملهم بإفناء إسرائيل، ولكنهم قالوا كذلك إن أحداً لا يستطيع تنبؤ ما قد يأتي به المستقبل. من المحتمل أن تتغير وجهات نظرهم أيضاً خلال السنوات العشر أو العشرين المقبلة، وقد يرى أبناؤهم وأبناؤنا التعايش من منظور مختلف.

 

رفَضَنا المسؤلون الإسرائيليون الذين نقلنا إليهم هذه الرسائل بازدراء. تنوي حماس أن تهدئنا وتعيد تسليح نفسها وبناء قوتها وفي نهاية المطاف أن تهاجمنا من جديد، حسب ادعائهم. صحيح، كانت إجابتنا، اعترف ممثلوهم بذلك، ولكن لا ضير في أن نستمر ببحث الاقتراح وقد نضع حدوداً لقدرتهم على إعادة التسلّح.

 

إضافة إلى ذلك تساءلنا ماذا باستطاعة حماس أن تفعله لمحاربة الجيش الإسرائيلي. هل سيكون باستطاعتها تهريب طائرات نفاثة وطائرات مروحية أو دبابات عبر الأنفاق الأرضية إلى داخل القطاع؟ وإذا فعلوا ذلك فماذا بعد؟ أي باحث إستراتيجي حديث الصنعة يدرك أن تسليح حماس العسكري ضار لها. كلما تحولت من مجموعة صغيرة سريعة الحركة تشن حرب عصابات إلى جيش ثقيل التسليح بطيء الحركة كلما أصبحت معرضة أكثر لجمع المعلومات الاستخبارية وللهجوم العسكري. لذا أرجوكم، دعوهمم يسلّحون أنفسهم، ودعوهم ينشئون جيشاً نظامياً له رئاسة وأساليب اتصال. دعوهم يحصلون على أسلحة متقدمة ودبابات ومصفحات ناقلة للجنود. هذه حالة واضحة حيث القوة ضعف والضعف قوة.

 

لن تحل المشكلة عملية واسعة النطاق. وكما علمنا الإستراتيجي العسكري البروسي في القرن التاسع عشر كارل فون كلاوسويتز، الحرب هي استمرار للسياسة بأساليب أخرى. ليست العبارة المضادة أقل دقة: السياسة استمرار للحرب بأساليب أخرى. من الجيد أن نذكر أنفسنا بشكل متكرر بهذه الحقيقة البسيطة. لقد أصبحنا معتادين على التفكير بأن القتال ليس مرحلة واحدة في تتابع الأحداث وإنما نهاية لها.

 

لذا نقف جميعاً بانتظار عملية غزة واسعة النطاق التي ستحل بشكل نهائي مشكلة إطلاق الصواريخ. إلا أن العملية لن تكون حل المشكلة. على الأكثر سوف تعطينا استراحة لمدة بضعة شهور. قد تخدم المناداة بعملية عسكرية الاحتياجات السياسية قصيرة المدى، ولكن يتوجب على الساسة أن يفكروا بطريقة مختلفة.

 

تشكل غزة وطنا لنظام، رغم سيطرته العنفية على القطاع فهو يمثل العديد من السكان ويدعمهُ كذلك الكثيرون في الضفة الغربية. حكام غزة من حماس يختلفون بالتأكيد عن حكام الضفة الغربية، وهم غير مهتمين بتسوية تاريخية مع إسرائيل، ولكنهم مهتمون في تحويل النزاع من ساحة المعركة إلى الساحة الدبلوماسية، وهم يتقدمون باقتراحات منطقية. علينا أن ننصت لهم.

--------------------------------

*البروفيسور درور زئيفي محاضر في جامعة بن غوريون في قسم دراسات الشرق الأوسط.

تقوم خدمة Common Ground الإخبارية بتوزيع هذا المقال الذي يمكن الحصول عليه من الموقع www.commongroundnews.org.

مصدر المقال: Ynetnews، 23 كانون الثاني/يناير 2008 www.ynetnews.com

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ