ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سوريا:
إسكات المعارضة بقلم:
دافيد شنكر* ويكلي
ستاندرد 13/2/2008 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي في الشهر الماضي دخل
معارض سوري السجن مرة أخرى. لم
يشكل اعتقال رياض سيف تلك
المفاجأة الكبيرة؛ لقد كان سيف
عضواً سابقاً في البرلمان
السوري كما أنه كان مناصراً
لحقوق الإنسان في سوريا لوقت
طويل وقد كرس الكثير من حياته
خلال العقدين الماضيين لانتقاد
نظام الأسد التسلطي. وقد تم
الإفراج عنه قبل عامين فقط بعد
أن أمضى خمس سنوات خلف القضبان
بسبب تنظيمه لاجتماع للحض على
التغيير الديمقراطي. و في هذه
المرة فان مخالفة سيف هي أنه كان
يحضر اجتماعاً لمجموعة معارضة
مؤيدة للديمقراطية. ان اعتقال وحجز
مناصري الإصلاح و الديمقراطية و
حقوق الإنسان ليس بذلك الخبر
النموذجي في سوريا. و لا التعرض
للاعتداء الجسدي الذي أخبر عنه
العديد من زملاء سيف المؤيدون
للديمقراطية منظمة العفو
الدولية. و لكن عملية اعتقال سيف
الأخيرة تستحق تلك التغطية
الإخبارية لأن التهمة الموجهة
له قد يستحق عليها الإعدام وهو
ابن ال 61 سنة؛ وسيف لا يعاني فقط
من مرض السكر و أمراض القلب بل
انه قد أصيب في العام الماضي
بسرطان البروستاتا.
ان انجازات سيف و
مثابرته أمر لا يمكن عدم
ملاحظاته. فهو تاجر ملابس محترف.
كما ان فطنة وذكاء سيف في مجال
عمله أدت الى ازدهار عمله إضافة
الى أن عمله كان من الممكن ان
يوفر له و لعائلته الحياة
الرغيدة لو لم يدخل معترك
السياسة. لقد ابتدأت مشاكل سيف
منذ العام 1994 عندما تم انتخابه
لمدة أربع سنوات في البرلمان
السوري. وقد كانت كتلته
الانتخابية موجهة نحو العمل و
المهنة و لم تشكل تلك الأهمية
الكبيرة بالنسبة للنظام. وفي
إحدى المرات في البرلمان أثار
سيف مسألة الإصلاح السياسي و
الاقتصادي وقد شن حملة ضد
الفساد الذي وصفه بأنه "مصدر
جميع أنواع الشرور التي يعاني
منها الشعب السوري", و هي أمور
لا تناسب رياح سفينة النظام
السوري. وفي أغسطس من العام
1996 توفي إياد ابن رياض سيف تحت
ما وصف بظروف غامضة. ومن ثم وبعد
أن أصدر سيف دراسة سلط فيها
الضوء على الركود الاقتصادي في
سوريا أتهمته وزارة المالية
بالتهرب الضريبي واستهدفت
أصوله المالية. وقد صادرت
السلطات منه ما يقرب من 2 مليون
دولار أمريكي مما أدى الى إفلاس
المصلح رياض سيف. و لكن و مع ذلك فقد ظل
سيف يناضل وقد أعيد انتخابه
لفترة ثانية عام 1998. و واصل سيف
تركيزه في البرلمان على قضايا
الشفافية و الفساد, و أكثر هذه
القضايا أهمية كانت موضوع
احتكار أزلام النظام لعقود خطوط
الهواتف النقالة. وقد ورطت
مساعي الشفافية هذه أعضاء من
الدائرة الداخلية للنظام من
ضمنهم رامي مخلوف (ابن عم الرئيس
بشار), مما أدى الى إثارة غضب
النظام.كما انه بدأ بإنشاء
مجموعة من المنظمات التي كرست
جل عملها على زيادة الوعي
المدني. وفي عام 1999 أكسبه دوره
في انشاء منظمة مثل "منتدى
أصدقاء المجتمع المدني"
مستمعين مثل نائب الرئيس السوري
عبد الحليم خدام.
وقد أنكر النظام فيما
بعد إعطاءه الرخصة لهذا المنتدى,
وهو شرط أساسي للتجمعات الكبيرة
في هذه الدولة القمعية, ولكن
وبرغم ذلك فقد دعا سيف المنتدى
للاجتماع و أسس منتدى آخر و عرف
باسم " منتدى الحوار الوطني"
وهو ما أدى الى زيادة نقمة
النظام عليه.
ومع بداية الفترة
الإصلاحية القصيرة التي عرفت
باسم "ربيع دمشق" و التي
بدأت مع بداية استلام بشار
للسلطة عام 2000, ازداد عدد زملاء
رياض سيف الإصلاحيين و
المناصرين للديمقراطية : وقد
ازداد عدد الاجتماعات و
المنتديات و حتى أنه تم الحديث
عن تشكيل حزب سياسي أطلق عليه
حزب حركة السلم الاجتماعي. ومن
ثم قام بتصعيد هجومه على
الحكومة من خلال مقعده في
البرلمان. وفي خطاب وجهه في
فبراير من العام 2000 الى رئيس
الوزراء و طاقمه الحكومي وهو ما
كتب عنه سيف في العام 2007
حيث يصف سيف شعوره عندما قام
بدفع المغلف, وجاء في الخطاب : " ان كسر احتكار
حزب البعث للسياسة هو شرط أساسي
لتطبيق مبدأ الشفافية... ان أي
نوع من أنواع الاحتكار سوف لن
يكون مساعداً بل انه سوف يولد
المزيد من العقم
وسوف يقف في طريق النمو
والتطور. وانه من المستحيل فصل
الاقتصاد عن السياسة.. و ان
الاحتكار السياسي بالضرورة
سيؤدي الى احتكار الاقتصاد و
الثقافة و التعليم ... " و لكن الأغلبية
البعثية في البرلمان منعت من
إدراج خطاب سيف ضمن الجلسة
البرلمانية, ولكن تعليقاته و
ملاحظاته لم تدخل طي النسيان.
وعندما انتهى ربيع دمشق في
فبراير من العام 2001 اندفع
النظام بقوة لسحب الحصانة
البرلمانية عن سيف. وقد شرعت
الحكومة باعتقال و توقيف
الإصلاحيين في ذلك الصيف. و لكن حتى من سجنه فقد
استمر سيف بالدفع نحو الإصلاح
في سوريا. و لعل أبرز الانجازات
التي قام بها جاءت في العام 2005
عندما شارك من سجن عدرا في "إعلان
دمشق" و الذي طالب فيه من ضمن
مطالب أخرى بإنهاء احتكار نظام
الأسد و حزب البعث للسلطة في
سوريا و تعليق العمل بقانون
الطارئ في البلاد و صياغة مسودة
لدستور جديد في سوريا. و عندما تم اعتقاله
الأسبوع الماضي كان سيف يشارك
في اجتماع المجلس الوطني لإعلان
دمشق, وهو المنظمة الكبيرة
المكرسة لتطبيق هذه الإصلاحات. ولم
يكتف النظام بمنع سيف من السفر
الى الخارج للعلاج و لكن يبدو أن
النظام يريد أن ينهي حياة هذا
الإصلاحي البارز خلف القضبان.
ان عملية احتجازه هذه ترسل
برسالة قوية الى الديمقراطيين
السوريين الموعودين. إضافة الى
أنه يوجه رسالة واضحة الى
واشنطن مفادها ان نظام الأسد
ليس مهتماً بالحرية السياسية.
كما أن العرقلة السورية الجارية
لانتخاب رئيس جديد للبنان سوف
توحي أيضاً أن السياسات
الخارجية التي تزعزع الاستقرار
و تتدخل في الدول المجاورة هي
أمر غير خاضع للنقاش أيضاً. ان نظام الأسد غير
نادم على معاملة سيف القاسية و
غير العادية. في الأسبوع الماضي
اندفع وزير الخارجية السوري
وليد المعلم واتهم مجتمع حقوق
الإنسان بأنه السبب في الاعتقال.
فقد صرح المعلم لوزير خارجية
النمسا بأن " الأهمية التي
تعطى لقضية رياض سيف هي التي
تشجعه على خرق القانون". بالنسبة لإدارة بوش
فان حكم الإعدام الذي قد يلقاه
سيف يجب أن يكون لحظة حاسمة. و
بالنظر الى الظروف فان الإدانة
العابرة التي دعت سوريا الى "تعديل
سلوكها ... و إعطاء مواطنيها
الحقوق التي يستحقونها" ليست
كافية. ان سيف و بشكل لا يقاس هو
أكثر المعارضين السوريين
موثوقية. و خصوصاً أنه ليس
قريباً من واشنطن – مما عزز من
مكانته الداخلية- و لكن مخاوف
الادارة من تقويض مكانته في
دمشق من خلال الاحتضان الغربي
له تتجاهل ضرورة و إلحاح هذه
الحالة. و كما حدث في مصر فانه
كان لدى واشنطن خيار لتقوم به.
فعندما تم اعتقال الإصلاحي
المصري سعد الدين إبراهيم و
أدين عام 2002, هددت الادارة بحجب
130 مليون دولار من المساعدات عن
مصر. وقد تم إطلاق سراحه بعد ذلك
بشكل مباشر. وعندما تم اعتقال
لمعارض الإصلاحي و مرشح الرئاسة
أيمن عبد النور عام 2005 صممت
الادارة الأمريكية بأن هذه
القضية هي "شأن مصري" حيث
لا يزال قابعاً في سجنه حتى
يومنا هذا. في السنوات الأخيرة
تم دفع سياسة ترويج الديمقراطية
الى الهامش, و لكن استمرار البيت
الأبيض ووزارة الخارجية
الأمريكية بشجب الممارسات
السورية الفظيعة فيما يتعلق
بملف حقوق الإنسان يدل على ان
الادارة لا زالت تعتبر أن
القضية السورية تشكل أهمية
بالنسبة لها. و بسبب قلة الوسائل
المتوفرة فان الضغط على سوريا
في مجال حقوق الإنسان أكثر
صعوبة مما هو عليه الحال مع مصر.
و بغض النظر عن ذلك فان هناك
العدد من المسئولين في الادارة
الأمريكية يعترفون بأن رد فعل
واشنطن على قضية عبد النور لم
يكن من أفضل أوقات الادارة.
وبتبقي 11 شهراً فان
وقت الادارة الأمريكية ووقت
رياض سيف يكاد ينفد. لقد كان
موضوع حقوق الإنسان موجوداً
بشكل دائم على جدول أعمال
اللقاءات الثنائية التي جرت بين
واشنطن و دمشق. على الرغم من
وجوده في ذيل القائمة. ان لدى
واشنطن قائمة طويلة من المظالم
مع سوريا ابتداء من التدخل في
لبنان و دعم حماس و حزب الله الى
التدخل المستمر في العراق. و بين
هذه الملفات المزدحمة فانه ينصح
أن ترفع الادارة من أهمية ملف
المخاوف المتعلقة بممارسات
حقوق الإنسان في سوريا. و نظراً للقمع
المستمر الذي يمارسه نظام الأسد
فانه و عندما يغيب رجل مثل سيف
سيستغرق الأمر العديد من
السنوات حتى يظهر قائد من طرازه.
وفي غياب أية معارضة داخلية
حقيقية فانه لن يكون لدى دمشق
الكثير من القيود التي ستمنعها
من الاستمرار في سياساتها
الخبيثة في الداخل و الخارج.
*ديفيد
شنكر: المشرف على برنامج
السياسة العربية في معهد واشنطن
لسياسة الشرق الأدنى. و قد عمل
من العام 2002 و حتى العام 2006
كمشرف على سوريا و لبنان و
الأردن و الأراضي الفلسطينية في
مكتب و زير الدفاع الأمريكي.
Silencing
the Opposition Syrian
democracy activist Riad Seif gets a virtual death
sentence.
by
David Schenker
02/13/2008
12:00:00 AM
LAST
MONTH, Detentions
of reformers and democracy and human rights advocates
are not typically news in At
the risk of eulogizing Seif prematurely, his
accomplishments in Seif's
problems started in 1994 when he was elected to a
four-year term in parliament. His business-oriented
election campaign platform was innocuous and of little
apparent concern to the regime. Once in parliament,
however, Seif agitated for economic and fiscal reform
and launched a campaign against corruption, which he
termed "the source of all the evils . . .
afflicting the Syrian people." Things went south
from there. In
August 1996, Seif's 21-year-old son Iyad died under what
he describes as "mysterious circumstances."
Then, after Seif published a high-profile study on
economic stagnation in Still,
Seif soldiered on and was reelected to a second term in
1998. In parliament, he continued to focus on issues of
transparency and corruption, most famously the
ubiquitous phenomenon of mobile phone contract
monopolies granted to regime cronies. This particular
quest for transparency implicated members of the
regime's inner circle including Rami Makhlouf (a cousin
of the Assads), clearly hitting a nerve. Tempting the
fates, he also began establishing organizations
dedicated to increasing civil consciousness. In 1999,
his role in establishing one such organization--the
"Friends of Civil Society Forum"--earned him
an audience with the feared Syrian Vice President Abdul
Halim Khaddam.
The
regime subsequently denied the forum a license, a
prerequisite for large gatherings in the repressive
state, but Seif nevertheless convened the group and its
better known successor organization, the "National
Dialogue Forum," further angering the regime.
With
the onset of the brief period of glasnost known as
"Damascus Spring," which commenced upon Bashar
Assad's anointment as president in 2000, Seif's
pro-democracy political reform activities increased:
there were more meetings and forums, and even talk of
establishing a political party called the Social Peace
Movement Party. Then he stepped up his attacks on the
government from his perch in parliament. A February 2000
speech to the prime minister and cabinet, which Seif
wrote about in 2007, provides a good sense of how far he
was pushing the envelope: "breaking
the [Baath party] political monopoly is a necessary
condition to implement the principle of transparency . .
. any monopoly cannot help but breed sterility and stop
development and growth. It is not possible to separate
economics from politics . . . the political monopoly
necessarily results in other economic, cultural, and
educational monopolies
. . . " The
Baathist majority struck Seif's statement from the
parliamentary record, but his comments were not
forgotten. When "Damascus Spring" ended in
February 2001, the regime moved precipitously to strip
Seif of his parliamentary immunity. Arrests of reformers
commenced that summer.
But
even from jail, Seif continued to push for reform in When
he was arrested last week, Seif was participating in a
meeting of the Damascus Declaration National Council, an
umbrella organization dedicated to the implementation of
these reforms. Not
content with merely preventing Seif from seeking
treatment abroad, the Assad regime has now seemingly
condemned The
Assad regime is unrepentant about Seif's unusually harsh
treatment. Last week, Syrian Foreign Minister Walid
Moualem had the temerity to blame the human rights
community for the arrest. "The importance given to
the case of Riad Seif," he told the Austrian
Foreign Minister, "encouraged him to break the law."
For
the Bush administration, Seif's death sentence should be
a defining moment. Given the circumstances, last week's
perfunctory condemnation calling on Like
in In
recent years the policy of democracy promotion has gone
by the wayside, but judging from the continued frequency
of White House and State Department condemnations of With
just eleven months left, time is running out for the
administration and for Seif. Human Rights have always
been an agenda item in Given
the relentless repression of the Assad regime, when Seif
is gone it could take years for another leader of his
stature to emerge. In the absence of any real homegrown
pro-democratic opposition, David
Schenker is senior fellow and director of the Arab
Politics Program at the Washington Institute for Near
East Policy. From 2002 to 2006, he served in the Office
of the Secretary of Defense as country director for http://www.weeklystandard.com/Content/Public/Articles/000/000/014/734cgmpt.asp ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |