ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 01/03/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


غزة تسلخ

دنيس روس*

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

في اعقاب تدمير حماس لسور الحدود بين مصر وغزة فان صور الفلسطينيين في غزة وهم يتدفقون عبر الحدود الى مصر لم تكن مطمئنة للاسرائيليين والمصريين والسلطة الفلسطينية وادارة بوش.

 

حماس وحدها استفادت من الصور بهدمها للجدار الذي يفصل سيناء عن غزة،بدت حماس وكأنها تحرر الفلسطينيين المحتجزين في غزة وبدت متفوقة بذلك على جميع اولئك الذين يحاولون الضغط عليها لتغيير سلوكها.

بالنسبة لاسرائيل،فان سياسة عزل واحتواء حماس، والتي تم تصميمها من اجل دفع حماس الى ايقاف اطلاق الصواريخ واظهار انها قد فشلت، جاءت محطمة.

فيما يتعلق بمصر،فان الرغبة في ابعاد قرف جار فلسطيني اسلاموي من التسرب اليها اصبح فجاة غير معمول به؛لا تمانع مصر ان تظهر اسرائيل بمظهر من يسيم الفلسطينيين العذاب، ولكن قيامها هي بفعل ذلك امام شعبهاوالعالم العربي امر اخر.

بالنسبة لمحمود عباس والسلطة الفلسطينية، فان آخر شيء يحتاجونه هو ظهور حماس بمظهر الذي يربح ويستطيع ان يغلب جيرانه الاقوى منه في المناورة. و، بالنسبة لادارة بوش، فان هدفها كان المساعدة في نجاح السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وعلى ان تكون لها تلك المكانة بشكل كامل مقابل اخفاقات حماس في غزة. ولكن في اعين الفلسطينيين، من الذي يبدو ناجحا الان؟

مع ذلك، فلم يكن الربح كله بالضرورة لحماس. فلم تفت سخرية التدفق- الحرفي-  للفلسطينيين من غزة بعض المراقبين العرب. في الايام الخيرة، قام كل من عبد الرجمن الراشد، مدير تلفزيون العربية، وطارق الحميد، مدير تحرير الشرق الاوسط، قام كل منهما بلفت الانتباه الى اخفاقات حكم حماس، والى اللامنطقية التامة  لسياسة اطلاق الصواريخ، والتي تكلف الفلسطينيين ثمنا غاليا؛ والى لا مبالاة حماس المريع بمعاناة الفلسطينيين في غزة.

ربما تكون حماس قد احرزت فعلا ميزة بعض العلاقات العامة بهدمها للجدار الذي يفصل غزة عن سيناء، وربما تكون على الارجح قد اكتسبت قوة ضد كل من مصر والسلطة الفلسطينية. ولكن ضعفها الاساسي لا يزال باقيا. والسؤال الان هو كيف يمكن ضمان ان لا تؤدي رغبة مصر في السيطرة على حدودها مرة اخرى الى تعزيز حماس في صراعها مع السلطة الفلسطينية..

وتصر حماس فعلا على ان يتم استبدال تدابير الحدود القديمة باخرى تشارك فيها حماس مصر بالسيطرة، دون مشاركة مراقبين من الاتحاد الاوروبي وبدون امكانية اسرائيل الابقاء على على مراقبتها الخارجية. الاخبار الجيدة هي ان مصر لم تقبل حتى الان؛ ففي الوقت الذي تدعو فيه الى تفاهمات بين السلطة الفلسطينية وحماس فيبدو انها تتقبل كذلك  – حتى الان على الاقل- ان السلطة الفلسطينية ينبغي ان تكون متواجدة في معابر الحدود، وان على مراقبي الاتحاد الاوروبي الاحتفاظ بتواجدهم. اضافة الى ذلك فان مصر تظهر بعض القلق الحقيقي فعلا حول التاثيرات على امنها الداخلي مع وجود الثلم في الجدار؛ ليس ان مصر تمنع اعادة التخزين من مخازن  في العريش ورفح واعادة بناء السور، ولكن الصحافة المصرية قد ذكرت كذلك انه قد تم اعتقال ثلاثة الاف فلسطيني، مع بعضهم اسلحة ومتفجرات، في اماكن مثل مدينة السويس و قد انتقلوا بعيدا عن الحدود... مما يشير الى ان النظام يريد ان يرى الشعب ان الفلسطينيين يتسببون بمشاكل امنية لمصر.    

مع ذلك ،فان اعادة اغلاق الحدود هي اولى اولويات مصر، ولا ينبغي ان تتم المقايضة به في مقابل دور اكبر لحماس على الحدود.ان على ادارة بوش ان تقوم بما هو اكثر من مجرد التذكير العلني لمصر بان لديها مسؤوليات. بشكل خاص، فانها بحاجة الى توضيح ان الولايات المتحدة ستراقب عن كثب وستعتبر مصر مسؤولة. على نحو مشابه  فإننا في حاجة الى التاكيد على ان الطريقة التي يتناول بها المصريون قضاياهم سيكون لها تاثير على ما اذا كانت عملية سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين ممكنة التحقق. بعد كل شيء، فان مصر قدمت تعهدات لاسرائيل لدى انسحابها من غزة. ان هذه التعهدات بخصوص التهريب والحدود لم يتم الوفاء بها؛ واذا ما وجدت مصر الان طريقة للسماح لحماس لاحراز سلطة اكبر بكثير على الحدود والقبول بقدرة حماس على احضار من وما تريد الى غزة، فان اسرائيل لن  تواجه تهديدا اكبر وحسب ولكنها ستستنتج ان التعهدات التي يقدمها  الاخرون على الصعيد الامني هي بمثابة تربو قليلا على الشعارات.

ينبغي ان يذكر كل هذا الادارة ان ما تراهن عليه في المساعدة لادارة نتائج المناقشات المصرية، و حماس، والسلطة الفلسطينية الجارية الان هو بالغ الاهمية. فلا ينبغي لها ان تكون مراقبا سلبيا ينتظر ان يتم اعلامه. بل عليها ان تحدد النتائج التي تعتبر مقبولة وان تنسق كذلك مع عباس بشكل وثيق. وان عليها ان تفعل ذلك مع وجود  مقاربة سياسية اوسع في الذهن- مقاربة قد تتفهم الازمة الحالية وتخرج مقاربة افضل تجاه غزة

ما هي العناصر الرئيسية لمقاربة كهذه؟ اولا، الموافقة على ان الهدف هو جعل السلطة الفلسطينية تستانف مسؤوليتها في السيطرة على معبر رفح الحدودي مع مراقبين من مصر والاتحاد الاوروبي؛ ويريد عباس ان يتم مركزة حرسه الرئاسي في هذا المعبر وكذلك في نقاط العبور الاخرى من غزة الى اسرائيل. كما ان عليه  تقديم خطة عن عدد القوات التي يمكن نشرها، ومتى سيتم نشرها، وماذا سيكون دورها وكيف ستؤديه.

ثانيا، ينبغي على اسرائيل،في الظروف المناسبة،ان تتصرف بناء على التزام رئيس الوزراء اولمرت في المبدأ  بالسماح للسلطة الفلسطينية بادارة النقاط التي تربط غزة واسرائيل.لم يحدث شيء بعد، لان الجيش الاسرائيلي قد أثار تساؤلات  حول الكيفية التي تستطيع بها السلطة الفلسطينية ضمان ان لا تصبح نقاط العبور طرق انتقال لمهربي القنابل او المتفجرات وفي نفس الوقت ادارة نقطتي العبور عندما يكون لدى حماس نقاط تفتيش ضمن مسافة 100-200متر على كلا الجانبين. وقد رد عباس ورئيس الوزراء الفلسطيني فياض بالقول انهم سوف يحضرون اناسا من الخارج ذوي مصداقية لدى اسرائيل لفحص كل الحمولة والمواد التي تعبر الموقع. وقد قال فياض كذلك ان السلطة الفلسطينية ستدير الموقع دونما التفات الى حماس، تاركين لحماس اما ان تسمح لتدبير كهذا  ان يعمل او ان تصبح مسؤولة عن فشله. وفي حين انه قد يكون من المجدي اختبار هذا الاقتراح، فان من الصعب تصديق ان قوات السلطة الفلسطينية وهي على بعد بضعة امتار من  ميليشيا حماس المسلحة لن تشعر بالحاجة الى التنسيق معها بطريقة ما. عدا عن ذلك، فسيكون للسلطة الفلسطينية الفضل في جعل التجارة ممكنة.

ثالثا، مع الاعتراف بان على السلطة الفلسطينية التنسيق مع حماس على الارجح ، فان على اسرائيل ان تربط ما بين موافقتها على ادارة السلطة الفلسطينية لمعابر الحدود بتوقف حماس عن اطلاق جميع الصواريخ و مدافع الهاون. بغير ذلك ، فسيكون السماح للسلطة الفلسطينية بادارة المعابر بغير فائدة. فمن المؤكد على الاغلب انه اذا استمر اطلاق الصواريخ فستقوم اسرائيل بشن غارات للتعامل معها وسيؤدي ذلك دوما الى اغلاق نقاط العبور اما لان  الاسرائيليين سيقومون بذلك او لان حماس قد تطلق عليهم ردا على الغارات .اخيرا، فلن يكون من العملي اعادة فتح نقاط العبور تحت ادارة السلطة الفلسطينية اذا لم تتقبل حماس ان عليها ان تتوقف عن اطلاق الصواريخ. هل ستفكر حماس في القيام بذلك؟ من المرجح ان يتوقف الاسرائيليون عن استهداف مسؤولي حماس فيما لو توقف اطلاق الصواريخ. اضافة الى ذلك ، فان حماس تتعرض للضغط من قبل القطاع الخاص في غزة لجعل التجارة ممكنة. لذا فانها قد تقوم بذلك.

اخيرا، فان اسرائيل في حاجة الى تبني موقف مختلف تجاه غزة.فمحاولتها للتلاعب بامدادات الكهرباء، والطاقة ،والماء كطريقة للضغط على حماس لم تنجح؛والاسوا انها ركزت الانتباه على سلوك اسرائيل، لا على اطلاق حماس الصواريخ على اسرائيل. على اسرائيل الان ان تصرح علنيا انها لن تعاقب الشعب الفلسطيني في غزة ولذلك فانها لن تحدث خللا في امدادات الكهرباء او الماء. ولكن على اسرائيل ان توضح كذلك انها لا يمكن ان يتوقع منها ان تكون مسؤولة عن توفير الكهرباء والماء لاولئك الذين يحاولون قتل الاسرائيليين كمادة يومية. ولن يقبل اي كان في المجتمع الدولي وضعا كهذا.وفي هذه الحال، ستعطي اسرئيل المجتمع الدولي مدة ست او حتى تسع اشهر لايجاد بدائل للامداد الصادر من اسرائيل وعند هذا الحد لن تزود اسرائيل الفلسطينيين  بوقودهم ، او طعامهم، او كهربائهم اكثر من ذلك.

سيعيد هذا القاء اللوم و المسؤولية للحياة في غزة على حماس. وسيتطلب من المجتمع الدولي وضع ضغط اكبر بكثير على حماس لتتصرف بمسؤولية ولتجعل من الممكن للعالم الخارجي الوفاء باحتياجات الفلسطينيين في غزة. وفي حين ان الازمة الحالية هي بالتاكيد غير مرحب بها، فان مهمة فن الحكم الان هي تغيير القوى المحركة في غزة..وليس بطريقة تساعف حماس.

*دنيس روس مستشار و زميل كبير ومميز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى ومؤلف : فن الحكم: وكيفية استعادة مكانة امريكا في العالم.

اقرأ هذه الافتتاحية في ال نيو ريببلك اون لاين.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ