ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
في
النهاية فان الحداثة يجب أن
تعزز من حقوق الإنسان بقلم:
يوشكا فيشر*
دايلي
ستار 5/3/2008 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي قبل قرنين من الزمان
قامت الثورتان الفرنسية و
الأمريكية بتوليد مفهوم
القانون الطبيعي لحقوق الإنسان
الذي لا يقبل التغيير. و على كل
حال فقد استغرق الأمر حوالي
قرنين من الحروب و الكوارث
السياسية و الاجتماعية و تصفية
الاستعمار قبل أن تصبح هذه
الفكرة مقبولة عالمياً , على
الأقل بشكل نظري. في بداية الأمر كانت
فكرة حقوق الإنسان محددة
بالسياسات المحلية. و في
العلاقات الدولية و السلطة و
انعدام الحقوق و الأمر الوحيد
الذي استمر مهماً هو أن المفهوم
التقليدي لسيادة الدولة كان
يركز بشكل كبير على السلطة, أو
بالأحرى السيطرة على الناس و
الأراضي و حماية نفوذ الدولة
بغض النظر عما اذا كان تنفيذ هذه
الأمور كان يتم بطريقة متحضرة
أو و حشية أو بطريقة ديمقراطية
أو استبدادية. ً. وقد كانت محكمة
نورينبرغ التي أعدت لمحاكمة
مجرمي الحرب الألمان بعد الحرب
العالمية الثانية أول تغيير مهم
في فهم العالم لمفهوم السيادة. و
للمرة الأولى خضعت قيادة رسمية
للمحاكمة بسبب الجرائم التي
ارتكبتها, حيث تم تقديم ممثليها
و تابعيها الى العدالة. ان محكمة نوريبنبرع و
بالتوازي معها انشاء الأمم
المتحدة و إعلانها العالمي
لحقوق الإنسان كانت مؤشرات
لتزايد أهمية القانون في
العلاقات الدولية. فالسيادة لم
تعد تعتمد على القوة فقط و لكنها
أصبحت تستند وبشكل متزايد على
القانون و احترام حقوق
المواطنين. ولكن هذه العملية قد
جمدت بشكل كبير خلال العقود
الخمسة للحرب الباردة. و لكن
حقوق الإنسان و حكم القانون بدأ
بإعادة الظهور من جديد مع ظهور
السياسة الأوروبية الجديدة و
خصوصاً في بدايات مؤتمر هلسنكي
للأمن والتعاون الأوروبي و
استخدامه من قبل ادارة جيمي
كارتر الأمريكية, إضافة الى
قيام العديد من المحاميين غير
الحكوميين بالاحتجاج على
المعاملة التي يتعرض لها
المعارضون السوفييت. و الخطوة الكبيرة
التالية كانت ظهور مفهوم "
التدخل الإنساني" بعد عمليات
التطهير العرقي الذي جرى في
رواندا و البلقان في حقبة
التسعينات. و كنتيجة لذلك أصبح
القانون الدولي يعترف "بحق
الحماية" ضد الاستبداد
الحكومي و جرائم الدول ضد
شعوبها, و بالرغم من ذلك فان
موضوع التنفيذ بقي خاضعاً
للكثير من الشك. وفي النهاية فان نفس
التطور في السياسات و القانون
الدولي قاد الى انشاء محكمة
العدل الدولية. ومع إنشائها
الذي نتج عن خبرة طويلة و مخيفة
فان الفكرة الأساس للحداثة –
بأن قوة الدول و حكامها يجب أن
تكون خاضعة لسيادة قانون أعلى, و
عليها فان الحقوق الفردية أعلى
من سيادة الدولة-
قد اتخذت خطوات متقدمة الى
الأمام. ان هذا التطور لم يكن
أمراً عرضياً. ففي مواجهة
التحديات الاستبدادية و
الفاشية و الشيوعية في القرن
العشرين, أصبحت الولايات
المتحدة و أوروبا واعين بأن حكم
القانون منفصل عن السلطة و أن
الديمقراطية تحدد السياسة
الخارجية كما أنها تعني
الكثير من وجهة نظر الأمن
الدولي. و قد أثبتت
الديمقراطيات بأنها أكثر سلماً
و استقراراً من الأنظمة
التسلطية و الدكتاتورية. و لكن التقدم الذي
حصل أصبح مهدداً الى حد بعيد. ان
نهوض الصين و ارتفاع روسيا أشار
الى أنه ليس هناك أي بالضرورة
أية علاقة ما بين التقدم
الاقتصادي من جهة و الحداثة
السياسية و الثقافية من جهة
أخرى. و بالتحديد فان نجاح الصين
الاقتصادي المذهل يبدو أنه قد
أشار الى وجود بدائل استبدادية
فعالة للأفكار الغربية من
الحرية و الديمقراطية و حكم
القانون و اقتصاد السوق . في
الواقع فان تجربة الصين تشير
الى إمكانية وجود حداثة
انتقائية, مما يسمح للدول
بانتقاء و تطبيق تلك العناصر
التي تناسبها و تفضلها من
الحداثة و التكنولوجيا و
الاقتصاد و البنية التحتية و
المؤسسات السياسية و القيم. ولكن الحداثة
بالأسلوب الانتقائي ما هي الا
وهم. وفيها نسيان للتجربة التي
مر العالم بها في المنتصف الأول
من القرن العشرين, عندما تمت
تجربة الحداثة الاستبدادية في
كل من ألمانيا و روسيا مما أدى
الى نتائج كارثية معروفة. على الأجل المتوسط
فان الحداثة غير قابلة للانقسام
و يجب أن تختارها جميعها أو
تتركها جميعها. ان التغييرات
التكنولوجية و الاجتماعية
العميقة و التي تطلقها قوى
الحداثة تؤدي الى خلق توترات
لا يمكن أن يتم حلها في
النهاية دون ردود معيارية و
مؤسساتية مناسبة.
ان روسيا و الصين لا
تشكلان استثناء هذه الأيام. ان
أعراض مرض الحداثة الانتقائية
ظاهرة في كلا البلدين على شكل
فساد واضح للعيان. فالصين على
سبيل المثال تواجه صعوبات كبيرة
في التصدير بسبب السيطرة
الناقصة على أمان منتجاتها وهو
الأمر الذي نتج وبشكل كبير عن
وجود الفساد. ودون الالتزام
بالصحافة الحرة و النظام
القضائي الحر فان هذه الصعوبات
سوف تزداد شيئا فشيئا. وقبل أن يفوت الأوان
فان حداثة روسيا الانتقائية يجب
أن تسمح لحكم القانون و الفصل
بين السلطات أو أن الدولة سوف
تبقى معتمدة على أسعار الغاز و
النفط و ستغرق في صراع وحشي على
السلطة و النفوذ و النقود. علاوة
على ذلك فانه لا إيداعات النفط و
الغاز و لا السياسات
الامبريالية سوف توقف من انحدار
روسيا. ودون تفعيل المؤسسات
الديمقراطية فان محاولة روسيا
الثانية للوصول الى الحداثة
الانتقائية سوف تفشل بشكل مؤكد
كما تجسد ذلك بشكل واضح من قبل
مع الاتحاد السوفيتي. في العالم المعولم في
القرن ال 21 و الذي تنتشر في فيه
الأزمات كالنار في الهشيم, فان
الحداثة الانتقائية و التي
تعتمد على إخماد الصراعات و
التوترات التي تولدها الحداثة
أمر شديد الخطورة. في الواقع و
بينما كانت
التهديدات الكبرى
للسلام تأتي
من التنافس السياسي و
الاقتصادي فان هذه التهديدات
آتية حالياً و بنحو متزايد من
التفكك السياسي و الاجتماعي
للدول المستقرة ومن الهبوط في
أنظمتهم المؤسساتية و
المعيارية إضافة الى
الأيدلوجيات الاستبدادية
الجديدة. و لهذا فان التعارض
ما بين ما يدعى بالحقائق و
المثاليات في السياسة الخارجية
و ما بين القوة الصعبة والقوة
الناعمة هي أمور اتضح أنها
أصبحت من الماضي. ومن أجل التأكد
فان الدول لا زالت تتبع
السياسات الموجهة نحو المصالح
الذاتية. و لكن مثل هذه السياسات
سوف تكون أقل قدرة في ضمان
السلام والاستقرار في المستقبل.
في القرن ال 21 فان حقوق الإنسان
و الأمن سوف يكونان متشابكين و
مرتبطين مع بعضهما.
وهذا هو الحال مع معطيات
العولمة التي تصبح فيها
الاعتمادية المتبادلة ما بين 6.5
بليون شخص في العالم ضمن اقتصاد
عالمي و احد و نظام الدول
المتعددة. *يوشكا
فيشر : وزير الخارجية الألماني و
نائب المستشار الألماني ما بين
1998-2005. 3 Eventually, modernization
must enhance human rights By
Joschka Fischer Commentary
by Two
centuries ago the American and French revolutions
brought forth the natural law concept of inalienable
human rights. However, it took nearly two centuries of
wars, political and social disasters, and decolonization
before this idea became globally accepted, at least in
theory.
In
the beginning, the idea of human rights was limited to
domestic politics. In international relations, power,
not right, continued to be the only thing that mattered:
The traditional concept of state sovereignty focused
exclusively on power - in other words on control over
people and territory - and protected the state's
authority, regardless of whether its enforcement was
civilized or brutal, democratic or authoritarian.
The
Nuremberg Trials of the German war criminals after World
War II marked the first important change in the world's
understanding of the concept of sovereignty. For the
first time, an entire state leadership was put on trial
for its crimes, as its representatives and henchmen were
brought to justice.
The
Nuremberg Trials and, in parallel, the creation of the
United Nations and its Universal Declaration of Human
Rights, signaled the growing importance of law in
international relations. Sovereignty was no longer based
solely on power, but increasingly on law and respect for
the rights of citizens.
This
process was largely frozen during the five decades of
the Cold War. But human rights and the rule of law began
to re-emerge as a theme of Western policy, especially in
the wake of the Helsinki Conference on European Security
and Cooperation and its use by the American
administration of President Jimmy Carter, as well as by
numerous non-governmental advocates protesting the
treatment of Soviet dissidents.
The
next big step was the emergence of the concept of
humanitarian intervention after the genocide in Finally,
the same developments in politics and international law
led to the creation of the International Court of
Justice. With its establishment, resulting from long and
terrible experience, the basic idea of modernity - that
the power of states and their rulers should be subject
to the rule of higher law, thus placing individual
rights above state sovereignty - has taken a great step
forward.
This
development was anything but accidental. In the face of
the totalitarian challenges of fascism and communism in
the 20th century, But
the progress achieved so far is again under threat. But
modernization a la carte is an illusion. Its proponents
forget the experience of the first half of the 20th
century, when authoritarian modernization was tried in
both In
the medium term, modernity is indivisible: you can have
all of it or none. The deep technological and social
changes unleashed by the forces of modernity create
tensions that, in the end, cannot be resolved without
appropriate normative and institutional responses. Before
too long, Russia's "managed" (read:
authoritarian) modernization will also have to allow for
the rule of law and a functioning separation of powers,
or the country will remain dependent on oil and gas
prices and mired in a brutal struggle for power,
influence, and money. Moreover, neither oil and gas
deposits nor imperialist policies will stop In
the globalized world of the 21st century, in which
crises in one part of the world spread like wildfire to
others, selective modernization, based on suppression of
the conflicts and tensions that modernization generates,
is likely to be even more dangerous. Indeed, while the
greatest threats to peace once came from power politics
and economic rivalry, they now increasingly derive from
the regional and global repercussions of the political
and social disintegration of stable countries, a decline
of their normative and institutional systems, and new
totalitarian ideologies.
This
is why the opposition between so-called
"realists" and "idealists" in
foreign policy, and between proponents of
"hard" and "soft" power, is proving
to be a thing of the past. To be sure, states still
follow traditional interest-oriented policies. But such
policies will be less and less able to guarantee peace
and stability in the future. In the 21st century, human
rights and security will be inextricably intertwined.
Such is the outcome of globalization - the mutual
dependence of 6.5 billion people in a single global
economy and system of states. http://www.dailystar.com.lb/article.asp?edition_id=1&categ_id=5&article_id=89533 ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |