ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
حقبة
دامية من تاريخ سوريا في رواية
ممنوعة بقلم:
روبرت ورث نيويورك
تايمز 12/4/2008 ترجمة
: قسم الترجمة في مركز الشرق
العربي الناس
لا زالوا يتحدثون عما جرى هنا في
فترة الثمانينات ويصفونها
بفترة الأحداث. لقد أدى الصراع
العسكري الدامي مع المسلحين
الإسلاميين الى مقتل ما يزيد عن
10000 شخص في مدينة حماة لوحدها
وأحدث صدمة كبيرة لا تحب
السلطات أن تسمع أي نقاش حولها. و هكذا
و عندما قرر "خالد خليفة"
أن يكتب عن هذا الموضوع في
روايته الأخيرة " مديح
الكراهية" فانه كان يعلم
تماما أنه كان يلامس موضوعا
محرما. ان الكتاب الذي أصدره و
الذي كان يتحدث عن قصة من الحب و
القتل امتدت من أفغانستان الى
اليمن الى سوريا منعت فورا
عندما نشرت في سوريا لأول مرة
عام 2006. و في
الشهر الماضي دخلت الرواية التي
أعيدت طباعتها في بيروت عام 2007
في الجائزة الدولية للرواية
العربية, و هي جائزة جديدة
استحدثت على طراز جائزة "بوكر
مان" البريطانية. و تترجم
الرواية الآن الى اللغة
الإنجليزية و الى العديد من
اللغات الأخرى. ان كل
هذا قد أعطى للسيد خليفة
المعروف أكثر بنصوصه
التلفزيونية شهرة جديدة كنجم
ساطع جديد في سماء الرواية
العربية, و صوت شعبي و نادر
الحصول خصوصا في مواضيع محرمة و
ممنوعة. يقول
السيد خليفة بضحكة عالية :" لو
فزت بالجائزة فانه سيكون لدى
النظام مشكلة كبيرة, أعتقد أن
وزير الثقافة تنفس الصعداء
عندما خسرت" . (لقد ذهبت
الجائزة الى
الروائي المصري بهاء طاهر). السيد
خليفة ذو الملامح الخشنة و الذي
يبلغ من العمر 44 عاما لديه أسلوب
ساخر فظ يغطي طموحاته الأدبية
الكبيرة. لقد كان السيد خليفة
يدخن و يشرب على طاولة مليئة
بالمغريات خلال المقابلة
الأخيرة معه التي جرت في نهاية
الليل في مطعم نينار المشهور
لدى الفنانين و المثقفين
السوريين و كانت الضحكات
العالية تقاطع أجوبته الطويلة. يقول
خليفة بأن الرواية استغرقت منه
حوالي 13 سنة لإتمامها, وهي تعادل
سنواته الأولى التي قضاها في
مدينة حلب. حيث شهد هناك الصراع
ما بين الإسلاميين و قوات الأمن
التابعة لحزب البعث العلماني
الحاكم في سوريا و التي تطورت
الى مراحل عنيفة جدا مع ثقافة
الإستئصال التي سيطرت على كلا
الطرفين. يقول
خليفة:" الأمر الرئيس الذي
أردت الوصول إليه هو الصراع ما
بين طرفين متطرفين, و أتذكر ذلك
الوقت الثقيل الذي مر حيث كانت
مشاعر الموت تسيطر على المدينة
بأكملها. لقد كان الرجال
المسلحون يحاصرونك و كانوا
متفقين على أمر واحد ألا وهو أنه
اذا لم تكن معنا فأنت ضدنا". و مع أن
الرواية ركزت على عائلة حلبية
واحدة, فانها شملت القصة الأكبر
للإسلام السياسي خلال العقود
الثلاثة الأخيرة. وقد ظهر بعض
الأشخاص الحقيقيين في الرواية
مثل "عبد الله عزام" قائد
الجهاد الأفغاني ضد الاتحاد
السوفيتي و
المعلم المخلص لأسامة بن لادن. ولكن
السيد خليفة يصر على أنه غير
مهتم بالواقعية الاجتماعية او
الرواية الخيالية. و أن
العقيدة الأيدلوجية أصابت
أعمال كثير من الكتاب العرب في
فترة الستينات و السبعينات. و
يضيف بأن أهدافه الخاصة فنية
بحتة, و أن أبطاله هم ويليام
فولكنر و جبرائيل ماركيز.
لقد اختار أن يكتب حول "
الأحداث" ليس من اجل مسألة
سياسية بل من أجل أن يعطي حياة
فنية الى الحقائق الوحشية في
العالم الذي نشأ فيه. تقوم
شابة صغيرة بسرد رواية " مديح
الكراهية", و عنوان الرواية
جاء من ملاحظات سردتها حول
الطريقة التي تسربت بها
الكراهية من الشوارع الخارجية
الى حياتها الهادئة الخاصة : "
لقد تملكتني الكراهية. و قد
امتلأت بها, لقد شعرت أنها
تنقذني, لقد أعطتني شعورا
بالتفوق كنت أبحث عنه منذ زمن
بعيد". يقول
السيد خليفة أنه عرف أن الكتاب
يتخطى ما يعرف "بالخطوط الحمر"
في العالم العربي, و أنه كان
خائفا عندما جاء وقت نشر الكتاب.
و يضيف
أنها ليست المرة الأولى. ان
روايته الأخرى "مفكرات الغجر"
تضمنت مواد حول حزب البعث
السوري. وقد منعت لمدة 4 سنوات
ليس من قبل الحكومة بل من قبل
اتحاد الكتاب العرب الذي وكما
يقول خليفة وهو يتبسم ابتسامة
استخفاف "حاول أن يكون ملكيا
أكثر من الملك" ان
موضوع الرقابة يثير غضبا غير
محتشم لدى السيد خليفة. و قد
قال السيد خليفة مع ابتسامة غير
بريئة " ان منع الكتب أمر
اعتيادي بالنسبة لنا هنا, انه
أمر مضحك , وسخيف الى حد ما, ان
الأمور لا تجري كما في أوروبا,
آه ... أنا خاضع للمراقبة"
قالها و هو يضرب يديه بطريقة
ساخرة. ان الكتاب ليس جيدا لمجرد
انه منع فقط, كما يقول خليفة. ويضيف
خليفة :" هنا نحن نعرف الناس
الذين يعملون في مكتب الرقابة, و
بإمكانك أن تتصل معهم و تسألهم :
لماذا تخضعون كتابي للرقابة ؟ و
سوف يجيبونك لماذا تقوم أنت
بالكتابة عن هذا الموضوع ؟ " في
الحقيقة فان السيد خليفة أشار
الى أنه قام ببعض التسويات. ("
لا نريد أن نعيش خارج سوريا, و
نعرف كيف نتحاشاهم").
العلويون على سبيل المثال وهم
أقلية دينية تنتمي إليها عائلة
الأسد الحاكمة وصفوا في روايته
الأخيرة على أنهم
" سكان الجبل" و القائد
العسكري الذي يمثل شقيق الرئيس
الراحل حافظ الأسد لم يسمه في
الرواية. وقليلا
ما يأتي الكتاب على ذكر حماة, و
هي المدينة التي شهدت أخطر
المعارك بين الجيش السوري و
المسلحين الإسلاميين عام 1982.
وبدلا من ذلك فانه ركز كثيرا على
حلب, و التي أخذت نصيبها من
العنف خلال تلك السنوات. يقول
خليفة :" بالنسبة لي فان حلب
كانت المعركة الرئيسة, لأن
العنف هناك استمر فترة طويلة, و
ليس بين عشية وضحاها كما حصل في
حماة". ان
الشهرة الأدبية أمر جديد
بالنسبة للسيد خليفة. لقد أمضى
الكثير من عشرينيات عمره في بيت
أسرته المتوسطة في مدينة حلب, و
الوقت الذي كان يكتب فيه روايته
كان يبدأ من منتصف الليل و حتى
الساعة السادسة صباحا عندما
يكون البيت هادئ. لقد كانت
والدته تعطيه نقودا من أجل شراء
السجائر و القهوة كل يوم. ان
روايته الأولى "حارس الخداع"
لم تنشر حتى العام 1993 عندما كان
في سن الثلاثين. و بعد
أربع سنوات على ذلك بثت مسرحيته
التلفزيونية الأولى’ و قد
انتقل الى دمشق و حصل على شقته
الخاصة. و قد ابتدأ بكتابة أعمال
تلفزيونية كطريقة لكسب الأموال
(" في الواقع لقد احتجت الى
طريقة لأدفع ثمنا للكحول"),
ولكنه الآن أحد الكتاب الذين
ساعدوا مسلسلات التلفزيون
السوري على منافسة الأعمال
المصرية في شعبيتها على صعيد
العالم العربي. انه
يحاول التركيز على الرواية الآن,
و هو يقوم بالكتابة في فترة ما
بعد الظهر إما في البيت أو في
نادي الصحفيين. انه شخصية
معروفة جدا في مشهد دمشق الفني؛
وقد قام العديد من المرات في
المقابلة لتحية أصدقائه إما
بالعناق أو بالقبل المتبادلة في
نينار. ان
السيد خليفة غير متزوج (" أنا
محظوظ لذلك" كما يقول) و عندما
علق على جمال امرأة مرت من أمام
الطاولة امتعض المترجم منه و
نظر إليه نظرة قوية. و لكن
لحظة الطيش هذه تلاشت عندما عاد
السيد خليفة الى موضوع الرواية. يقول
خليفة :" ان لسوريا تاريخا
طويلا كونها احتلت مكانة تجارية
عالمية؛ و التقاليد السورية هي
السماحة و التنوع, و هذا ما منع
النصر عن الإسلاميين في
الثمانينات". ان
العنف الذي ساد في تلك الفترة
أدى الى تقلص و تآكل هذه
التقاليد, كما يقول, و صبغ
المجتمع كله بصبغة التعصب و
الوحشية. يقول خليفة " لم نشهد
مثل هذه الانتكاسة منذ 1000 سنة, و
على الرغم من أن جماعة الاخوان
المسلمين و هي المجموعة التي
قادت التمرد المسلح في
الثمانينات منعت الا أن
الأصولية الاسلامية تنمو و
تتسلل الى مجتمعنا خصوصا بين
الشباب". و يضيف
بلهجة حزينة:" كل هذا أدى
الى حدوث ضرر كبير للمجتمع
السوري, و اذا حدث الآن ما حدث في
الثمانينات مرة أخرى, فأعتقد أن
الإسلاميين سوف يحققون النصر".
A
Bloody Era of Syria’s History Informs a Writer’s Banned
Novel By
ROBERT F. WORTH Published:
PEOPLE
still talk about what happened here in the 1980s as
“the Events,” as if they were too awful to describe.
The Syrian military’s bloody struggle with militant
Islamists left at least 10,000 dead in the city of So
when Khaled Khalifa decided to write about it in his
latest novel, “In Praise of Hatred,” he knew he was
touching a taboo subject. The book, a Balzacian tale
full of romance and murder that ranges from Last
month, the novel, republished in All
that has given Mr. Khalifa, who is better known here for
his television screenplays, a new prominence as one of
the rising stars of Arab fiction, and a rare public
voice on a largely forbidden topic. “If I had won the Booker, the regime would have had a
huge problem,” he said with a barrel-chested laugh.
“I think the culture minister breathed a big sigh when
I lost.” (The top prize went to an Egyptian novelist,
Bahaa Taher, the éminence grise of Arab letters.) A
bearish man with a boiling corona of steel-gray hair,
Mr. Khalifa, 44, has a clownish humor that undercuts his
large literary ambitions. He smoked, drank and plowed
through a table full of appetizers during a late-night
interview at Ninar, a THE
novel, he said, took him 13 years to write, and draws on
his early years growing up in “The main thing I wanted to get at was the struggle of
two fundamentalisms,” he said. “I remember that
heaviness, that feeling of death dominating the whole
city. You were always surrounded by armed men who agreed
on only one thing: If you’re not with us, you’re
against us.” Although
the novel is centered on a single But
Mr. Khalifa insists he has no interest in social realism
or didactic fiction. Political ideology infected the
work of too many Arab writers in the 1960s and ’70s,
he said. His own aims are purely aesthetic, and his
heroes are William Faulkner and Gabriel García Márquez.
He chose to write about “the Events” not to make a
political point, but to give artistic life to the
increasingly brutal realities of the world he grew up in. “In Praise of Hatred” is
narrated by a young woman, and its title comes from an
observation she makes about the way hatred filters from
the violent streets outside into her own quiet life:
“Hatred possessed me. I was excited by it, I felt it
was saving me; it gave me a sense of superiority I had
been seeking for a long time.” Mr.
Khalifa said he knew the book was crossing what are
universally called “red lines” in the Arab world,
and he was frightened when it came time to publish. Not
for the first time, he added. His second novel, “The
Gypsy Notebooks,” includes material about The
subject of censorship provokes an irreverent outburst
from Mr. Khalifa. “Banning books is normal
for us here, it’s funny, even a little absurd,” he
said with an impish smile. “It’s not like “Here, we know people in the censorship office,” he
went on, laughing, in phrases studded with profanity.
“So you might call them: ‘Why the hell did you
censor my book?’ And he’ll respond, ‘Why the hell
did you have to write about this?’
” In
fact, Mr. Khalifa hints that he has made some
compromises. (“We don’t want to live outside The
book also scarcely mentions “For me, Aleppo was the main struggle, because the
violence there happened over a long period of time, not
overnight, like in Hama,” he said. Literary
celebrity is new to Mr. Khalifa. He spent much of his
20s living in his middle-class family’s home in Four
years later his first television screenplay was
broadcast, and he moved to HE
tries to focus on fiction now, writing all afternoon at
home or at the Journalists’ Club, a local hangout. He
is a well-known figure in the He
is not married (“I have been lucky,” he said) and
when he commented on the beauty of a woman passing the
table, a translator tut-tutted him, drawing a big
Falstaffian grin in response. But
the frivolity dropped when Mr. Khalifa returned to the
subject of his novel. “Syria has a long history as a cosmopolitan and
commercial place; its traditions are tolerant and
diverse,” he said. “This is what prevented the
victory of the Islamists in the 1980s.” The
violence of that period eroded those traditions, he
said, tincturing the whole society with intolerance and
brutality. “We haven’t had a setback like this in
1,000 years,” he added. And though the Muslim
Brotherhood, the group that led the armed rebellion in
the 80s, is banned, Islamic fundamentalism “has grown
and penetrated our society, especially among the young.” “All this has harmed Syrian society so much,” he said
sadly. “If what happened in the 1980s were to happen
again, I think the Islamists would win.” http://www.nytimes.com/2008/04/12/world/middleeast/ 12khalifa.html?_r=1&pagewanted=2&ref=world&oref=slogin ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |