ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 03/05/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لأجل إسرائيل ، يتوجب على اليهود الاميركيين المعتدلين أن يجدوا صوتهم

جيريمي بن-عامي*

نيويورك – انتقل "حل الدولتين"، خلال بضع سنوات قصيرة، من نهاية مفترضة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني إلى أمل ما فتيء يزداد بعداً. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بنفسه إنه في غياب صفقة كهذه "فإن دولة إسرائيل سوف تنتهي".

 

ويحذر إسرائيليون بارزون بالعشرات وبجدّية: نافذة حل الدولتين آخذة في الانغلاق، واحتمالات إسرائيل في أن تعيش فترة 60 سنة أخرى أكثر أمناً تتضاءل باستمرار.

 

بينما تقرع أجراس الإنذار هذه، قد يتوقع المرء من الأميركيين الذين يساندون إسرائيل أن يضغطوا باتجاه عمل أميركي شجاع فوري. يندر أن يتقاعس أنصار إسرائيل في الولايات المتحدة في المطالبة بعمل فوري عندما تواجه إسرائيل تهديدات جدية لأمنها ووجودها.

 

إلا أن السياسة الأميركية تتحرك في عالم موازٍ منفصل عندما يعود الأمر إلى الشرق الأوسط. هنا، لا يتطلب كونك مسانداً لإسرائيل سوى النطق بكلام مكتوب كرؤوس أقلام حول الدعم المحموم لإسرائيل والعلاقة الأميركية الإسرائيلية الخاصة والرابط المشترك في الحرب على الإرهاب.

 

من أجل إسرائيل والولايات المتحدة والعالم، حان الوقت للطرح السياسي الأميركي أن يعيد التواصل مع الواقع. تحتاج أصوات المنطق لأن تعيد تحقيق ما يعنيه كونك من أنصار إسرائيل وأن ترسخ في الطرح السياسي الأميركي أن مصالح إسرائيل الأمنية الجوهرية هي تحقيق حل الدولتين المتفاوض عليه وتحديد الحدود الدولية المعترف للدولة للمرة الأخيرة.

 

ليس هذا بالنسبة لي مجرد قضية مطلقة في السياسة أو السياسة العامة. إنه منغرس في تاريخ أسرتي والبحث الذي طال منذ أجيال عن الأمن والوطن للشعب اليهودي.

 

وصل أجدادي إلى يافا قبل مائة وخمس وعشرين سنة بعد رحلة طويلة متعبة مما يعرف اليوم ببيلاروس، في ما يعرف "بالعودة الأولى". ساعدوا في إنشاء بتاح تكفا أولى المستوطنات الناجحة في فلسطين.

 

أصبح جدي وجدتي من مؤسسي مدينة تل أبيب، وتقول قصص العائلة إن والدي كان أول صبي يولد في المدينة. وقد عمل والدي، الأصولي الصارم، مع زئيف جابوتنسكي ومناحم بيغن وغيرهما من أبطال اليمين في النضال من أجل إنشاء دولة إسرائيل.

 

أُرسل إلى الخارج قبل واثناء الحرب العالمية الثانية، وتفاوض مع أدولف إيخمان، سفاح هتلر، حول دفعات لتهريب اليهود إلى خارج أوروبا، وتناوش مع الزعماء الأميركيين للحث على عمل أميركي أكبر لإنقاذ اليهود من الفناء. بعد الحرب العالمية الثانية أصبح المدير التنفيذي للرابطة الأميركية لفلسطين الحرة، وأخذ بجمع الأموال لتهريب البنادق لجنود الأرغون الذين كانوا يحاربون البريطانيين.

 

عشت أنا بنفسي في القدس وتعرضت عن كثب للإرهاب على شوارعها. خلال الأجيال القليلة الماضية، عانت أسرتي ونجت من معسكرات اعتقال القياصرة وغرف الغاز النازية والحروب مع جيران إسرائيل من العرب.

 

أقول بثقة، بميراث كهذا، إن ما يعتبر اليوم سياسات مساندة لإسرائيل في الولايات المتحدة لا يخدم أفضل مصالح الشعوب أو الدول التي عاشت أسرتي فيها وماتت من أجلها. من هذا الواقع، أقف بشدة إلى جانب أجزاء كبيرة من اليهود الإسرائيليين والأميركيين.

 

لسبب ما، أصبح الإعراب عن معارضة التوسع الاستيطاني، أو دعم الدبلوماسية الأميركية النشطة والحوار مع سوريا أو التقارب من إيران، من قبل الناشطين أو السياسيين الأميركيين، عملاً تخريبياً أو متطرفاً يؤدي إلى تسلم رسائل إلكترونية حاقدة تقطر سماً، ومكاناً بارزاً على قوائم كارهي إسرائيل وأعداء السامية. بالنسبة لهؤلاء سيئي الحظ بشكل خاص يؤدي ذلك إلى هجمات علنية وشخصية على أسرهم وتراثهم.

 

كفى.

 

تجري في بدايات القرن الحادي والعشرين إعادة كتابة قوانين السياسة، وأصبحت الآراء السياسية المستقيمة التقليدية مفتوحة بوضوح لتحديات كانت في الماضي غير ممكنة ولا يتصورها أحد.

 

لقد حان الوقت لأن يتحدى اليهود الأميركيون المناصرون لإسرائيل من التيار الرئيس المنطقي الواسع وحلفاؤهم هؤلاء على اليمين الذين يدعون أنهم يتحدثون نيابة عن جميع اليهود الأميركيين في الحوار الوطني حول إسرائيل والشرق الأوسط، والذين، من خلال استخدام الخوف والترهيب، قطعوا أي حوار حول الموضوع.

 

تعتبر حركة سياسة جديدة ضرورة ليس فقط لإسرائيل وإنما بقلب وروح الجالية اليهودية الأميركية. نحن جالية تقدمية بشكل عام، من بين الجاليات الأكثر ليبرالية في الولايات المتحدة. كنا عبر عقود من الزمان في مقدمة العديد من قضايا الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية. يعتبر العديد منا وبفخر ذلك الإرث على أنه حجر زاوية أساسي لمكانة اليهود في التاريخ الأميركي.

 

ولكننا تحولنا ببطء في السنوات الأخيرة. أصبح بعض زعماء جاليتنا، باسم حماية إسرائيل، مرتبطين بالمحافظين الجدد، الذين أتوا إلينا بالحرب في العراق، وهم يسعون الآن لأن يمددوا ذلك النجاح المزعج إلى إيران، حتى بينما يعارض غالبية اليهود الأميركيين الحرب في العراق والعمل العسكري في إيران.

 

أنشأ بعض زعمائنا صداقات سريعة مع المسيحيين الصهيونيين من أقصى اليمين الذين يفرضون "أمسيات لتكريم إسرائيل" في مؤسساتنا الاجتماعية المحلية. إلا أن العديد من هؤلاء هم أناس نختلف معهم بعمق حول قيم ومعتقدات عزيزة على قلوب جاليتنا، ويحملون وجهات نظر مزعجة حول مكانة الشعب اليهودي على المدى البعيد في مخططاتهم للخلاص والانعتاق.

 

قامت منظمات مساندة إسرائيل وغيرها من الجمعيات السياسية، باسمنا، بتبني شخصيات يمينية متطرفة في الساحة السياسية الأميركية، مثل ريك سانتوروم وترنت لوت وتوم ديلاي وجورج بوش، تحت واجهة أنها مساندة لإسرائيل.

 

يُنظر إلى هذه الأصوات في واشنطن اليوم على أنها تتحدث باسم الجالية اليهودية الأميركية بأكملها. ولكنهم لا يتحدثون باسمي. وأنا لا أعتقد أنهم يتحدثون باسم غالبية اليهود الأميركيين الذين عشت وعملت معهم.

 

أنا أساند إسرائيل. يحفر تاريخ أسرتي في قلبي أن الشعب اليهودي يحتاج لوطن ويستحقه. وأنا أعلم أنه يتوجب على هذا الوطن أن يكون قوياً وآمناً، وأن رابطاً عميقاً بين إسرائيل وأمريكا هو أمر أساسي من أجل وجودها.

 

إلا أنني أريد من هؤلاء في إسرائيل، الذين يقولون إننا نقترب بسرعة من نقطة اللاعودة، والتي سيكون من المستحيل بعدها تأمين مستقبل إسرائيل كوطن يهودي ديمقراطي، كما تصورها والدي، الأرغوني، وجدّاه الرواد الصهيونيان الإشتراكيان. الحل الفوري المتفاوض عليه للنزاع هو ببساطة ضرورة وجودية، ووقت الوصول إليه آخذ بالانتهاء.

 

أعلم في قرارة نفسي كذلك أن هذه ليس مجرد قضية بقاء. ما هي الصورة التي ستبرز عنا، عندما نفشل في لحظة نادرة من تاريخنا كجالية وبعد تحقيق النجاح والقبول والسلطة، في العمل حسب القيم والمثل التي ورثناها عبر آلاف السنين عندما كنا نحن المنبوذين والأقلية وعديمي القوة؟

 

هذه العوامل جميعها، الواقعية والأمن والعدالة، تتطلب من اليهود الأميركيين المعتدلين أن يعملوا. علينا أن نكرس بشجاعة وإصرار أنه لا شيء أكثر مساندة لإسرائيل من الضغط باتجاه عمل فوري ومستدام له معنى لإنهاء النزاع بين إسرائيل وجيرانها.

 

وهذا يتطلب تغييراً درامياً في دينامية الحوار حول إسرائيل في الجالية اليهودية الأميركية وفي الجسم السياسي الأميركي. إنه يتطلب نهاية للشعارات المبسطة وإطلاق الصفات التي تغلق بفعالية النقاش والحوار في جالية لا يعرف عنها الخجل والتراجع في التعبير عن آرائها.

يتطلب مني تاريخي أن أقول ذلك. يتطلب مستقبلنا ومستقبل إسرائيل منا أن نتصرف.

---------------------------

* جيريمي بن عامي هو المدير التنفيذي لـِ J Street و J Street PAC. ظهر هذا المقال للمرة الأولى في الـ Forward، صحيفة أمريكا الوطنية اليهودية.

تقوم خدمة Common Ground الإخبارية بتوزيع هذا المقال الذي يمكن الحصول عليه من الموقع www.commongroundnews.org

مصدر المقال: Forward، 15 نيسان/إبريل 2008

www.forward.com

تم الحصول على حقوق نشر هذا المقال.

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ