ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
إعادة
تعريف الشراكة الأميركية
الباكستانية عارف
رفيق* غرينفيل،
نيويورك – لم تكن الحاجة لإعادة
تعريف سياستنا مع الباكستان،
وهي دولة تملك أسلحة نووية في
الخط الأمامي في الحرب على
الإرهاب، أكبر مما هي عليه الآن.
وتوجد الآن فرصة كبيرة لعمل ذلك. وجّه
الديمقراطيون في مجلس الشيوخ
الأميركي رسالة إلى الرسالة
جورج دبليو بوش هذا الشهر
يحثونه فيها على "بدء علاقة
جديدة مع الباكستان اعتماداً
على التعاون مع المؤسسات وليس
الأفراد، ودعم عزيمة الشعب
الباكستاني كما تم التبعير عنه
في انتخابات الثامن عشر من شباط/فبراير. كانت
الروابط بين الولايات المتحدة
والباكتسان في أقوى حالاتها
بوجود جمهوري في البيت الأبيض
وجنرال من الجيش في السلطة في
إسلام أباد، وتنتهي النية
السياسية الحسنة عادة عندما
يبدأ الديمقراطيون بالحكم في
واشنطن ويتسلم ممثلون
ديمقراطيون زمام الحكم في إسلام
أباد. طالما كانت تلك قصة
العلاقات الأميركية
الباكستانية المتأرجحة منذ
خمسينات القرن الماضي. يستطيع
الديمقراطيون الأميركيون كسر
هذه الدائرة من خلال دعم
الحكومة المدنية الجديدة في
إسلام أباد أثناء هذه الفترة
التحولية التي يجري فيها تجديد
الديمقراطية والوطنية. ولكن
يتوجب على إدارة الرئيس بوش أن
تتصرف بالمثل. لقد أثبتت سياسة
الاعتماد بشدة على جنرال واحد (وهو
برفيز مشرف في هذه الحالة) قصر
النظر. ما نحن بحاجة إليه الآن
لتحقيق مصالح متبادلة طويلة
الأمد هو روابط قوية مع شعب وأمة
ودولة الباكستان. قد
يتسبب الفشل في القيام بذلك في
الشهور المتبقية من إدارة بوش
بضرر لا يمكن إصلاحه لعلاقتنا
مع الباكستان. في باكستان
الديمقراطية سوف يكون صنع
القرار أقل مركزية وأكثر
تمثيلية للرأي العام. ولكن
الإدارة الأميركية الحالية
تتصرف من طرف واحد وبشكل متزايد
في مناطق الباكستان القبلية وقد
حاولت بعدوانية ضمان وجود حكومة
مطواعة في إسلام أباد. وهكذا،
تكمن في خضم الفرصة للروابط بين
الولايات المتحدة والباكستان
لتنمو بذور انحلالها. التعاون
الثنائي المستدام هو في مصلحة
البلدين ويحتاج لأن يتم ضمانه.
ويتطلب هذا إعادة تشكيل الشراكة
الأميركية الباكستانية كشراكة
بين ديمقراطيتين سياديتين. حتى
يتسنى تحقيق ذلك، فيما يلي أربع
توصيات لصانعي السياسة
الأميركيين: 1) لا
تتدخلوا في السياسة الداخلية
للباكستان. لقد حاولت واشنطن
تجميع تحالف حكومي حسب رغبتها،
يستثني ثاني أكبر حزب باكستاني،
رابطة باكستان الإسلامية
برئاسة نواز شريف. أعطى هذا
التوجه نتائج عكسية، مكافئاً
هؤلاء الذين يعتبرون من
المعارضين للولايات المتحدة.
إذا استمرت واشنطن في المبالغة
في اتباع هذه السياسة فقد تجد
أحزاباً كهذه في الحكم، وقد تجد
نفسها دون أحزاب تتبعها في
إسلام أباد. 2)
أشركوا الشعب الباكستاني. إلا
أنه يتوجب على الولايات المتحدة
إسماع صوتها في الباكستان. يزور
المسؤولون الأميركيون
الباكستان أسبوعياً تقريباً،
ولكنهم نادراً ما يتحدثون إلى
وسائل الإعلام المحلية. يظهر
الجنرالات والدبلوماسيون
الأميركيون على محطة الجزيرة
العربية بشكل منتظم. ولكن
امتدادهم للتواصل مع الباكستان
نادر، ليس هناك مبرر لتجاهل
الوسائل الإعلامية
الباكستانية، واثنتان منها
باللغة الإنجليزية بشكل كامل (Dawn
News
و GEO
الإنجليزية). بدلاً
من عرض قضيتهم عل الشعب
الباكستاني يتعامل المسؤولون
الأميركيون مع نظرائهم
الباكستانيين خلف أبواب موصدة.
نتيجة لذلك يرى الباكستانيون
الولايات المتحدة ليس كصديق
وإنما كمستأسد على من هم أضعف
منه. أما الخير الذي تصنعه
الولايات المتحدة في
الباكستان، مثل تقديم منح
فولبرايت وتمويل مجموعات
المجتمع المدني فيذهب دون أن
يعطيه أحد حق قدره. 3)
اعملوا على توفير مردود معقول
للديمقراطية. قوبلت فترتا
الديمقراطية السابقتان في
الباكستان بتخفيضات ضخمة في
المعونة الأميركية الأمر الذي
ساعد على تعجيل نهايتهما في
الباكستان التي تفتقر إلى
الأموال. هذه المرة، يتوجب على
الولايات المتحدة الحفاظ على
معونتها العسكرية وأن تتبع
اقتراح السناتور جوزيف بايدن
مضاعفة المعونة العسكرية ثلاث
مرات إلى 1،5 مليار دولار. الباكستان
سوق بدأ يظهر رغم فقرها العميق.
إلا أن تحركها الاقتصادي لم
يوفر سوى القليل من فرص العمل.
يمكن لمعونة واشنطن أن تكون
فاعلة جداً في التنمية في
مجالات التعليم والبنية
الأساسية التنموية. كما أن
عليها أن تفكر جدياً باتفاقية
تجارة حرّة. تعاني صناعات
الباكستان الرئيسية – الزراعة
والمنسوجات – من أزمة حقيقية.
سوف تجعل إزالة المعوقات
التجارية الصادرات الباكستانية
أكثر تنافسية وتحفز نحو فرص
العمل وتربح قلوب الباكستانيين
بسهولة. 4) قد
تجبر عملية إنهاء التمرد
استبدال قوات الأمم المتحدة
وحلف الناتو بقوات من دول
إسلامية غير مجاورة مثل
إندونيسيا وتركيا. لم تبقَ أية
قوة محتلة فترة طويلة إلى هذه
الدرجة في أفغانستان. وصلت
علاقاتنا مع الباكستان مفترقاً
حاسماً. لدى الإدارة الأميركية
الحالية والقادمة والكونغرس
فرصة للتوصل إلى صفقة جديدة مع
الديمقراطية المسلمة حديثة
الولادة، والقوة النووية
والدولة المحورية في منطقة
حاسمة. لا نستطيع تحمل ضياع هذه
الفرصة. -------- *عارف
رفيق مستشار في السياسة
والاتصالات ومحرر المدونة
الباكستانية في السياسة (www.pakistanpolicy.com).
كُتِب
هذا المقال خصيصاً لخدمة Common
Ground
الإخبارية وظهر أصلاً في
الواشنطن بوست وبوست غلوبال
التابعة لنيوزويك. مصدر
المقال: خدمة Common
Ground
الإخبارية، 29 نيسان/إبريل 2008 تم
الحصول على حق نشر هذا المقال. ----------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |