ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأحد 11/05/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


خارج الرماد

بقلم : يوشكا فيشر

الجارديان 5/5/2008

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

لقد استطاعت سياسة جورج بوش المتعلقة بالشرق الأوسط تحقيق أمر واحد فقط ألا وهو : أنها استطاعت أن تزعزع المنطقة كليا.  ما عدا ذلك فان جميع النتائج لم تكن ما كانت تأمل الولايات المتحدة في تحقيقه. و الشرق الأوسط الديمقراطي الموالي للغرب ليس من ضمن الأوراق.

و لكن وفي الحين الذي لا تتطور فيه الأمور كما كان يريد المحافظون الأمريكيون, الا أنها تتطور بالرغم من ذلك. إن الفشل التاريخي المسمى " حرب العراق" و زوال القومية العربية العلمانية و أسعار النفط و الغاز المرتفعة كان لها تأثيرات كبيرة في المنطقة. من دمشق الى دبي و من تل أبيب الى طهران , الشرق الأوسط الجديد يظهر الآن.

لقد نشأ الشرق الأوسط القديم من هويات و حدود سياسية خلقتها القوى الاستعمارية الغربية بعد سقوط الدولة العثمانية عام 1918. وكانت قوة الشرق الأوسط الأيدلوجية حينها تتمثل في القومية العلمانية الأوروبية الملهمة, و التي ناضلت من أجل الحداثة السياسية و الاجتماعية من خلال  الإجراءات الحكومية المختلفة من الأعلى و الأسفل. ان هذا النوع من القومية أو "الاشتراكية العربية" وصل الى ذروته خلال الحرب الباردة حينما كان بمقدورها الاعتماد على الدعم العسكري و السياسي و الاقتصادي السوفيتي. .

 

لقد كانت نهاية هذه المرحلة مع نهاية الاتحاد السوفيتي, بسبب تحولها الى الاستبداد و الفساد وعدم وجود كفاءة في الأنظمة والدكتاتوريات التي قامت على أساسها. وقد أدى سقوط الاتحاد السوفيتي أيضا الى خلق أزمة عسكرية كبيرة في العديد من الدول العربية : فبدون الدعم السوفيتي كراع لقدراتها العسكرية لم تعد الأنظمة القومية قادرة على مواكبة التطور العسكري.

و لهذا فقد بدأت الأنظمة القومية تدريجيا فقدان شرعيتها الشعبية, مما خلق فراغا  يملؤه حاليا جهات غير حكومية (ليست دولا). كما أن القوى الأيدلوجية و قوة المال قد تغيرت أيضا, ومع حلول الاسلام السياسي مكان العلمانية تكاملت القضايا الاجتماعية و الثورية مما خلق قومية معادية للغرب.

 واليوم فان الشرق الأوسط القديم موجود في سوريا و مصر و اليمن و تونس و الجزائر  و حركة فتح في الأراضي الفلسطينية. و الشرق الأوسط الجديد يمكن رؤيته في دبي و الإمارات و اسرائيل اضافة الى حزب الله و حماس و الإرهاب الجهادي و جزئيا في إيران و السعودية. كما أن الأردن و المغرب تحاولان الانضمام الى الشرق الأوسط الجديد.

وبشكل واضح و كما توحي هذه الأمثلة فان "الجديد" لا تعني الأفضل بالضرورة, و لكنها تعني ببساطة اختلافا و أمورا أكثر تحديثا. في الواقع فان الحداثة لا تعني وجود حلول للصراعات المستمرة في التعمق في المنطقة. و بدلا من ذلك فان هذه الصراعات بحد ذاتها "محدثة" مما قد يجعلها أكثر خطورة مما كانت عليه في الماضي.

ان جانبا من هذه الحداثة يمكن أن نراه في حرب لبنان عام 2006, حيث استعيضت الدبابات بحرب الصواريخ و الكاتيوشا. و في نفس الوقت فان اللاعبين من غير الدول مثل حزب الله و حماس و القاعدة قد حلت مكان الجيوش التقليدية كما أن الانتحاريين مزودين بمتفجرات الطرق و السيارات المتفجرة أو الأحزمة الناسفة حلوا مكان مقاتلي العصابات الذين كانوا يحملون الكلاشنكوف.

و لربما كان التغير الأكثر أهمية هو التغير في مركز ثقل القوى العسكرية في المنطقة. و بينما تعتبر كل من اسرائيل و لبنان و فلسطين من أهم النقاط الساخنة في الشرق الأوسط القديم, فان القوى الإقليمية و السياسية في أعقاب حرب العراق تتمركز الآن في الخليج. ان الصراع المهيمن لم يعد هو الصراع الاسرائيلي الفلسطيني, و لكن الخوف من المواجهة حاليا ما بين إيران و السعودية من أجل السيادة الإقليمية الفرعية , و ما بين إيران و الولايات المتحدة م أجل الهيمنة على المنطقة هو الصراع الجديد.

 في الواقع فانه من المستحيل عمليا في الوقت الحالي إيجاد حل للصراع الاسرائيلي الفلسطيني دون إيران و حلفائها المحليين – حزب الله في لبنان و حماس فلسطين-.

بشكل من الأشكال فان الحرب في العراق قد شكلت جسرا استراتيجيا و عسكريا ما بين الشرق الأوسط القديم و الجديد. لقد أدى التدخل الأمريكي الى حصول أربعة تغييرات بعيدة المدى في المنطقة:

* لقد تم إطلاق العنان لطموحات إيران وقد أوصلت إيران الى موقع استراتيجي لم تكن لتصله لوحدها.

* ان الديمقراطية في العراق قد عززت من موقف الأغلبية الشيعية, و التي بالمقابل أدت الى زيادة قوة إيران. في الواقع فان الحرب في العراق قد حولت الصراع القديم ما بين السنة والشيعة الى صراع جيوسياسي مهم و مددته الى كامل المنطقة.

* ان ارتفاع إيران قد فرض خطرا وجوديا على السعودية, بسب أن ا لمنطقة  الشمالية الشرقية و الغنية بالنفط في السعودية تقطنها أغلبية شيعية. ان الحكومة الشيعية في بغداد و التي تسيطر عليها إيران سوف تهدد و على المدى المتوسط السلامة الإقليمية لأراضي السعودية و هو السيناريو الذي لا تستطيع و لن تقبله السعودية.

* ان باستطاعة إيران أن تكون قوة نووية, مما سيصعد من التهديد الوجودي بالنسبة للسعودية. و بشكل عام أكثر, فان عملة القوة العسكرية التقليدية في الشرق الأوسط سوف تفقد قيمتها, مما سيؤدي حتما الى حدوث سباق تسلح نووي. 

ان ما سينبثق عن هذا الوضع الجديد هو تهديد تفكك جميع النظام الأنجلو- فرنسي للدول في الشرق الأوسط. وأول مرشح لذلك هو بالطبع العراق.

وما اذا  كان باستطاعة العراق الصمود جميعه على الرغم من المواجهات الدينية و الاثنية و التي تحرض الكرد ضد العرب و السنة ضد الشيعة سوف يكون أهم سؤال للشرق الأوسط الجديد. و اذا كان من الصعب احتواء تفكك العراق فانه في الواقع قد يؤدي الى بلقنة المنطقة جميعها . 

و سؤال مهم آخر هو ما اذا كان الاسلام السياسي سوف يتحرك تجاه الديمقراطية و القبول بالحداثة أو البقاء في شرك التطرف و اللجوء الى الماضي؟ ان مقدم هذه المعركة في هذه اللحظة ليس في الشرق الأوسط بل في تركيا ؛ ومع ذلك فان ما سينتج سيكون له أهمية أكثر شمولا.

ان ظهور شرق أوسط جديد قد يقدم فرصة لإقامة نظام اقليمي يعكس المصالح المشروعة لجميع اللاعبين و تقديم حدود آمنة و استبدال التطلعات القيادية بالشفافية و التعاون. و اذا لم يحصل ذلك أو لم يتم انتهاز هذه الفرصة فان الشرق الأوسط الجديد سوف يكون أكثر خطورة من ذلك القديم.

Out of the ashes

The Iraq war has helped give rise to a new Middle East , one which threatens to be more volatile than its predecessor

Joschka Fischer

May 5, 2008 8:00 AM | Printable version

President Bush's Middle East policy undeniably managed to achieve one thing: it has thoroughly destabilised the region. Otherwise, the results are not at all what the US had hoped to accomplish. A democratic, pro-western Middle East is not in the cards.

But, while things are not developing as American neoconservatives had intended, they are nevertheless developing. The historical failure named the Iraq war, the demise of secular Arab nationalism and the soaring oil and gas prices have wrought profound changes in the region. From Damascus to Dubai , from Tel Aviv to Tehran , a new Middle East is now emerging.

The old Middle East arose from the borders and political identities created by the European powers after the fall of the Ottoman empire in 1918. Its driving ideological force was a European-inspired secular nationalism, which strove for political and social modernisation through top-down government action. This type of nationalism, or "Arab socialism", reached its apex during the cold war, when it could lean on Soviet military, political, and economic support.

Its end came with that of the Soviet Union , as it petrified into authoritarian, corrupt, and inefficient military regimes and dictatorships. The end of the Soviet Union also triggered a profound military crisis in many Arab states: without Soviet support as an external guarantor of their military capabilities, the nationalist regimes were no longer able to keep pace with military modernisation.

The nationalist regimes thus gradually lost popular legitimacy, creating a vacuum that non-state actors have now largely filled. The ideological forces and the currency of power have also changed, with political Islam replacing secularism while skillfully integrating social issues and revolutionary, anti-western nationalism.

Today, the old Middle East can still be found in Syria , Egypt , Yemen , Tunisia , Algeria , and Fatah-controlled Palestine . The new Middle East includes Dubai , the Gulf emirates, and Israel , as well as Hizbullah, Hamas, and jihadi terrorism - and, partly, Iran and Saudi Arabia . Jordan and Morocco are also trying to associate themselves with the new Middle East .

Obviously, as these examples suggest, "new" does not necessarily mean better, but simply different and more modern. Indeed, modernisation by no means implies a solution to the conflicts that continue to fester in the region. Instead, these conflicts are themselves "modernised," which could make them even more dangerous than in the past.

An aspect of such modernisation could be seen in the 2006 Lebanon war between Israel and Hizbullah, where tank warfare was rendered obsolete by missiles and Katyushas. At the same time, non-state actors, such as Hizbullah, Hamas, and al-Qaida, have taken the place of traditional armies, and suicide bombers equipped with road-side and car bombs or explosive belts have replaced guerrilla fighters with their Kalashnikovs.

Perhaps the most important change is the shift in the region's political and military centre of gravity. While Israel , Palestine , and Lebanon defined the most important hot spots in the old Middle East , regional power and politics in the wake of the Iraq war is now centered on the Gulf. The dominant conflict is no longer the Israeli-Palestinian struggle, but the threat of a confrontation between Iran and Saudi Arabia for sub-regional supremacy, and between Iran and the US for regional hegemony.

Indeed, it is by now virtually impossible to implement any solution to the Israeli-Palestinian conflict without Iran and its local allies - Hizbullah in Lebanon and Hamas in Palestine .

In a way, then, the war in Iraq forms the strategic and military bridge between the old and the new Middle East . The US intervention has brought about four far-reaching changes in the region:

Iran's hegemonic ambitions have been unleashed, and the country has been helped to a strategic position that it could never have reached on its own.

The democratisation of Iraq has empowered the Shia majority, which in turn greatly strengthened Iran's influence. Indeed, the war in Iraq has transformed the centuries-old Shia-Sunni conflict by infusing it with modern geopolitical significance and extending it to the entire region.

The rise of Iran poses an existential threat to Saudi Arabia, because the country's oil-rich northeast is populated by a Shia majority. A Shia government in Baghdad , dominated by Iran , would, in the medium term, threaten Saudi Arabia 's territorial integrity - a scenario that the Saudis cannot, and will not, accept.

Should Iran manage to become a nuclear power, the Saudis' existential fears would dramatically escalate. More generally, the currency of conventional military power in the Middle East would largely lose its value, inevitably resulting in a regional nuclear arms race.

Emanating from this new situation is the threat of disintegration of the whole Anglo-French system of states in the Middle East . The first candidate is, of course, Iraq .

Whether Iraq can be held together despite the ethnic and religious confrontations that pit Kurds against Arabs and Sunnis against the Shias is one of the most pregnant questions for the new Middle East . For Iraq 's disintegration would be hard to contain; indeed, it could bring about a thorough balkanisation of the region.

Another important question is whether political Islam will move toward democracy and acceptance of modernity or remain trapped in radicalism and invocation of the past? The forefront of this battle is, at the moment, not in the Middle East , but in Turkey ; nevertheless, the result is bound to have more general significance.

The emergence of the new Middle East may present an opportunity to establish a regional order that reflects the legitimate interests of all the actors involved, provides secure borders, and replaces hegemonic aspirations with transparency and cooperation. If not, or if such an opportunity is not seized, the new Middle East will be much more dangerous than the old one.

http://commentisfree.guardian.co.uk/joschka_fischer/2008/05/out_of_the_ashes.html

-----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ