ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هجوم
إسرائيل الدبلوماسي افتتاحية
الهيرالد تريبيون نيويورك
– قلة هي تلك الدول التي تستطيع
تحمل رفاهية اقتصار
دبلوماسيتها على الدول الصديقة
والمجموعات التي تحب السلام.
يتطلب الأمن الوطني أحياناً
التفاوض مع أعداء خطرين. لحسن
الحظ أن رئيس الوزراء
الإسرائيلي إيهود أولمرت يثبت
فهماً أكثر وضوحاً لهذه الوقائع
مما حققه الرئيس بوش. تبدي
إسرائيل المزيد من الاستعداد
على استكشاف احتمالات حوارات مع
دول ومجموعات تفضل واشنطن
تجاهلها وعزلها. وافقت إسرائيل
في الأسابيع الأخيرة على وقف
إطلاق نار نظمته مصر مع سلطات
حماس في غزة، وهي تنخرط الآن في
محادثات غير مباشرة مع سوريا
ترعاها تركيا. كما أنها تحاول
بدء محادثات مع الحكومة
اللبنانية رغم، أو على الأرجح
بسبب تنامي تأثير حزب الله. هناك
مخاطرات واضحة. قد لا تحترم حماس
أو تطبق وقف إطلاق النار، فقد
كانت هناك انتهاكات شبه يومية.
وقد تكون سوريا راسخة لا تهتز،
كما كانت في مفاوضات سابقة. قد
يقف حزب الله عائقاً أمام
محادثات مع لبنان أو يستخدمها
لشراء الوقت لتوسيع ترسانته
وقواه السياسية المضاعفة، وقد
لا يملك السيد أولمرت، الضعيف
والمحاصر قانونياً، قدرة
البقاء ليرى أياً من هذه
المبادرات وقد تحققت. إلا أن
إسرائيل ما زالت على حق في أن
تجرب. مع تعرض أمنها بل وحتى
بقائها للمخاطرة، يعتبر
الاستمرار في ترك واشنطن وعماها
الأيديولوجي يعيقان
الدبلوماسية الإسرائيلية أمراً
غير مسؤول. يمكن
إعطاء بعض الفضل لإدارة الرئيس
بوش لأنها قدمت دعماً ولو
متأخراً لمبادرات إسرائيل
الدبلوماسية. أنعش
تفجُّر النشاط الدبلوماسي
الإسرائيلي حواراً سياسياً
يجري منذ فترة طويلة في الشرق
الأوسط. هل يتطلب التقدم
الحقيقي نحو السلام دفعات
أميركية متواصلة ورعاية
مستمرة؟ أم هل تتقدم الأطراف
إلى الأمام فقط عندما تدفعهم
مصالحهم الذاتية ؟ أنه
سؤال ليست له إجابة بسيطة واحدة.
صحيح أن زيارة أنور السادات
المفاجئة إلى إسرائيل عام 1977 هي
التي أدت إلى عملية اختراق على
شكل اتفاقية سلام بين مصر
وإسرائيل بعد سنتين من تلك
الزيارة. كما أن المحادثات
السرية في أوسلو هي التي بدأت
فعلياً عملية السلام
التاريخية، رغم أنها فشلت بين
الإسرائيليين والفلسطينيين في
تسعينات القرن الماضي. لم تكن
أمريكا في أي من الحالتين تحاول
تثبيط همة المفاوضات. وفي كلا
الحالتين اعتمد التقدم الذي تلا
وبشدة على مشاركة نشطة جداً من
قبل الولايات المتحدة. حتى
عندما تكون هناك رغبة قوية
متبادلة بالسلام فإن تاريخ عدم
الثقة وضعف القادة السياسيين لا
يمكن التغلب عليهما إلا بنوع
المساعدة الخارجية الفريدة
التي يمكن للولايات المتحدة أن
تقدمها. قد تكون سوريا على
استعداد أكثر بكثير لصنع السلام
مع إسرائيل وقطع علاقاتها مع
إيران لو أنه عُرض عليها نفس نوع
التأهيل الدبلوماسي والاقتصادي
بأسلوب الخطوة بخطوة الذي
استخدمته واشنطن مؤخراً لإدخال
سلوك بنّاء أكثر في ليبيا
وكوريا الشمالية. تأتي
مبادرات إسرائيل الدبلوماسية
الأخيرة رغم، وليس بسبب، سبع
سنوات من الإهمال المؤذي للشرق
الأوسط من قبل إدارة الرئيس بوش.
إذا كان لأي فضل بعيد المدى أن
يتأتى من هذه المبادرات فسوف
تحتاج الإدارة الأميركية
القادمة لأن تكون ملتزمة بصدق
بالدبلوماسية، وأن تكون ماهرة
أكثر بكثير فيها. ---------- *
تقوم خدمة Common Ground
الإخبارية بتوزيع هذا المقال
الذي يمكن الحصول عليه من
الموقع www.commongroundnews.org مصدر
المقال: إنترناشيونال هيرالد
تريبيون، 30 حزيران/يونيو 2008 تم
الحصول على حقوق نشر هذا المقال. ---------------- نشرنا
لهذه المقالات لا يعني أنها
تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً
أو جزئياً
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |