ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 14/07/2008


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


 

صرف النظر عن انتحار الجنود

بقلم: جيمس كارول

هيرالد تريبيون   4/7/2008

ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي

ان عبارة "دعم الجنود" ما هي الا كذبة أمريكية. ان هذه الأمة و بشكل محزن و معروف تقوم بإفشال الشباب و الشابات الذين يرتدون الزي العسكري, و لا شيء أكثر دلالة على ذلك من عمليات انتحار الجنود. وفقا لأرقام الجيش الأمريكي ذاته, فان معدل الانتحار ما بين موظفي الخدمة الفعليين تضاعفت تقريبا ما بين الأعوام 2001 و 2006. و قد ارتفعت هذا الرقم الى مستويات غير مسبوقة في العام 2007, عندما صنف الانتحار على أنه سبب الموت الثالث بين أعضاء الحرس الوطني. حتى اذا تفاوتت أسباب الموت في جبهات الحرب و الوطن فان هذه البيانات تعتبر شاذة, خصوصا و أن حوادث الانتحار ما بين الجنود تنخفض تاريخيا وقت الحرب و  لا ترتفع.

ان المحاربين القدماء كذلك في ورطة. في شهر مايو حذر رئيس المعهد الوطني للصحة العقلية من "عاصفة متراكمة", و قد أخبر ثوماس انسيل الجمعية الأمريكية للطب النفسي بأن واحدا من كل خمسة جنود من 1.6 مليون جندي يعملون في العراق أو أفغانستان (أو أكثر من 300000) يعانون من متلازمة الإجهاد العصبي و الاكتئاب. و يحتمل أن تهدد هذه المشاكل حياة الجنود أو عقولهم بما في ذلك القيام بتصرفات مؤذية للذات مثل الإدمان و يرفع فرصة – كما يقول انسيل- " الانتحار وزيادة عدد الجنود المقاتلين الموتى". 

كما تتجنب أمريكا حقائق الإصابات في حرب العراق و أفغانستان, فان الأمة ترفض الالتفات لما يحدث لهؤلاء الذين ترسلهم الى الحرب. ان الانتشار المتكرر في مناطق الحرب, اضافة الى الدعم الضئيل عند العودة الى الديار يترك الجنود في حالة من الفوضى. ان كل من يقوم بالانتحار أو يحاول ذلك (أكثر من 2000 حالة السنة الماضية) يظهر هذا. سيكون من التصلب و الصلف الخروج بنتيجة من أية حالة فردية من هذا اليأس, و لكن بالنظر الى مجمل الأمور فان عمليات التدمير هذه تكشف لنا بعض الحقائق الصعبة.

ان الحرب في العراق على وجه الخصوص, هي تمرين جيد لتوضيح المعنى. ان جوهر الحرب في العراق هو عدم وجود جوهر. ان هدف الحرب المعلن هو النظام الاجتماعي, بينما الوجود الأمريكي في حد ذاته يخلق فوضى اجتماعية. ان قواتنا تدرك هذه الحقيقية. لقد وصلوا الى أرض المعركة بتصميم عال على أن يقوموا بحماية الأبرياء من العدو, و لكنهم اكتشفوا أن التفرق ما بين السكان والعدو أمر متعذر. ان المتمردين ليسوا عقائديين ناهيك عن أن يكونوا إرهابيين أنهم فقط أبناء عمومة أولئك الذين تم قتلهم. ان الضحية و الجلاد هو نفسه. ان الشك موجود في كل مكان. لا أحد يثق بالأمريكيين. ان مثل هذه التناقضات تجعل الحرب مثار جدل في الولايات المتحدة, ولكن في العراق فانها تجعل حياة الجنود أمرا لا يطاق.

ان هذه المشاكل موجودة ضمن سياق أكبر من انهيار مصادر المعنى. ان الأساطير التي تعتمد على الأخلاقيات العسكرية قد انهارت.

على سبيل المثال فمهما كانت العرقية التي يتمسك بها العراقيون, فان الجنود الأمريكان يعلمون و لو بشكل غير واع بأن مشاعر المواطنة التي قامت عليها حروب القرنين ال 19 و ال 20 قد تغيرت في المواطنة العالمية في القرن ال 21. ان الإيمان بالعنف التكنولوجي كأداة للعدالة تتأثر بالنتيجة الكونية الكارثية و التي يمكن أن تحدث فعلا اذا لم يتم كبح جماح العنف التكنولوجي. ان البساطة الإنسانية التي تستخدم العنف باسم إنهاء العنف لا يمكن أن تستمر. بالنسبة للأمريكيين الذين تربعوا في وسط هذا التناقض فان إطلاق العنف بالنسبة لأمتهم يشير الى انتحار لكل الأصناف الحية.

و لكن بالنسبة للجنود الأمريكيين, فان الأمر أكثر شخصية من ذلك. في سبيل المعنى فان هدفهم قد تمحور حول الولاء. ان التماسك و الوحدة هي الغاية العظمى. لذلك فان جنودنا قد استعدوا للموت لا من أجل العراق و لا حتى من أجل أمريكا و لكن لهدف آخر. لقد أقسموا على حماية ظهور بعضهم البعض. في المعركة فان مثل هذا الالتزام عادة ما يتم الوفاء به, ولكن, و للأسف و عندما تحل البيروقراطية مكان الصديق فانه يتبين أن الولاء كاذب.

من المؤلم القول, أن الجيش الأمريكي لا يولي اهتماما بأفراده, انه يهتم فقط بالمهمات التي يمكن ان ينجزها هؤلاء الأفراد. لذلك فان الاستغلال المخزي للقوات في تعطيل إعادة الانتشار يؤدي الى مضايقة عائلاتهم. وعلى خلفية تخلي الأمة عن هؤلاء وحيث لا يجدون وحدة و تماسكا و ظهورهم في مواجهة الجدار بدون حماية . فمن يا ترى يدعم الجنود ؟

ان الانتحار دائما مأساة, وعادة ما يكون هناك رسالة يجب على الأحياء أن يقرؤها. و في حالة انتحار الجنود فإننا نحن الأمريكيين جميعنا أقاربهم. ان يأسهم يتطلب اهتماما منا. ما الذي يخبروننا به ؟

A blind eye on soldiers' suicides

By James Carroll

Published: July 4, 2008

'Support the troops" is an American lie. This nation is grievously and knowingly failing the young men and women who wear the uniform of its military services, and nothing demonstrates that more powerfully than the suicides of soldiers. According to the U.S. Army's own figures, the rate of suicide among active duty personnel nearly doubled between 2001 and 2006. The number then grew even higher in 2007, when suicide ranked third as the cause of death among members of the National Guard. Even if proximate causes vary from war zones to home fronts, such data are anomalous, since suicide rates among soldiers historically go down during wartime, not up.

Veterans, too, are in trouble. In May, the head of the National Institute of Mental Health warned of "a gathering storm." Thomas Insel told the American Psychiatric Association that one in five of the 1.6 million soldiers who have been deployed in Iraq or Afghanistan (or more than 300,000) suffer from post-traumatic stress syndrome or depression. Potentially life-threatening mental disorders, including self-destructive behavior like addiction, raise the prospect, in Insel's words, of "suicides and psychological mortality trumping combat deaths."

As America has steadily averted its gaze from the actualities of its wars in Iraq and Afghanistan , so, too, has the nation refused to look at what is happening to those it sends to fight. Repeated deployments to war zones, combined with meager support upon returning home, are leaving many soldiers adrift. Each one who commits suicide, or attempts to (more than 2,000 last year), shows this. It would be presumptuous to draw conclusions from any single instance of such despair, but taken as a whole, these acts of self-destruction lay bare some difficult truths.

The war in Iraq , in particular, is an exercise in the obliteration of meaning. The war's essence is its lack of essence. The war's Catch-22 is that its stated goal is social order, while the American presence itself creates disorder. Our troops know this. They arrive in the war zone with every intention of protecting an innocent population from the enemy, only to discover that the enemy and the population are indistinguishable. "Insurgents" often turn out to be, not ideologues, much less "terrorists," but only cousins of those already killed. Victims and victimizers are alike. Suspicion is ubiquitous. No one trusts Americans. Such contradictions make the war controversial in the United States , but in Iraq they make the soldiers' situation intolerable.

These particular problems exist within a larger context of collapsing sources of meaning. The myths on which the military ethos depend have been broken.

 

Whatever ethnic fevers grip Iraqis, for example, American soldiers know, if only unconsciously, that the passion for nationhood on which 19th- and 20th-century wars depended is being undercut by the global citizenship of the 21st century. Not since Earth was seen whole from the moon is nationalism what it was. Even more transforming, faith in technological violence as an instrument of justice is being undercut by the catastrophic planetary outcome that can already be anticipated if technological violence is not curbed. The human naïveté that uses violence in the name of ending violence can no longer be sustained. For Americans plunged into the heart of this contradiction, the unbridled violence of their own nation points to the suicide of the very species.

But for American soldiers, it is more personal even than that. For meaning's sake, their purpose has been defined around loyalty. Unit cohesion is the absolute virtue. Thus our soldiers prepare to die not for Iraq , nor even for America , but for one another. "I've got your back," they promise. In combat, such commitment is often heroically fulfilled, but, alas, once the bureaucracy replaces the buddy, loyalty, too, is found to be a lie.

Harsh to say, but the American military cares nothing for the individuals who comprise it, only for the mission those individuals, in formation, can accomplish. Hence the shameful exploitation of troops in disabling redeployments, and the resulting abuse of their families. Hence the nation's abandonment of those, who, upon discharge, find no unit, no cohesion, and their backs against the wall. Support the troops? On your bumper.

Suicide is always a tragedy, and, whether accompanied by a note, always a message - one that survivors must read. In the case of soldier suicides, we Americans are all their next of kin. Their despair demands our attention. What are they telling us?

 http://www.iht.com/articles/2008/07/04/opinion/edcarroll.php

----------------

نشرنا لهذه المقالات لا يعني أنها تعبر عن وجهة نظر المركز كلياً أو جزئياً


السابقأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ